تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أنشطة داعش زادت خلال الفترة الأخيرة وتحذيرات من إعادة بناء نفسه.

في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بسوريا ما بعد الأسد، يتربص جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية، الفوضى المحتملة التي تهدد البلاد ستكون فرصة تغتنمها الجماعة الإرهابية التي تسعى إلى استعادة الأراضي وإعادة إطلاق طموحاتها.

 يحذر كولن كلارك، المدير العلمي لمركز صوفان في نيويورك: "ستكون الفوضى حتمًا نعمة لداعش. لقد انتظر وقته، وقام ببطء ولكن بثبات بإعادة بناء شبكاته في جميع أنحاء البلاد، رغم أن المؤكد أن تنظيم داعش بعيد كل البعد عن القوة التي بلغ ذروتها أثناء الخلافة، عندما سيطر بين عامي 2014 و2019 على مساحات شاسعة من الأراضي بين سوريا والعراق. وحاليًا لا يعيش التنظيم إلا في الجيوب المفقودة في الصحراء الشاسعة في شرق البلاد".

ولكن في المرحلة الانتقالية الدقيقة التي تنتظرنا، يعيد تنظيم الدولة الإسلامية تنظيم نفسه. وفي مجلته الرسمية "النبأ"، رفض التنظيم مسبقًا أي شكل من أشكال السلطة في دمشق غير السلطة الخاصة به، بما في ذلك سلطة المتمردين الإسلاميين بقيادة هيئة تحرير الشام. يوضح لورانس بيندنر، المؤسس المشارك لمشروع JOS، وهي منصة لتحليل التطرف عبر الإنترنت: "إن داعش يضع نفسه على أساس أنه البديل الوحيد القابل للتطبيق، والذي من شأنه أن يدعم المبادئ الدينية بينما يعارض المصالح الأجنبية". ويضيف أن "دعوات المتمردين إلى التعايش السلمي مع الأقليات الدينية هي عكس رؤيتهم المتطرفة للحرمان الكنسي المنهجي".

إذا كان داعش مجرد ظل لما كان عليه من قبل، فإنه يشكل مع ذلك تهديدا حقيقيا وخطيرا. لاحظت أجهزة المخابرات الأمريكية بقلق في الأشهر الأخيرة زيادة في أنشطة داعش. ارتفع من جديد عدد الهجمات في سوريا، بعد انخفاضها بين عامي 2019 و2023، من أكثر من 1000 إلى 121. وفي نوفمبر 2024، كان العدد قد اقترب بالفعل من 260، بحسب تقديرات المحلل آرون زيلين من مركز الأبحاث الأمريكي هدسون. ووفقًا للأخير، فإن الأمور يمكن أن تكون أكثر خطورة، لأن "هناك عناصر مهمة تشير إلى أن تنظيم داعش قد تعمد التقليل من شأن ادعاءاته في سوريا ليبدو أضعف مما هو عليه في الواقع".

ولذلك تدخلت الولايات المتحدة، الأحد الماضى، ونفذت عشرات الضربات الجوية استهدفت أكثر من 75 هدفًا. حتى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال يوم الإثنين الماضي "سيحاول تنظيم داعش استغلال هذه الفترة لإعادة بناء قدراته وإنشاء ملاذات آمنة له. ونحن مصممون على منع ذلك".

وتتركز مخاوف واشنطن، وحتى باريس ولندن، على المعسكرات التي يُحتجز فيها الآلاف من جهاديي داعش تحت المراقبة غير المؤكدة للأكراد. وفي يناير 2022، هاجم التنظيم سجن جويران في الحسكة (شمال شرق البلاد). ويواجه الأكراد أيضًا صعوبة في الحفاظ على النظام في مخيم الهول العملاق، وهو هدف محتمل جدًا لتنظيم داعش، ويقول المراقبون إنهم لن يتمكنوا من تأمينه لفترة أطول. خاصة إذا تعرضوا لهجوم من قبل الجيش التركي الذي يعتبر القوات الكردية "إرهابية"، فيما يتوقع خبراء أنه ما هى إلا ساعات وينتشر الكثير من عناصر داعش بعد "تحريرهم" من مخيم الهول، وقد يحدث ذلك بينما يقرأ قارؤنا هذه السطور.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المخابرات الأمريكية تنظیم داعش

إقرأ أيضاً:

مصرف سوريا المركزي: النمو أسرع من توقعات البنك الدولي وعملة جديدة في الطريق

قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، الخميس الماضي، إن الاقتصاد السوري يشهد معدلات نمو “تفوق بكثير” تقديرات البنك الدولي التي توقعت نموا لا يتجاوز 1% عام 2025، مرجعا ذلك إلى “تدفق العائدين” بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاما، وإلى جهود إعادة دمج البلاد في النظام المالي العالمي عقب سقوط نظام بشار الأسد.

وتحدث حصرية عبر الفيديو خلال مشاركته في مؤتمر "رويترز نكست" في نيويورك، حيث كشف عن اتفاقية جديدة مع شركة فيزا لإطلاق منظومة دفع رقمية داخل البلاد، كما أكد تعاونا مباشرا مع صندوق النقد الدولي لتطوير أدوات قياس البيانات الاقتصادية “بصورة أكثر دقة تعكس واقع التعافي”.

ووصف حصرية إلغاء جزء من العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بأنه “معجزة”، مشيرا إلى أن البلاد تشهد “مرحلة تحول مالي غير مسبوقة” بعد التغيير السياسي الذي أعقب دخول الثوار السوريين العاصمة دمشق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وإطاحتهم بنظام المخلوع بشار الأسد (2000–2024).

توقعات برفع العقوبات الأمريكية
كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد مددت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تعليق عقوبات “قانون قيصر” لمدة 180 يوما، فيما يحتاج إنهاؤها الكامل إلى موافقة الكونغرس.

وبناء على مناقشاته مع مشرعين أمريكيين، توقع حصرية أن يتم رفع العقوبات بالكامل قبل نهاية 2025، قائلا: “عندما يحدث ذلك، سيطمئن هذا بنوك المراسلة الراغبة في التعامل مع سوريا”.

وأشار إلى أن المصرف المركزي يعمل على تحديث القواعد المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، لتوفير “ضمانات إضافية” للمؤسسات المالية العالمية الراغبة بالعودة إلى السوق السورية.

وكشف أن المصرف نظم ورش عمل مشتركة مع بنوك في الولايات المتحدة وتركيا والأردن وأستراليا، تناولت إجراءات العناية الواجبة في مراجعة التدفقات المالية والمعاملات البنكية.

نمو أعلى من التوقعات
كان البنك الدولي قد قدر في تموز/يوليو الماضي نمو الاقتصاد السوري بنسبة 1% فقط في 2025، بعد انكماش بلغ 1.5% في 2024، بسبب تحديات أمنية وقيود على السيولة وتعليق المساعدات الخارجية.

لكن حصرية يرى أن هذه التقديرات “لا تعكس الحقيقة”، مضيفا: “عاد نحو 1.5 مليون لاجئ إلى البلاد. احسبوا فقط الحد الأدنى لما يمكن أن تضيفه هذه العودة إلى الناتج المحلي الإجمالي”.

واعترف بأن سوريا لا تمتلك بعد بيانات اقتصادية موثوقة، لكنه أكد انخفاض التضخم وارتفاع سعر صرف الليرة كمؤشرات على أداء اقتصادي “يتحسن تدريجيا”.


عملة جديدة من ثماني فئات
وأكد حصرية أن سوريا تستعد لإصدار عملة جديدة من ثماني فئات ورقية، مع خطة لحذف صفرين من الليرة من أجل “استعادة الثقة” بعد سنوات من الانهيار الحاد. وسجلت الليرة 11057 للدولار يوم الخميس الماضي على منصة "وورك سبيس" التابعة لمجموعة بورصات لندن.

وقال: “سننهي سبعة عقود من تمويل المصرف المركزي لعجز الموازنة. العملة الجديدة ستكون رمزا للتحرر المالي”.

خطة لبناء مركز مالي إقليمي
ورحب حصرية بإطلاق “خارطة طريق استراتيجية” بين مصرف سوريا المركزي وشركة فيزا لتطوير منظومة المدفوعات الرقمية في البلاد.

وبحسب بيان رسمي نشرته الشركة، ستبدأ فيزا – عبر مؤسسات مالية مرخصة – بإصدار بطاقات دفع ومحافظ رقمية تعتمد تقنيات EMV والتشفير المتقدم لضمان التعاملات الدولية، إضافة إلى تمكين التجار من قبول المدفوعات عبر Tap to Phone والرموز السريعة (QR)، ما يسهل انتشار الدفع الإلكتروني حتى لدى المنشآت الصغيرة.

وأضاف حصرية: “يسعدنا العمل مع فيزا وماستركارد… ونبني نظام دفع متكاملا مع شركاء عالميين. رؤيتنا أن تصبح سوريا مركزا ماليا لبلاد الشام”.

وأشار إلى اجتماعات إضافية مرتقبة مع مسؤولي فيزا لاستكمال الشراكة التقنية والمصرفية.

اقتصاد يعيد تشكيل نفسه
شهدت البلاد منعطفا سياسيا حادا في كانون الأول/ديسمبر 2024، حين تمكن الثوار من دخول العاصمة دمشق وإعلان سقوط نظام بشار الأسد، منهين مسيرة عائلة الأسد التي حكمت سوريا منذ عام 1970.

ومنذ ذلك الحين، تسعى الحكومة الانتقالية إلى إعادة هيكلة الاقتصاد، وجذب المؤسسات المالية الدولية، واستعادة العلاقات مع الأسواق الإقليمية.

ويؤكد حصرية أن “عملية إعادة دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بدأت بالفعل”، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب بناء ثقة المانحين والمقرضين والشركاء الدوليين.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. داعش يشن هجومه الثالث على قسد خلال 24 ساعة
  • احتفالات وفعاليات رسمية وشعبية في سوريا بذكرى سقوط نظام الأسد
  • عودة عمليات تنظيم الدولة في سوريا.. إعلان عابر أم نقطة تحوّل؟
  • سوريا تستعرض قدراتها العسكرية في معرض بدمشق
  • بعد اجتياز السودان.. عطوان يشيد بالوجوه الجديدة ويستعد لمواجهة الجزائر القوية
  • مصرف سوريا المركزي: النمو أسرع من توقعات البنك الدولي وعملة جديدة في الطريق
  • سوريا: القبض على عنصرين من خلية تابعة لتنظيم "داعش"
  • عاجل | وزير الداخلية السوري للجزيرة: نفذنا عمليات عدة ضد تنظيم الدولة واعتقلنا قادة في التنظيم
  • موسكو تؤكد بقاء قواعدها في سوريا ودورها في استقرار المنطقة
  • موسكو تؤكد استمرار بقاء قواعدها في سوريا ودورها في استقرار المنطقة