نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا تناول حياة شمس الدين جبار منفذ الهجوم أورليانز الخميس الماضي.

وذكر التقرير الذي أعده الصحفيان هيو توملينسون وجوزي إنسور، و شارلوت ماكدونالد جيبسون، أن أفراد مجتمع مسلم متماسك في تكساس أصيبوا بالذهول عندما صدم رجل بالكاد يعرفونه بسيارته المحتفلين بليلة رأس السنة الجديدة، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل.



وأكمل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بحثهم في منزل شمس الدين جبار المستأجر في ضاحية هيوستن يوم الخميس، حيث يوجد مجتمع مسلم صغير ذُهل لاكتشاف أن إرهابيا من تنظيم الدولة كان يعيش في نهاية الشارع.

وقال العديد من سكان مقطورات التخييم على Crescent Peak Drive إنهم بالكاد عرفوا جبار قبل تسميته كمشتبه به في المذبحة في نيو أورليانز، حيث صدم بشاحنة المحتفلين بليلة رأس السنة الجديدة. قُتل ما لا يقل عن 15 شخصا، بما في ذلك المهاجم، وأصيب أكثر من 30 شخصا، وفقا للصحيفة.



وقال ممتاز بشير، وهو عامل في مجال تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 59 عاما ويعيش بجوار جبار وشاهده وهو يحمل الشاحنة التي سيستخدمها لتنفيذ الهجوم في اليوم السابق لانطلاقه إلى لويزيانا صباح الثلاثاء: "ما زلنا في حالة صدمة. كان فتى لطيفا وجارا جيدا".

وأضاف، "كان هادئا وشخصا خاصا للغاية. لم يكن هناك أي دليل على أنه يمكنه فعل شيء كهذا".

وأشار التقرير إلى أن السياج المعدني حول منزل جبار المتنقل ممزقا في المكان الذي داهمته فرق التدخل السريع التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي بكباش هدم.

وداهم العملاء العقار بعد ساعات قليلة من مقتل الأب البالغ من العمر 42 عاما لثلاثة أطفال في تبادل لإطلاق النار مع شرطة نيو أورليانز، تاركا وراءه دربا من الدمار عبر الحي الفرنسي التاريخي في أسوأ هجوم لتنظيم الدولة على الأراضي الأمريكية منذ سنوات.

وفتش العملاء المنزل لأكثر من 17 ساعة قبل الانسحاب بعد الفجر بقليل مؤكدين عدم وجود خطر على السكان المحليين، حيث تجول البط والدجاج المملوكة لصاحبة المنزل المجاور لجبار في الحديقة.

وكان هناك قط أحمر اللون يجلس بلا مبالاة على عتبة باب منزله. وكشفت نظرة داخل العقار المظلم عن لوحة لضرب السهام على الحائط وأثاث رخيص ولوازم مكتبية منزلية.

وبحسب التقرير، فقد انتقل جبار إلى المنزل المتنقل المتهالك منذ حوالي 18 شهرا بعد أن انزلق إلى الإفلاس المالي بعد طلاقه الثاني، وقبل عامين فقط، أدرج المحارب القديم في الجيش الأمريكي صاحب العمل الذي يوظفه باسم شركة ديلويت الاستشارية، وزعم أن دخله كان 120 ألف دولار سنويا، لكن يُقال إنه غرق في الديون مع تعثر أعماله العقارية وانهيار زواجه الثاني.

ودفع سلوكه غير المنتظم زوجته الأولى، ناكيدرا شارل، التي طلقها في عام 2012، إلى قطع الوصول إلى ابنتيهما، اللتين تبلغان من العمر 15 و20 عاما. قال زوج شارل الجديد، دواين مارش، لصحيفة نيويورك تايمز إن جبار اعتنق الإسلام وكان يتصرف مؤخرا "بجنون، ويقص شعره".

وأضاف التقرير، أنه لا يزال من غير الواضح كيف أصبح جبار متطرفا ودافعا لتنفيذ المذبحة. وفي سلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها على فيسبوك، والتي تم حذفها الآن، قال إنه استوحى حلمه من الانضمام إلى داعش، وخطّط لقتل عائلته.



وقد تم تصوير مقاطع الفيديو أثناء قيادته لسيارته، ويعتقد المحققون أنها تم تصويرها في طريقه من تكساس إلى لويزيانا قبل الهجوم. وتُظهر المقاطع جبار وهو يتحدث عن طلاقه ويشرح بالتفصيل فكرة تنظيم "احتفال"، وإغراء عائلته به ثم قتلهم، بحسب التقرير.

وتحدث التقرير عن احتمالية تقديم المجتمع المسلم المتدين في Crescent Peak Drive العزاء لجبار بعد انهيار حياته العائلية وأعماله وتحوله نحو إيمانه. العديد من المنازل في الشارع بها اقتباسات من القرآن معلقة على الأبواب والنوافذ.

ونقل عن الجيران قولهم، إن جبار كان منعزلا ولم يحضر الصلوات في مسجد بلال، على مرمى حجر من منزله ونقطة محورية للمجتمع.

وقال أحد الرجال: "لم أكن أعرف اسمه حتى أمس. رأيته عدة مرات، لكنه لم يذهب إلى المسجد. لم يتحدث إلى أحد".

ومن بين الأشخاص الوحيدين في الشارع الذين اعترفوا برؤية جبار اجتماعيا هم الأطفال.

وأضاف أحد الصبية، الذي لم يذكر اسمه، إن جبار كان أحيانا يتسكع مع الشباب المحليين، ويشاهدهم يلعبون كرة السلة ويتحدثون عن الرياضة، مبينا أنه "بدا لطيفا، لكنني لم أكن أعرف الكثير عنه. لم نصدق ذلك عندما رأينا الأخبار. لقد صُدم الجميع"، بحسب التقرير.

وقال كثيرون في شارع جبار إنهم يخشون رد فعل عنيف ضد المسلمين الأمريكيين في أعقاب الهجوم. وقال أحد الجيران: "إنه وضع مأساوي. نحن جميعا قلقون على سلامتنا الآن. أنت تعرف ما يقولونه - أن جميع المسلمين إرهابيون. نحن نحاول فقط أن نكون آمنين. لا نعرف ماذا نتوقع".

وقال رجل آخر، ذكر أن اسمه أمير، إن الشارع كان "مرعوبا".

وأكد بشير أنه لم ير "مؤشر خطر" يشير إلى أن جبار أصبح متطرفا. وأضاف: "لا يوجد دين يشجع على العنف".

ونشرت إدارة مسجد بلال إشعارا على وسائل التواصل الاجتماعي تحث فيه جماعتها على عدم التحدث إلى الصحافة وإحالة الاستفسارات من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى مجموعات دعم المسلمين.

وجاء في الإشعار: "من المهم جدا ألا تستجيبوا ... من الأهمية بمكان أن نبقى متحدين في هذا الوقت ونحن ندين هذه الأعمال الرهيبة".

ويعتقد شقيق جبار، عبدور، 24 عاما، أنه انضم إلى القوات المسلحة لأنه لم يكن متأكدا مما يجب أن يفعله بحياته، لكنه كان يعلم أنه يريد مغادرة بومونت بولاية تكساس.

وقال لصحيفة نيويورك تايمز: "لقد كانت منفذا جديدا للحصول على نوع من الانضباط". وقال إنهم نشأوا كمسيحيين، لكن شقيقه اعتنق الإسلام منذ فترة طويلة. وقال: "بقدر ما أعلم، كان مسلما طوال معظم حياته".

كما صُدم رفاق عسكريون سابقون خدموا مع جبار بالهجوم.



وخدم جبار في الخدمة الفعلية في الجيش من عام 2006 إلى عام 2015، وتم نشره في أفغانستان من عام 2009 إلى عام 2010 كمتخصص في تكنولوجيا المعلومات. وقال لاحقا إن وقته في الجيش علمه "معنى الخدمة العظيمة".

وقال ريتش غروين، الضابط السابق الذي عرّف نفسه بأنه قائد جبار، إنه كان "في حالة من عدم التصديق التام" عند سماع الخبر.

وأضاف "لقد خدم شمس الدين جبار تحت قيادتي أثناء مهمتنا في أفغانستان. لقد عمل بهدوء واحترافية في قسم الموارد البشرية وكموظف بريد، وتأكد من أن الأشياء الصغيرة التي أبقتنا جميعا على اتصال بالوطن قد تم إنجازها بعناية ودقة".

وتابع، "لقد كان جنديا عظيما، شخصا أظهر الانضباط والتفاني. إن التفكير في أن نفس الفرد الذي جسد ذات يوم الاحتراف الهادئ يمكن أن يضمر الكثير من الكراهية، مما أدى إلى مثل هذه الفظائع التي لا توصف، أمر لا يمكن فهمه ومفجع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية شمس الدين الولايات المتحدة شمس الدين هجوم اورليانز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد موافقة البرلمان الإيراني على غلقه.. ماذا تعرف عن مضيق هرمز؟

 


أثار قرار البرلمان الإيراني بالموافقة على إغلاق مضيق هرمز موجة من القلق الإقليمي والدولي، نظرًا لما يمثله هذا الممر البحري من أهمية استراتيجية قصوى لأسواق الطاقة والاقتصاد العالمي. ويأتي هذا القرار في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ما ينذر بتصعيد حاد في منطقة الخليج.

 


ما هو مضيق هرمز؟

الموقع: يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عُمان، ويربط بين الخليج العربي وخليج عُمان، ومنه إلى بحر العرب والمحيط الهندي.

العرض: يضيق في بعض نقاطه إلى نحو 33 كيلومترًا فقط، مع ممرات ملاحية لا يتجاوز عرضها 3 كيلومترات في الاتجاه الواحد.

 

 

الأهمية الاستراتيجية للمضيق

يُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية في العالم لنقل النفط والغاز الطبيعي، حيث يمر عبره ما يقرب من 20% من إمدادات النفط العالمية يوميًا، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

تعتمد دول الخليج مثل السعودية، الإمارات، الكويت، العراق وقطر على المضيق لتصدير إنتاجها النفطي إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية.

يُستخدم المضيق كذلك لنقل الغاز الطبيعي المسال، خصوصًا من دولة قطر التي تعد من أكبر المصدرين عالميًا.

 

 

تأثيرات قرار الإغلاق المحتمل

اقتصاديًا: من شأن إغلاق المضيق أن يتسبب في ارتفاع حاد في أسعار النفط عالميًا، ويهدد استقرار أسواق الطاقة، خاصة في ظل اضطرابات جيوسياسية قائمة.

عسكريًا: سبق أن وصف خبراء أمنيون أي تحرك لإغلاق المضيق بأنه "إعلان مواجهة مفتوحة" مع المجتمع الدولي، بالنظر إلى حساسية الممر وارتباطه المباشر بمصالح اقتصادية للدول الكبرى.

دوليًا: قد يدفع القرار إلى تدخلات بحرية دولية لضمان حرية الملاحة، ما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري في المنطقة.

 

 

هل سبق وهددت إيران بإغلاقه؟

نعم. لطالما استخدمت طهران ورقة مضيق هرمز كورقة ضغط في مواجهة العقوبات والضغوط الغربية، إلا أن التهديد هذه المرة جاء عبر قرار رسمي صادر من البرلمان، ما يعطيه بُعدًا سياسيًا وتنفيذيًا غير مسبوق.

 

 

الموقف الدولي

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر رد فعل رسمي من مجلس الأمن الدولي، لكن من المتوقع أن يعقد اجتماع طارئ خلال الساعات المقبلة لبحث تداعيات القرار الإيراني، وسط تحذيرات أمريكية وأوروبية من "زعزعة استقرار الأمن البحري الدولي".


في النهاية قرار إغلاق مضيق هرمز، إذا ما تم تنفيذه فعليًا، سيقلب موازين الأمن والطاقة في العالم، ويدفع باتجاه مواجهة مفتوحة بين إيران والغرب. وبينما تبقى الأنظار متجهة إلى مياه الخليج، تتزايد الدعوات إلى تهدئة الأوضاع والعودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي كارثة محتملة.

مقالات مشابهة

  • بعد موافقة البرلمان الإيراني على غلقه.. ماذا تعرف عن مضيق هرمز؟
  • قبل الغلق الإيراني.. ماذا تعرف عن مضيق هرمز وتجارة النفط العالمية؟
  • ماذا تعرف عن مفاعل ديمونة في إسرائيل؟
  • في ذكرى ميلاده.. تعرف على أبرز المحطات الفنية في حياة الراحل أشرف عبدالغفور
  • تسير 10000 كيلومتر دون تزويد بالوقود.. تعرف على القاذفة B2 التي قصفت المفاعل النووي الإيراني
  • فوردو.. ماذا تعرف عن قلب إيران النووي الذي استهدفته أمريكا؟
  • بعد تعرضه للقصف الأمريكي.. ماذا تعرف عن المفاعل النووي الإيراني فوردو؟
  • هجوم إيراني جديد يستهدف إسرائيل
  • بعد إقراره.. تعرف على المبلغ الذي سيتقاضاه الصيدلي خلال فترة التدريب الإجباري
  • ماذا تعرف عن نظرية الخلط المعرفي.. هل يُساعد على النوم حقا؟