مع بدء ساعات الفجر الأولى، أطلقت جماعة الحوثي صاروخين على هدفين إسرائيليين في تل أبيب الكبرى، أدى لأضرار مادية في البنى التحتية والمركبات، أعقبه بوقت قصير هجوم عنيف لطيران الاحتلال الإسرائيلي، حيث شن غارات مكثفة على مواقع عدة في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة الساحلية غرب البلاد، بالتزامن مع تصاعد التوتر في المنطقة، إثر الهجمات الحوثية المستمرة في البحرين الأحمر والعربي وأخرى في عمق إسرائيل.

 

الغارات التي بدأت عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس، تركزت على منشآت مدنية حيوية في كل من العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة، حيث استهدفت محطات الكهرباء في شمال وجنوب صنعاء، فيما استهدفت ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة.

 

وكالة سبأ الحوثية نقلت عن مصدر أمني قوله إن العدوان الإسرائيلي شن أربع غارات على محطة كهرباء حزيز جنوب العاصمة صنعاء، وغارتين على محطة كهرباء ذهبان شمال العاصمة، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد النيران في محطة ذهبان وتواصل أعمالها في محطة حزيز، فيما نشر نشطاء مقاطع فيديو استمرار الحرائق في صنعاء حتى ظهر اليوم الخميس.

 

ولفت المصدر، إلى أن طيران الإحتلال الإسرائيلي شن أربع غارات على ميناء الحديدة، وغارتين على منشأة رأس عيسى النفطية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من موظفي منشأة رأس عيسى.

 

وسائل إعلام حوثية أخرى، أفادت بمقتل وإصابة 12 شخصا جراء الغارات التي نفذت في صنعاء والحديدة كحصيلة أولية، في الوقت الذي لم تنشر أي تحديث لأعداد الضحايا وحجم الخسائر الناجمة عن تلك الغارات.

 

اعتراض هجوم صاروخي وأضرار

 

وفي وقت سابق من فجر الخميس، قال ناطق جيش الاحتلال أفخاي أدرعي إنه "تم اعتراض صاروخ واحد أطلق من اليمن قبل ان يخترق الاجواء الاسرائيلية"، مشيرا إلى أنه تم تفعيل الانذارات في وسط البلاد خشية سقوط شظايا من عملية الاعتراض.

 

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي انفجارات متعددة في مدينة القدس، بالتزامن مع تفعيل صفارات الإنذار في “تل أبيب”، في الوقت الذي نشرت منصات إعلامية صورا لأضرار في تل أبيب جراء سقوط الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية.

 

وأشارت إلى أضرار جسيمة لحقت بالمركبات والمناطق جراء شظايا صاروخ سقط وسط “تل أبيب”، لافتة إلى أن أكثر من مليون مستوطن هرعوا إلى الملاجئ عقب الهجوم الصاروخي الذي استهدف تل أبيب وأطلق من اليمن.

 

ونشر نشطاء إسرائيليون، صورا للأضرار في المركبات وبعض المباني وسط تل أبيب، في الوقت الذي ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن أضرار كبيرة وقعت في مدرسة برمات غان وانهيار المبنى المركزي إثر سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي.

 

سريع: هاجمنا هدفين في يافا المحتلة

 

في وقت لاحق، أعلنت جماعة الحوثي، مساء اليوم الخميس، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفين عسكريين للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخين بالستيين فرط صوتيين نوع فلسطين2.

 

وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع في بيان له على منصة إكس، إن القوة الصاروخية للجماعة نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفين عسكريين نوعيين وحساسين للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخين بالستيين فرط صوتيين نوع فلسطين2.

 

وأكد أن العملية حققت أهدافها بنجاح، مشيراً إلى أنها نُفّذت تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على منشآت مدنية في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، منها محطات الكهرباء وأنها جاءت في إطار الردِّ الطبيعي والمشروع.

 

مشاهد لإطلاق الصاروخين

 

في وقت لاحق من سماء اليوم الخميس، بثت جماعة الحوثي، مشاهد توثق إطلاق الهجمات الصاروخية على إسرائيل فجر اليوم الخميس.

 

ونشر ما يسمى بـ "الإعلام الحربي" التابع للحوثيين، مشاهد لإطلاق الصاروخين فرط صوتيين على هدفين عسكريين للعدو الصهيوني في يافا المحتلة.

 

قصف يكشف نفاق الغرب

 

وفي أول تعليق للجماعة على الغارات الإسرائيلية، أكد القيادي الحوثي محمد البخيتي، أن القصف الأمريكي الإسرائيلي على الأعيان المدنية في اليمن يكشف نفاق الغرب، مؤكدا استمرار جماعته في التصعيد ودعم غزة بالهجمات الصاروخية والبحرية.

 

وقال البخيتي في تغريدة على منصة إكس، إن “القصف الأمريكي الإسرائيلي للأعيان المدنية في اليمن “محطات الكهرباء والموانئ” يكشف حقيقة نفاق الغرب ويسقط كل ادعاءاته الإنسانية”.

 

وأضاف: “عملياتنا العسكرية المساندة لغزة ستستمر وسنقابل التصعيد بالتصعيد حتى وقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها”.

 

نتنياهو: الحوثيون سيدفعون "ثمنا باهظا"

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، توعد اليوم الخميس، جماعة الحوثي بدفع ثمن باهظ، عقب ساعات من غارات عنيفة استهدفت منشآت مدنية في صنعاء والحديدة، حيث قال في بيان مصور: "سلاح الجو هاجم فجر اليوم أهدافاً استراتيجية للحوثيين في ميناء الحديدة وفي العمق اليمني. لقد فعلنا ذلك رداً على هجمات الحوثيين المتكررة على أهداف مدنية في إسرائيل".

 

وأشار إلى أن الحوثيين هاجموا مدرسة في (رمات غان) الليلة الماضية"، مضيفا: "إنهم لا يهاجموننا فقط، بل يهاجمون العالم كله. مهاجمة طرق الشحن والتجارة الدولية. وبالتالي، عندما تعمل إسرائيل ضد الحوثيين، فإنها تتصرف نيابة عن المجتمع الدولي بأكمله. ويدرك الأميركيون هذا الأمر جيداً، وكذلك كثيرون غيرهم".

 

وأردف: "بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا، يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخيرة المتبقية لمحور الشر الإيراني"، مضيفا: "إنهم يتعلمون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة، أن كل من يلحق الضرر بإسرائيل يدفع ثمناً باهظاً لذلك".

 

حماس: تصعيدٌ خطير

 

حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم تتأخر كثيرا، حيث سارعت لإدانة العدوان الإسرائيلي على اليمن بأشد العبارات، معتبرة في بيان لها العدوان على اليمن تصعيداً خطيراً، وامتداداً للعدوان على الشعب الفلسطيني وللعدوان على سوريا والمنطقة العربية.

 

وأكدت حماس، أن "العدو المجرم لن ينال من معنويات شعبنا أو شعوب منطقتنا، ولن يكسر عزيمة اليمن أو يثنيهم عن موقفهم الأصيل في الاستمرار بإسناد شعبنا الفلسطيني، والانتصار لمظلوميته، وحتى وقف العدوان الصهيوني عن غزة".

 

وترحم البيان، على أرواح الشهداء من الشعب اليمني العزيز الذين ارتقوا على إثر الغارات الصهيونية على اليمن، معربا عن تضامن الحركة الكامل مع اليمن، ومع حركة أنصار الله في وجه العدوان الصهيوني والأمريكي البريطاني، داعية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى إدانة العدوان على اليمن، واتخاذ خطوات وقرارات لكبح جماح العدوان والتغول الصهيوني في المنطقة العربية، وبما يُجبره على وقف عدوانه وإبادته ضد شعبنا في قطاع غزة.

 

إيران: العدوان  انتهاك للقانون الدولي

 

وزارة الخارجية الإيرانية أدانت الهجوم الإسرائيلي على البنى التحتية في اليمن، ووصفته بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي.

 

وأكدت الخارجية الإيرانية، في بيان لها، أن أمريكا شريكة في جرائم العصابة الحاكمة في تل أبيب، داعية المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته لوقف الجرائم الإسرائيلية.

 

المجلس الرئاسي يدين العدوان على اليمن

 

اللافت في الهجوم على صنعاء، كان إدانة مجلس القيادة الرئاسي، للعدوان الإسرائيلي على صنعاء والحديدة، وهو ذات الموقف السابق للمجلس الذي أدان هجمات إسرائيلية سابقة على ميناء الحديدة وصنعاء، خلال الأشهر الماضية.

 

وكالة سبأ الحكومية، ذكرت أن مجلس القيادة الرئاسي عقد لقاء اليوم برئاسة العليمي وحضور جميع أعضاء المجلس، لمناقشة المستجدات اليمنية والإقتصادية في البلاد، حيث أكدت إدانة مجلس القيادة الرئاسي، لـ "العدوان الاسرائيلي الجديد" على الاراضي اليمنية، محملا في ذات الوقت جماعة الحوثي، مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعيا إياها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على اي مصالح اخرى.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: صنعاء اسرائيل غزة مليشيا الحوثي اليمن صنعاء والحدیدة الإسرائیلی على میناء الحدیدة الیوم الخمیس جماعة الحوثی یافا المحتلة على الیمن مدنیة فی فی صنعاء تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

سفير سابق عمل في اليمن يفضح انحياز منظمات دولية كبيرة لصالح الحوثيين ويؤكد إن ''إنهاء الحوثي يبدأ بتمزيق اتفاق ستوكهولم واستعادة الحديدة''.. عاجل

كشف السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، أن منظمات إنسانية دولية، عملت على تغيير توجه المجتمع الدولي في تعامله مع الصراع اليمني، بما يصبّ في مصلحة جماعة الحوثي.

وفي مقال نشره في منتدى الشرق الأوسط، وجّه الدبلوماسي البريطاني انتقادات حادة لمواقف بعض المنظمات، مثل أوكسفام، والعفو الدولية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، مشيراً إلى أن هذه الجهات مارست ضغوطاً أفضت إلى تحوير السياسات الغربية تجاه اليمن وفرض قيود على العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

وأشار فيتون براون، الذي تولّى منصب سفير بريطانيا لدى اليمن بين عامي 2015 و2017، إلى أن الاستجابة الدولية للنزاع كانت في بدايتها "صحيحة ومتماسكة" عام 2014، لكنها انحرفت تدريجياً، لتبلغ ذروتها في اتفاق ستوكهولم أواخر 2018، الذي وصفه بـ"المشين"، مؤكداً أنه منح الحوثيين فرصة للتموضع دولياً وممارسة الابتزاز.

وأوضح أن القرار الأممي رقم 2140، الصادر في نوفمبر 2014، قد شخص التهديدات المحدقة باليمن، وفرض عقوبات على شخصيات معرقلة، في وقت كانت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تحظى بدعم دولي واضح، باستثناء إيران.

وأكد أن التدخل العسكري الذي قادته السعودية في مارس 2015 جاء استجابة لطلب رسمي من الحكومة اليمنية، ووفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلّقة بحق الدفاع عن النفس، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي أقلية لا تعكس الطيف اليمني، وتتخذ مواقف طائفية معادية للأغلبية السنية في البلاد.

وانتقد فيتون براون ما اعتبرها "سيطرة للرؤية الإنسانية الضيقة" على دوائر صنع القرار في العواصم الغربية، موضحاً أن بعض وزارات التنمية والمنظمات الإغاثية مارست نفوذاً تجاوز في كثير من الأحيان تأثير وزارات الخارجية، ما أفضى إلى ضغوط كبيرة لتقييد أي عمل عسكري ضد الحوثيين، حتى عند ارتكابهم انتهاكات جسيمة، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل.

ووصف فيتون براون تحالف تلك المنظمات بـ"اللوبي الإنساني"، وقال إنه كان أكثر تأثراً بالغارات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية، مقارنةً بانتهاكات الحوثيين، وأن وسائل الإعلام الغربية عكست هذا التحيّز بصورة "غير دقيقة ومنحازة".

وأضاف أن مواقف عواصم غربية، مثل واشنطن ولندن، بدأت تتغير تدريجياً نتيجة ضغوط الرأي العام، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، وبتأثير من سلطنة عُمان، تبنّى نهجاً أكثر تساهلاً مع الحوثيين، وسعى للتوصل إلى تسوية "بأي ثمن".

وتطرق إلى محادثات الكويت عام 2016، قائلاً إنها كشفت انحياز المجتمع الدولي لمطالب الحوثيين، رغم غياب أي التزام جاد منهم بالحلول التفاوضية. كما أشار إلى أن اتفاق ستوكهولم ساعد الحوثيين في كسب الاعتراف الدولي، وتوسيع نشاطهم السياسي والإعلامي، دون أن يلزمهم بأي تنازلات حقيقية.

وفي تحليله للواقع الراهن، شدد الدبلوماسي البريطاني على أن ما ينقص القوى المناهضة للحوثيين هو التكاتف الجاد مع الحكومة الشرعية، وتوفير الإمكانات لاستئناف العمليات العسكرية، لا سيما في جبهة الساحل الغربي واستعادة مدينة الحديدة، والتي اعتبرها أولوية قصوى.

وحذر من أن تهديد الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر لن يتوقف ما لم يتم "تمزيق اتفاق ستوكهولم"، لافتاً إلى تراجع الحماسة السعودية لمواصلة الحرب، ما يتطلب – بحسب رأيه – تدخلاً أمريكياً مباشراً، خاصة من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اعتبره أكثر وضوحاً في دعمه لحلفاء واشنطن.

وأكد أن إيران تمثل المصدر الأكبر لزعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة، من خلال دعمها للحوثيين، وحزب الله، والمليشيات العراقية، داعياً إلى ضرورة دمج السياسة الأمريكية تجاه اليمن ضمن إطار أوسع لاحتواء النفوذ الإيراني.

وختم السفير البريطاني السابق مقاله بدعوة إلى ممارسة مزيد من الضغوط على طهران، بما يؤدي إلى تغيير سلوك النظام الإيراني، إن لم يكن إسقاطه، معتبراً أن الجمهورية الإسلامية تمر بـ"لحظة ضعف"، وأن التعامل معها عبر اتفاقيات مرحلية مثل "خطة العمل الشاملة المشتركة" يمنحها الوقت ولا يفضي إلى حل جذري

مقالات مشابهة

  • سوريا.. غارات إسرائيلية عنيفة تهزّ اللاذقية وطرطوس وقائد «قسد» يكشف المفاجآت
  • غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق في لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف مطار صنعاء الدولي
  • بالفيديو والصور... سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على الجنوب
  • الحوثي : العدوان الإسرائيلي ضد مطار صنعاء لن يوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني
  • مليشيا الحوثي تصفي أكاديميا من الحديدة في صنعاء
  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يؤثر على موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني
  • "اليمنية" تعلن تعليق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء بعد تدمير آخر طائراتها المحتجزات لدى الحوثي بغارة إسرائيلية
  • أول تعليق من عبد الملك الحوثي على قصف مطار صنعاء
  • سفير سابق عمل في اليمن يفضح انحياز منظمات دولية كبيرة لصالح الحوثيين ويؤكد إن ''إنهاء الحوثي يبدأ بتمزيق اتفاق ستوكهولم واستعادة الحديدة''.. عاجل