عندما تكون الصورة واضحة للعيان لا تحتاج لتفسير وتحليل، فهى تقرأ نفسها، وأظن ما حدث منذ أسابيع فى سوريا كان واضحًا وجليًا أنه فصل ضمن سيناريو تم الإعداد له مبكرًا منذ عقود بعيدة، فكرته المحورية هى تدمير الجيوش العربية القوية التى تمثل خطرًا على دولة الاحتلال الصهيونى، وخصوصاً فى الدول التى أطلقت عليها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل «محور الشر» وعلى رأسها العراق وليبيا واليمن وسوريا.
والبداية كانت فى تسعينيات القرن الماضى وأوائل الألفية الحالية عندما تم التخطيط جيدًا لتدمير الجيش العراقى القوى، بل تدمير دولة بلاد الرافدين بكل مقدراتها وإدخالها فى نفق مظلم وهو ما تم بنجاح منقطع النظير والواقع الحالى فى العراق خير دليل فلم يعد العراق عراقًا.
ولم يكن الحال فى ليبيا واليمن أحسن حالًا، فقد تم تنفيذ المخطط كما أعد له حرفيًا والوصول للهدف، وربما تختلف الوسائل والأساليب ورسم الأحداث ولكن الهدف واحد.
والمؤسف أن أمريكا وحلفاءها ومن يديرون اللعبة لا يتكلفون مليمًا واحدًا أو حتى نقطة دم فى سبيل تحقيق الهدف، فالمنفذ والممول من جلدتنا ومن أبناء الأرض حتى وأن عاونهم مرتزقة من الخارج.
وربما اختلف الوضع فى العراق نسبيًا، وتم الوصول للهدف عبر مخطط إشعال الفتنة بين العراق والكويت واحتلال العراق الكويت، وما تبعه من تدخل أمريكى، وما انتهت إليه الأمور بإسقاط نظام الرئيس العراقى صدام حسين وتقسيم العراق بين الطوائف، وإشعال الحرب الطائفية التى أنهكت البلاد، وتجميع الجماعات الإرهابية المسلحة من كل أنحاء العالم والزج بها فى العراق.
بينما كان مسمى الربيع العربى هو اسم الرواية التى استخدمت فى ليبيا واليمن ومصر وتونس وسوريا، وسقطت اليمن وليبيا فى المستنقع الذى لا خروج منه ونجت مصر وتونس بفضل عوامل كثيرة، ثم سقطت سوريا مؤخرًا بعد 13 عامًا من المقاومة.
وبسقوط سوريا يكون المخطط قد حقق90% من المستهدف، ومن المؤكد أن مصر هى الجزء الأهم فقد حاولوا وما زالوا يحاولون وسيحاولون، ولكن ستظل مصر عصية عليهم بفضل تماسك أبنائها وجيشها وقادتها.
والملاحظ للعامة قبل الخاصة أن المشهد الأخير لسقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد كان مفضوحًا ومكشوفًا، وتم الإعداد له والاتفاق واستولى العملاء والمرتزقة على الحكم فى سوريا بكل سهولة ويسر، وغادر الأسد البلاد متجهًا إلى روسيا، ودخلت إسرائيل الأراضى السورية، وعاثت فيها فسادًا وتدميرًا وسرقة ونهبًا تحت أعين ومباركة حكام سوريا الجدد، لتنتهى سوريا كما انتهت لبنان التى بدأت فيها الحرب الأهلية مبكرًا منذ سبعينات القرن الماضى.
وهكذا لم يعد هناك أى خطر على دولة الاحتلال، ولم تعد هناك قوة ترهب العدو سوى مصر، ولذلك علينا جميعًا أن ننتبه ولا نسمح لهم بتحقيق مبتغاهم بمزيد من التماسك والاصطفاف حول جيشنا وقادتنا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأراضي السورية الرئيس السوري بشار الأسد الاحتلال الصهيونى الجيوش العربية الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
في ذكراها.. فتحية شاهين تزوجت من فنان شهير ووافتها مأساوية
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة فتحية شاهين، التى ولدت بالقاهرة في 16 يونيو عام 1926، ورحلت عن عالمنا فى عام 2006، إثر إصابتها بالتهاب رئوى شديد.
فتحية شاهين وحياتهافتحية شاهين هى الشقيقة الكبرى للفنانة اعتدال شاهين التى يختلف النقاد حول إن كانت سببًا فى دخول شقيقتها الكبرى إلى الوسط الفنى أم العكس إلا أنهم يتفقون على تفوق فتحية على شقيقتها من حيث الشهرة وعدد الأعمال الفنية التى شاركت فيها.
فتحية شاهين ومشوارهابدأت فتحية شاهين مشوارها الفنى عام 1945 من خلال المشاركة فى فيلم "حسن وحسن".
ثم فيلم "القلب له واحد" فى نفس العام مع أنور وجدى ، ثم فيلمى "قلوب دامية. وعنتر وعبلة" فى نفس العام ، وعلى الرغم من مشاركتها الصغيرة فى هذه الأعمال إلا أنها استطاعت أن تلفت إليها الأنظار لتتوالى عليها العروض السينمائية والتليفزيونية لتقدم رصيدًا فنياً تخطى 150 عملا بين السينما والتليفزيون.
فقدمت فتحية شاهين للسينما أفلام على قد لحافك ، مملكة النساء ، فى سبيل الحب ، جريمة الحب ، بنات اليوم ،معجزة السماء ،العتبة الخضراء ، غراميات امرأة، الغجرية، زوج بالإيجار ،لصوص لكن ظرفاء، الرجل الذي فقد ظله، أنا وزوجى والسكرتيرة، الخيط الرفيع، إمبراطورية ميم ، بنت بديعة، بمبا كشر ، امرأة للحب ، أبناء الصمت ، جنون الحب ، أنا لا أكذب ولكنى أتجمل ،أسود سيناء".
وفى التليفزيون كانت لها مشاركات فى مسلسلات "البيضاء ، رد قلبى ، أحلام سليمان ، عائلة ونيس ، وما زال النيل يجرى ، بيت الجمالية ، رحمة ، الكهف والوهم والحب ، ليالى الحلمية ، زوجات صغيرات ، دعونى أعيش ، صيام صيام ، طيور الصيف ، الأبلة ، مأساة امرأة ، القاهرة والناس ، مفتش المباحث".
يُذكر أن الفنانة فتحية شاهين قد تزوجت من الفنان الراحل عماد حمدى إلا أن زواجهما لم يستمر طويلا وانفصلا بعد فترة قصيرة من الزواج.