زنقة20ا الرباط

وجه رئيس الجامعة الملكية المغربة لكرة القدم، فوزي لقجع، عضو مجلس الفيفا، اليوم الأربعاء، عبر تقنية الفيديو، رسالة مسجلة للمشاركين في المؤتمر الاستثنائيا للفيفا المنعقد بسويسرا لحسم هوية البلدان المنظمة ‏لنسختي 2030 و2034 من بطولة كأس العالم بعرض الأمر على تصويت الاتحادات الأعضاء ‏بعد استيفاء الملفين الوحيدين المرشحين للحد الأدنى المطلوب في تقييم العروض المقدمة.

وخلال كلمة له حول الملف المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030، عبر فوزي لقجع “عن خالص امتنانه لكل المشاركين من رؤساء اتحادات الدول لكرة القدم والأعضاء لجعل لحظة السعادة هذه التي نشاركها معا ممكنة”.

وقال لقجع إن “هذه اللحظة حافلة بعدة طرف بدءا من هذا التمثيل العالمي الذي نادرا ما نراه في مجالات أخرى”.

وأضاف لقجع “أشكر الجميع على ثقتهم في المغرب وباقي شركائنا إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030”.

وأكد لقجع أن “الثقة التي وضعتموها في بلدي باختيار ترشيحه ضمن الترشيح الثلاثي تشهد مرة أخرى على التقدم المحرز سواء على مستوى الأعمال التحضيرية المحددة لهذا الحدث، أو من حيث التنمية الشاملة للبلاد”.

وشدد لقجع على أنه “بفضل الرؤية الملكية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله لن تسهام في إنجاح البطولة فحسب بل تحقيق ما طال ما دافعنا عنه وهو أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص هي رافعة للتنمية الإجتماعية والإقتصادية والبشرية “.

وقال لقجع إن “الترشيح الثلاثي سيصنع لنفسه مكانا في التاريخ، وهو ليس بأي مكان .. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم كأس العالم في إفريقيا مهد البشرية وفي القارة الأوربية في آن واحد”.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

فلسفة التاريخ في رد حركة حماس على ورقة ترامب..

بعد أن تقدمت المقاومة بردها على خطة ترامب، ومع التطورات الجديدة، أعتذر عن الجزء الثاني من مقالتي السابقة، لأتناول الوضع القائم اليوم، ولأطرح بعض الرؤى والتصورات التي يفرضها الواقع الراهن..

يقول ابن خلدون: "التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، وفي باطنه نظر وتحقيق"، وهو ما يمكن تسميته بلغة اليوم "فلسفة التاريخ"، ذلك الدرس الخطير الذي استبعدته مناهج التعليم في أوطاننا؛ ليظل العقل العربي عقلا حافظا لافظا، لا مستنيرا مفكرا؛ لذلك تجده يتعامل مع معطيات الحاضر والماضي دون محاولة فهم أو تحليل لأحداث التاريخ.

ونحن اليوم مطالبون بمحاولة تفسير ما يحدث، ومطلوب منا ألا نمر على الأمور مرور الكرام، كما نرى اليوم لدى كثير من الساسة والإعلاميين الببغاويين على امتداد الخريطة..

والسؤال الجوهري الذي يجب أن نطرحه هو: ما الذي دفع ترامب إلى الاحتفاء برد حماس، ونشره باللغة الإنجليزية على منصة "تروث" كما هو، بذات المصطلحات التي أوردتها حماس في بيانها مثل "إبادة جماعية" وتعريفها كـ"حركة مقاومة"، واعتبار ردها على خطته انتصارا لسياساته، من دون أن يذيله بأي تعليق؟ ولماذا لم تثر ثائرته لما أحدثته حماس من تغيير في خطته؟

ابتداء، علينا ألا نثق كثيرا أو قليلا بالولايات المتحدة، فهي ليست ضامنة حقيقية لأي اتفاق مع الكيان المحتل، فالولايات المتحدة ليست دولة ديمقراطية، وخصوصا في عهد ترامب، فهي دولة أوليغارشية عقارية تحكم العالم بقوة المال، وتتحكم في سياساتها الخفية عائلات ثرية ومجاميع اقتصادية ذات نفوذ يغلب عليها العنصر اليهودي.

وقرارات ترامب وطفرات تصريحاته الهجينة ليست من بنات أفكاره، بقدر ما هي توصيات من لوبيات اقتصادية فاعلة في المجتمع الأمريكي. وترامب شخص هش يستمع إلى أفكار هؤلاء وهؤلاء، ويقتنع بها مؤقتا، فهو سريع التأثر بما يقال له، ثم بعد أن يقرر، بناء على ما تلقى من توصيات؛ يتراجع قليلا أو كثيرا حين يثور العالم على قراراته، فهو مقود وليس قائدا، كما يتصور كثيرون.. هو ليس أكثر من دمية في يد أعمدة الاقتصاد الأمريكي، لذلك تجد معظم قراراته متصلة بالمكاسب المادية، وهو ما رأيناه فيما تحصّل عليه من أموال الجزية من دول الخليج، على سبيل المثال لا الإحاطة، وقد امتد غروره إلى غزة؛ فأراد امتلاكها لتكون منتجعا سياحيا يدر عليه شخصيا وعلى بلده الأرباح الوفيرة، إضافة إلى دافع العظمة المصطنعة التي تُخيل له حصوله على مكاسب معنوية، تتصل بغروره وكبريائه، تلك التي يراها في أحلام اليقظة الوردية، تماما كما يرى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام!

إلى ذلك، فإن ترامب لا يصدر في تصرفاته وتصريحاته عن منهج واضح يحدد خطواته، ويقيم عليه طريقة حكمه، وينظم أولوياته، فمن يراقب حركة ترامب وتصريحاته، يلاحظ فوضى وترددا وتراجعا، وسرعة في اتخاذ القرار، كما يلاحظ أنه يمدح الأقوياء، ويتقرب منهم بعد لقائه بهم، ثم سرعان ما يغير سلوكه تجاههم بمصادمة أو رأي هجين أو ردة فعل..

بناء على ما تقدم، فإن تقبّل ترامب لخطة حماس يتصل مباشرة بعوامل منها:

أولا: طمع ترامب في تحقيق انتصار سريع قبل قرار اللجنة الخاصة بجائزة نوبل؛ فهو مهووس بتحقيق حضور قوي بصفته رئيسا لأقوى دولة في العالم، ويرى أن من حقه الحصول على الجائزة بناء على أكاذيب روجها لنفسه، وأثارت سخرية العالم، حين قال: "أنهيت 9 حروب، وعدم حصولي على نوبل إهانة كبيرة لأمريكا"، إذا هو يرى نفسه مستحقا للجائزة بقوة الولايات المتحدة وحضورها الفاعل على المسرح الدولي، وهو يعلم يقينا أنه لا يستحقها. وهي المرة الأولى التي أسمع فيها من يطالب بجائزة نوبل بهذه الطريقة الفجة التي أثارت سخرية العالم، بمن فيه إعلاميون وأكاديميون وساسة أمريكيون. وفي تصريح لأكاديمية سويدية، قالت: "جوائز نوبل مهددة بسياسات ترامب"، وتهكم أحد الإعلاميين على ترامب بالقول: "هل سيغزو ترامب السويد لإجبارها على منحه جائزة نوبل"؟!

ثانيا: لا أستبعد مطلقا بأن ترامب باتفاق سري مع نتنياهو، أراد إنقاذ الأخير بعد أن تفكك المجتمع الإسرائيلي وبات قاب قوسين أو أدنى من قنبلة اجتماعية تأكل الأخضر واليابس، وربما تكون استعادة الأسرى لدى حماس مفتاح فرج لنتنياهو، بحيث يبدو محررا وزعيما قويا أجبر حماس على تسليم الأسرى، وهو ما من شأنه إيقاف الاحتجاجات والتظاهرات العارمة التي عصفت به وبحكومته.

ثالثا: غضب الشعب الأمريكي الذي هز أركان الدولة، والغضب الشعبي في أوروبا ومعظم دول العالم، هذا الغضب الذي وُجّه نحو الكيان المحتل والولايات المتحدة على حد سواء؛ فإنهاء العدوان على قطاع غزة، هو إنهاء إسرائيلي أمريكي، كما يراه العالم كله، ناهيك عن الغضب الرسمي لبعض الدول المهمة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وبعض دول آسيا، إضافة إلى رغبة ترامب في إرضاء بعض دول الخليج وإندونيسيا وتركيا، ثم التخفيف من وقع الهجوم الإسرائيلي على قطر الذي أثار موجة من الغضب الخليجي والعربي وكثير من دول العالم، مع إدراك الجميع بأن ترامب كان يعلم بالضربة، لكنه بالاتفاق مع نتنياهو، قام بعملية تمويه مكشوفة لإخفاء تورطه في الهجمة..

رابعا: إن ترامب كما سبق وذكرت ليس له منهج خاص وقيم ومبادئ خاصة ينطلق منها في أدائه السياسي، فهو يقول الشيء وضده، ويعلن ثم يتراجع، ويؤكد ثم يصمت، فلا أحد يستطيع فهمه ولا اتجاه مساراته، ولا ما يمكن أن يفعله غدا..

ينظر ترامب لحماس بوصفها قوة عظمى عنيدة، ويشعر بالسعادة على اعتبار أنه استطاع أن يخترقها ويلين مواقفها، ولا أستبعد أن يغير موقفه من رد حماس في أية لحظة؛ فهو مزاجي مهووس يعاني من أمراض نفسية عديدة، أهمها جنون العظمة الذي لا علاج طبيا له، فقد أكدت حماس أنها بما قدمت في ردها تتمتع بحنكة تفاوضية أعادت رسم المشهد الفلسطيني بعبقرية لا ينكرها أحد، حيث أشاد بها العالم، ووصفها بالعبقرية، بما قد يعني أن حماس استطاعت أن تلعب بعقل ترامب، وكانت أذكى مما تخيل، وهو ما قد يجعل ترامب يحس بأنه تسرع في تقبل تعديلات الحركة، وأنه تعرض لنوع من الخداع، وأنه تسرع في الإشادة بالورقة الحمساوية، فصار أضحوكة تندر بها العالم. وربما كان ذكاء الرد حافزا لجعل ترامب يؤمن بحماس، فقد وصفها بأنها تعمل بشكل أفضل من ذي قبل، وهو تصريح غريب وهجين، من رئيس تعد دولته حماس حركة إرهابية.

ولا شك بأن الكيان المحتل بدوائره السياسية والإعلامية المختلفة كان متفاجئا من الرد الأمريكي وقبوله برد حماس، فقد وصف موقع "حدشوت زمان" الإسرائيلي ما جرى بأنه يعد قلبا للطاولة، وأن المفاوضات تحولت لتصبح بين حماس وترامب، كما ذكرت وسائل إعلام عبرية بأن حماس نجحت في إيقاع ترامب في شباكها.

إن النجاح الذي أحرزته حركة حماس في ردها على خطة ترامب واحتفاء ترامب به؛ يؤشر على عمل مؤسسي مسؤول، ويثبت أن الحركة ليست مليشيات عمياء تضرب خبط عشواء. فهي تحمل بكلتا يديها ميزانا حساسا يعطي الأشياء وزنها الحقيقي، وأنها تميز بين الماء والنار، وتحس بوجع المواطن، وتحكم على الأمور بناء على معطيات ميدانية وعقلانية.. لقد أثبتت حماس أنها على قدر المسؤولية، وأنها تتمتع بحكمة عالية ووعي استثنائي تجاوز السياسات العربية بمراحل كبيرة..

مقالات مشابهة

  • سمو الأمير يصدر قانونا بتعديل بعض أحكام قانون الموارد البشرية المدنية ويصادق على قرار مجلس الوزراء بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون الموارد
  • فلسفة التاريخ في رد حركة حماس على ورقة ترامب..
  • بورانجا.. حارس يكتب التاريخ في الـ82
  • ياسر ريان: التتويج بكأس أمم إفريقيا أهم من التمثيل المشرف في المونديال
  • ياسر ريان: تتويج منتخب مصر بكأس أمم إفريقيا أهم من التمثيل المشرف في كأس العالم
  • ياسر ريان: تتويج منتخب مصر بكأس إفريقيا أهم من التمثيل المشرف في كأس العالم
  • العد التنازلي لمونديال 2026.. كبار أوروبا وأمريكا يقتربون من بطاقات التأهل
  • الكاف يؤكد دعم المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا
  • لقجع يهدي إنفانتينو الكرة الرسمية لـ«كان 2025» بالمغرب والمملكة جاهزة لتنظيم بطولة استثنائية
  • صادي يشارك في الجمعية العامة للكاف واجتماع اتحاد شمال إفريقيا