باحثون كوريون يتغلبون على السرطان
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
في تقدم رائد في علاج السرطان، طور الباحثون في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا تقنية تحول خلايا سرطان القولون إلى خلايا شبيهة بالخلايا الطبيعية دون تدميرها.
ويمثل هذا النهج المبتكر، بقيادة البروفيسور كوانغ هيون تشو ، من قسم الهندسة البيولوجية والدماغية، ابتعاداً كبيراً عن علاجات السرطان التقليدية التي تعتمد على قتل الخلايا السرطانية، مما يؤدي غالباً إلى آثار جانبية شديدة ومخاطر تكرار المرض، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وقال تشو: "إن حقيقة أن الخلايا السرطانية يمكن تحويلها مرة أخرى إلى خلايا طبيعية هي ظاهرة مذهلة، تثبت هذه الدراسة أنه يمكن إحداث مثل هذا الانعكاس بشكل منهجي".
وفي مقدمة ورقتهم البحثية، يشرح الباحثون بالتفصيل كيف أظهر البحث في سرطان الدم النقوي الحاد وسرطان الثدي وسرطان الخلايا الكبدية أن تشجيع الخلايا السرطانية على التمايز أو التمايز المتبادل يمكن أن يحقق هذا الانعكاس، غير أن تحديد المنظمومة الرئيسية المسؤولة عن هذه العمليات لا يزال يشكل تحدياً، وفي حال تم تحديدها، وتطبيقها على الخلايا السرطانية، فقد تقدم بديلاً واعداً لعلاجات السرطان الحالية.
توأم رقمي
واتبع فريق KAIST نهجاً مختلفاً جذرياً من خلال استهداف الأسباب العميقة لتطور السرطان، وتعتمد أبحاثهم على فكرة أن الخلايا السرطانية، أثناء تحولها من خلايا طبيعية، تتراجع على طول مسار التمايز - العملية التي تنضج بها الخلايا الطبيعية إلى أنواع وظيفية محددة - و لمعالجة هذا، أنشأ الباحثون توأما رقمياً لشبكة الجينات المشاركة في مسار تمايز الخلايا الطبيعية، سمح لهم هذا النموذج الحسابي بمحاكاة وتحليل التفاعلات الجينية المعقدة التي تنظم تمايز الخلايا.
ومن خلال المحاكاة، حدد الفريق مفاتيح جزيئية رئيسية قادرة على توجيه الخلايا من سرطان القولون إلى حالة شبيهة بالحالة الطبيعية، وقد تم التحقق من صحة هذه النتائج من خلال التجارب الجزيئية والدراسات الخلوية والتجارب على الحيوانات، مما يدل على فعالية هذا النهج.
نحو علاج السرطان القابل للعكس
إن الآثار المترتبة على هذا البحث عميقة فمن خلال تحويل التركيز من تدمير الخلايا السرطانية إلى عكسها، يمكن أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى صياغة فئة جديدة من علاجات السرطان، ومعالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في علم الأورام.
وبينما ركزت الدراسة على سرطان القولون، يمكن توسيع المبادئ الأساسية لتشمل أنواعاً أخرى من السرطان، و من خلال تطبيق تقنية التوأم الرقمي على شبكات جينات السرطان المختلفة، يأمل الباحثون في تحديد مفاتيح جزيئية مماثلة في سياقات مختلفة، مما يمهد الطريق لعلاجات السرطان العكسية القابلة للتطبيق على نطاق واسع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات السرطان الخلایا السرطانیة من خلال
إقرأ أيضاً:
علاج جديد قد يحدث نقلة نوعية في علاج أكثر سرطانات الأطفال شيوعا
قال تقرير لموقع "ميديكال إكسبريس"، إن باحثين من جامعة كامبريدج طوروا مزيجا دوائيا واعدا قد يغير مستقبل علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد من الخلايا البائية (B-ALL)، وهو النوع الأكثر شيوعا بين الأطفال.
وأوضح التقرير أن المزيج الجديد، المكوَّن من دواءين فمويين هما "فينيتوكلاتس" و"إينوبروديب"، أظهر نتائج فعّالة في القضاء على الخلايا السرطانية في دراسات أجريت على الفئران ونماذج بشرية، مع احتمال تقليل الاعتماد على العلاج الكيميائي السام.
ويهدف الفريق إلى بدء تجارب سريرية على المرضى في المستقبل القريب، وفقا للتقرير.
وقال الدكتور سيمون ريتشاردسون، من معهد كامبريدج للخلايا الجذعية وقسم أمراض الدم في الجامعة، "أرى أسبوعيا مرضى بالغين يخضعون لعلاج هذا النوع شديد العدوانية من سرطان الدم، ورغم أن العلاج الكيميائي قادر على شفاء الكثير منهم، إلا أن آثاره الجانبية غالبا ما تكون صعبة للغاية. نحن بحاجة إلى إيجاد علاجات أكثر فعالية ولطفا".
ويُشخص سنويا أكثر من 500 شخص في المملكة المتحدة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد البائي، معظمهم من الأطفال.
ورغم أن العلاج الكيميائي يُعد فعالا لدى الفئات العمرية الصغيرة، إلا أنه يستغرق أكثر من عامين ويتسبب في آثار جانبية حادة وطويلة الأمد، خاصة لدى الأطفال الأكبر سنا.
وأشار التقرير إلى أن العلماء ركزوا في أبحاثهم على جين يُدعى "CREBBP"، والذي تسهم طفراته في مقاومة العلاج. واكتشف الفريق أن إيقاف عمل هذا الجين يُعيد برمجة التمثيل الغذائي للدهون في الخلايا السرطانية، ما يجعلها أكثر عرضة للموت عند استهداف بروتين BCL2 بواسطة "فينيتوكلاتس".
وقال البروفيسور برايان هانتلي، من معهد كامبريدج ورئيس قسم أمراض الدم، إن "هذه نتائج واعدة للغاية، ورغم أن عملنا اقتصر على الفئران فقط، إلا أننا متفائلون بأننا سنرى تأثيرات مماثلة لدى المرضى. وقد استُخدم فينيتوكلاتس وإينوبروديب معا في تجربة سريرية مبكرة لعلاج سرطان الدم النخاعي الحاد، لذا فنحن على يقين من أنهما آمنان للاستخدام".
وأضاف الدكتور ريتشاردسون أن "الخبر السار هو أن تكلفة فينيتوكلاتس من المتوقع أن تنخفض في السنوات القادمة مع طرح البدائل العامة، مما يجعل استخدامه أكثر فعالية من حيث التكلفة".
وخلص التقرير إلى أن هذا النهج العلاجي قد يقدم بديلا أقل سُمية وأكثر كفاءة من الخيارات الحالية، بما في ذلك علاجات CAR-T، ويُرجح أن يحدث تحولا كبيرا في علاج سرطان الأطفال في المستقبل.