الجزيرة:
2025-08-15@17:47:50 GMT

وفد أوكراني يلتقي الشرع في دمشق

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

وفد أوكراني يلتقي الشرع في دمشق

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا خلال زيارة أجراها إلى دمشق اليوم الاثنين إن بلاده تؤمن بأن العلاقات الأوكرانية السورية ستشهد تطورا كبيرا، مؤكدا استعداد بلاده للمساعدة في التحقيق بجرائم النظام المخلوع.

وأضاف سيبيغا -خلال لقائه قائد الإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع ووزير خارجية حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني– "نشترك مع ⁧‫سوريا‬⁩ في المعاناة من الأنظمة الظالمة".

وفي حديثه عن الحضور الروسي في سوريا، قال سيبيغا "مستعدون لمساعدة ⁧‫سوريا‬⁩ في جمع الأدلة والتحقيق بجرائم النظام السابق وروسيا".

وقال " إذا استطعتم إخراج الروس من أراضيكم فستضمنون أمنكم وأمن البلاد المجاورة".

ووصل وفد أوكراني إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية الأوكراني ووزير الزراعة، ومبعوث خاص من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى مسؤولين أمنيين.

ملفات مشتركة

وأفاد مراسل الجزيرة بوجود مسؤولين أمنيين أوكرانيين للنقاش وتبادل المعلومات مع الإدارة السورية الجديدة بشأن القضايا المشتركة ومستقبل العلاقات بين البلدين.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال يوم الجمعة الماضي إن بلاده -وهي منتج ومصدّر عالمي للحبوب والبذور الزيتية- أرسلت أول دفعة من المساعدات الغذائية إلى سوريا.

إعلان

وأضاف زيلينسكي أن 500 طن من دقيق القمح في طريقها بالفعل إلى سوريا، وذلك في إطار مبادرة "الحبوب من أوكرانيا" الإنسانية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وقالت أوكرانيا إنها تريد استعادة العلاقات مع دمشق بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد الحليف الوثيق لروسيا.

علاقات متداخلة

أما كيف ستوازن سوريا علاقتها بين روسيا وأوكرانيا فقال مراسل الجزيرة في دمشق إن المعادلة التي يبدو أن الإدارة السياسية السورية الجديدة تنتهجها هي "مصلحة الشعب السوري أولا" كما قال الشرع في وقت سابق.

وكان الشرع قد أكد أنه في مناسبة ماضية أنه لا يريد خروجا غير لائق للقوات الروسية من سوريا.

وقال الشرع إن "روسيا دولة مهمة، وتعتبر ثاني أقوى دولة بالعالم، هناك مصالح إستراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا، السلاح السوري كله روسي، وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية".

وتابع "لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض".

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الإدارة الجديدة ما زالت تقدم تسهيلات للقوات الروسية الموجودة في قاعدة حميميم.

وأطلقت فصائل المعارضة المسلحة هجوما مباغتا تحت اسم "ردع العدوان" أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سيطرت خلاله على مدن رئيسية، ودخلت دمشق فجر 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفرّ الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد من العاصمة، منهيا بذلك حكم عائلته الذي تواصل لأكثر من 5 عقود.

وتستقبل الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد وفودا دبلوماسية من مختلف دول العالم لفتح آفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من مجالات التعاون المشترك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

سوريا ولبنان بين اختبار الانفتاح وتراكم الأزمات

تتهيأ بيروت ودمشق لاستحقاق دبلوماسي غير عادي، مع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وهي الأولى من نوعها منذ وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الحكم وسقوط نظام بشار الأسد. أهمية هذه الزيارة لا تكمن فقط في كونها بداية التواصل العلني على هذا المستوى بين الحكومتين، بل أيضا في كونها تحمل أربعة ملفات شائكة ستختبر مدى استعداد البلدين لفتح صفحة جديدة أو الاكتفاء بالرسائل الرمزية.

على المستوى الإجرائي، يجري التحضير للزيارة على عدة خطوط متوازية. فالاتصالات بين وزارتي العدل في البلدين نشطة منذ أسابيع بهدف صياغة تفاهم مبدئي حول ملف الموقوفين السوريين في لبنان، وهو الأكثر حساسية من الناحية الإنسانية والسياسية. وبحسب التسريبات، يسعى الجانب السوري إلى ضمان الإفراج عن 375 معتقلا كبادرة حسن نية، على غرار ما فعله الرئيس الشرع في زيارته الأخيرة إلى الإمارات حين عاد برفقة المعتقل السوري مهند المصري. لكن خلف هذا الرقم، هناك واقع أكثر تعقيدا: أكثر من 2700 سوري ما زالوا في السجون اللبنانية منذ 2011، كثيرون منهم معتقلو رأي أو أشخاص موقوفون إداريا دون محاكمة، ما يعني أن أي خطوة جزئية لن تُقرأ إلا باعتبارها اختبارا للنيات لا حلا نهائيا.

أما الملف الثاني، وهو ضبط الحدود، فيحمل طابعا أمنيا بامتياز، إذ يشمل وضع آليات مشتركة لإغلاق المعابر غير الشرعية ووقف تهريب السلاح والمخدرات بين البلدين، وهي أنشطة تداخلت فيها مصالح شبكات سياسية وعسكرية واقتصادية طوال العقد الماضي. من وجهة نظر دمشق، فإن إحكام السيطرة على هذه الحدود لم يعد ترفا، بل ضرورة لوقف استهدافها سياسيا وأمنيا، خاصة بعد الاتهامات الدولية باستخدام بعض المناطق السورية كمراكز لتصنيع المخدرات وتهريبها. ومن وجهة نظر بيروت، فإن وقف تهريب السلاح من سوريا إلى الداخل اللبناني -أو العكس- جزء من الالتزامات التي تفرضها الضغوط الإقليمية والدولية، ولا سيما في ظل التوتر المستمر مع إسرائيل.

الملف الثالث، أموال المودعين السوريين في المصارف اللبنانية، يلامس صميم الأزمة الاقتصادية اللبنانية. منذ انهيار 2019، جُمدت ودائع تُقدَّر بمئات ملايين الدولارات تعود لسوريين، كثير منهم رجال أعمال كبار كانت لديهم حسابات تشغيلية أو استثمارية في لبنان. دمشق ترى أن استعادة هذه الأموال أو على الأقل إعادة جدولتها ضرورة اقتصادية، فيما يجد لبنان نفسه عاجزا عن تقديم ضمانات حقيقية في ظل أزمة مصرفية غير مسبوقة.

الملف الرابع، ملاحقة فلول النظام السابق الفارين من العدالة، قد يكون الأكثر إثارة للجدل سياسيا. فدمشق تريد تسلم شخصيات متهمة بارتكاب جرائم حرب أو فساد مالي، وتقول إنها تملك أدلة على نشاط بعضهم من لبنان ضد الدولة السورية الجديدة. غير أن هذا الطلب سيصطدم بجملة تعقيدات قانونية وسياسية داخل لبنان، من بينها الانقسام حول تعريف "شرعية" النظام السوري الحالي، والحساسيات الطائفية والسياسية المرتبطة بهذه الأسماء.

أما البعد الأمني غير المعلن للزيارة، فيرتبط مباشرة بملف حزب الله واستمرار حضوره كمصدر تهديد للأمن القومي السوري في عهد الشرع. فدمشق الجديدة ترى أن نشاط الحزب في بعض مناطق الساحل السوري -الذي كُشف أخيرا بعد إحباط تحركات عسكرية كانت تتم بالتنسيق مع شبكات محلية- يمسّ باستقرار بيئات تعتبرها القيادة السورية خط دفاع أول عن الدولة. كما تتهم الأجهزة السورية الحزب بلعب دور الوسيط والمموّل في إعادة تنظيم بعض فلول النظام السابق، وتوفير خطوط دعم لوجستي لهم، وهو ما تعتبره دمشق تقويضا لجهودها في تفكيك إرث الأسد. وفي أحداث السويداء الأخيرة، رصدت دمشق إشارات إلى استفادة بعض الفصائل المحلية من قنوات دعم أو تحريض غير مباشر مرتبطة بالحزب، ما عزز قناعة القيادة بأن ملف حزب الله لم يعد شأنا لبنانيا صرفا، بل مسألة أمن قومي سوري تتطلب معالجة مباشرة مع بيروت، ولو في إطار تفاهمات غير معلنة.

هذه الزيارة ستتضمن أيضا بعدا سياسيا داخليا لبنانيا، حيث سيلتقي الشيباني رئيسَ الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يملك قدرة على لعب دور الوسيط بين أطراف لبنانية متباعدة. وهناك أيضا مسعى لترتيب زيارة إلى طرابلس، استجابة لدعوات فعاليات سياسية واجتماعية محلية، تقديرا لمواقف المدينة المؤيدة للشعب السوري خلال الثورة.

لكن القراءة التحليلية للمشهد تكشف أن هذه الزيارة تحمل أكثر من رسالة. أولا، إعلان من دمشق أنها لم تعد تقبل بترحيل الملفات العالقة مع بيروت، وأنها تنظر إلى العلاقة مع لبنان بوصفها جزءا من إعادة تموضعها الإقليمي بعد الانفتاح على الخليج وتركيا. ثانيا، اختبار لمدى قدرة بيروت على التعامل مع الحكومة السورية الجديدة بمرونة أكبر، في وقت تضغط فيه قوى إقليمية، خصوصا السعودية والإمارات، باتجاه تطبيع تدريجي مع دمشق لكن وفق شروط سياسية واضحة. ثالثا، هي أيضا مناسبة لدمشق لتأكيد حضورها الدبلوماسي في ساحة إقليمية تتحرك بسرعة، ولتقديم نفسها كشريك في ملفات أمنية واقتصادية عابرة للحدود.

في المقابل، يواجه هذا المسار عقبات حقيقية. فملف الموقوفين لا يمكن فصله عن الانقسام اللبناني حول اللاجئين السوريين، وملف ضبط الحدود يتطلب تعاونا عسكريا واستخباريا غير مضمون، وملف الأموال رهينة أزمة مصرفية أعمق من أن تُحل بقرار سياسي، أما ملف الفارين فسينفتح على مواجهة داخلية بين حلفاء وخصوم دمشق.

ختاما، يمكن القول إن زيارة أسعد الشيباني لن تكون مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل محطة اختبار جدية لمسار العلاقات السورية-اللبنانية في عهد الشرع. نجاحها سيعني فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون، وفشلها سيعيد تثبيت الجمود وربما يضاعف التوترات. وفي الحالتين، فإنها تعكس حقيقة أن دمشق، بعد سنوات العزلة والحرب، قررت أن تضع الملفات المؤجلة على الطاولة، وأن تفرض إيقاعها على جيرانها، بدءا من لبنان الذي يجد نفسه بين حاجته إلى التعاون مع سوريا، وحساباته الداخلية والإقليمية المعقدة.

مقالات مشابهة

  • سوريا ولبنان بين اختبار الانفتاح وتراكم الأزمات
  • روسيا تتمسك بشروطها ولا تنوي التنازل في الملف الأوكراني
  • جرحى بهجوم أوكراني على روسيا وإتمام تبادل أسرى حرب
  • وزارة التربية السورية تناقش التشريعات الناظمة لعملها
  • روسيا: نشوب حريق بمصفاة نفط فى فولجوجراد بعد هجوم أوكراني بمسيرات
  • روسيا تعلن إحباط برنامج صواريخ أوكراني “سابسان” وتدمير منشآته
  • سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بلقطات وتصريح بلقاء وفد من إدلب
  • رئيس وزراء أوكراني سابق: زيلينسكي لن يبقى في السلطة بعد تسوية الصراع الأوكراني
  • صحيفة عبرية تحرض على الحكومة السورية.. الأوضاع الحالية تضعف الشرع
  • أول رحلة مباشرة من إسرائيل إلى سوريا منذ 1973.. عضو الكونغرس إبراهيم حمادة يلتقي الشرع في دمشق