الفيروس الميتانيمو البشري (HMPV) هو فيروس تنفسي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الرئوية، وهي نفس العائلة التي تضم الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والفيروس المسبب للحصبة. تم اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة في هولندا عام 2001، حين تم عزله من 28 طفلًا. وأظهرت الدراسات أن أعراضه تتشابه مع عدوى الفيروس المخلوي التنفسي وتتراوح بين التهابات الجهاز التنفسي العلوي البسيطة وحتى الالتهاب الرئوي الحاد.

انتشار فيروس HMPV وارتفاع الحالات بعد الجائحة

شهد فيروس الميتانيمو البشري انتشارًا ملحوظًا في الولايات المتحدة في أوائل عام 2023. ووفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ارتفعت نسبة الحالات الإيجابية لفيروس HMPV بمعدل 36% مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة. يبدأ نشاط الفيروس في الشتاء ويستمر حتى فصل الربيع، ما يجعله مشابهًا لانتشار الأنفلونزا الموسمية.

أعراض فيروس HMPV: كيف تفرق بينها وبين نزلات البرد؟
تتشابه أعراض فيروس الميتانيمو البشري مع نزلات البرد والإنفلونزا، ولكنها قد تكون أكثر شدة في بعض الحالات، خصوصًا بين الأطفال الصغار وكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. الأعراض الشائعة تشمل:

السعال: غالبًا يكون مصحوبًا بضيق في التنفس.الحمى: ارتفاع درجات الحرارة الذي قد يستمر لعدة أيام.احتقان الأنف: الشعور بانسداد في الأنف وصعوبة التنفس.التهاب الجهاز التنفسي السفلي: مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات.

ووفقًا لجمعية الرئة الأمريكية، فإن معظم الأطفال المصابين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وقد يصاب البعض بعدوى شديدة في الجهاز التنفسي السفلي.

كيفية انتقال الفيروس

فيروس HMPV شديد العدوى وينتقل عن طريق:

استنشاق رذاذ السعال أو العطس من شخص مصاب.لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الوجه (الفم أو الأنف أو العينين).الاتصال المباشر مع شخص مصاب، مثل المصافحة أو التقبيل.هل يوجد علاج أو لقاح؟

حتى الآن، لا يتوفر علاج محدد مضاد للفيروس أو لقاح للوقاية من فيروس HMPV. يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض باستخدام أدوية خافضة للحرارة ومسكنات السعال، مع الالتزام بالراحة والترطيب.

طرق الوقاية من فيروس الميتانيمو البشري
لأن الوقاية هي الخطوة الأهم، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالخطوات التالية:

غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.تجنب لمس الوجه (العينين، الأنف، والفم) بأيدي غير مغسولة.الابتعاد عن الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية.تنظيف الأسطح والأشياء التي تُستخدم بشكل متكرر.تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، واستخدام مناديل ورقية يتم التخلص منها فورًا.البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.الفئات الأكثر عرضة للإصابةالأطفال الصغار، خاصةً دون سن الخامسة.كبار السن.الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة.

فيروس الميتانيمو البشري ليس جديدًا، لكنه يستحق الانتباه خصوصًا مع ارتفاع عدد الحالات المسجلة. باتخاذ الاحتياطات المناسبة، يمكن الحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فيروس الميتانيمو البشري أعراض HMPV نزلات البرد الوقاية من الفيروسات أمراض الجهاز التنفسي فیروس HMPV

إقرأ أيضاً:

الأمل في الأيدي.. طلبة الطب البشري بغزة ينشرون الوعي الطبي المجتمعي

غزة- من دون تردد، اندفع محمد الشيخ نحو خيمة في "مدرسة غزة الجديدة"، اندلعت فيها النيران نتيجة غارة جوية إسرائيلية أوقعت شهداء وجرحى، وكان لتوه قد أنهى دورة تدريبية في الإسعافات الأولية ومهارات التدخل مع الضحايا.

والشيخ (22 عاما) نازح في هذه المدرسة ويقيم فيها مع أسرته منذ بضعة شهور إثر تدمير منزلهم، ويقول للجزيرة نت "كنت على بعد أمتار قليلة من الغارة التي استهدفت خيمة من بين أخرى كثيرة متلاصقة في ساحة المدرسة، ونتج عنها انفجار هائل وحريق، وارتقى شهيدان وجرح 7 آخرون".

كانت هذه أول تجربة عملية للشيخ، في تقديم إسعافات أولية لجريح منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

طلبة طب يطلقون مشروعا تطوعيا لنشر مهارات التدخل مع جرحى الحرب (الجزيرة) قيمة التجربة

"بإمكانك إنقاذ حياة"، وقد لمس الشيخ بنفسه قيمة الدورة التدريبية التي انخرط فيها تحت هذا العنوان، عندما تدخل مع أحد جرحى قصف الخيمة وكان ينزف بشدة، ويقول "استحضرت ما تعلمته، وضغطت بشكل مباشر على مكان النزيف باستخدام قطعة قماش نظيفة، ولم أسمح لأحد بتحريك الجريح من مكانه خشية أن يكون مصابا بكسور أو أن يؤدي نقله الخاطئ إلى تفاقم إصابته، ومكثت بجانبه حتى حضرت سيارة الإسعاف".

بعد هذه التجربة أدرك قيمة ما تعلمه، وأهمية تعميم التوعية الطبية بالإسعافات الأولية وآليات التدخل الصحيح مع ضحايا الحرب من جرحى وحتى مرضى في الخيام ومراكز الإيواء.

والشيخ واحد من بين نحو 100 شاب وفتاة، تلقوا تدريبات متقدمة ضمن مشروع "الأمل في الأيدي"، وهو مبادرة تطوعية مجانية لطلبة في كلية الطب البشري في جامعة الأزهر بمدينة غزة.

مشروع "الأمل في الأيدي" درّب 100 شاب وفتاة على مهارات الإسعافات الأولية والتعامل مع جرحى الحرب (الجزيرة)

ويضم هذا المشروع 16 متطوعا، بينهم 9 طلاب و7 طالبات من مستويات مختلفة في كلية الطب، اجتمعوا على فكرة "توعية المجتمع طبيا". ويقول ياسر أبو مريم للجزيرة نت إن الفكرة كانت وليدة المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الشوارع والمدارس وخيام النازحين ومراكز الإيواء، وشكلت ضغطا هائلا على المنظومة الصحية الفلسطينية.

إعلان

وكانت "مجزرة مطعم التايلندي"، التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل بضعة أسابيع، وأودت بحياة عدد كبير من الشهداء وأوقعت عشرات الجرحى، في منطقة تسوق مكتظة في شارع الوحدة بمدينة غزة، دافعا لهؤلاء الطلبة المتطوعين، الذين صودف وجود بعضهم على مقربة من مكانها، وكان لافتا بالنسبة لهم عدم قدرة الحاضرين على التعامل مع الجرحى.

طالبة طب متطوعة خلال تدريب في مركز إيواء على مهارات الإسعافات الأولية (الجزيرة) اكتساب الخبرات

ويقول أبو مريم (21 عاما)، وهو طالب بالسنة الثالثة في كلية الطب البشري بجامعة الأزهر في غزة، التي تعرضت للتدمير خلال الحرب، "كثيرون يتعاملون مع الجرحى باندفاع لا يستند إلى معرفة طبية، ورغم نيتهم الصادقة والطيبة، فإن تدخلهم الخاطئ قد يضر ولا يفيد، وربما يؤدي إلى فقدان الجريح لحياته".

إلى جانب دراسته للطب، يحمل أبو مريم شهادات تدريب في الإسعافات الأولية حصل عليها من طبيب نرويجي متطوع زار غزة ضمن وفد أجنبي قبل اندلاع الحرب، ومن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وله تجارب سابقة في المشاركة في مبادرات خيرية لتدريب طلبة المدارس، ورواد المساجد، وفي مؤسسات مجتمعية بمدينة غزة.

وعقب اندلاع الحرب، اضطر للنزوح مع أسرته نحو 10 مرات في المدينة ونحو مناطق جنوب القطاع، وتطوع في "نقطة طبية" داخل مدرسة كانوا يقيمون بها في منطقة "قيزان النجار" بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وعندما أجبروا على النزوح نحو مدينة رفح المجاورة تطوع في "نقطة طبية" داخل مخيم النزوح.

وخلال تطوعه، اكتسب أبو مريم خبرات يقول إنه ما كان ليكتسبها في هذه المرحلة من عمره من دون تعامله المباشر مع جرحى الحرب، علاوة على حالات مرضية وبعضها خطيرة، ناجمة عن تداعيات العدوان والحصار وسوء التغذية وقلة الدواء.

طلبة وطالبات في كلية الطب البشري في غزة يتطوعون للتخفيف عن المنظومة الطبية المنهكة (الجزيرة)

وعندما عاد إلى شمال القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، اجتمع شمل أبو مريم مع عدد من زملائه من طالبات وطلاب كلية الطب، وكان من النواة الأولى التي أسست مشروع "الأمل في الأيدي"، لإيمانه بأهمية نشر وتعزيز الوعي الطبي المجتمعي، ومهارات الإسعافات الأولية، ودورها في تدعيم أداء المنظومة الصحية، وتصحيح التصرفات الخاطئة الشائعة في التعامل مع مختلف الإصابات ميدانيا.

إعلان

ويقول أبو مريم إن الاستهداف اللحظي على مدار الساعة وفي كل مكان من جانب قوات الاحتلال، خلال هذه الحرب غير المسبوقة، يستدعي تعليم قطاعات واسعة بهذه المهارات التي قد تكون كفيلة بإنقاذ حياة جرحى أو مرضى في حال التدخل السليم وفي الوقت المناسب.

اهتمام واسع

ومن الميدان إلى المستشفيات والمنازل، يهتم هذا المشروع التطوعي بنشر مفاهيم "الإسعاف النفسي الأولي"، الذي يهتم بالجريح وذويه في مرحلة الاستشفاء والتعافي. وتقول الطالبة المتطوعة ليان العكلوك (20 عاما) للجزيرة نت إن "شعبنا عظيم ويعاني الويلات جراء هذه الحرب ويستحق من كل منا أن يخدمه في مجال تخصصه".

وتدرس العكلوك في السنة الثالثة بكلية الطب البشري بجامعة الأزهر، وهي ابنة طبيب الأعصاب الفلسطيني المعروف أسامة العكلوك، وقد اختارت التطوع ضمن مشروع "الأمل في الأيدي" انطلاقا من إيمانها بأن "الطب مسؤولية إنسانية".

وهي تدرك الضغوط الهائلة على الكوادر الطبية جراء الاستهداف الممنهج من قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي، واعتقال وجرح عشرات آخرين، وخروج غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة.

ليان العكلوك في حصة تدريبية داخل مركز إيواء مدرسة غزة الجديدة (الجزيرة)

وتقول إن هدفها وزملائها في المشروع هو نشر التوعية الطبية المجتمعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، من أجل تخفيف الضغط عن كاهل الكوادر الطبية في المستشفيات والمرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل بإمكانيات ضعيفة.

وخلال مشاركتها في الفعاليات التدريبية، لمست العكلوك اهتماما واسعا من المتدربين على تعلم مهارات الإسعافات الأولية، والإسعاف النفسي الأولي، إدراكا منهم بأن الإلمام بهذه المعرفة قد ينقذ حياة جريح أو مريض إذا تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة.

إعلان

ويتشاطر الذكور والإناث هذا الاهتمام، وبحسب العكلوك فإن 50% من الذين انخرطوا في التدريبات كانوا من الفتيات، وبينهن نازحات في الخيام ومراكز الإيواء، وتوضح "لدينا خطة لمواصلة العمل على نشر التوعية على نطاقات أوسع لمواكبة الأعداد الهائلة من الجرحى والمرضى الذين تدهورت حالاتهم الصحية بسبب قلة العلاج والأدوية".

مقالات مشابهة

  • تحيط بنا طوال الوقت!.. أخطر مسببات الحساسية
  • روتين العناية بالبشرة في الشتاء.. جمالك في مواجهة البرد
  • ينتقل عبر الرذاذ التنفسي.. كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد «نيمبوس»
  • بيطري يكشف أعراض الحمى القلاعية.. وطرق حماية الماشية من الإصابة به
  • يؤدي للإصابة بالسرطان .. تحذير عاجل من شرب الشاي بهذه الطريقة
  • دراسة: نوع من السرطان يصيب جيلي "إكس" و"الألفية"
  • الأمل في الأيدي.. طلبة الطب البشري بغزة ينشرون الوعي الطبي المجتمعي
  • مرض السل..ما هي أعراضه في الرئة وأعضاء أخرى في الجسم؟
  • عاجل - الحكومة تسعى لتحقيق «صفر» حالات جذام في مصر "التفاصيل كاملة"
  • خبير عالمي في جراحات الجهاز الهضمي يزور مستشفى طنطا العام