ذوو الإعاقة في اليمن .. آثار العدوان وآفاق المستقبل
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
يمانيون../
تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والجهات التابعة لها لتوفير الدعم والرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة، انطلاقًا من توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأولويات حكومة التغيير والبناء، التي جعلت من حقوق ذوي الإعاقة ألوية خاصة.
وتأتي جهود وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، في إطار تعزيز مكانة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وتمكينهم من حقوقهم، سيما في ظل تزايد أعداد هذه الفئة، نتيجة تداعيات وآثار العدوان والحصار، الذي ضاعف من نسبة المعاقين، بنحو ١٥ بالمائة من سكان اليمن، أي ما يقارب من أربعة ملايين و500 ألف نسمة، وفقًا لإحصائيات المنظمات العاملة في البلاد.
وكشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في تقرير ، عن آثار العدوان المأساوية على هذه الفئة، مبينة أن العدوان تسبب في تدمير عدد من البنى التحتية، وإغلاق أكثر من ۲۰۰ جمعية ومؤسسة خدمية ودُور رعاية ومنظمة مدنية عاملة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة؛ بسبب الظروف المادية، وعدم قدرتها على تسديد نفقاتها التشغيلية المختلفة.
وذكر التقرير أن هناك آلاف المعاقين بفئاتهم المختلفة، نزحوا من محافظات ومناطق إلى أخرى، ويعيشون أوضاعًا نفسية واجتماعية وصحية مأساوية، وبحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 200 ألف مُعاق ومُعاقة بحاجة للمتطلبات المدرسية، وإلى أدوات مساعدة للوصول إلى المدارس.
ولفت إلى أن أكثر من 170 ألف مُعاق ومُعاقة حُرموا من مستحقات الضمان الاجتماعي منذ بداية العدوان، و11 ألفًا و500 معاق ومعاقة من الموظفين حرموا من رواتبهم الشهرية على مدى سنوات العدوان والحصار، ويعيش ما نسبته ۹۰ في المائة من إجمالي الأشخاص ذوي الإعاقة تحت خط الفقر، وفي ظروف إنسانية صعبة للغاية بسبب العدوان والحصار.
وحسب التقرير، تسبب العدوان في انقطاع الأدوية والعلاجات اللازمة لعدد كبير من ذوي الإعاقة، خاصة ممن يحتاجون للعقاقير والأدوية بشكل مستمر، بسبب غلاء أسعار تلك الأدوية وأيضًا بسبب توقف صندوق المعاقين عن صرفها لهم، والظروف المادية الصعبة، وكذا نتيجة الحصار المفروض على البلاد.
ويعاني الآلاف من ذوي الإعاقة من عدم توفّر الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة التي تمكنهم من الحركة والتنقل، من عربيات، عكاكيز، أطراف صناعية، أجهزة داعمة “السماعات” وعصي للمكفوفين، وغيرها، فضلًا عن وفاة أعداد كبيرة من ذوي الإعاقة؛ نتيجة إغلاق المطارات، وعدم قدرتهم على السفر إلى العلاج في الخارج.
وبشأن التوجّهات المستقبلية لحكومة التغيير والبناء الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، شرعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بالتعاون مع صندوق رعاية المعاقين والاتحاد الوطني للمعاقين، في إجراءات تحديث قانون صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، بما يضمن إضافة موارد جديدة، ويكفل حقوق ورعاية وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال ندوة “تحديث وتطوير البنية التشريعية للأشخاص ذوي الإعاقة”، عقدت منتصف ديسمبر الجاري- بمشاركة 45 من ممثلي الجهات الحكومية وغير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني.
وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات المهمة؛ أبرزها مراجعة النصوص القانونية بما يخدم حقوق ومصالح ذوي الإعاقة، وإزالة الغموض في بعض النصوص، وإيجاد بيئة قانونية متجانسة ومتوائمة وشمول كافة النصوص القانونية لتمكين ذوي الإعاقة من حقوقهم، وتضمينها في كافة قوانين القطاعات المختلفة، وكذا تشكيل لجنة تمثل مختلف الجهات المعنية بإشراك قيادات ذوي الإعاقة؛ لإعادة النظر في القانون رقم “61” لعام 1999م، بشأن رعاية وتأهيل المعاقين، ليتضمن نصوصا شاملة كافة حقوق ذوي الإعاقة.
وشملت توجهات الحكومة بشأن المعاقين تنفيذ مشاريع التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم؛ المرحلة الأولى التي دشنت، الشهر الجاري، بمناسبة اليوم الوطني والعربي والعالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لـ ٥٠٠ حالة من مختلف المحافظات في مجالات مختلفة من كل الجمعيات والمراكز، وتكريم المبتكرين والموهوبين من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتتوالى جهود وزارة الشؤون الاجتماعية، في استكمال تنفيذ مشروع تقديم قروض بيضاء للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، وتمكينهم اقتصادياً في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية -للعام ١٤٤٦هـ- لألف حالة ضمن مشاريع الرؤية الوطنية لبناء الدولة وتقديم مساعدات نقدية لمائة ألف حالة من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتشمل التوجّهات الحكومية، حسب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة، إنشاء وتجهيز مستشفى “الإحسان” متخصص بالخدمات الطبية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد أنه سيتم منح الأشخاص ذوي الإعاقة، بمن فيهم الأطفال، حصصهم من المساعدات والتدخلات والخدمات والمنح الدولية في المجالات “صحية، طبية، تعليمية، تدريب وتأهيل، تمكين اقتصادي ومشاريع صغيرة مدرة للدخل ومأوى، ومواد غير غذائية ومساعدات نقدية متعددة الأغراض والأمن الغذائي”؛ بما يتوافق مع نسبتهم في المجتمع ووفقًا للتشريعات والقوانيين المحلية والدولية، من خلال تنفيذ مشروع حشد الموارد لخدمات واحتياجات ومشاريع الأشخاص ذوي الإعاقة ومؤسساتهم على مستوى المحافظات، وكذا تمكينهم من الوظائف الحكومية والقطاع الخاص.
وتبقى آمال وتطلعات الأشخاص ذوي الإعاقة، معقودة بتضافر الجهود الرسمية والشعبية لدعمهم وتجاوز التحديات والمعاناة التي يمرون بها في ظل العدوان والحصار، والعمل على كل ما من شأنه تحسين أوضاعهم وتلبية طموحاتهم وإعطائهم الحقوق التي يستحقونها نظير صمودهم وثباتهم إلى جانب أبناء الشعب اليمني على مدى العشر السنوات الماضية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: وزارة الشؤون الاجتماعیة والعمل الأشخاص ذوی الإعاقة للأشخاص ذوی الإعاقة العدوان والحصار
إقرأ أيضاً:
وزارة الشؤون الاجتماعية تطلق برنامجًا تدريبياً لتعزيز السلامة المهنية
الثورة نت /..
بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، اليوم، برنامجًا تدريبيًا لفرق التفتيش الميداني في مجال السلامة والصحة المهنية، تحت شعار “معًا من أجل سلامة العاملين وبيئة عمل آمنة وإنتاجية مستدامة”.
وفي الافتتاح، أوضح القائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار، سام البشيري، أن البرنامج التدريبي في مجال السلامة والصحة المهنية يأتي ضمن الاهتمام المشترك بتحسين بيئات العمل في مختلف القطاعات الإنتاجية، باعتبارها عنصر أساسي في حماية القوى العاملة وتعزيز كفاءة وإنتاجية المنشآت الصناعية والخدمية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على مواءمة خططها وسياساتها مع جهود وزارة الشؤون الاجتماعية لتحقيق معايير العمل اللائق والسلامة المهنية الحديثة، مؤكدًا أن بيئة العمل الآمنة لم تعد خيارًا بل ضرورة لضمان استدامة الأنشطة الاقتصادية وتقليل الخسائر الناتجة عن الحوادث المهنية.
وشددّ البشيري على التنسيق بين الحكومة والعمال وأصحاب العمل لبناء رؤية مشتركة تكفل حقوق الجميع وتدعم مسار التنمية، داعيًا المنشآت الاقتصادية إلى الالتزام بمعايير السلامة وتوفير التجهيزات اللازمة، مؤكّدًا استعداد الوزارة تقديم الدعم الفني والإرشادات اللازمة لخلق بيئة اقتصادية آمنة ومستدامة.
بدوره، أوضح نائب وزير الشؤون الاجتماعية إبراهيم الحملي، أن الوزارة تنتهج سياسة الارتقاء بقدرات كوادرها وتطوير آليات العمل بما ينسجم مع توجيهات القيادة الثورية والسياسية وحكومة التغيير والبناء، ويسهم في تحسين الخدمات المقدمة للعمال وأصحاب الأعمال، والحد من المخالفات والممارسات غير القانونية.
ولفت إلى أن نتائج التقييم الأولي لوضع السلامة والصحة المهنية خلال الفترة الماضية، كشفت عن مستويات عالية من الإصابات والحوادث المهنية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة العاملين وخسائر لأصحاب الأعمال والاقتصاد الوطني، الأمر الذي دفع الوزارة لتبني استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة السلامة المهنية بالتعاون مع الشركاء والجهات ذات العلاقة.
وبيّن أن إصابات العمل والأمراض المهنية تُعد من أبرز نتائج بيئات العمل الخطرة التي تفتقر لمعايير السلامة، مؤكدًا أن البرنامج التدريبي يندرج ضمن إطار وطني شامل ستنفذه الوزارة على مدى أربعة أعوام بالشراكة مع أطراف العمل الثلاثة.
ولفت الحملي، إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على تنفيذ برنامج توعوي يستهدف 50 منشأة صناعية وإنتاجية لمدة شهر، يقوم على التقييم الذاتي دون فرض مخالفات أو عقوبات، وينفذه المتدربون المشاركون في البرنامج، إلى جانب حملة توعية شاملة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وبين أن الوزارة تجري التحضير لإقامة المؤتمر الوطني الأول للسلامة والصحة المهنية في أبريل القادم، مؤكدًا الاستمرار في تدريب كوادرها وتطوير الأنظمة لتحسين بيئة العمل، معربًا عن أمله في أن يسهم البرنامج في رفع الوعي بالسلامة المهنية والحد من الإصابات الخطرة وتحقيق نتائج ملموسة لدى العاملين وأصحاب الأعمال.
فيما، أكد أمين الاتحاد العام لنقابات عمّال اليمن، عبد الكريم العطنة، أهمية المشاركة في برنامج السلامة والصحة المهنية، معتبرًا إياه خطوة متقدمة في تعزيز الشراكة بين أطراف العمل.
وأشاد بجهود وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في تفعيل الشراكة الثلاثية وتحسين بيئة العمل، مشيرًا إلى أن البرامج التي نفذتها الوزارة تمثل دفعة قوية لضمان حقوق العمال.
ودعا العطنة، إلى استمرار تفعيل الشراكة بين الحكومة والعمال وأصحاب العمل وفق القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية المصادَق عليها، مع إشراك الاتحاد في مراجعة وصياغة عقود العمل الجماعية وتأسيس التنظيمات النقابية في المنشآت التي تفتقر إليها.
وطالب، بالتزام المنشآت بإعداد اللوائح المنظمة للعمل وتفعيل أجهزة التفتيش، ومشاركة النقابات في متابعة بيئات العمل لضمان السلامة، إضافة إلى مواجهة ممارسات شركات التوظيف التي تستغل العمالة المحلية بأجور زهيدة.
إلى ذلك أوضح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لقطاع شؤون العمل، الدكتور عبدالله حيدر، أن البرنامج التدريبي الذي ينفذه القطاع لمدة أربعة أيام يهدف إلى تأهيل 33 مفتشًا في مجال السلامة والصحة المهنية، عبر تدريب متقدم وتطبيقي يقدمه خبراء وطنيون متخصصون.
وأشار إلى أن المشاركين يمثلون الوزارة ومكاتبها في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، إضافة إلى هيئة المواصفات والمقاييس ومصلحة الدفاع المدني والغرفة التجارية والصناعية، ما يعزز التكامل بين الجهات المختلفة في تعزيز السلامة المهنية.
ولفت الدكتور حيدر إلى أن البرنامج يشمل تعريفًا بالسلامة والصحة المهنية وأهميتها في الحد من الإصابات والأمراض المهنية، وتأثيرها على صحة العاملين والإنتاجية والاقتصاد، إلى جانب مسؤولية العامل وصاحب العمل وضرورة اتباع معايير السلامة.
وأوضح أن البرنامج يشمل التعريف التاريخي للسلامة والصحة المهنية في اليمن والعالم، والإطار القانوني والالتزامات القانونية للمنشآت، وأساليب التفتيش والتوعية، إضافة إلى التدريب العملي على تقييم المخاطر والتواصل مع العاملين لضمان بيئة عمل آمنة متوافقة مع القوانين.
حضر الافتتاح وكيلا وزارة الشؤون الاجتماعية لقطاع التمكين الاقتصادي وتنمية وتسويق الإنتاج، الدكتور الحسن الذاري، وقطاع القوى العاملة، رماح هِبَة، وعدد من الخبراء.