أشارت أوساط عسكرية وأمنية إسرائيلية إلى ثلاثة عوامل رئيسية "أجبرت إسرائيل" على القبول بوقف إطلاق النار في لبنان، محذرة من عدم الانسحاب حال لم ينفذ الجيش اللبناني التزاماته، وذلك وسط قلق من تطورات الأوضاع في سوريا.

وقال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، آفي أشكنازي: إن "سقوط نظام الأسد في سوريا سيغير خريطة القوى في الشرق الأوسط، مع دخول تركيا مجددًا كقوة إقليمية قد تدخل في صراع مباشر مع إسرائيل".



وأضاف أشكنازي أن تركيا "عملت وتعمل وراء الكواليس في التمرد بسوريا، ولقد استثمرت منذ عام 2011 موارد اقتصادية وعسكرية في غزو سوريا، بهدف الإضرار بالمنطقة الكردية ومنع الرابط بين المنطقة الكردية التركية والسورية". 

واعتبر أن "لتركيا طموحات إمبريالية في المنطقة، بما في ذلك السعي للعودة إلى كونها نوعًا من الإمبراطورية العثمانية، في المرحلة الأولى في سوريا".

ونقل عن الخبير في الشأن التركي في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، حاي إيتان كوهين يانروجك، قوله إنه "بعد أن نجحوا في دفع إيران وروسيا بسرعة من سوريا، يسعون لملء الفراغ الذي نشأ هناك".


وبين أنه "في الأيام الأخيرة، خرجت تصريحات من الحكومة التركية، بما في ذلك من فم أردوغان، تعلن عن النوايا التركية بشأن المنطقة الكردية في سوريا وكذلك بشأن مناطق أخرى في سوريا، بما في ذلك المناطق الجنوبية".

وذكر أنه "من بين الأمور التي أُعلن عنها، أن الأتراك يعتزمون إعادة بناء خط سكة الحديد الحجازي: إسطنبول - دمشق، وتطوير طريق سريع بين تركيا وسوريا، وبناء مطارات تركية وكذلك موانئ بحرية في سوريا، وذلك بالإضافة إلى ضم أجزاء من سوريا، مما سيحرم قبرص من مياهها الاقتصادية ويمنع بناء أنابيب الغاز إسرائيل - قبرص - اليونان".

وبين أن "هذه الخطوة ستؤدي إلى تشكيل تحالفين رئيسيين في المنطقة وهما التحالف الإسرائيلي مع اليونان والأردن والإمارات وفي الخلفية السعودية، وتحالف تحالف تركيا وسوريا لبنان وليبيا"، وهي ترجيحات لحاي إيتان كوهين يدعمها النظام الأمني الإسرائيلي.

وأكد أنه "في النظام الأمني الإسرائيلي، يراقبون التحركات التركية، ولم يتوقع أحد هذا التحول الذي حدث بسرعة في سوريا.. أبو محمد الجولاني لم يظن أن الدومينو سيسقط بهذه السرعة، كان يهدف إلى حلب وليس احتلال سوريا بأسرها".

وأضاف "أنها دولة ذات طموحات إمبريالية.. تركيا تهمنا كثيرًا الآن، دولة بها 84 مليون نسمة، واقتصاد يحتل المرتبة 17 في العالم، واقتصاد قوي للغاية من حيث الإنتاجية، ولديها قوة بحرية كبيرة وهامة، وقوة جوية مماثلة لقواتنا من حيث الأعداد، لكن قوتنا تتفوق في الجودة، ولديها قوة برية كبيرة وقوية".

ويقول جيش الاحتلال إن "هناك علاقات وحوارا مستمرا بين البلدين على مستويات عمل أمنية، في إسرائيل ينتظرون دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري، وترامب هو العامل المجهول".

واعتبر أنه "في الجيش الإسرائيلي والنظام الأمني، يستعدون لسيناريوهين رئيسيين في هذا السياق: الأول أن ترامب سيسعى للتحرك بقوة ضد إيران وسيسعى لإحداث تغيير في المنطقة وتشكيل تحالفات بين إسرائيل والدول السنية المعتدلة في المنطقة، وعلى رأسها السعودية، بذلك، سيبعث برسالة قوية لكل من الروس والصينيين، وبعد شهور من القتال، سيساهم في خلق واقع من الهدوء الإقليمي والقوة الأمريكية، مما سيتيح له فترة رئاسة هادئة تركز على الشؤون الداخلية والاقتصاد الأمريكي".

وقال إن السيناريو الثاني المعاكس هو الولايات المتحدة وأنها ستتخلى عن النشاط العسكري في المنطقة، وقد تسمح لتركيا بتحقيق طموحاتها في سوريا، مع منح الولايات المتحدة حرية الحركة التي تطلبها في المنطقة، وفي هذه الحالة، سيدفع الأكراد الثمن مباشرة، حيث أن الأتراك يطالبون برؤوسهم الآن".


وأوضح أنه "في الجيش الإسرائيلي، يقولون إنه بجانب الوضع الجديد المتطور في سوريا، كان الجيش يرغب في مواصلة القتال قبل وقف إطلاق النار في لبنان، لكن ثلاثة عوامل رئيسية منعت ذلك وأدت إلى دعم الجيش الإسرائيلي والنظام الأمني لقرار وقف إطلاق النار: إذا كنا سنعمل في جبهة واحدة، وإذا كان لدينا المزيد من الموارد، وإذا كان لدينا المزيد من الشرعية الدولية".

وأكد "في إسرائيل، هم مصممون على اتخاذ خطوة تطبيقية كبيرة في لبنان حتى بعد مرور 60 يومًا من وقف إطلاق النار، وأرسلت إسرائيل أكثر من إشارة على هذه العزيمة، عندما شن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا في عمق لبنان في البقاع، مستهدفًا مستودعات أسلحة كبيرة لحزب الله، حيث أفادت تقارير غير رسمية أن جزءًا من الأسلحة قد تم نقلها من سوريا إلى لبنان في الأيام الأخيرة".

وختم بالقول "يؤكد الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه إذا لم يلتزم الجيش اللبناني بتعهداته بتنفيذ إجراءات أمنية في المناطق التي يتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب منها في لبنان، فسيؤجل الجيش الانسحاب كما هو مقرر في الاتفاق، كما يضيف الجيش الإسرائيلي أن قيادة الشمال لديها القدرة العملياتية والتوافر العملياتي لدخول أي منطقة في جنوب لبنان يجب أن ينسحب منها، إذا كان هناك انتهاكات للاتفاق أو نقص في تنفيذ الجيش اللبناني".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيلية لبنان سوريا الاحتلال وقف إطلاق النار سوريا لبنان إسرائيل الاحتلال وقف إطلاق النار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار فی المنطقة فی لبنان فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري يكشف بنود المقترح المصري - القطري لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة

كشف الكاتب الصحفي البارز مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، عن أن الجهود المصرية القطرية المبذولة لإنهاء معاناة المدنيين بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، نجحت في التوصل إلى اتفاق يترتب عليه وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

وقال بكري، في منشور على صفحته الرسمية في «فيسبوك»: علمت من مصادر موثوقة أن جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر مع حماس وإسرائيل توصلت إلى اتفاق نهائي ينتظر موافقة الحكومة الإسرائيلية، والذي يتضمن عددا من النقاط أهمها:

1- هدنة على مرحلتين تكون مدة المرحلة الأولى شهرين متتالين.

2- يتم الانتقال إلى مباحثات خلال الشهرين من أجل الوصول إلى المرحلة الثانية لتشمل إنهاء الحرب.

3- الإفراج عن 10 أسرى أحياء ونصف عدد الجثامين مقابل الإفراج عن ما يقارب 1600أسير فلسطيني.

4- تفعيل لجنة إنسانية من أجل إدارة غزة إنسانيا ويكون تشكيلها بتوافق وطني.

5- تضمن الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاق ضمانة موثوقة.

6- إرجاء قضية سلاح المقاومة إلى نهاية المرحلة الثانية.

7- إرجاء قضية حكم غزة بالكامل إلى المرحلة الثانية والاكتفاء بلجنة إنسانية إغاثية تدير القطاع.

8- خلال فترة المباحثات تبقى حماس تدير الأمن مؤقتا تحت إشراف اللجنة التي تدير غزة لحين الوصول إلى الاتفاق النهائي.

9- تبدأ المساعدات بالتدفق إلى غزة فورا بدون أعداد محددة حسب ظروف العمل.

10- إعادة ترميم معبر رفح البري وفتحه لخروج المرضى والجرحى والأفراد المرافقين لهم وفق آلية الاتفاق السابق.

11- يبدأ انسحاب قوات الاحتلال من غزة فور الإعلان عن الاتفاق والتموضع في مسافة لا تتجاوز كيلو متر إلى كيلو متر ونصف في بعض المناطق المحيطة بغلاف غزة.

12- رفع بعض القيود عن السلع التجارية ومواد أساسية تتعلق بالبناء وإدخال كميات من الخيم، وكذلك رفع القيود عن حركة المواطنين من شمال غزة إلى جنوبها ورفع قيود عن الصيد في بحر غزة.

13- التزام الاحتلال بوقف حركة الطيران لمدة عشر ساعات متواصلة.

العدوان على غزة

وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على غزة في 7 أكتوبر 2023، عقب عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حركة المقاومة حماس لرفع الحصار المفروض على القطاع منذ 2006، وردا على انتهاكات الاحتلال بحق المدنيين في الضفة الغربية، وتدنيس المسجد الأقصى المبارك.

حرب إبادة جماعية

وتحول العدوان على غزة، من مجرد مواجهة المقاومة، إلى حرب إبادة جماعية مستمرة منذ ما يقرب من عشرين شهرا، أسفرت عن استشهاد حوالي 55 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، فيما لا يزال هناك أعداد كبيرة مفقودة تحت الركام، فضلا عن انهيار 75 من البنية التحتية في القطاع جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف.

مصطفى بكري: الأخبار المسمومة تستهدف إسقاط الوطن ويجب التصدي لها بسلاح الوعي والمعرفة

مصطفى بكري مع محافظ الشرقية: المصريون «شعب مُعلِّم».. يحب تراب الوطن ويلتف حول القيادة السياسية

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري يكشف بنود المقترح المصري - القطري لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صواريخ من إيران ويحذر السكان
  • إسرائيل: نقبل وقف إطلاق النار إذا أعلن خامنئي أنه يريد ذلك
  • عاجل| إسرائيل تفتح باب وقف إطلاق النار مع إيران.. بشروط
  • إسرائيل تفتح باب وقف إطلاق النار مع إيران.. بشروط
  • هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
  • عاجل | إسرائيل: نوقع وقف إطلاق النار غدًا لكن بشرط خامنئي
  • وزير الخارجية: يجب وقف التصعيد ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصد رشقة صاروخية جديدة من إيران
  • إسرائيل تعلن مقتـل عنصر من حزب الله في غارة جوية جنوب لبنان