في ظل التطورات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم، أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي عنصرًا حاسمًا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أدركت مصر أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لدعم نموها، فأطلقت "الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي"، التي تسعى إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا رائدًا في هذا المجال.

 أهداف الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي  


تهدف الاستراتيجية إلى تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد المصري من خلال التركيز على النقاط التالية:  تعزيز الابتكار: توفير بيئة مشجعة للابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير الحلول التكنولوجية.  
تطوير الكوادر البشرية: تدريب وتأهيل الشباب المصري ليصبحوا قوة عاملة متخصصة في هذا المجال.  
توطين التكنولوجيا: تشجيع الاستثمار في البحوث وتطوير حلول محلية تلبي احتياجات القطاعات المختلفة.  
تعزيز الاقتصاد الرقمي: دعم القطاعات الاقتصادية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والإنتاجية.  

 محاور الاستراتيجية  
التعليم والتدريب
أطلقت مصر العديد من البرامج لتأهيل الطلاب والخريجين في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعات عالمية ومنصات تعليمية إلكترونية مثل Coursera وUdacity. كما تم إطلاق مبادرة "مستقبلنا رقمي" التي تهدف إلى تدريب مئات الآلاف من الشباب.  

البحث والتطوير 
تم إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية. وتشجع الحكومة الاستثمار في المجالات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل تحليل البيانات الضخمة والتعلم العميق.

  

خبير تكنولوجي يحذر من الذكاء الاصطناعي في 2025 (فيديو) ميتا تزيل ملفات الذكاء الاصطناعي من فيسبوك وإنستجرام

التطبيقات القطاعية  
تعمل مصر على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية مثل:  
- الرعاية الصحية: استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص وتحليل البيانات الطبية.  
- الزراعة: تطوير تقنيات لتحسين الإنتاجية الزراعية وإدارة الموارد المائية.  
- المدن الذكية: تصميم حلول مبتكرة لإدارة المرور وتوفير الطاقة.  

الإطار التشريعي والأخلاق
تحرص مصر على تطوير سياسات وتشريعات تضمن الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي، بما يحمي حقوق الأفراد ويدعم الشفافية.  

 التحديات التي تواجه الاستراتيجية  
رغم الإنجازات، تواجه الاستراتيجية الوطنية بعض التحديات، منها:  
- نقص الكوادر المؤهلة: الحاجة إلى تدريب المزيد من الشباب على تقنيات الذكاء الاصطناعي.  
- البنية التحتية: تحسين سرعة الإنترنت وتوافر مراكز البيانات.  
- التمويل: جذب المزيد من الاستثمارات لدعم الأبحاث والمشروعات الناشئة.  

 تطلعات المستقبل  
تسعى مصر إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تساهم هذه الاستراتيجية في تعزيز الاقتصاد الوطني، وزيادة فرص العمل، ودعم القطاعات المختلفة باستخدام حلول مبتكرة قائمة على الذكاء الاصطناعي.

تمثل الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي خطوة طموحة نحو تحقيق التحول الرقمي في مصر. ومن خلال التركيز على التعليم، البحث، التطبيقات العملية، والبنية التشريعية، تسير مصر بثبات نحو مستقبل رقمي مزدهر، مما يعزز مكانتها في العالم الرقمي الحديث.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي الاقتصاد المصري مصر تحسين الإنتاجية الزراعية الاستراتیجیة الوطنیة الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

جوجل تختبر الإعلانات في وضع الذكاء الاصطناعي

كشفت أحدث الملاحظات حول اختبارات جوجل لوضع الذكاء الاصطناعي المدعوم من جيميني عن خطوة جديدة قد تغيّر تجربة البحث تمامًا. 

لاحظ برودي كلارك، مستشار تحسين محركات البحث، ظهور إعلانات مموّلة ضمن نتائج البحث التي يولّدها الذكاء الاصطناعي، حيث تظهر أسفل النتائج العضوية كما لو كانت جزءًا طبيعيًا من محتوى الردود الآلية. 

وتُصنف هذه الإعلانات على أنها محتوى "ممول"، لكنها في الشكل تشبه إلى حد بعيد الروابط الأخرى التي يُنشئها روبوت الدردشة، ما قد يجعل التمييز بينها وبين الإجابات العادية صعبًا على المستخدم العادي.

على الرغم من وصف كلارك لهذه الخطوة بأنها "الأولى من نوعها"، أكد متحدث باسم جوجل أن الأمر ليس جديدًا تمامًا، وأن الشركة أجرت اختبارات مماثلة خلال الأشهر الماضية.

 وأضاف المتحدث: "رؤية المستخدمين للإعلانات في وضع الذكاء الاصطناعي علنًا جزء من اختبارات جوجل المستمرة التي نقوم بها منذ عدة أشهر".

 وأشار إلى أن الشركة أعلنت عن خطط لبدء عرض الإعلانات في وضع الذكاء الاصطناعي منذ مايو الماضي، في خطوة متدرجة تهدف إلى دمج الإعلانات ضمن تجربة البحث الجديدة.

حتى الآن، يبدو أن ترتيب النتائج لا يزال يعطي الأولوية للروابط العضوية، ولكن خبراء التسويق والتحليل يتوقعون أن يؤدي فتح الأبواب للإعلانات في الردود المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إلى تغيير جذري في كيفية استهلاك المحتوى على الإنترنت.

 فالمساعدون الشخصيون المدعومون بالذكاء الاصطناعي، الذين غالبًا ما يُقدّمون كمساعدين أذكياء لتسهيل المهام، قد يتحولون تدريجيًا إلى قنوات للترويج الإعلاني، وهو ما يثير مخاوف من تزايد الإعلانات الموجهة بشكل مزعج خلال تجربة البحث اليومية.

من الملاحظ أيضًا أن خيارات المستخدمين حاليًا محدودة عندما يتعلق الأمر بإخفاء هذه الإعلانات داخل وضع الذكاء الاصطناعي، فعلى الرغم من أن بحث جوجل يسمح بإخفاء الروابط الدعائية عند تصفحها، إلا أنه لا توجد طريقة مباشرة لإزالة أو تعطيل الإعلانات الجديدة في الردود الآلية، مما قد يضع المستخدمين في موقف يعتمد فيه المحتوى الذي يتلقونه بشكل أكبر على ما تموله الشركات.

تأتي هذه الخطوة ضمن اتجاه أوسع يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تُسرّع الشركات في دمج الإعلانات ضمن أدوات المحتوى التفاعلي، فقد أعلنت شركة X مؤخرًا عن دمج الإعلانات في نتائج البحث الخاصة بها، ما يعكس تحولًا تدريجيًا في كيفية تمويل منصات الذكاء الاصطناعي، ويشير إلى أن عصر البحث المجاني قد يكون على وشك التغيير الجذري.

إضافة إلى ذلك، هناك شائعات تشير إلى أن OpenAI تعمل على توظيف أشخاص لتحويل ChatGPT إلى منصة إعلانية، ويتعلق الأمر بمنصة Sora، التي أطلقتها الشركة لإنتاج محتوى سريع الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وفقًا للتقارير، تُنفق المنصة ما يصل إلى 15 مليون دولار يوميًا لإنتاج مقاطع فيديو وصور ومحتوى متنوع، بما في ذلك أمور غريبة مثل مقاطع مصورة لسام ألتمان وهو يأكل البيتزا في الفضاء، ما يعكس سرعة التحول من تجربة تعليمية ومعلوماتية إلى محتوى مدعوم وموجّه إعلانيًا.

يُثير هذا التطور تساؤلات مهمة حول مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث: هل سيصبح المساعد الشخصي مجرد قناة إعلانية أخرى؟ وكيف ستوازن الشركات بين تقديم محتوى مفيد وفرض الإعلانات المدفوعة؟ وما هي الخيارات المتاحة للمستخدم العادي للحفاظ على تجربة بحث نظيفة وخالية من الترويج المفرط؟

من المؤكد أن العامين المقبلين سيشهدان تغييرات كبيرة في الطريقة التي نتفاعل بها مع الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع دخول الإعلانات ضمن تجربة البحث المباشرة، وهو ما قد يعيد تعريف مفهوم "البحث المجاني" على الإنترنت.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي قد يُعلّم الجيل القادم من الجراحين
  • ترامب يطلق أكبر مشروع وطني للذكاء الاصطناعي لثورة علمية وصناعية جديدة
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكار الإنسان؟.. العلم يجيب
  • مخاطر كبيرة للذكاء الاصطناعي.. كيف يمكن توظيفه لخدمة البشرية؟
  • كيف تكشف التزييف في عصر الذكاء الاصطناعي؟
  • غوغل في لحظة توهج.. هل هي أحدث شركة للذكاء الاصطناعي؟
  • ما الذي تغفله هوليوود عن الذكاء الاصطناعي؟
  • مفاجآت عن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التصميم في مصر
  • جوجل تختبر الإعلانات في وضع الذكاء الاصطناعي
  • وزير الري يُؤكد على تجسيد الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الفيضانات