موقع 24:
2025-08-13@03:20:27 GMT

ترامب يخطط لإمبراطورية أمريكية جديدة   

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

ترامب يخطط لإمبراطورية أمريكية جديدة   

على مدى الأسابيع الماضية، أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب زوبعة، عندما قال أن على الولايات المتحدة يجب أن توسي ممتلكاتها الإقليمية بتشجيع كندا على الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي، لتكون الولاية 51، وشراء غرينلاند من الدانمارك، واستعادة السيطرة على قناة بناما.

"لن يكون من المبالغة رؤية مئات القواعد العسكرية للولايات المتحدة

ونقل جايمس بيكرتون في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، عن أحد خبراء التاريخ الأمريكي أن سياسات ترامب كانت بمثابة "عودة إلى القرن التاسع عشر"، الذي شهد توسع الولايات المتحدة غرباً عبر أمريكا الشمالية، وحتى احتلال كوبا والفيليبين.

 وقال أكاديمي ثان متخصص في الإمبريالية الأمريكية، إن ترامب كان يسعى إلى "شكل أقدم من استعراض القوة" الذي "يعود إلى الأيام الدموية لتيدي روزفلت".

وبعد فوزه في الانتخابات على نائب الرئيس كامالا هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن ترامب أنه يعتزم فرض رسوم جمركية جديدة بـ 25 % على كل البضائع، التي تدخل الولايات المتحدة من كندا، والمكسيك، حتى "يوقف" البلدان تهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد.
وحملت هذه الخطوة، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على التوجه بسرعة إلى منتجع ترامب مار آ لاغو في فلوريدا لمناقشة هذه القضية، وبعد ذلك وصف الرئيس المنتخب الزعيم الكندي بسخرية بـ "الحاكم ترودو" على منصة "تروث سوشيال".

Donald Trump has ruffled feathers by suggesting the United States should seek to expand its territorial holdings. https://t.co/2Esi5wENTu

— Newsweek (@Newsweek) January 4, 2025

وعندما طلبت "نيوزويك" تعليقاً، قالت آنا كيلي المتحدثة باسم إدارة ترامب الانتقالية: "يتدفق زعماء العالم إلى الطاولة، لأن الرئيس ترامب يفي بالفعل بوعده بجعل أمريكا قوية مرة أخرى. وعندما يتولى منصبه رسمياً، ستفكر الدول الأجنبية مرتين قبل تمزيق بلادنا. ستحظى أمريكا بالاحترام مرة أخرى، وسيكون العالم كله أكثر آماناً".

الاتحاد الأمريكي

في 18 ديسمبر (كانون الأول)، دعا ترامب صراحة كندا إلى الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي. وفي 22 ديسمبر(كانون الأول)، كتب على "تروث سوشيال": "من أجل الأمن القومي والحرية في أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية، بأن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة".

Trump's imperial dream: A man, a plan, a canal — Panama! (Oh, and Greenland too) https://t.co/6qo4j7yGhE

— Salon (@Salon) December 29, 2024

وفكرت الولايات المتحدة جدياً في تقديم عرض لشراء غرينلاند وأيسلندا أثناء رئاسة أندرو جونسون بي 1867و 1868. وفي 1946، عرض الرئيس هاري ترومان على الدانمارك 100 مليون دولار من سبائك الذهب مقابل الإقليم. ولم ينجح لا جونسون أو ترومان في ذلك.
وفي 21 ديسمبر(كانون الأول)، قال ترامب أيضاً إنه قد يطالب بإعادة قناة بناما إلى السيادة الأمريكية، إذ مُولت القناة وبنيت بفضل الولايات المتحدة ولكنها أعيدت إلى بناما في 1999، بموجب اتفاق وقعه الرئيس جيمي كارتر في 1978.
وقال ترامب: "الرسوم التي تفرضها بناما سخيفة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي، الذي منحته الولايات المتحدة لبناما".  
وفي حديثه لنيوزويك، قارن خبير التاريخ الأمريكي بجامعة فلوريدا البروفسور شون آدامز، مقترحات ترامب مع الإمبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر.
وقال إن "خطة الاستحواذ على غرينلاند تقدم بعض الشيء من الارتداد إلى القرن التاسع عشر عندما كان العديد من السياسيين الأمريكيين،  خاصة الديموقراطيين، عدوانيين جداً في التوسع الإقليمي".
وأضاف "لذلك، ومنذ أربعينيات وستينيات القرن التاسع عشر، شهدنا استحواذ الولايات المتحدة على مساحات شاسعة من المكسيك، وآلاسكا الروسية، ومحاولات فاشلة لضم سانتو دومينغو، جمهورية الدومينيكان، وشراء غرينلاند وأيسلندا من الدانمارك. وكانت الفكرة أن الحكومة الجمهورية هي هدية أمريكا للعالم، وكانت في حاجة إلى توسيعها قدر الإمكان، وكانت الفرص الاقتصادية التي جاءت مع التوسع بمثابة مكافأة لطيفة أيضاً".  
وقارن آدامز طموحات ترامب مع طموحات جاكسون، الذي أشرف على شراء آلاسكا. ومع ذلك، قال إن الرئيس المقبل أقل اهتماماً بتوسيع الحكومة الجمهورية.

لويزيانا وفلوريدا

طيلة تاريخها، توسعت الولايات المتحدة بشكل كبير بشراء الأراضي من بلدان أخرى، مثل لويزيانا من فرنسا في 1803، وفلوريدا من إسبانيا في 1819، وغادسدن من المكسيك في 1854،  وآلاسكا من روسيا في 1867.
وفي حديثه لنيوزويك، رأى دانيال إميروار، الخبير في الإمبريالية الأمريكية الذي يدرس في جامعة نورث وسترن، أن مقترحات ترامب ستكون بمثابة "عودة إلى رؤية قديمة للقوة، حيث يتحقق الأمن بالمساحات المزروعة" بدل التحالفات والتجارة.
ومع ذلك، شكك إيميروار في الاقتراح القائل إن سياسات ترامب ترقى إلى "العودة إلى عصر الإمبراطورية"، وذلك لأن العصر الحالي نفسه إمبريالي، حيث يشبه النفوذ الأمريكي العالمي، نفوذ الإمبراطورية.
وقال: "لن يكون من المبالغة أن في رؤية مئات القواعد العسكرية للولايات المتحدة خارج حدودها نوع من الإمبراطورية. لكن من الواضح أن ترامب يشعر براحة أكبر مع شكل قديم من أشكال استعراض القوة يعود إلى الأيام الدموية لتيدي روزفلت".  
قاتل روزفلت في الحرب الإسبانية الأمريكية، حيث قاد وحدة من سلاح الفرسان. وشهد الانتصار الأمريكي في الصراع، تسليم إسبانيا بورتوريكو، وغوام، والفيلبين إلى الولايات المتحدة، وتخلت أيضاً عن السيادة على كوبا.
وأثناء رئاسته بين 1901 و1909، أشرف روزفلت على بداية تشييد قناة بناما، وأرسل "الأسطول الأبيض العظيم" الشهير في جولة حول العالم لاستعراض القوة العسكرية الأمريكية.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الولایات المتحدة القرن التاسع عشر

إقرأ أيضاً:

المنقذ الذي لا يأتي.. هل ما زلنا ننتظر المبعوث الأمريكي في صورة المهدي المنتظر؟

من غزة حتى صنعاء… متى نكفّ عن انتظار الحلول القادمة من وراء البحار؟

في كل أزمة تهز منطقتنا، يطلّ علينا طيف بعيد من وراء المحيط، نُخيّل أنه يحمل المفتاح، بينما يحمل في يده الأخرى دفتر شروطه.

ومع ذلك، ما زال بيننا من يراه خلاصًا لا مفر منه، حتى بعد أن خبرنا ثمن تلك الأبواب التي تُفتح بمفاتيح الغرباء. حين قال الرئيس السادات ذات يوم إن «أوراق اللعبة في الشرق الأوسط 99% منها في يد الأمريكان»، كان العالم يعيش بين قطبين عظيمين في ذروة الحرب الباردة، وكانت واشنطن وموسكو تتقاسمان النفوذ وتتنازعان الخرائط. أما اليوم، وقد انفرد القطب الأمريكي بالقرار لعقود، نجد أنفسنا نتساءل: هل تحولت هذه المقولة إلى عقيدة سياسية في عقول قادتنا ونخبنا؟ وهل أصبحنا، عن وعي أو عن وهم، ننتظر المبعوث الأمريكي في صورة المهدي المنتظر، ليحمل الحل السحري لكل قضايا أوطاننا؟

في خرائط هذا الشرق الممزق، هناك دائمًا قارب بعيد يلوّح من خلف الضباب، يقال إنه يحمل الخلاص. قارب لا يصل أبدًا، لكنه يظل حيًا في خيال المنتظرين، كما لو أن البحر صُمّم لابتلاع الأمل قبل أن يلمس الشاطئ. في غزة، السماء ملبدة بالدخان، والبحر محاصر، والناس يلتفتون إلى الأفق، يراقبون الأشرعة التي لن ترسو، والواقع أن أي ضغط أمريكي في هذه اللحظة، كما في لحظات سابقة، لم يخرج عن حسابات ضمان أمن إسرائيل، لا عن حماية المدنيين.

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية

في سوريا، صارت المدن أنقاضًا، وأزقتها قصائد مكسورة تبحث عمّن يعيد إليها نبضها، لكن من وراء البحار لا يسمعون إلا صدى مصالحهم، فتوزعت الأرض بين قواعد عسكرية ونفوذ إقليمي، وغابت الحلول السورية الخالصة. لبنان يقف كطائر على سلك كهربائي، بين سقوطين، وكل يد ممدودة من الخارج تحمل في كفها الأخرى خيطًا يشدّ البلد نحو حيث تشاء، والتدخلات الدولية في شؤونه لا تأتي إلا ضمن توازنات إقليمية، غالبًا لصالح قوى أخرى لا لصالح اللبنانيين.

ليبيا صارت صحراء واسعة تتقاطع فيها قوافل الغرباء، كلّ منهم يرسم خطًا جديدًا على رمالها المتحركة، والأمريكي، كغيره، حضر في لحظة إسقاط النظام، ثم ترك الفوضى تتناسل في فراغ السلطة. في السودان، الحرب مثل نهر جارف يلتهم القرى، وصوت البعض يعلو طالبًا من البعيد أن يقيم السدّ، غير مدرك أن الذي يشيّد السدّ يملك مفاتيح مياهه إلى الأبد، فالتدخل الخارجي هنا يعني إعادة رسم الخرائط، لا وقف النزيف.

أما العراق، فقد عرف القارب الأمريكي من قبل، جاء بأعلام الحرية، ثم ترك الميناء مثقلًا بالخراب، وبنية الدولة مفككة، والمجتمع مشرذم بين ولاءات متناحرة. واليمن، آخر خرائط الصراع، ظلّت موانئه تحت أعين الغريب، لا تُفتح أبوابها إلا بميزان مصالح لا يعرف الجياع ولا العطشى، وتحولت الحرب فيه إلى ملف إقليمي ودولي أكثر منها قضية وطنية.

كل هذه الأرض، من المتوسط حتى باب المندب، تعرف الحقيقة البسيطة: أن الخلاص لا يأتي محمولًا على متن سفن غريبة، وأن المنقذ الذي يأتي من وراء البحار، إن جاء، يزرع على الشاطئ قيوده قبل أن يزرع أشجار السلام. الجغرافيا تقول بوضوح: الخلاص يصنعه أهل الأرض، ومن يسلم مفاتيح مستقبله للغريب، يمنحه حق إعادة كتابة تاريخه على هواه. والحقيقة المُرة أن من ينتظر خلاصه من الآخر، سيجد نفسه رهينةً لشروطه، وأن من يسلّم قراره طوعًا، لا يملك أن يشكو من ثمن الفاتورة. فالأوطان لا تُبنى بالانتظار، ولا تتحرر بالرهان على يدٍ غريبة، بل بوعي شعوبها وإرادتها في الفعل لا في الترقب.

«المنقذ لا يطرق الأبواب… وحدهم أصحاب الأرض يصنعون الفجر»

اقرأ أيضاًالمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يصل موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس

«المبعوث الأمريكي»: إسرائيل وافقت على اقتراحي بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة

المبعوث الأمريكي للسودان يطالب العالم بزيادة المساعدات الإنسانية للخرطوم

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يلتقي نظيره الأردني السيد أيمن الصفدي في العاصمة عمان قبيل الاجتماع الثلاثي الذي يجمعهما مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا السيد توماس باراك
  • سنتحول من دولة ميتة إلى فاشلة.. العدل الأمريكية تحذر من إلغاء رسوم ترامب
  • ترامب يشدد قبضته على العاصمة| الرئيس الأمريكي ينشر الحرس الوطني في واشنطن.. عمدة المدينة تعارض القرارات بعد انخفاض معدل الجريمة
  • المنقذ الذي لا يأتي.. هل ما زلنا ننتظر المبعوث الأمريكي في صورة المهدي المنتظر؟
  • ترامب يقدم عرضا للصين لخفض العجز التجاري مع الولايات المتحدة
  • استغل منصبه بشكل مريب... كم وصلت ثروة الرئيس الأمريكي؟
  • ممر زانجيزور.. تركيا تؤيد وإيران تعارض المشروع الأمريكي
  • مفاجأة كبيرة.. لقاء محمد رمضان مع زوجة نجل الرئيس الأمريكي | القصة الكاملة
  • ترامب يرشح بروس لمنصب نائب رئيس المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة
  • ترامب يرشح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية نائبة لمندوب واشنطن بالأمم المتحدة