يضاعف الجفاف متاعب تونس الاقتصادية والاجتماعية، إذ تجد البلاد نفسها مضطرة لاستيراد كل احتياجاتها من الحبوب هذا العام، وفق مسؤول تونسي، ما يعمق الأزمة المستمرة في البلاد.

وقال عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالفلاحة السقوية والخضروات، شكري الرزق، في تصريح لإذاعة "موزاييك" التونسية، إن البلاد مرت بظرف مناخي صعب أثر على الزراعات الكبرى وجميع القطاعات الفلاحية.

ولم يتجاوز إنتاج محصول القمح 5 ملايين قنطار والتجميع في حدود 2.8 مليون قنطار، بحسب المسؤول ذاته.

وقال المسؤول التونسي إنه أمام "تواضع المحصول ستضطر تونس إلى استيراد احتياجاتها من الحبوب بنسبة 100 في المئة، لأن نسبة الإنتاج في حدود 0 في المئة".

وأثر الجفاف ونقص محصول الحبوب على وفرة الخبز في البلاد.

والخميس، أوقفت الشرطة التونسية رئيس "الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز" بعدما طلب الرئيس، قيس سعيّد، من السلطات المعنية "تطبيق القانون" على المتسبّبين في أزمة نقص الخبز في البلاد.

نقص العملة الصعبة

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن تونس تواجه مشكلة في سداد قيمة المواد الاستهلاكية التي تستوردها من الخارج بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الموازنة العامة.

يرى الخبير الاقتصادي التونسي، رضا شكندالي، في حديث لموقع "الحرة" أن الجفاف ورفع تونس استيرادها من الحبوب سينعكس سلبا على الاقتصاد، لأن احتياجات البلاد من العملة الصعبة ستتزايد، في وقت لم تستطع فيه "إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي".

وأفادت صحيفة "الشعب نيوز" التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل أن ثماني بواخر محمّلة بالحبوب تنتظر منذ نحو أسبوعين في ميناء محافظة صفاقس الحصول على ثمن الشحنات لتفريغها.

وتتفاوض تونس مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على تمويل جديد لسدّ عجز الموازنة العامة. 

وكان الصندوق قد أعطى ضوءا أخضر أول لتونس، في أكتوبر الماضي، بإعلان موافقة مبدئية على منحها هذا القرض، لكن منذ ذلك الحين تعثرت المفاوضات حول القرض البالغة قيمته 1.9 مليار دولار، وتوقفت المشاورات بين الطرفين، منذ نهاية عام 2022.

ويرفض سعيد ما يعتبره "إملاءات" الصندوق، خصوصا فيما يتعلق برفع الدعم عن بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، ويرى فيها "تهديدا للسلم الاجتماعي" في البلاد.

الجفاف ليس السبب الوحيد

والجفاف ليس السبب الوحيد للأزمة الحالية في تونس، وفق شكندالي، الذي يشير إلى أن هناك أسباب أخرى "تتعلق بارتفاع الكلفة لدى الفلاح التونسي من جراء تراجع قيمة الدينار"، إضافة إلى "أسباب هيكلة في القطاع الفلاحي".

ويرى شكندالي في حديثه "للحرة" أن 90 في المئة من الفلاحين هم دون المستوى التعليمي الابتدائي، وأكثرهم من الشيوخ حيث نسبة الفلاحين الأكثر من سن 60 سنة أعلى من 85 في المئة".

وإضافة إلى كل هذه الأسباب، يضيف الخبير الاقتصادي أن "السياسة الاقتصادية المعتمدة لا تشجع على الفلاحة. فهي تجبر الفلاح على بيع منتجاته بأسعار منخفضة حتى يتمكن التونسي من شرائها بما أن الأجور في تونس منخفضة للغاية بينما كلفة الفلاح من مدخلات كلها مستوردة تزيد من سنة لأخرى من جراء تراجع قيمة الدينار".

وكان سعيّد قد أقال قبل ذلك رئيس المؤسسة الحكومية المسؤولة عن إدارة عمليات جمع وشراء وتوزيع الحبوب في البلاد.

وأعلنت الرئاسة أن "عمليات تفتيش نُفذت، الأربعاء، أسفرت عن حجز أكثر من 6500 طن من الحبوب ومشتقّاتها، التي كانت مخزّنة بشكل غير قانوني".

وأدت الأزمة المالية التي تشهدها تونس بشكل خاص إلى نقص مزمن في المنتجات الغذائية الأساسية، على خلفية التوترات السياسية الشديدة منذ احتكر الرئيس قيس سعيد كل السلطات في يوليو 2021 ، مما أدى إلى زعزعة الديموقراطية التي نتجت عن أول ثورة في الربيع العربي عام 2011.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: من الحبوب فی البلاد فی المئة

إقرأ أيضاً:

افتتاح استثنائي لمركزي الحبوب في سلحب وشطحة بمحافظة حماة

حماة-سانا

أعلنت مؤسسة الحبوب في محافظة حماة عن فتح مركزي استلام الحبوب في سلحب وشطحة بشكل استثنائي، وذلك يوما الأحد والإثنين الموافقان الـ 27 والـ 28 من الشهر الجاري.

وأوضح مدير المؤسسة محمد عوض الشربعي في تصريح لـ سانا أن عملية الاستلام ستكون وفق قوائم اسمية مسجَّلة مسبقاً لدى كل مركز، مع التشديد على ضرورة التدقيق في الكميات الموردة بناءً على شهادة المنشأ والوزن، والتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة.

ونبَّه مدير المؤسسة إلى أهمية الالتزام بالشروط والمعايير لضمان جودة الحبوب.

ويأتي هذا القرار بهدف استقبال كميات القمح من المزارعين الذين لم يتمكنوا من تسليم محاصيلهم خلال الفترة المحددة سابقاً، والتي كانت قد انتهت في الثالث من الشهر الحالي.

مؤسسة الحبوب في محافظة حماة 2025-07-26malekسابق إقبال ملحوظ لممارسة كرتي القدم والسلة في النادي الصيفي لتربية حمصآخر الأخبار 2025-07-26افتتاح استثنائي لمركزي الحبوب في سلحب وشطحة بمحافظة حماة 2025-07-26إقبال ملحوظ لممارسة كرتي القدم والسلة في النادي الصيفي لتربية حمص 2025-07-26وفد وزارة الدفاع يزور الكلية البحرية التركية على هامش معرض “IDEF 2025” 2025-07-26تفاصيل اتفاق التعاون بين شركة “العمران” ومجموعة “الشمالية” السعودية لتطوير صناعة الإسمنت بسوريا 2025-07-26ثلاث برونزيات لسوريا في أولمبياد علم الأحياء العالمي بالفلبين 2025-07-26رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني بعد مسيرة فنية لأكثر من 5 عقود 2025-07-26رئيس الوزراء البريطاني: الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي 2025-07-26الهلال الأحمر العربي السوري يرسل قافلةَ مساعداتٍ إنسانية إلى درعا_ فيديو 2025-07-26وزير الخارجية التركي يجدد التأكيد على وحدة سوريا ويحذر من خطر تقسيمها 2025-07-26عدليتا دمشق وريفها تتصدّيان بحزم لآفة المخدّرات عبر سياسات متوازنة

صور من سورية منوعات أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25 بحث جديد: جلد القرش الأزرق يخفي تراكيب نانوية تساعده على تغيير لونه 2025-07-25
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • نزوح نحو الناصرية.. مربو الماشية يفرون من الجفاف ويستغيثون (فيديو)
  • وزير الاقتصاد يودّع السفير التونسي بمناسبة انتهاء مهامه
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • الحر الشديد يؤثر سلبا على إنتاج الحبوب الشتوية في تركيا
  • افتتاح استثنائي لمركزي الحبوب في سلحب وشطحة بمحافظة حماة
  • العدالة والتنمية ترفض المشاركة في المهمة الاستطلاعية حول استيراد الأغنام والأبقار
  • مباراة ودية اليوم للمنتخب الأولمبي العراقي مع شباب القيروان التونسي
  • احتجاجات في تونس ضد الرئيس.. واتهامات بتحويل البلاد إلى “سجن مفتوح"
  • المسار التونسي منذ إجراءات يوليو 2021.. تراجع اقتصادي وحقوقي
  • حصيلة 4 أعوام من إجراءات قيس سعيد الاستثنائية.. هل من انفراجة قريبا؟