تشمل أجزاء من مصر والأردن.. ماذا تعرف عن أوهام
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أعاد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو التذكير بالفكر التوسعى الاستيطاني الذي يراود القادة الإسرائيليين، وذلك بعد حديثه مجددا عن فكرة "إسرائيل الكبرى" التي تشمل أجزاء واسعة من 7 دول عربية، بينها مصر والأردن.
وأكد نتنياهو ارتباطه الشديد بـ"رؤية إسرائيل الكبرى" القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين.
نتنياهو سُئل في مقابلة مع قناة "i24" العبرية الثلاثاء، عما إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي"، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري.
وأجاب: "أنا في مهمة أجيال، إذا كنت تسألني عما إذا كان لدي شعور بالمهمة، تاريخيا وروحيا، فالجواب هو نعم"، وأردف قائلا: "أنا مرتبط ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى".
وتشمل "إسرائيل الكبرى" بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق والسعودية والكويت، إضافة إلى رؤية موازية لتقسيم ما يتبقى من الدول العربية على أساس عرقي وطائفي يضمن تفتتها وإضعافها.
ولا تستثني رؤية "إسرائيل الكبرى" التوسعية كلا من مصر والأردن، وهما الدولتان اللتان وقعتا على اتفاق سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتقدتا أن الصراع قد انتهى، وأن الفكر التوسعي الإسرائيلي أصبح من الماضي، ليأتي نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، ليعيد التذكير بالفكرة التي تراوده، والتي يسعى على تطبيقها.
من أين جاءت فكرة "إسرائيل الكبرى"؟ تعود جذور هذه الأفكار التوسعية الإسرائيلية إلى معتقدات دينية، ونصوص مزعومة في "التوراة" تقولف إن "الأرض الموعودة"، أي "إسرائيل" تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات بالعراق.
وردد قادة الحركة الصهيونية الأوائل، ولاحقا قادة الاحتلال، خصوصا اليمينيون المتطرفون، هذه الأوهام مرارا وتكرار، فمثلا مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، زعم أن "حدود دولة إسرائيل تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات" وذلك حين أعلن مشروعه التوسعي عام 1904.
وفي عام 2016 قال وزير المالية الإسرائيلي، حين كان نائبا في الكنيست، في مقابلة تلفزيونية، إن "حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وإن على إسرائيل الاستيلاء على الأردن أيضا".
ما موقف مصر والأردن؟ دانت وزارة الخارجية الأردنية، الأربعاء، تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"، واعتبرتها تصعيدا استفزازيا خطيرا، وتهديدا لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان أُرسل لـ"عربي21" نسخة منه، رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية، مشددا على أن هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مضيفا أن هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية ويتزامن مع عزلتها دوليا في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين.
وشدد القضاة، على أن هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية ويروجون لها تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع، وبما يتطلب موقفا دوليا واضحا بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مطلقيها.
وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورا لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهددة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين. أما الحكومة المصرية لم تصدر حتى نشر هذا لتقرير أي بيان أو تعلق على الموضوع
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
نائب: مصر ستدفن أوهام إسرائيل الكبرى كما دفنت مشاريع الاحتلال من قبل
هاجم النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أعلن فيها تمسكه بما يسميه " إسرائيل الكبرى "، مؤكدًا أن هذه التصريحات تكشف عن عقلية سياسية حبيسة أوهام ما بعد 1967، وتتعامل مع الجغرافيا وكأنها لعبة يمكن إعادة رسمها حسب الهوى.
وقال زكريا في بيان له إن حديث نتنياهو عن "مهمة تاريخية وروحية" تشمل السيطرة على أراضي فلسطين وأجزاء من دول عربية، ليس سوى خطاب استعلائي يفتقر لأي أساس قانوني أو أخلاقي، ويعكس مشروعًا احتلاليًا متعنتًا يرفض السلام ويدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر والانفجار.
وأشاد عضو مجلس الشيوخ ببيان وزارة الخارجية المصرية، واصفًا إياه بأنه رد وطني رفيع المستوى، أعاد التأكيد على ثوابت السياسة المصرية القائمة على إنهاء الاحتلال ووقف الحرب على غزة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق سلام حقيقي ودائم.
وشدد زكريا على أن مصر ستظل الدرع الحصين الذي تتكسر عنده أحلام التوسع الإسرائيلية، وأن التاريخ أثبت أن إرادة الشعوب قادرة على إسقاط أي مشروع احتلالي مهما طال الزمن، لافتًا إلى أن مصر ستدفن أوهام "إسرائيل الكبرى" كما دفنت مشاريع الاحتلال من قبل، فهذا حلم مريض سينتهي على صخرة الإرادة المصرية والعربية.
وتابع : "ليدرك نتنياهو أن أحلام التوسع التي يلوّح بها ستظل حبرًا على خرائط خياله، وأن مصر التي أسقطت مشاريع أكبر من مشروعه قادرة على إسقاطه، وأن التاريخ لن يذكره كصانع سلام بل كآخر من حاول العبث بحدود المنطقة فابتلعته رمالها".