الأذيال المعوجة وبوصلة نتنياهو
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
مشكلة شعوب المنطقة ليس فقط مع الصهيونية اليهودية كمفهوم بل مع الصهينة الذي اتسع واصبح الأتباع اشد كفراً ونفاقا من الصهاينة الاصليين وما يخجل عن عمله نتنياهو يعمله بن سلمان وبن زايد واردوغان ومن على شاكلتهم .
بالنسبة لنا في اليمن اوهام المرتزقة تتجدد وفقاً لعملية الدفع المسبق ووديعة الخمسمائة مليون كافية لتحريك جبهات الاخوانج والدواعش والقاعدة واللافت وبعد سنوات من الغياب يظهر هذا التنظيم الارهابي بثقافة الذبح من جديد ولأسرى لديه منذ سنوات انها طبيعة مصاصي الدماء و( الزومبي ) التي اخرجتها امريكا من هوليود الى واقع هذه الامة التي غالبية ابنائها في غشاوتهم وحماقتهم وغبائهم يعمهون .
على ما يبدو ان اليمن وقيادته الثورية الوطنية في صنعاء ستقلب المعادلات وتعيد التحررالوطني الى مساره الصحيح وجبهات المقاومة الى سياقها الشامل بعد ان اتضح ان الصهيونية لا تقتصر على اليهود فقد اصبحت عابرة للقوميات والاديان واصبح اتباعها يتزايدون ما دام والدولار هو وسيلة الدفع الاكثر تاثيراً في العالم .
من ناهبي ثروات الشعب اليمني الى اصغر مرتزق جمعيهم يلهفون وراء (الاخضر) المرسوم داخل مثلثه عين الشيطان وعلى شاكلتهم البغدادي والجولاني ولو ان الاخير غير اسمه وكنيته دون حكم شرعي او قانوني فبعد ان كان ابو محمد اصبح احمد وبعد ان كان الجولاني اصبح الشرع والبون شاسع اما قصة أسماء حركته التنظيمية فقد شهدت تحولات من داعش الى القاعدة الى جبهة النصرة الى هيئة تحرير الشام حيب حاجة السوق ووصلت الى البرجمايية الملتحية وهنا ينبغي توجيه السؤول حولها لوزير الخارجية والمخابرات التركية (فيدان ) الذي رايناه يستعرض في دمشق ويقدم نفسه للعالم انه الحاكم الفعلي لسوريا المحررة من اهلها .
اذا اختل وضع الامة في الشام فاليمن قادر لاعادة توازنه ليمضي في المسار الصحيح وعلى بلاد (الرافدين )وارض (الكنانة) ان تتحسس الاختلال فيها قبل ان تبتل رؤوس حكامها الذين عليهم اكثر من علامة استفهام في ارتباطهم بالامريكي والصهيوني .. اليمن استيقظ واهله وعو والعودة الى الخلف في حكم المستحيل .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
يد الغدر الصهيونية.. وليل الردّ الإيراني
محمد بن علي البادي
في سُكُون فجرٍ لم يكن عاديًا، امتدت يد الغدر مجددًا، وهذه المرّة صوب قلب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في محاولة آثمة لإرباك الداخل وبعثرة أوراق الإقليم. كان الهدف واضحًا: ضرب محور الصمود، وإيصال رسالة بأن اليد الطويلة قادرة على تجاوز الجغرافيا والسيادة، متوهمةً أن الفجر وقت مناسب للضرب، لا للانبعاث.
إسرائيل، بعد أن عاثت فسادًا في فلسطين (وخاصة غزة)، وجنوب لبنان، وسوريا، واليمن، صدّقت نفسها أنها قادرة على الجميع، وأنها المسيطرة بلا منازع. لكن الجهة التي صوبت سلاحها نحوها هذه المرة كانت إيران، التي وقفت صامدة كالسد المنيع، حائط صلب لا تهزه الرياح، ودرع يحمي محور المقاومة من كل اعتداء.
لكن الفجر، في ثقافة الشعوب التي اعتادت أن تُولد من تحت الرماد، ليس لحظة ضعف، بل ساعة يقظة. وما إن ارتدت الأرض صمت الانفجارات، حتى دوّى في ليل الأمس صوت الردّ الإيراني، صارخًا في وجه المعتدي: "لسنا ساحة مستباحة، ولسنا دولة تُختبر إرادتها بالصواريخ".
لم يكن الردّ مجرد عمل عسكري، بل بيانًا استراتيجيًا كُتب بلغة النيران: أن زمن الغارات المجانية قد ولى، وأن قواعد الاشتباك لن تُرسم في عواصم بعيدة، بل من قلب طهران؛ حيث القيادة تُدير المعركة بتأنٍ وثبات.
وبين لحظة العدوان ولحظة الرد، ارتفعت أصوات مأجورة، وأقلام مأزومة، وألسنة شامتة، هنا وهناك، تبارك الغدر، وتصفّق للقصف، وتبشّر بانهيار الجمهورية الإسلامية. تسابق بعضهم- من مشككين عرب وعجم- في رسم سيناريوهات الانهيار: "كيف لدولة تزعم دعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، أن تعجز عن الدفاع عن نفسها؟" ونسوا، أو تناسوا، أن من يزرع العزّ في ساحات الآخرين، لا بُد أن يزرع في ساحته الصبر والثبات أيضًا.
ولن ننسى شهداءنا الأبرار الذين اغتالتهم يد الغدر الإسرائيلية؛ فهُم اليوم في جنة الخلد، أبطالا خالدين تزينوا بحلل الشهادة والكرامة. وما تركوا فراغًا إلّا وملأه رجالٌ أشدّ صلابة وإيمانًا، رجالٌ صاغتهم الدماء والتضحيات ليكونوا خير خلف لخير سلف. أما النساء بين صفوف العدو وأذنابهم، فأجبن من أن يلدن رجالًا مثل أبطالنا، لأنَّ البطولة لا تولد إلا من رحم الإيمان والعزة، وهؤلاء القادة الأقوياء قادرون على إنجاب أجيال تُواصل الطريق، لا مجرد أناس يخافون مواجهة الحقيقة.
نقول لهؤلاء: إن الضربة التي وجّهتها إيران في ليلة الرد، لم تكن لحسابها وحدها، بل كانت صفعة ردّت بها كرامة العرب والمسلمين مجتمعين، بعد عقود من الصمت والانكسار. كانت ضربة قصمت ظهر الغطرسة، وأعادت ضبط البوصلة نحو من يجب أن يُخشى، لا من يُجامل.
ومن باب الإنصاف، لا التهويل، نقول: إن إيران ليست دولة سهلة كما يزعم البعض أو يروّج المرجفون، بل هي دولة قوية بشعبها، وبإيمانها العميق بخيار المقاومة، وبعقيدة لا تعرف الانكسار. دولة عملت على نفسها بصمتٍ ومثابرة، فجهّزت جيشها، وطوّرت سلاحها، واستثمرت ثرواتها لا في القصور، بل في منظومات ردع متقدمة، برًّا وجوًّا وبحرًا، استعدادًا ليومٍ كهذا كانت تعرف أنه قادم، فتهيأت له لا بالشعارات، بل بالقدرات.
ظنّ العدو- ومن شايعه من المُتصهْيِنين العرب- أن انشغال إيران بجبهات متعدّدة، وضغوطها الاقتصادية، سيجعلها تركع أو ترد بتصريحات لا تتعدى الحبر الذي كتبت به، لكنه فوجئ أن من تربّى على عقيدة الإسلام الحق لا يساوم على الكرامة، وأن الجمهورية التي رفعت راية القدس منذ قيامها، لن تُسقطها تحت وقع الغارات.
ما حدث كان حلقة من حلقات التآمر، لكن ما جرى ليلًا كان بداية لفصل جديد: عنوانه أن زمن "الضرب والفرار" قد انتهى.
والأهم من ذلك، أن الرد لم يكن ارتجاليًا، بل كان محسوبًا، ذكيًا، موجّهًا بدقة، حاملاً في طياته رسائل عدّة: للأعداء تحذير، وللأصدقاء طمأنينة، وللشعوب المقهورة بارقة أمل.
هكذا كتبت إيران ليلتها، بطريقتها الخاصة: بمدادٍ من الصواريخ، وعزم لا يلين.