طلبت مجموعة إيفرجراند الصينية، وهي إحدى عمالقة التطوير العقاري، من الحكومة الصينية، الحصول على حماية من الإفلاس بالولايات المتحدة، لحماية أصولها في أمريكا، بعدما تقدمت بطلب للحماية من الدائنين إلى محكمة مانهاتن الأمريكية، حيث تهدف الحماية من الإفلاس بموجب الفصل 15 إلى اقتراح آليات لتسوية عدم الملاءة في الحالات التي تطال أكثر من دولة.

300 مليار دولار ديون

وتواجه شركة إيفرجراند، صعوبات منذ 2021 نتيجة ديون هائلة تخطت 300 مليار دولار، حين عززت السلطات الصينية تدابيرها لضبط القطاع العقاري، وتحولت الشركة العملاقة إلى رمز للأزمة الحادة التي لا يزال القطاع العقاري الخاص يعانيها في الصين إزاء عجز شركات التطوير على إنجاز مشاريعها، مع تزايد الآليات القضائية بحقها ورفض بعض المالكين تسديد قروضهم.

قلق في أمريكا بشأن التطورات النووية العسكرية لـ الصين.. تفاصيل الحرب التجارية تتصاعد | الصين ترد على رسوم أمريكا بتصرّف مضاد

وتعمل المجموعة منذ أشهر على خطة لإعادة هيكلة ديونها في الخارج وقدمت اقتراحا بهذا الصدد في وقت سابق هذه السنة، فيما تقترح إيفرجراند على دائنيها مبادلة ديونها بسندات جديدة وبحصص في اثنين من فروعها ولا سيما فرعها المتعلق بالسيارات الكهربائية.

أسباب أزمة إيفرجراند

في هذا الصدد، قال أحمد شحاته، المتخصص في ملف التنمية والتطوير العقاري، إنه على مدار الأيام الماضية أثارت أزمة إفلاس شركة إيفرجراند، وهي إحدى كبرى شركات التطوير العقاري الصينية، واحتمالية انهيارها أوساط الاقتصاد العالمي، خاصة وأن الشركة نالت ثقة العديد من المهتمين بالاستثمار العقاري داخل الصين وخارجها.

شركة إيفرجراند

وأضاف شحاتة خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأداء المالي للشركة حتى 2018، كانت يتزايد بمعدل تضاعف بلغ 6.5 مرة مقارنة بسعر سهمها في بداية الطرح في نوفمبر 2009، لكن منذ 2018 بدأت تنخفض وتيرة المبيعات والإيرادات التشغيلية بالتزامن مع ارتفاع مصروفات الديون التي جاءت من قروض تم التوقيع عليها في فترة توسع  انشطتها بإغراء من التوسعات الكبيرة وأحجام الأعمال والإقبال على منتجات الشركة.

وأوضح أن هذه التوسعات تعتبر الأسباب الظاهرية للمشكلة، ولكن يمكن اعتبار أن الأسباب الحقيقة لتلك الأزمة، تمثلت في تدخل الجهات الحكومية الصينية بتنظيم السوق العقاري في 2017، ووضع اشترطات تبدو صعبة في لوائح البناء وتملك العقارات بهدف تهدئة السوق، واتخاذ إجراءات احترازيه استشاريه لاحتواء أي أزمة عقارية محتملة.

الحكومة الصينية تتدخل

وتابع: أيضا كان هدف الحكومة الصينية السيطرة على ارتفاع الأسعار بالسوق الصيني بأي طريقة قبل انفجار الفقاعة، وبالفعل نجحت عملية التهدئة، ولكن في المقابل فيوجد سبب طويل الأجل، وهو أن سياسة الطفل الواحد ساهمت في زيادة نسبة كبار السن على حساب الشباب وهو ما تسبب في انخفاض معدلات نمو قطاع الإسكان، ما اضطر الحكومة لإنهاء العمل بهذه السياسة تباعاً في 2015 و2019 والسماح بأكثر من طفل وتيسير اللوائح المتعلقة بتكوين أسرة من طفلين وحتى ثلاثة أطفال في نقلة نوعية كبيرة بين السياسات التقييدية والأخرى الانفتاحية فيما يتعلق بالزيادة السكانية.

أحمد شحاته المتخصص في التطوير العقاري

وأوضح أنه في أعقاب ذلك حدثت أول عملية تخلف عن السداد لشركة ايفرجراند  منتصف 2018 لمدفوعات دين بلغت 4.2 مليار دولار، وبدأت شركات التصنيف الائتماني في التركيز  على أداء إيفرجراند، وفي أواخر 2020  قدمت إيفرجراند بتقديم عروض بيع مغرية وجذابة للعملاء وصلت إلى 30% تخفيضا على وحداتها وعقاراتها لتنشيط البيع مرة أخرى، ولكن ظهور جائحه كورونا جعلت  الأمور أكثر تعقيدا، وقللت من الفائده الربحيه المقدمه من خلال العروض البيعيه في ذلك الوقت، ولم تأت بالمعدلات المرجوة على الأرباح نهاية 2020 التي كانت أقل من 2019 و2018 بمسافة كبيرة.

سيناريوهات إنهاء الأزمة

أما عن سيناريوهات التخارج من الأزمة، أكد شحاته أن الشركة وجهت نداءا للحكومة الصينية، وعينت عدداً من الشركات الاستشارية المالية، وتميل أغلب السيناريوهات  نحو إطلاق السلطات الصينية لحزمة إنقاذ ضخمة للشركة، وبالتالي ليس أمهما سوى حلين، الأول أن الشركة أكبر من أن تفشل، والثاني أن الحكومة لن تترك الأزمة تنمو لأنها تهدد معها القطاع العقاري والمصرفي حال انهيارها.

الصين تطالب أمريكا برفع الرسوم الجمركية عن الصلب والألومنيوم الصين تحذر اليابان من عواقب تعاونها العسكري مع أمريكا

وكانت مجموعة إيفرجراند، بدأت تواجه صعوبات في 2021 ما أثار مخاوف في القوة الاقتصادية الثانية في العالم بشأن انهيارها وانتقال العدوى إلى شركات أخرى، وبحسب آخر الوثائق القضائية المنشورة، فإن آلية إعادة الهيكلة تجري في هونج كونج، ولكن المحلل يان يوجين مدير الأبحاث لدى معهد “إي هاوس تشاينا” سعى للطمأنة في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس موضحا أن مساعي إيفرجراند توازي البحث عن وسيلة أفضل لإعادة هيكلة ديونها. والواقع أن جوهر نشاط إيفرجراند لا يزال متواصلا.

وأعلنت “إيفرجراند” في يوليو عن خسائر صافية تزيد عن 113 مليار دولار (100 مليار يورو) للسنتين 2021 و2022، وكشفت بكين مؤخرا عن تدابير لإنعاش القطاع العقاري الأساسي في اقتصادها، من خلال إقرار دعم للاقتراض والحد من المعاملات الإدارية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيفرجراند التطوير العقارى الصين

إقرأ أيضاً:

باستثمارات مليار جنيه: اقتصادية قناة السويس توقع عقدًا مع «كومفلي هونج كونج» الصينية لتوطين صناعة حقائب السفر

وقع وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم، عقد مشروع جديد مع شركة "كومفلي هونج كونج - COMFILY Hong Kong Co.، Ltd" الصينية. يهدف المشروع إلى إنشاء مجمع صناعي متكامل بمنطقة القنطرة غرب الصناعية، متخصص في صناعة جميع أنواع الحقائب وخامات الأقمشة والإكسسوارات اللازمة لصناعة حقائب وأمتعة السفر.

يقع المشروع على مساحة 80 ألف متر مربع، ويبلغ حجم استثماراته 20 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل مليار جنيه مصري، ومن المتوقع أن يوفر المشروع 2000 فرصة عمل مباشرة، ويستهدف تصدير 80% من إنتاجه إلى الخارج، مع توفير 20% للسوق المحلي. وبحجم إنتاج يتجاوز 22 مليون قطعة سنويًا، من المنتظر أن يفتتح المصنع بنهاية عام 2026، وقد وقع العقد عن الشركة خويي هايلونج، رئيس الشركة، بحضور عدد من قيادات الهيئة.

تعد شركة "كومفلي هونج كونج" الشقيقة لشركة "هينيواي لمنتجات حقائب السفر" الصينية (Henneway Travel Products)، وتتبعان نفس المالك. سيقوم المالك بإنشاء مشروع ثانٍ في نفس المنطقة الصناعية بالقنطرة غرب لإنتاج جميع أنواع الحقائب، خاصة للعلامات التجارية العالمية مثل "Samsonite".

يهدف هذا التوسع إلى تحقيق التكامل في الإنتاج، حيث سيتكامل المصنع الثاني بإنتاجه للخامات ومستلزمات الصناعة مع المصنع الأول الذي يجري إنشاؤه حاليًا، ومن المنتظر تشغيله تجريبيًا بنهاية العام الجاري 2025، على أن يتم الافتتاح والتشغيل الفعلي للمصنع في الربع الأول من عام 2026.

في هذا السياق، أكد رئيس اقتصادية السويس أن منطقة القنطرة غرب الصناعية أصبحت نموذجًا ناجحًا في استقطاب الاستثمارات المتخصصة، وتحولت إلى منطقة صناعية متكاملة تحظى بمكانة متميزة عالميًا، مضيفا أن الموقع الجغرافي الفريد للمنطقة، بالقرب من محافظات القناة، يجعلها بيئة مثالية للمشروعات كثيفة العمالة، ويوفر فرصًا كبيرة للنمو والتوسع الصناعي.

وأشار رئيس اقتصادية السويس، إلى أن توالي المشروعات في القنطرة غرب يعكس نجاح جهود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تعميق الصناعة ودعم تكامل سلاسل الإمداد العالمية.

وأوضح رئيس اقتصادية السويس أن توقيع هذا العقد يرفع عدد المشروعات المتعاقد عليها داخل منطقة القنطرة غرب الصناعية إلى 22 مشروعًا، بإجمالي استثمارات تقدر بحوالي 623.5 مليون دولار، وتوفر أكثر من 32.6 ألف فرصة عمل مباشرة. وهذا يعكس ثقة متزايدة من المستثمرين المحليين والأجانب في مناخ الاستثمار الجاذب بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

مقالات مشابهة

  • النفط يرتفع بفعل مخاوف جيوسياسية ونزول الدولار
  • شركة كهرباء السودان توضح أسباب تكرار انقطاع التيار بولاية الجزيرة وتطمئن المواطنين
  • باستثمارات مليار جنيه: اقتصادية قناة السويس توقع عقدًا مع «كومفلي هونج كونج» الصينية لتوطين صناعة حقائب السفر
  • الشركة الجهوية لتوزيع الكهرباء تبدأ عملها بجهة الرباط ومواطنون يطرحون مخاوف زيادة التسعيرة
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي شركة آبل العالمية لبحث فرص الاستثمار أمام الشركة بالسوق المصري.
  • الرقابة المالية: 11 مليار جنيه تمويلات لنشاط التمويل العقاري خلال 3 أشهر
  • كفى تحريضًا.. الصين تتهم أمريكا بتحويل شرق آسيا إلى "برميل بارود"
  • الحكومة تستهدف زيادة تحويلات المصريين بالخارج لـ 45 مليار دولار 2029.. نواب: خطوة لبناء اقتصاد أكثر استدامة .. ووجود سعر صرف مرن يجذب العملة الصعبة
  • كفى تحريضا.. الصين تتهم أمريكا بإشعال فتيل الحرب في آسيا
  • الخارجية الصينية: أمريكا تساومنا بقضية تايوان