بابكر فيصل

إتخذت ثورة ديسمبر المباركة من شعار “حرية .. سلام .. عدالة” بوصلة لتحقيق الأهداف الكبرى التي خرج من أجلها ملايين السودانيين لإسقاط النظام الفاسد المستبد، وبعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة رفعت القوى المدنية الديمقراطية شعار “لا للحرب” للتعبير عن إنحيازها للجماهير وعدم التماهي مع أطراف الحرب.



ومنذ الأيام الأولى للحرب، ظلت القوى المدنية تحذر من أن تطاول أمدها سيؤدي لنتائج وخيمة على البلاد والعباد، والتي يقف على رأسها الخطر الكبير الذي سيهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيها و تفتيت كيانها الحالي.

وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد ماثلاً عبر ممارسات لا تخطئها العين كان في مقدمتها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي ضرب في صميم النسيج الإجتماعي وخلق حاجزاً نفسياً يمهد لإنقسام البلاد بصورة واضحة.

تبع ذلك ثلاث خطوات إتخذتها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان تمثلت في الآتي : قرار تغيير العملة الذي فرض واقعاً على الأرض تمثل في تقسيم النظام المالي بالبلاد بحيث صارت الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش تتعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع.

كذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع اضافة لولايات تدور فيها رحى المعارك يصب عملياً في إتجاه تكريس عملية تقسيم البلاد عبر حرمان التلاميذ من حقهم في الجلوس للإمتحان فقط لأنهم يتواجدون في رقعة جغرافية لا يسيطر عليها الجيش.

الأمر الثالث تمثل في عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية ( أرقام وطنية، جوازات سفر الخ) وهى حق طبيعي مرتبط بالمواطنة التي تقوم عليها الحقوق والواجبات في الدولة لذات السبب المتعلق بالعملة وإمتحانات الشهادة.

هذه الخطوات مثلت البداية الفعلية لتقسيم البلاد, ويزيد من تفاقمها الخطوة المزمع إتخاذها من طرف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة بإعلان حكومة موازية تجد تبريرها في ضرورة خدمة الشعب في المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش، ولا شك أن هذه الخطوة ستشكل خطراً كبيراً على وحدة البلاد مهما كانت مبررات تكوينها (داوها بالتي كانت هى الداءُ).

لمواجهة هذه المعطيات الخطيرة المتسارعة، تقع على القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة مهمة جسيمة للحفاظ على وحدة البلاد، وليس أمامها من سبيل سوى تكوين جبهة مدنية واسعة يتم من خلالها تطوير شعار الثورة ليصبح “حرية .. سلام .. عدالة .. وحدة”، وكذلك تطوير شعار مناهضة الحرب ليصبح ” لا للحرب، لا لتقسيم البلاد”.

إنَّ أهمية الحفاظ على وحدة البلاد لا تقلُّ بأي حال من الأحوال عن أهمية المناداة بالوقف الفوري للحرب، ولا مناص من تنادي كافة القوى الحريصة على عدم تقسيم البلاد لكلمة سواء يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الهدفين معاً.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تقسیم البلاد وحدة البلاد یسیطر علیها

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة سوهاج: ثورة 30 يونيو إرادة شعب وعزيمة قائد

كشف حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، عن تفاصيل احتفاء الطلاب بذكرى ثورة 30 يونيو، قائلاً: الاحتفالية جاءت لتوعية الطلاب بأهمية الثورة، فهي ثورة إرادة شعب وعزيمة قائد.

خبراء في ذكرى 30 يونيو: الثورة أنقذت مصر من مصير مظلم وكلمة الرئيس حملت رسائل مهمةنجاة عبد الرحمن تكتب: 30 يونيو.. استرداد الوطن وفتح الأبواب أمام ذوي القدرات الخاصة

وأضاف حسان النعماني، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن الثورة أخرجت البلاد من نفق مظلم، متابعا: استغلالنا الاحتفاء بالثورة لتوعية الطلاب بالمخاطر التي واجهت الدولة وكيف تخطيناها.

ولفت إلى أن ثورة 30 يونيو حاضر، فقد مر عليها 12 عاما، شهدنا خلالهم تطوير وتقدم واضح في البلاد سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو عسكريا، مؤكدا على أن الثورة كانت بمثابة لحظة تاريخية وفاصلة في حياة الدولة.

وشدد على أن الجامعة تنتهز الفرص دائما من أجل توعية الطلاب بالمخاطر التي كانت تحيط البلاد وكيف تصدينا لها، وكيف تعمل الدولة حاليا على حماية مواطنيها وأرضها ضد الكيان المحتل.

طباعة شارك ثورة 30 يونيو 30 يونيو جامعة سوهاج

مقالات مشابهة

  • كواليس النهاية المفاجئة للحرب بين إيران وإسرائيل
  • الجيش الروسي يسيطر على مقاطعة «لوجانسك» بالكامل
  • رئيس جامعة سوهاج: ثورة 30 يونيو إرادة شعب وعزيمة قائد
  • الشبكة الشبابية لإنهاء الحرب في ذكرى 30 يونيو: لا للحرب.. لا للعسكر.. نعم لدولة مدنية ديمقراطية
  • كرواد: موقف موحّد لرفض الحرب في طرابلس ودعم الاستقرار عبر قوة إسناد الأمن
  • جلال زاده : الشعب الإيراني أحبط الحرب المرکبة للكيان الصهيوني
  • “صمود” يطرح رؤيته لإنهاء الحروب في السودان واستعادة الثورة
  • ثورة 30 يونيو.. حين انتصر الشعب ووُلد الوطن من جديد
  • البيوضي: حكومة الدبيبة ماضية نحو خيار الحرب
  • الرئيس الإيراني يؤكد ضرورة الحفاظ على الرصيد الشعبي العظيم