بوابة الوفد:
2025-05-20@08:10:58 GMT

دعوة التراحم

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

ديننا العظيم هو دين الرحمة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) هو نبى الرحمة، وربنا (عز وجل) هو الرحمن الرحيم.

وفرّق بعض العلماء بين «الرحمن» و«الرحيم» من وجوه، فقال بعضهم: الرَّحْمَن هُوَ: ذُو الرَّحْمَةِ الشَّامِلَةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائق فِى الدُّنْيَا، وَلِلْمُؤْمنِينَ فِى الْآخِرَة، أما الرحيم فهو: ذُو الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حيث يقول (سبحانه وتعالى): «وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا»، وقال بعضهم: الرحمن هو الذى يكشف الكروب، والرحيم هو الذى يغفر الذنوب، فالأول عام؛ لأنه يكشف الكرب عن المؤمن وغير المؤمن، والثانى خاص بالمؤمنين بمغفرة ذنوبهم فى الدنيا ورحمتهم فى الآخرة.

وقد اجتمع الاسمان معًا فى مواضع من القرآن الكريم، حيث يقول سبحانه: «الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، ويقول (عز وجل): «وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ»، ويقول (عز وجل): «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، ويقول سبحانه: «تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ».

والبسملة التى نقرؤها فى فواتح سور القرآن الكريم، ونتبرك بهـا فى حياتنـا كلهـا، ونبدأ بهـا أعمـالنا كلهـا تجمع الاسمين الكريمين: «الرحمن الرحيم»، وفى سورة الفاتحة التى يقرؤها المسلم سبع عشرة مرة فى صلاة الفريضة وحدها، فضلًا عن قراءتها فى صلاة النوافل، ونقرأ قول الحـق سبحانه: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».

وفى التأكيد على ذكر اسم الله «الرحمن الرحيم» والجمع بينهمـا فى البسملة وفى الفاتحة، وفى مواضع عديدة من القرآن الكريم ما يؤكد على سعة رحمة الله (عز وجل) بعباده، فديننا دين الرحمة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبى الرحمة، حيث يقول (سبحانه وتعالى) لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ)، فإذا أردت أن تحقـق معنى اسم الله الـرحمـن ومعنى اسم الله الـرحيم فكـن رحيمًـــا بخلقـــه، فإن (مَنْ لا يَـرْحَـمُ لا يُرْحَمُ).

ديننا دين الرحمة، وثقافتنا ثقافة الرحمة، وحضارتنا حضارة الرحمة، ومصرنا العزيزة عبر تاريخها الطويل بلد الرحمة والتراحم، فما أحوجنا إلى إحياء خلق التراحم فيما بيننا، رحمة الطبيب بمرضاه، ورحمة المعلم بطلابه، ورحمة الغنى بالفقير، ما أحوجنا إلى الرحمة بالضعفاء، الرحمة بكبار السن، الرحمة بالأيتام والمساكى، ما أحوجنا إلى الرحمة بالإنسان والرحمة بالحيوان والرحمة بكل ما حولنا، فإن الرحمة لا تنزع إلا من شقى، وإن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، فالراحمون هم من يرحمهم الله، فارحموا تُرحَموا فى الدنيا والآخرة.

وزير الأوقاف 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الأوقاف محمد مختار جمعة صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

ضوابط الألعاب الإلكترونية من الناحية الشرعية .. تعرف عليها

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه من المقرر في الشرع الشريف أنَّ الأصل في اللهو واللعب والترويح عن النفس هو الإباحة، ما لم يقترن اللعب بمحظور شرعي؛ فيُنْهَى عنه لعموم قول الله تعالى: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يوسف: 12].

خبير يحذر من الألعاب الإلكترونية: بعض تحدياتها تؤدي إلى الوفاةشومان يشارك في مؤتمر «الفقه الإسلامي» بالدوحة.. ويُحدد ضوابط «الألعاب الإلكترونية»ضوابط الألعاب الإلكترونية

أضافت دار الإفتاء، في كشف ضوابط الألعاب الإلكترونية من الناحية الشرعية، أن الشريعة الإسلامية وإن كانت تُبيح اللعب واللهو، غير مفرقة في ذلك بين كبيرٍ وصغيرٍ؛ كُلٌّ بما يناسبه، إلا أنَّ لذلك ضوابط يجب مراعاتها.

أوضحت دار الإفتاء أن هذه الضوابط الشرعية، كما يلي:

- ألَّا يكون اللعب هو دأب اللاعب بحيث يصير ذلك إدمانًا يَعُود على صاحبه بالضرر الصحي والنفسي والإرهاق الذهني، ويشغله عن أعماله وواجباته وإنجازاته النافعة له؛ كالعمل أو الدراسة أو نحو ذلك.

- ألَّا تشتمل هذه الألعاب على الميسر أو القمار المنهي عنه شرعًا في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].

- ألَّا يقترن باللعب سلوكٌ محرَّمٌ؛ كتصوير العورات، أو الإيحاءات الممنوعة التي تدعو إلى التَّفلّت والانحلال القيمي والأخلاقي على المستوى الفردي أو الاجتماعي؛ لأنَّ الإسلام يدعو إلى محاسن الأخلاق وينهى عن مساوئها؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ» أخرجه الحميدي في "المسند"، والبخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي في "السنن" وصححه واللفظ له، وابن أبي الدنيا في "الحلم"، وابن حبان في "الصحيح" من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.

- ألَّا تشتمل اللعبة على طقوس تعبدية تخالف ثوابت عقيدة المسلمين.

ألعاب التجسس

- ألَّا تكون اللعبة من ألعاب التجسس الممنوعة محليًّا أو دوليًّا.

- ألَّا يُؤدي اللعب إلى تضييع حقوق الله على المكلَّف من عبادات وصلوات ونحوها؛ حتى لا يدخل بذلك تحت قول الله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4-5]، وقد كان النَّبي صلّى الله عليه وآله وسلم إذا حضرت الصلاة وهو في خدمة أهل بيته ترك ما يعمله ثم ذهب للصلاة؛ فعن الأسْوَد قال: سألتُ عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصنع في بيته؟ قالت: "كَانَ يَكُونُ فِي مَهْنَةِ أَهْلِهِ -أي: خِدْمَةِ أَهْلِه- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ" أخرجه البخاري في "الصحيح". وأخرجه ابن المظفر في "حديث شعبة" بلفظ: "فَإِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ كَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْنَا"؛ وذلك لمكانة الصلاة وعدم الانشغال عنها بما فيه مصلحة للأهل والبيت، فإن كان دون ذلك من اللعب أو اللهو كان عدم انشغاله به عن الصلاة أو العبادة أولى وآكد.

- وألَّا يؤدي كذلك إلى تضييع حقوق العباد عليه، وفي مقدمتهم الأهل ممَّن يعولهم ويقوم على رعايتهم؛ فإنهم في ذمته، وهو مسؤولٌ عنهم؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه، واللفظ للبخاري؛ فإذا قَصَّرَ الإنسان أو فرَّط في حقوق مَن يعولهم استحق الإثم والمؤاخذة؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» أخرجه النسائي في "السنن"، والحميدي في "المسند"، والحاكم في "المستدرك".

- ألَّا يشتمل اللعب على عُنفٍ أو يحثّ عليه أو يؤدي إلى استمرائه أو التهاون بشأنه، وألَّا يكون مؤديًا إلى النزاع والخصومة والبغضاء بين اللاعبين.

طباعة شارك الألعاب الإلكترونية ضوابط الألعاب الإلكترونية الشريعة الإسلامية دار الإفتاء اللهو واللعب ألعاب التجسس

مقالات مشابهة

  • هل الحج يكفر الكبائر ؟الشيخ الخثلان يجيب .. فيديو
  • دعوة قاصدي المسجد الحرام إلى الالتزام بالإرشادات التوعوية الخاصة بالعربات الكبيرة
  • ما يستحب فعله عند الاحتضار؟ 5 أمور تنفع الميت قبل الدفن
  • ضوابط الألعاب الإلكترونية من الناحية الشرعية .. تعرف عليها
  • ما حكم الوقوف بعرفة للحائض والجنب؟.. الإفتاء تجيب
  • دعاء نبوي إذا قاله أي شخص مكروب أو مهموم فرج الله عنه.. ردده الآن
  • أعمال العشر من ذي الحجة.. ماذا تفعل في هذه الأيام؟
  • دعاء ردده النبي بعد كل صلاة.. واظب عليه
  • لو ناسي إجابة في الامتحان .. ردّد 6 كلمات يذكّرك الله بكل شيء
  • التراحم وأضرار الوصم الاجتماعي موضوع خطبة الجمعة القادمة