موازنة 2025.. معادلة تُعمّق أزمة العراق الاقتصادية
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
7 يناير، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق أزمات اقتصادية مركبة تعكس ضعف تنويع مصادر الدخل واعتماد البلاد شبه الكلي على النفط كمورد أساسي لتمويل الموازنة العامة.
و هذه الأزمة لا تقتصر على الأبعاد الاقتصادية فحسب، بل تمتد إلى التداعيات السياسية التي تزيد من تعقيد المشهد الوطني.
و يشكل النفط أكثر من 90% من إيرادات الدولة، ما يجعل العراق رهينة للتقلبات في أسعاره العالمية.
و في ظل هذه التحديات، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن استمرار غياب رؤية تنموية قد يضعف الاستقرار الاقتصادي. الخبير نبيل المرسومي يحذر من دخول العراق في “نفق مظلم” بسبب الاعتماد المفرط على التعيينات الحكومية كحلول قصيرة الأجل لأزمة البطالة. هذا النهج لا يعالج المشكلة بل يفاقمها، خاصة عندما تتأخر الحكومة في صرف الرواتب، ما يعرقل حركة القطاع الخاص ويؤثر على الفئات الهشة ومتوسطة الدخل.
تعطيل الموازنة وتداعياتها السياسية
و من جانب آخر، يستمر تأخر إقرار الموازنة العامة لعام 2025 في ظل الخلافات السياسية حول تعديل قانون الإدارة المالية. هذا التأخير يضع البرلمان والحكومة أمام مواجهة مستمرة قد تُعقّد تنفيذ الخطط الاقتصادية.
النائب أحمد الشرماني وصف الوضع بأنه “خرق قانوني” يكرس الأزمة المؤسسية بين السلطات، فيما تثير بعض الأصوات مخاوف من وجود اعتبارات سياسية تؤخر إرسال الموازنة لتحقيق مكاسب تفاوضية في قضايا أخرى.
التداعيات السياسية: الاستقطاب وغياب الثقة
على الصعيد السياسي، تفاقم الأزمة الاقتصادية حدة الاستقطاب بين القوى السياسية في العراق، خاصة في ظل غياب توافق حول كيفية معالجة المشكلات البنيوية في الاقتصاد. تأخر الموازنة قد يُستخدم كورقة ضغط سياسي، مما يعطل مشاريع التنمية والخدمات الأساسية، ويفاقم السخط الشعبي تجاه الأداء الحكومي.
تعد البطالة وضعف التنمية الاقتصادية عوامل رئيسية في تعزيز حالة عدم الاستقرار السياسي، حيث تُعد هذه الأزمات بيئة خصبة لتصاعد الاحتجاجات الشعبية. ومع عدم وجود حلول قصيرة الأجل أو استراتيجية بعيدة المدى لتنويع الاقتصاد، يبقى العراق في مواجهة تحديات وجودية تهدد استقراره الاقتصادي والاجتماعي.
التوازن المطلوب بين الاقتصاد والسياسة
و تؤكد هذه التحديات الحاجة الماسة إلى وضع سياسات اقتصادية طويلة الأجل تنطلق من استثمار عائدات النفط في بناء قطاعات إنتاجية مستدامة. كما يتطلب المشهد إصلاحات هيكلية تُعيد الثقة بين الحكومة والبرلمان، وتضع خططاً واضحة لإقرار الموازنات في مواعيدها القانونية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025
نظمت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ملتقى التوظيف للعام 2025، وذلك في إطار حرص جامعة القاهرة على تعزيز دورها في توفير فرص التدريب والتوظيف للطلاب، وربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل.
حضر فعاليات الملتقى، الدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور ممدوح اسماعيل وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتور محمد عبد العزيز رئيس هيئة الرقابة المالية، ووكيل وزارة الشباب والرياضة بالجيزة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وممثلي عدد من البنوك والشركات، وطلاب الكلية.
وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أهمية ملتقى التوظيف الذي نظمته كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لكونه يتسق مع رؤية الجامعة وحرصها على بناء جيل قادر على تلبية متطلبات التنمية المستدامة ومواكبة متغيرات سوق العمل إقليميًا ودوليًا، مؤكداً أن هذه الملتقيات تمثل جسرًا حيويًا يربط الطلاب والخريجين بأصحاب الأعمال، وتسهم في تمكين الشباب، وخفض معدلات البطالة، بالإضافة إلى تحفيزهم لتطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، بما يسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
وأكد رئيس جامعة القاهرة، مواصلة الجامعة دعم مثل هذه المبادرات التي تفتح آفاقا واسعة أمام الخريجين لدخول سوق العمل بكفاءة واقتدار، إدراكًا منها لأهمية دعم طلابها وخريجيها عبر إتاحة الفرص أمامهم للحصول على وظائف مناسبة لتخصصاتهم، لافتًا إلى أن الملتقى استهدف كذلك دعم ريادة الأعمال من خلال تبني المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتذليل العقبات أمام الشباب، بما يمكنهم من تحقيق النجاح في مجالات العمل الحر.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أهمية توفير البيئة الداعمة التي تساعد الطلاب على اكتساب المهارات التي تؤهلهم لخوض سوق العمل بكفاءة وتميز، وأن ملتقى التوظيف هو ترجمة عملية لرؤية الجامعة في تحقيق التعليم المرتبط بواقع سوق العمل، وتنمية المهارات التطبيقية لدى طلابها، لافتًا إلى أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات التي تعزز من جهود الدولة نحو بناء جيل مؤهل قادر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساهمة في خطط الجمهورية الجديدة.
وفى السياق ذاته، أعربت الدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، عن تقديرها للدور الذي تقوم به كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في توفير فرص العمل المتنوعة لطلابها وتلبي طموحاتهم وتساعدهم على تحقيق النجاح في مسيرتهم المهنية، مؤكدًة حرص الجامعة على تعزيز الشراكات مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لدعم شباب الخريجين، وأنها تضع على رأس أولوياتها تطوير مهارات الطلاب وتأهيلهم علميًا وعمليًا للمنافسة بقوة في سوق العمل المحلية والدولية.
وقالت الدكتورة حنان محمد علي القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن ملتقى التوظيف الذي نظمته الكلية استهدف إنشاء منصة تفاعلية مستدامة لربط الطلاب والخريجين بسوق العمل، مع التركيز على دعم العمل الحر وريادة الأعمال كمسارات مهنية بديلة، بما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، مشيرًة إلى أن الملتقى يُجسد المفهوم الحديث للتوظيف الذي يتجاوز فكرة الوظيفة التقليدية، ويركز على أهمية استثمار المهارات الفردية ومواكبة المتغيرات المتسارعة في سوق العمل.
اقرأ أيضاًبحضور 850 خريج.. الاتحاد المصري للتأمين ينظم ملتقى التوظيف الأول لكلية التجارة بجامعة القاهرة
بمشاركة 22 شركة.. محافظ القاهرة يفتتح ملتقى التوظيف الثاني بالعاصمة