الأزهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل أفكار تخالف صحيح الدين والعلم
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
قال مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الإسلام حفظ النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا».
وأضاف مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أنه لا ينبغي للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.
وأوضح مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن كما رأى الإسلام أن ادعاءَ معرفة الغيب منازعةً لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضربًا من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان؛ فالكاهن لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وهو كذوب وإن صادفت كهانته وقوع بعض ما في الغيب مرّة، ولا يليق إذا كان العرّاف أو المُنجّم يهدم القيم الدينية والمجتمعية، ويرسخ في المجتمع التعلق بالخرافه؛ أن يُستضاف ويظهر على الجمهور ليدلي إليهم بتنبؤاته وخرافاته، ثم تُتدَاوَل مقولاته وتُتنَاقل؛ بل إن مجرد سماعه مع عدم تصديقه إثم ومعصية لله سبحانه.
وأشار المركز إلى أن قال الحق سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}. [النمل: 65]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». [أخرجه مسلم]
وأردف مركز الأزهر للفتوى، فما البال إن أفضى التمادي مع هذه الخرافات والافكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!
وأكد مركز الأزهر للفتوى، إن ما ينتشر -في هذه الآونة- من رجم بالغيب وتوقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب، والأبراج والتاروت وغيرها؛ لهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثير من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحد الناس إلى إيذاء نفسه أو أهله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.
وتابع الأزهر للفتوى: كل هذا يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها مُحرمًا، واحترامها والاستماع إليها تشجيع على نشر الفساد والخرافة، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة طقوسها مُستجلَب من أديان وثنية، ويصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة، حتى وإن أطلَّت على مجتمعاتنا عبر شاشات ملونة، أو قُدّمت للناس تحت أسماء مستحدثة، أو قُدّم المتحدثون فيها على أنهم خبراء وعلماء؛ سيبقى في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر العالمي للفتوى الأزهر الإسلام الأزهر للفتوى
إقرأ أيضاً:
فريدة فهمي.. فراشة فرقة رضا التي سحرت الجمهور بالفن والجمال والعلم
في كل عام، يحتفل عشاق الفن المصري بذكرى ميلاد إحدى رائدات الرقص والاستعراض في الوطن العربي، الفنانة الكبيرة فريدة فهمي، التي جمعت بين الموهبة والجمال والثقافة، وأصبحت رمزًا للرقص الشعبي الراقي من خلال مسيرتها الذهبية مع فرقة رضا ورغم اعتزالها منذ سنوات، لا تزال بصمتها حاضرة في ذاكرة الأجيال، وشخصيتها تشكل مصدر إلهام للعديد من الفنانات الطموحات.
نشأة فريدة فهميولدت فريدة فهمي في 29 يونيو 1940 بالقاهرة، باسم ميلدا حسن فهمي، لعائلة ذات جذور ثقافية وعلمية؛ فوالدها كان أستاذًا للهندسة بجامعة القاهرة، ووالدتها إنجليزية الأصل أسلمت لاحقًا وعرفت باسم خديجة.
تربت فريدة في بيئة مشجعة على الفن، وكان والدها أول من آمن بموهبتها في الرقص، بل أهداها أول بدلة استعراضية وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها.
مسيرتها الفنيةانطلقت فريدة فهمي إلى عالم الأضواء عبر بوابة فرقة رضا للفنون الشعبية، التي شاركت في تأسيسها إلى جانب زوجها علي رضا وصهرها الفنان محمود رضا، وحققت من خلالها نجاحًا مدويًا داخل مصر وخارجها، لتصبح الراقصة الأولى في الفرقة ومصدر إلهام لآلاف العارضات.
إلى جانب الاستعراض، اقتحمت فريدة السينما بأداء مميز، فشاركت في عدد كبير من الأفلام التي لاقت رواجًا جماهيريًا واسعًا، منها: غرام في الكرنك، ساحر النساء، جميلة، إجازة نصف السنة، الأخ الكبير.
وقد ساهم أداؤها الراقي وخفة ظلها في تثبيت مكانتها كنموذج للنجمة المتكاملة.
زواج فريدة فهمي من علي رضاعاشت فريدة فهمي قصة حب مميزة مع المخرج والراقص علي رضا، بدأت منذ أيام الدراسة. تزوجته في نهاية الخمسينيات بعد ارتباط فني وإنساني وثيق، شكّلا معًا ثنائيًا فنيًا بارزًا، جمع بين الإبداع في الرقص والإخراج، وكان لعلاقتهما دور محوري في نجاح فرقة رضا وانتشارها.
الاعتزال والتحصيل العلميرغم شهرتها ونجاحها الباهر، اختارت فريدة فهمي الاعتزال وهي في سن الـ43، بعد مسيرة امتدت لعقود من الإبداع.
لم تتوقف عند الفن فقط، بل سعت لتطوير نفسها علميًا، فحصلت على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في الرقص الإيقاعي من الولايات المتحدة.
لاحقًا، عملت كمحاضِرة في مجالات الفنون الشعبية، وشاركت في إثراء الأبحاث الأكاديمية حول الرقص.
لم ينسَ الوطن فريدة فهمي، فقد تم تكريمها في مناسبات عديدة، كان أبرزها ضمن احتفالية "المرأة المصرية والأم المثالية" بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما نالت أوسمة تقدير من مهرجانات ومؤسسات فنية عدة، تثمينًا لعطائها وإسهاماتها الجليلة في تطوير الفنون الشعبية.