تونس- بعدما حظيت بتقدير واسع كتجربة ديمقراطية ناشئة في المنطقة، تحوّل الحال في تونس منذ إعلان الرئيس قيس سعيّد عن التدابير الاستثنائية يوم 25 يوليو/تموز 2021، وسلكت البلاد منعطفا حادا غيّر ملامح المشهد السياسي والاقتصادي.

وبينما يرى معارضو سعيّد أنه يسير بالبلاد نحو الاستبداد وتضييق الحريات، يرى أنصاره فيه رمزا للسيادة الوطنية واستعادة القرار الوطني، في وقت أعادت فيه هذه التحولات رسم صورة تونس داخليا وخارجيا.

واستنادا إلى التقارير الدولية التي تناولت وضع تونس بعد 4 سنوات من هذه التدابير الاستثنائية، يمكن ملاحظة نواقيس الخطر التي تحذر من إجهاض التجربة الديمقراطية، بل إن بعض التقارير تشير إلى انهيار المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية.

فقد ارتفعت نسب التضخم وتفاقم العجز في الميزانية بصورة دفعت إلى زيادة الاقتراض الداخلي، في وقت ارتفعت فيه معدلات البطالة، مما أسهم في اتساع رقعة الفقر.

وبيّنت تقارير سابقة لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية أمثلة عن تصاعد الانتهاكات الحقوقية في تونس خلال هذه الفترة، مشيرة إلى تضييق متزايد على الحريات العامة، وعلى رأسها حرية التعبير والتنظيم السياسي.

ونددت المنظمتان بتوظيف القضاء في محاكمات وصفتها بأنها "غير عادلة" استهدفت معارضين وصحفيين وناشطين، كما أكدتا أن السلطة تمارس ضغطا ممنهجا على منظمات المجتمع المدني.

ترتيب متراجع

وفي باب حرية الصحافة، سجلت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها مؤخرا حول مؤشر حرية الصحافة لعام 2025 تراجع تونس 11 مرتبة ضمن هذا المؤشر بسبب تنامي التضييق على المعلومة وحرية التعبير، وتزايد ملاحقة الصحفيين بموجب المرسوم 54 الذي يعتبره الناشطون سيفا مسلّطا على منتقدي الرئيس.

وسجلت تونس تراجعا في الترتيب العالمي لـ"مدركات الفساد" لسنة 2024 الذي تعدّه منظمة الشفافية الدولية، كما أظهر مؤشر الفجوة بين الجنسين للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 2025 أن تونس تراجعت إلى المرتبة 128 من بين 146 دولة، وسط استمرار فجوات ضخمة في التمكين السياسي والاقتصادي بين النساء والرجال.

إعلان

وبشأن تقييمه للوضع العام، يؤكد الناشط الحقوقي العياشي الهمامي أن مسار 25 يوليو/تموز للرئيس سعيّد مثّل نكسة للديمقراطية في تونس، مشيرا إلى أن سعيّد استخدم بعض المطالب الاجتماعية وأزمة الثقة بين الأحزاب والمواطنين للسيطرة على البلاد، من دون برامج أو خطة اقتصادية أو اجتماعية واضحة لحل الأزمات.

وفي تصريحه، يقول الهمامي للجزيرة نت إن مسار تونس خلال السنوات الأربع الماضية أجهض مسار الانتقال نحو ديمقراطية حقيقية، على الرغم مما كان يعتريه من بعض العيوب، مؤكدا أن "تونس تحولت من ديمقراطية ناشئة إلى نظام استبدادي".

وفي تعليله لموقفه، يرى الهمامي أن الغلق التعسفي لمقرات أحزاب سياسية كبرى مثل حركة النهضة، والتضييق على حريات الصحافة والتعبير، إضافة إلى سجن المعارضين في قضايا مفتعلة، حوّل البلاد إلى "سجن كبير".

ويرى أن تلك الإجراءات القاسية أفضت إلى حكم فردي للرئيس قيس سعيد الذي يحكم البلاد منذ عام 2019، حيث "تراجعت المؤسسات الديمقراطية، وانهارت الحياة السياسية، وأصبح كل معارض هدفا للتنكيل والملاحقة".

ويؤكد أن السلطة الحالية فشلت في تحقيق الشعارات التي رفعتها عند تبرير الإجراءات الاستثنائية، مشيرا إلى تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل ملحوظ خلال 4 سنوات من الحكم المطلق للرئيس سعيّد.

تونس تراجعت 11 مرتبة ضمن مؤشر حرية الصحافة بسبب تنامي التضييق على حرية التعبير (الجزيرة) مقارنة اقتصادية

كشفت تقارير دولية عن تراجع معظم المؤشرات الاقتصادية، وتوقع صندوق النقد الدولي نمو تونس بنسبة 1.4% عام 2025، وهو أقل بكثير من توقعات الحكومة التي قدرت النمو بـ3.2%.

وأظهرت تقارير محلية، ينشرها مرصد "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" بصفة دورية، تنامي حدة التحركات الاحتجاجية الاجتماعية من شهر لآخر للمعطلين عن العمل وأصحاب العقود الهشة والعمال المطالبين بحقوقهم، وغيرهم من المحتجين على عدم حصولهم على أبسط مرافق الحياة كمياه الشرب والخدمات الصحية وغيرها.

ومن خلال رؤيته لتطور الأداء الاقتصادي في تونس، يؤكد الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي -للجزيرة نت- أن أغلب المؤشرات شهدت تدهورا ملحوظا بعد 2021، مقارنة بما تحقق اقتصاديا خلال السنوات التي سبقتها.

ويفسر أن الفترة التي امتدت من 2011 إلى2021 -ورغم التحديات السياسية والصحية- كانت أكثر استقرارا اقتصاديا، مبينا أن ما تحقق من نتائج بعد 25 يوليو/تموز يعدّ "هزيلا ولا يرقى لما أنجز قبل ذلك التاريخ".

وبالأرقام، يوضح الشكندالي أن معدل النمو الاقتصادي كان يدور في حدود 2% قبل 2021، بينما لم يتجاوز 1% في السنوات اللاحقة، وهو ما يعكس وفق تعبيره "حالة الركود" التي يعيشها الاقتصاد التونسي.

فمثلا، على مستوى التضخم وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، يشير الشكندالي إلى أن الوضع تفاقم بعد 2021، وكانت ذروة الارتفاع ابتداء من سبتمبر/أيلول 2021، إذ بلغ التضخم 10.4%، "وهو رقم غير مسبوق" حسب قوله.

ويوضح أن هذا الارتفاع أضعف القدرة الشرائية، مبينا أن التضخم لم يكن نتيجة ضغط في الطلب كما روّج له البنك المركزي التونسي، بل نتيجة اختلالات في العرض، بسبب تراجع الإنتاج ونقص المواد الأساسية.

إعلان

أمثلة للتراجع

وعكس ما وقع قبل 2021، يقول الشكندالي إن الدولة أفرطت بعد هذا التاريخ في تقليص الواردات، بهدف تقليص العجز التجاري والحفاظ على مخزون العملة الأجنبية، مما قلص الإنتاج الصناعي المرتبط باستيراد المواد الأولية.

ويؤكد أن هذا الإجراء في ظل غياب بدائل محلية كافية خلق ندرة في السلع، "فأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار وانكماش الإنتاج، وزاد من معاناة التونسيين، بينما تبجحت البلاد بالسيطرة على العجز التجاري وسداد الديون"، حسب قوله.

أما بخصوص مسألة الاقتراض، فيشير الشكندالي إلى أن تونس قبل 2021 كانت تقترض من صندوق النقد الدولي، فكان ذلك يمنحها مصداقية أكبر للحصول على قروض من مؤسسات مالية أخرى بشروط ميسرة، لكنها بعد ذلك لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الصندوق، فتسبب الأمر في ما سماه "عزلة مالية".

وبحكم ذلك، يؤكد أن الدولة اضطرت إلى الاقتراض بإفراط من البنك المركزي والبنوك المحلية، في إطار "سياسة التعويل على الذات"، وهو ما شكّل ضغطا كبيرا على النظام المالي، إذ تم ضخ حوالي 14 مليار دينار تونسي (5 مليارات دولار) من البنك المركزي خلال عامين لتغطية الموازنة، وذلك أضعف قدرة البنوك على تمويل المؤسسات الاقتصادية.

وأشار إلى زيادة نسب الضريبة على المؤسسات الاقتصادية مقارنة بما كانت عليه قبل 2021، فشكّل ذلك عبئا إضافيا على مناخ الاستثمار وأدى إلى تراجع جاذبية السوق التونسية لدى المستثمرين المحليين والأجانب.

انقسام شعبي

وفي ظل هذه الظروف، ما تزال المعارضة التونسية تعاني من انقسام حاد بسبب التجاذب الأيديولوجي بين الإسلاميين والعلمانيين، إلى درجة أن مسيرة الاحتجاج للمعارضة التي كانت من المفترض انطلاقها يوم 25 يوليو/تموز الجاري ألغيت نتيجة حالة التشرذم.

أما أنصار الرئيس سعيّد، فيعتبرونه رمزا للسيادة الوطنية واستعادة القرار الوطني، وأنه يقف عنيدا أمام دوائر النفوذ الخارجي، ويعتبرون سبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التركة الثقيلة التي تسببت بها الأحزاب الحاكمة قبل عام 2021.

ورغم إقالته لحكومات عدة في فترة حكمه من دون نتائج تحققت، يواصل أنصاره تأييده لأنه "رجل وطني نظيف يسعى لإصلاح ما أفسدته الأحزاب" في "العشرية السوداء" كما يصطلحون على تسميتها، فضلا عن فخرهم أيضا بانحيازه إلى القضية الفلسطينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات یولیو تموز فی تونس قبل 2021

إقرأ أيضاً:

في ذكرى 25 يوليو.. جبهة الخلاص تتهم سعيّد بـتدمير الدولة والتعددية

اتهمت جبهة الخلاص الوطني في تونس نظام الرئيس قيس سعيّد بـ”نسف التجربة الديمقراطية الناشئة” والعودة بالبلاد إلى “مربع الاستبداد”، وذلك في بيان أصدرته الخميس 24 يوليو 2025 بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لإعلان الجمهورية.

وجددت الجبهة في بيان لها اليوم في الذكرى 68 لعيد الجمهورية "تأكيدها رفض الانقلاب على الشرعية وذلك بالتزامن مع مرور 4 سنوات على إعلان إجراءات 25 تموز/ يوليو 2021 والتي تعتبرها الجبهة وأغلب الأحزاب والشخصيات السياسية في تونس "انقلابا"، مؤكدة أن "الانقلاب نسف التجربة الديمقراطية، وعاد بالبلاد إلى مربع الاستبداد".

ومنذ أربعة أعوام اتخذ الرئيس قيس سعيد عدة إجراءات اعتبرها استثنائية ورأتها المعارضة انقلابا تم بمقتضاها غلق مقر البرلمان وتجميد أعماله ورفع الحصانة على نوابه مع حل حكومة هشام المشيشي، وأتبعها لاحقا بعدة قرارات أخرى تمثلت في حل عدة هيئات دستورية، وتعليق العمل بدستور 2014، وإجراء انتخابات مبكرة مع قانون انتخابي جديد وملاحقات قضائية واسعة جدا في صفوف المعارضين.


"استبداد ولكن النضال مستمر"
وقالت جبهة "الخلاص" إن "الانقلاب نسف التجربة الناشئة وعاد بتونس إلى مربع الاستبداد وخنق كل مقومات الحياة السياسية الديمقراطية وانتهك الحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان والتعددية، ودمر أسس النظام الجمهوري والتداول السلمي على السلطة".

وعبرت عن "انشغالها العميق لما وصلت إليه البلاد منذ حصول الانقلاب من تأزم في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية عبر تعدد المحاكمات الزجرية التي تفتقر إلى أبسط مقومات المحاكمة العادلة، وإصدار أحكام جائرة بلغت في العديد منها عشرات السنوات سجنا بحق العديد من المعارضين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين ورجال الأعمال".

وأكدت في بيان الخميس "تمسكها بالنضال الديمقراطي من أجل استعادة المسار الديمقراطي، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وإيقاف المحاكمات السياسية، وتنظيم حوار وطني بين كل القوى المتمسكة بأهداف الثورة وبمقومات الديمقراطية وأسس النظام الجمهوري، وذلك من خلال حوار جامع غير مشروط من أجل إنقاذ تونس".

هذا ودعت "كل أطراف المعارضة الوطنية التونسية إلى تحمل مسؤولياتها وتجاوز الخلافات الحزبية والفئوية والمنطلقات الإيديولوجية الجامدة من أجل إنقاذ تونس والخروج بها من نفق الاستبداد والحكم الفردي واستعادة الحياة الديموقراطية".


"فشل ذريع"
وفي قراءة للوضع في البلاد بعد مرور 4 سنوات على إعلان قرارات 25 تموز/ يوليو قالت الناشطة السياسية شيماء عيسى"هذه السنوات فضحت انقلاب أو ما يسمى بالإجراءات الاستثنائية، والتي أصبحت أبدية بمفعول الدستور الذي كتب في الغرف المظلمة ولا يمثل إلا صاحبه وفسخ الدستور الذي كان مكسبا وطنيا لكل التونسيين".

ورأت شيماء عيسى في حديث خاص لـ "عربي21"، أن السنوات الأربع الماضية "كان عنوانها الفشل والاعتباط المغلف بالكذب والبروباغندا، وفشل على جميع الأصعدة"، مشيرة إلى أن "الأرقام وحدها تتكلم عن الفشل واللاكفاءة وتحطيم كل شيء".

وأضافت: "تم تحطيم الاقتصاد والتنمية ذلك هو الخطاب الشعبوي الذي لا يعرف سوى التخوين والشيطنة، وإحداث الانقسام بالمجتمع وصفر إنجاز والكثير من الكذب والوعود والعهود الزائفة".
وتعيش تونس منذ سنوات متتالية في أزمة سياسية حادة انقسم فيها التوصيف بين معارضة ترى فيها انقلابا وبين سلطة تعتبرها تصحيحا للمسار، انقسام أثر بشكل لافت على الحياة العامة وخاصة اقتصاديا واجتماعيا، حيث تفاقم الوضع للأسوأ.

وما زاد الأمر تعقيدا توسع المحاكمات والاعتقالات لسياسيين ورجال أعمال وصحفيين ولنشطاء، وكل من ينتقد الوضع والنظام، ما جعل المنظمات الحقوقية وطنيا وخارجيا تطلق صيحة فزع وتصف الوضع الحقوقي بالخطير جدا وعودة الدكتاتورية.

اعتقالات تطال مختلف العائلات السياسية

ومن المفارقات اللافتة في المشهد التونسي اليوم، أن الاعتقالات السياسية لم تقتصر على تيار بعينه، بل طالت شخصيات من مختلف العائلات الفكرية والسياسية، بما في ذلك إسلاميون ويساريون ونقابيون وإعلاميون.

فمن التيار الإسلامي، يقبع في السجون راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وعلي العريض رئيس الحكومة الأسبق، وسعيد الفرجاني، إضافة إلى عدد من قيادات الحركة ونشطائها الجهويين.

أما من اليساريين، فقد طالت الاعتقالات وجوهًا بارزة في المعارضة مثل: جوهرة بن مبارك، أستاذ القانون الدستوري والناشط في "مواطنون ضد الانقلاب"، عصام الشابي الأمين العام للحزب الجمهوري، رضا بلحاج الوزير السابق والقيادي السابق في نداء تونس، وغازي الشواشي الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي، إلى جانب آخرين من المحامين والنشطاء المنخرطين في مواجهة مسار 25 يوليو.

وترى جبهة الخلاص أن هذا التنوّع في استهداف المعارضين يعكس حقيقة أن الأزمة القائمة ليست صراعًا أيديولوجيًا بين السلطة والإسلاميين فحسب، بل هي أزمة منظومة حريات وحقوق تُهدَّد في جوهرها، وتمس كل من يعبّر عن رأي مستقل أو معارض خارج الأطر الرسمية.

من هي جبهة الخلاص؟

تأسست جبهة الخلاص الوطني سنة 2022، وتضم طيفًا من الشخصيات السياسية والمدنية الرافضة لقرارات قيس سعيّد، من بينها حركة النهضة، حزب الأمل، حزب قلب تونس، وائتلاف “مواطنون ضد الانقلاب”. وقد شكّلت الجبهة أحد أبرز أطر المعارضة خلال السنوات الماضية، ونظمت عدة تحركات احتجاجية، وتولت الدفاع عن المعتقلين السياسيين، فيما يواجه قادتها أنفسهم قضايا أمام القضاء.

دعوة للتظاهر في ذكرى "الجمهورية" كادت أن تتعثر قبل أن تُستدرك بتعبئة جديدة

تزامن صدور البيان مع الذكرى السنوية لإعلان الجمهورية، والتي سعت بعض قوى المعارضة لإحيائها بتحرك احتجاجي يوم 25 يوليو الجاري. ورغم أن الدعوة الأولية لم تلقَ استجابة واسعة في بداياتها، بسبب تحفظات عدد من مكونات اليسار والنقابات الرافضة للمشاركة في تحركات تكون فيها حركة النهضة طرفًا بارزًا، فإن المشهد سرعان ما تغير بعد أن بادر الحزب الجمهوري إلى إصدار دعوة تعبئة تحت شعار: "من أجل الحرية والكرامة... لنلتقِ في شارع الثورة ".

دعا الحزب الجمهوري جميع التونسيات والتونسيين إلى المشاركة بكثافة في المسيرة الاحتجاجية التي ستُنظم يوم الجمعة 25 جويلية 2025، انطلاقًا من أمام نصب ابن خلدون بشارع الحبيب بورقيبة، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات الذين يقبعون ظلمًا في سجون الانقلاب.

وجدد الحزب تأكيده على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف القوى المناهضة للاستبداد، محذرًا من أن استمرار التشتّت لا يخدم سوى منظومة الحكم الفردي.



وعقب هذه الدعوة، سارعت جبهة الخلاص الوطني إلى إصدار بيان تعبئة جديد في 23 يوليو 2025، دعت فيه أنصارها وأصدقاءها إلى المشاركة في التظاهرة، والتي تنظّمها تنسيقية عائلات المساجين السياسيين، دعمًا لحرية التعبير واستقلال القضاء، وللمطالبة بإطلاق سراح كافة المساجين السياسيين ووقف التتبعات الجائرة بحقهم.



ويعكس هذا التفاعل بين مكونات المعارضة محاولة لتجاوز التردد والانقسام، واستعادة التنسيق الميداني رغم ما يشوبه من خلافات، في مواجهة ما تصفه المعارضة بـ"الحكم الفردي وسياسات القمع".

دعوة لحوار وطني شامل

وأكدت جبهة الخلاص تمسكها بـ "النضال الديمقراطي" من أجل "استعادة المسار الدستوري وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ووقف المحاكمات، وتنظيم حوار وطني جامع غير مشروط بين مختلف القوى السياسية المؤمنة بأهداف الثورة".

كما دعت جميع أطراف المعارضة إلى "تحمّل مسؤولياتها، وتجاوز الحسابات الفئوية والإيديولوجية، لإنقاذ تونس من نفق الحكم الفردي".

تضامن مع غزة وإدانة للتخاذل العربي

وفي ختام بيانها، الذي حمل توقيع رئيس الجبهة، أحمد نجيب الشابي، عبّرت الجبهة عن "دعمها الكامل لصمود أهل غزة في وجه الإبادة الجماعية"، مستنكرة ما اعتبرته "تخاذلًا عربيًا وإسلاميًا رسميًا، وصمتًا دوليًا عن جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وختم البيان بشعارين لافتين: "عاشت تونس حرة أبد الدهرين"، "عاشت المقاومة الفلسطينية الباسلة".


مقالات مشابهة

  • تطور المنظومة الضريبية في الإمارات يعزز الاستدامة المالية والتنافسية الاقتصادية
  • مباراة ودية اليوم للمنتخب الأولمبي العراقي مع شباب القيروان التونسي
  • في ذكرى إجراءات يوليو.. احتجاجات بتونس تطالب بالإفراج عن معتقلي التآمر
  • سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم الجمعة 25 يوليو 2025.. تراجع جديد
  • حصيلة 4 أعوام من إجراءات قيس سعيد الاستثنائية.. هل من انفراجة قريبا؟
  • خبير اقتصادي: تصنيف مصر ضمن القوى الاقتصادية الصاعدة يعكس تنوع اقتصادها وثقة المصريين بالخارج
  • في ذكرى 25 يوليو.. جبهة الخلاص تتهم سعيّد بـتدمير الدولة والتعددية
  • تراجع سعر الجنيه الذهب اليوم الخميس 24 يوليو 2025
  • رئيس اتحاد غرف التجارة السورية علاء العلي لـ سانا: الاتفاقيات والشراكات التي أبرمت مع الأشقاء في السعودية اليوم ترتقي بالعلاقات الاقتصادية بين بلدينا نحو الشراكة الشاملة ما سيساهم في تحفيز النمو الاقتصادي المستدام في سوريا