ناقش اللقاء الوضع الصحي والإنساني في السودان، مع الإشادة بالدعم المقدم عبر الهلال الأحمر العراقي، بحسب ما نقلت الوكالة السودانية للأنباء..

التغيير: الخرطوم

التقى وزير الصحة السوداني المكلف، هيثم محمد إبراهيم بنظيره العراقي صالح الحسناوي في اجتماع ثنائي، بحضور عدد من المسؤولين من كلا الجانبين.

ناقش اللقاء الوضع الصحي والإنساني في السودان، مع الإشادة بالدعم المقدم عبر الهلال الأحمر العراقي، بحسب ما نقلت الوكالة السودانية للأنباء.

قال الوزير السوداني، هيثم محمد إبراهيم في تصريحات صحفية بعد الاجتماع إن العراق خصص أربع مليون دولار لدعم القطاع الصحي في السودان.

وأوضح أن هذا الدعم سيوجه لتوفير الأجهزة والمعدات الطبية، على أن يتم شراء هذه المعدات عبر شركات إقليمية داخل السودان لتفادي مشاكل الشحن والتوصيل. كما تم التأكيد على التنسيق بين وزارة الخارجية والهلال الأحمر العراقي لتسهيل عملية إيصال الدعم.

من جهته، أثنى وزير الصحة العراقي على الجهود الكبيرة التي بذلها السودان في الحفاظ على استمرارية خدماته الصحية رغم الظروف الصعبة، معبرًا عن تمنياته للسودان بالتوفيق في تحقيق مزيد من الاستقرار الصحي والإنساني.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.

وتتزايد الأزمة الصحية في البلاد نتيجة للأوضاع الأمنية المتدهورة، ما أدى إلى انقطاع خدمات الرعاية الصحية في العديد من المناطق المتأثرة بالنزاع.

كما توقفت الخدمات الطبية في المستشفيات التي أصبحت مراكز إيواء للنازحين، مما زاد من معاناة المدنيين. وفي ظل هذه الظروف، يأتي الدعم العراقي ليخفف من الأزمة الصحية التي يعاني منها ملايين السودانيين.

الوسومالعراق الوضع الصحي في السودان حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: العراق الوضع الصحي في السودان حرب الجيش والدعم السريع فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟

حسب الرسول العوض ابراهيم

شهد السودان في الأيام القليلة الماضية تطورات متسارعة على المستويين الداخلي والخارجي، كان لها أثر مباشر على مسار الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فرغم شدة هذه الحرب وما خلّفته من دمار ومعاناة إنسانية، تراجع الاهتمام بها تدريجياً، في ظل تطورات سياسية وأمنية فرضت نفسها على المشهد، ودفعت الحرب إلى خلفية الأحداث.

في الداخل، عاد الجدل بقوة حول تشكيل حكومة كامل إدريس، ما أدى إلى تصاعد التوترات داخل تحالف بورتسودان، الذي يضم الجيش وبعض حركات دارفور وقوى من النظام السابق. هذا التحالف، الذي تشكّل كواجهة للحكم، سرعان ما أصبح ساحة للصراعات والمصالح المتضاربة، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات وتسريب الاجتماعات السرية، مما كشف عن هشاشته وضعف انسجام مكوّناته.

تشكيل الحكومة الجديدة أصبح أكبر عقبة أمام أي قرار سياسي حاسم، سواء باتجاه استمرار الحرب أو الذهاب نحو التفاوض. فقد دخلت على خط الصراع قوى ومليشيات وكتل سياسية جديدة، أبرزها ما يُعرف شعبياً بـ”تحالف الموز”، وهو التحالف الذي دعم انقلاب 25 أكتوبر ضد حكومة حمدوك. هذا التحالف، الذي شعر بالتهميش، رأى في ارتباك كامل إدريس فرصة للعودة إلى دائرة التأثير، مما زاد الضغوط عليه.

على الأرض، أحرزت قوات الدعم السريع تقدماً مقلقاً في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وبعض المناطق المحيطة به، وسط أنباء عن انسحاب القوات المشتركة من تلك المنطقة، ما سمح لقوات الدعم السريع بالتمركز هناك. وترافقت هذه الخطوة مع تهديدات باجتياح الولاية الشمالية، وهو ما زاد من توتر المشهد، وأثار تكهنات بترتيبات جديدة قد تُغيّر موازين القوى.

بعض المراقبين تحدثوا عن فتح “طريق عودة” بين الدعم السريع وبعض حركات دارفور المتحالفة مع الجيش، خاصة بعد كلمات التودد التي أطلقها حميدتي في خطابه الأخير. ويرى آخرون أن هذه التطورات قد تكون وسيلة ضغط على سلطات بورتسودان، لتثنيها عن تقليص حصة تلك الحركات في الحكومة المقبلة.

كان لظهور حميدتي وسط حشد منظّم من قواته دلالات واضحة، أبرزها إظهار الجاهزية لمرحلة جديدة. في خطابه، دعا حركات دارفور إلى فك ارتباطها بتحالف الجيش والانضمام إلى قواته، كما قدم اعتذاراً مبطناً عن الانتهاكات التي ارتكبتها قواته في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض. غير أن هذه الاعتذارات وبتلك الرسائل لا تكفي لتجاوز الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في المناطق التي كانت تسيطر عليها .

كما وجّه حميدتي رسائل طمأنة إلى مصر، في محاولة لتحييد موقفها من الصراع وهو يعلم انها من اكبر داعمي سلطة بورتسودان، إلا أن من المستبعد أن تُغير القاهرة موقفها الداعم لسلطة بورتسودان بمثل هذه الرسائل، نظراً لتشابك مصالحها الكبيرة مع تلك السلطة .

خارجياً، كان اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران الحدث الأبرز. هذا الصراع الإقليمي الكبير شتّت انتباه القوى الداعمة لأطراف الحرب في السودان، مما ساهم في خفوت صوت الحرب داخلياً. ورغم اعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إلا أن نتائج الحرب أضعفت إيران بعد تعرضها لهزيمة قصمت ظهرها ، وهي أحد الداعمين المهمين لتحالف بورتسودان، ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في بعض التحالفات داخل السودان.

الانشغال الدولي بالحرب في الشرق الأوسط قد يمنح السودان فرصة نادرة لتعديل المسار، وقد يدفع بعض الأطراف للتفكير بجدية في تسوية سياسية تحفظ ما تبقى من نفوذها ومصالحها.

في المجمل، يمكن القول إن هذه التطورات المتسارعة، وإن لم تُنهِ الحرب بشكل مباشر، إلا أنها ساهمت في تفكيك بعض ملامحها، وفتحت الباب أمام مشهد جديد. وقد تكون هذه المرحلة فرصة لإعادة تقييم الخيارات، والسعي نحو تسوية سياسية تُنهي هذا الصراع الطويل والمنسي، الذي دفع ثمنه الشعب السوداني من أمنه ولقمة عيشه ومستقبل أجياله.

ولعلّ القول المأثور ينطبق على هذا الحال:
“مصائب قوم عند قوم فوائد” فربما تُفضي نتائج الحرب الإقليمية إلى فرصة لسلام داخلي، يكون السودان فيه هو المستفيد الأكبر.

كاتب ومحلل سياسي

الوسومحسب الرسول العوض ابراهيم

مقالات مشابهة

  • تحسين الخدمات الصحية وتوسيع التخصصات الطبية في البحر الأحمر..اجتماع دوري لمتابعة أداء التأمين الصحي وتطوير المنظومة
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • أكثر من 6 مليارات دولار صادرات النفط العراقي للشهر الماضي
  • هبوط جديد للدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي
  • في ظل حكومة الزراعي السوداني..العراق يستورد خضروات من تركيا بأكثر من (71) مليون دولار خلال الشهر الماضي
  • العراق يستورد خضروات من تركيا بـ71.7 مليون دولار خلال شهر
  • الأغلى في تاريخ الأحمر.. الأهلي يواجه بورتو وعينه على 9.5 مليون دولار
  • نحو 700 مليون دولار استيرادات العراق للسيارات والدراجات الهوائية الكورية
  • الرعاية الصحية تطلق برنامج عيشها بصحة بمحافظات التأمين الصحي الشامل
  • محافظ أسيوط يعقد اجتماعا لدعم المنظومة الصحية وتحسين مستوى الخدمات الطبية