كلمات في البناء والنماء وفق فقه الميزان.. إلى القادة في سوريا الحرة
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
إن المرحلة التي يعيشها السوريون بعد سقوط الطغيان وخلع النظام الاستبدادي هي من أعظم النعم التي أكرم الله بها هذا الشعب المكلوم، لكنها أيضا من أشد الابتلاءات التي تتطلب حكمة ورشدا وتبصرا في إدارة شؤون بلد عريق كسوريا.
فالتحرر من الظلم هو بداية الطريق، وليس نهايته، إذ إن بناء الأوطان وصون الحقوق وتحقيق العدالة يتطلب جهدا جماعيا وتوافقا بين مختلف المكونات.
أولا: وحدة الصف وعصمة الدماء
إن شريعتنا الغراء تدعونا إلى وحدة الكلمة ورص الصفوف، فإن الفرقة والتنازع لا يجلبان إلا الضعف والهوان. قال الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103). وإن عصمة الدماء واجب شرعي لا يقبل المساومة، فقد قال النبي ﷺ: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق". وعليه، فإننا ندعو إلى نبذ كل أشكال الانتقام أو الثأر، وأن تكون العدالة وفق ميزان الشريعة هي الفيصل في حل النزاعات.
التحرر من الظلم هو بداية الطريق، وليس نهايته، إذ إن بناء الأوطان وصون الحقوق وتحقيق العدالة يتطلب جهدا جماعيا وتوافقا بين مختلف المكونات
ثانيا: التوافق على القضايا الكبرى
إن الشريعة الإسلامية تقدم لنا رؤية متكاملة لبناء المجتمعات على أسس العدالة والرحمة والإحسان. ومن هذا المنطلق، يجب أن يكون التوافق على القضايا الكبرى أساسا لعملنا المشترك، ومنها:
- إعادة الإعمار المادي والمعنوي: بناء الوطن لا يقتصر على إعادة المباني، بل يتعداه إلى ترميم النفوس وتعزيز روح الأخوة بين أبناء الشعب.
- العدالة الانتقالية: إقامة نظام قضائي عادل يضمن محاسبة المجرمين دون ظلم أو تحامل، ويعيد الحقوق لأصحابها.
- ترسيخ قيم المواطنة: تحقيق التوازن بين انتمائنا الديني وهويتنا الوطنية، بحيث يشعر كل مواطن بأنه جزء من هذا الوطن، وله فيه حق وواجب.
ثالثا: تفويت الفرصة على التدخلات الدولية
إن استقلال القرار الوطني هو من أسمى الأهداف التي يجب أن يجب أن نسعى إليها، ولن يتحقق ذلك إلا بإغلاق أبواب الفتن التي تتسلل منها التدخلات الدولية والإقليمية. وهذا يتطلب منا تجاوز المصالح الشخصية والفئوية، والعمل بروح الفريق الواحد، ووضع مصلحة سوريا فوق كل اعتبار.
استقلال القرار الوطني هو من أسمى الأهداف التي يجب أن يجب أن نسعى إليها، ولن يتحقق ذلك إلا بإغلاق أبواب الفتن التي تتسلل منها التدخلات الدولية والإقليمية
رابعا: التربية على المسؤولية الجماعية
إن الأمة لا تنهض إلا ببناء الفرد الصالح والمجتمع المتماسك. وهذا يقتضي تربية أنفسنا وأبنائنا على القيم الإسلامية الأصيلة التي تجمع بين القوة في الحق والرحمة بالخلق. قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى" (النحل: 90).
خامسا: بناء مشروع فكري جامع
إن أي نهضة مجتمعية أو سياسية لا تستقيم إلا بوجود مشروع فكري واضح المعالم، يستند إلى مبادئ الإسلام السمحة وقيمه الخالدة، مع استيعاب متطلبات العصر ومستجداته.
وهذا المشروع يجب أن يكون جامعا لا يقصي أحدا، ويقوم على قضايا مشتركة مثل الكرامة الإنسانية، والحرية المسؤولة، والعدالة الاجتماعية، والتنمية الشاملة.
سادسا: إدارة الاختلاف ضمن إطار الشريعة
لقد أقر الإسلام بالاختلاف كظاهرة طبيعية بين البشر، لكنه وضع له ضوابط تضمن أن يكون وسيلة للتكامل لا للتنازع. قال الله تعالى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" (الأنفال: 46). وعليه، فإن إدارة الخلافات في المرحلة المقبلة يجب أن تكون ضمن الأطر الشرعية التي تضمن احترام الآراء المختلفة والعمل على تحقيق المصلحة العامة.
سابعا: الاهتمام بالشباب وتأهيلهم لقيادة المستقبل
إن الشباب هم عماد أي أمة ووقود نهضتها. ولذا، يجب أن تكون لهم الأولوية في التخطيط والبناء، من خلال برامج تعليمية وتربوية وثقافية تعيد لهم الثقة في أنفسهم، وتؤهلهم لتحمل المسؤولية. وهذا يتطلب غرس قيم الإبداع، وحب الوطن، والالتزام الأخلاقي في نفوسهم.
ثامنا: الشراكة المجتمعية وإحياء روح التكافل
إن المجتمع السوري مرّ بسنوات طويلة من الألم والتشريد، ولا يمكن أن ينهض إلا بروح الشراكة بين جميع مكوناته. قال النبي ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فليكن شعارنا في المرحلة المقبلة: "التكافل يعيد بناء الوطن".
تاسعا: الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية
في ظل محاولات طمس الهوية الإسلامية وتشويه معالمها، يجب أن نحرص على تعزيز ارتباط شعبنا بثقافته وهويته، دون تعصب أو انغلاق، مع الانفتاح الواعي على العالم.
عاشرا: الاعتماد على الكفاءات لا الولاءات
إننا أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر، وإن إضاعة هذه الفرصة بالتنازع أو التهاون هو خيانة لله وللشعب وللتاريخ
إن المرحلة المقبلة تتطلب الاعتماد على أهل الخبرة والكفاءة في جميع مجالات العمل، بعيدا عن المحاصصة والاعتبارات الشخصية. فبناء الوطن يحتاج إلى عقول مبدعة وسواعد مخلصة تعمل لصالح الأمة.
ختاما، نذكر أنفسنا وإياكم بقول الله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران: 159). فلنكن على قدر هذه المسؤولية العظيمة، ولنجعل من سوريا نموذجا يُحتذى به في الوحدة والبناء والسلام.
إننا أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر، وإن إضاعة هذه الفرصة بالتنازع أو التهاون هو خيانة لله وللشعب وللتاريخ. فلنتق الله في أمتنا، ولنعمل جاهدين على تحقيق مقاصد الشريعة في العدل والإصلاح والبناء.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يجعلنا من الذين يعملون لإعلاء كلمته وإقامة عدله في الأرض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بناء العدالة سوريا الهوية سوريا بناء عدالة هوية مقالات مقالات مقالات سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الله تعالى یجب أن
إقرأ أيضاً:
مرافعة نارية.. كلمات مؤثرة للنيابة بمحاكمة أب قتل طفله بالإسكندرية.. فيديو
قدمت النيابة العامة بالإسكندرية، ممثلًا عنها المستشار أحمد راجح، وكيل النائب العام نارية مؤثرة أمام هيئة محكمة جنايات الإسكندرية، في وقائع قضية مقتل طفل علي يد والده فقام المتهم بالاعتداء عليه، وأعد لذلك الغرض أداتين مما تستخدمان في الاعتداء على الأشخاص - عصا خشبية وسوط - وما أن ظفر به كان له عدد إثنتي عشرة ضربة باستخدام الأداتين استقروا بأماكن متفرقة من جسده وتابع التعدي عليه بالأيدي بأن كان له العديد من الصفعات على وجهه وثلاث ضربات بقبضة الأيدي استقروا في بطنه فأحدث إصاباته، مما أدي إلي وفاته وسنقص عيلكم الأحداث.
وقال ممثل النيابة العامة: "اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريعُ الحساب" سبحان من خلق الإنسان و جعل له السمع و البصر و الفؤاد ميزه بالعقل عن سائر المخلوقات وهداه به سبيل الرشاد وأنذر عباده عذاب يوم التناد بقوله "إن ربك لبالمرصاد" اعتلي اليوم منبر الحق من منصة العدل و لقد سبقني إليها من هم أفصح مني لسانا وأكثر بيانا ولكني حُملت علي عاتقي أمانة فتمثيل هذا المجتمع رسالة استخلفنا الله فيها واسترعانا لنعرض علي مسامعكم الدلالة علي ما ورد بأمر الإحالة في عجالة دون إطالة، طالبا حكما بإجماع آرائكم لا محالة فما جئنا اليوم إلا لتحقيق العدالة، مما لا ريب فيه أن جناية القتل العمد ليست جريمة عادية فهي جريمة يستنكرها رب البرية قبل البشرية فهي تخرج عن الفطرة الإنسانية فما بالكم إن كان القاتل الأب والمقتول نجله صبيا فالراعي هو من قتل الرعية فلقد أتي شيئا فريا سلب نجله الحياة عمديا بعصا خشبية وما كان لأمانته وفيا واحسرتاه علي روح ذكية فاضت إلي بارئها غير راضية و لا مرضية تشكو ظلما جليا وأبا أنانيا قلبه صخريا قتل صغيره جنيا وما كان عليه حنيا.
وأضاف: "المجني عليه سيدي الرئيس الموقر حضرات السادة المستشارين الأجلاء طفل لا يجاوز عمره ثماني سنوات لا ذنب له ولا جريرة سوي أن هذا المتهم أباه وأني لأشفق علي الأبوة أن تدنس إن وصفنا الجاني بها فهذا المتهم أنتزع من قلبه الرحمة بل بالأحري أنتزع من صدره القلب فصار شيطانا بلا قلب مجردا من الرحمة والإنسانية فلقد من عليه الله من فضله وأعطاه ما حرم غيره فوهب له غلاما فبدلا من أن يحمد ربه علي ما فضله به عن غيره و يسهر علي راحة نجله فلذة كبده و يداوي جرحه سلبه روحه وهان عليه ضربه وأصر علي قتله أراد أن يحرم طليقته من نجلها فطلب إليها قبيل الواقعة بثلاثة أشهر أن يبيت المجني عليه برفقته بالمسكن بضعة أيام فوافقت ثم قام بنقله من مدرسته إلي مدرسة أخري و تهرب من الرد علي اتصالاتها و قال لها نصا " لو فكر يقول أنه عاوز يرجعلك أنا هموته " و لقد أوفي بوعيده لبئس الفعل و لبئس الوعيد.
وأضاف وكيل النائب العام: المتهم الماثل في قفص الإتهام أمامكم ركب فرس الجحود علي هودج من فجور و راكضا به في طريق الشرور فهوي به في قاع مسجور فكان بنعمة ربه كفور وما كان شكور فقتل نجله بفتور و تعدي عليه حتي أماته مقهور فسلب منه ضحكته و البراءة و السرور و أم تبكي صغيرها المقبور بقلب معذب مفطور و كل ذلك في الأوراق مسطور وإني لمشفق علي آذان الحضور عندما عاد المتهم إلي مسكنه ليلا _ بحسب روايته_ وجد بقايا طعام ملقي في سلة المهملات فتوجه صوب الصغير في غرفته لسؤاله عن سبب قيامه بذلك وآنذاك أبصر بعض من بقايا الفاكهة ملقاة إلي جوار سريره فاستل عصا خشبية وانهال بها ضربا غاشما علي الصغير فكال إليه العديد من الضربات استقرت في مواضع متفرقة من جسده علي كلتا قدميه وجوانبه وظهره حتي انكسرت عصاه فلم يكتف بما أتاه من أفعال بل عاجله بضربات براحة يده علي وجهه.
وتابع: ثم كال إليه بقبضة اليد المغلقة بضع ضربات استقرت في معدته حتي قال له الصغير نصا "يا بابا مش هعمل كده تاني ووسيبني أنام" فتركه وخرج من المسكن وعقب عودته بعد برهة يسيره وجده مستلقيا علي ظهره ثغره مفتوحا فقد فاضت روحه إلي بارئها، طلب النوم هروبا من الألم وخلاصا من العذاب ففاضت روحه وما وجدت جواب، أهكذا يكون الآباء أهذا إنسان، سبحان من جعل الرحمة أسم من أسمائه وصفة من صفاته وتجلي جزء بسيط من رحمته في الدنيا فجعل الدابة التي لا تملك عقلا ترفع قدمها عن وليدها تلك آية من آيات رحمة الله أما هذا المتهم الذي ميزه الله بالعقل لا يعرف الرحمة مطلقا وأني لأستشعر بروح المجني عليه ودموعه تعلو خده مطرا منهمرا تشكي لربها في السماء صارخة وتوجه للمتهم خلف هذا القفص عتابا قاسيا، امتناعي عن الطعام يستوجب قتلي، ألم يُخطئ باقي الأطفال مثلي، ألم تتذكر وجهي وليدا حين قمت بضربي ألم تثنيك دموعي علي خدي ،لم لم ترحم ضعفي لم آثرت علي قتلي أذنبي أن طلقت أمي وماذا بعد موتي، من يداويك عند مرضك يا والدي وفي المجالس يقول هذا أنا و هذا أبي، ومن يحمل نعشك علي عنقه ويجري ويقول يا ويلي بفراقك كسر ظهري،من يقرأ القرآن علي قبرك ويبكي، لأحفادك عن جميل صفاتك يحكي، أما الآن يا أبي سآكل من طعام الجنة ما اشتهي ولن ألقي الطعام كما أمرت يا أبي.
وواضح وكيل النائب العام، إن هذا المتهم لا يعرف الرحمة و الوفاءوة فلقد ارتكب جريمة شنعاء وهزت الجبال الاوتاد ولم يثنيه استجداء الطفل ولا البكاء فأصر علي الإيذاء فقتل بداخله الكبرياء ثم أمعن في الإيذاء وصرخاته تملأ الأرجاء حتي فارق الأحياء متعجبا أليس الأب هو حامي الأبناء و أكثر الأحباء أيعقل أن يكون ألد الأعداء ألا يعرف الشريعة الغراء و قول رب السماء "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" أغفل عن الاهتداء حتي صار قلبه صحراء جدباء خالية من الولاء أم حسب نفسه من الأذكياء قتله عشاء وذهب للأطباء يقول إنه مؤمنا بالقضاء والله إنها لفعلة حمقاء أورثتك الشقاء وستبوء بذنب جريمتك النكراء إنها عدالة رب السماء.
وأكد: وإن النيابة العامة بصدد توجيه رسالة إلي المجتمع مخاطبة الآباء والأمهات تذكروا قول نبي الهدي والرحمات " ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " أجعلوا من أبنائكم رجالا و نساء أصحاء نفسيا أسوياء فيكونوا هم كذلك آباء و أمهات صالحين وصالحات صغاركم اليوم سندكم الغد هم غرستكم ونبتتكم في الحياة فاسقوها بالرحمة تطرح لكم محبة فاحسنوا غرسكم حتي يطيب حصادكم هم أبنائكم فلذة أكبادكم علموهم ولا تنهروهم و وجههوهم ولا تقهروهم قوموهم لكن لا تهينوهم ،فكلكم راع و كل مسئول عن رعيته علموهم وقوموهم بالرحمة و اللين في الصغر واحصدوا الاحسان و البر في الكبر فبضاعتكم سترد إليكم يوما ما ارحموهم واسهروا علي راحتهم صغارا يحسنوا إليكم و يسهروا علي راحتكم كبارا حتما ستتبدل الأدوار اليوم تستقبلوهم لدار الفناء فرحين بهم صغارا والغد يحملنكم إلي دار البقاء باكين فراقكم كبارا ولا ينقطع عملكم بدعواتهم فتكون رحمة تتنزل عليكم مدرارا .
وتابع: سيدي الرئيس الموقر، أن الأوراق لا تنضح إلا غلظة لمتهم لا يعرف للابوة معني اعتدي علي نجله بقسوة فضربه بعصاة بغته والطفل في دهشة فانكسرت العصا زجرة وأثرها في جسده زرقة فعاجله بالقبضة والدموع منهمرة اتركني في هدنة سآخذ غفوة ففاضت روحه العطرة مطلقة صرخة الرحمة الرحمة وأم ثكلي فراق نجلها في حسرة لا سامح الله من غيب تلك الضحكة بلا رجعة فلا تجيبوه إذا طلب رحمة أو رأفه بل سلوه اين الرحمة عندما اعتدي علي نجله فقتله في صباه ،سلوه اين الرأفة عندما حرم امه من لقياه وضربه حتي انكسرت عصاه فقتله ورداه وكأس المنون سقاه و تقرير صفة تشريحية اعزي الوفاة لايلام جسدي و نفسي بلغ منتهاه حتي تعاليم الدين لم تنهاه فنسي انه سيسأل عن عمره فيما افناه وعن رعيته ماذا علمه ووصاه إلا أنه أتخذ الهه هواه وضيع أمانة الله فيما استرعاه و احرق فؤاد أم و كواه ونجله في القبر مثواه و أني أبشره فالله جل علاه وضع حقه امانة أمام قضاه استخلفهم ليطبقون العدل و يمقتون الضلال.
وختاما سيدي الرئيس الموقر حضرات السادة المستشارين الأجلاء نسأل الله أن يجعل حكمكم للحق والعدل عنوان و سيفا بتارا للظلم و العدوان ونذيرا رادعا لكل من تسول له نفسه قتل النفس التي حرم الله مصداقا لقوله تعالي "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، لذلك سيدي الرئيس الموقر حضرات السادة المستشارين الأجلاء النيابة العامة تطالب بتوقيع أقصي عقوبة علي المتهم وفق نصوص التأثيم الواردة بمواد الاتهام بأمر الإحالة وهي الإعدام شنقا جزاء للقتل عمدا فبئس قدرا لمن قتل نفسا ،و أخيرا فإن النيابة العامة تحتفظ بحق الرد علي ما يبدي به دفاع المتهم من دفاع و دفوع.
مشاركة