عندما يُصاب الإنسان بمرض مثل الصداع "الصديق المخلص لكل البشر"، يذهب المريض للطبيب الذى يبدأ فى السؤال عن الصحة العامة مثل هل هناك ضغط عال أو منخفض، هل توجد مشكلات وهل توجد أنيميا؟ إلى أن يتوصل الطبيب لسبب الصداع ويبدأ العلاج.
وهكذا الدول، والصداع هو ما أصاب الجنيه المصرى هذه الأيام، وهذا أمر طبيعي "للذين يعلمون"، فالجنيه المصرى عملة لا يحميه نفط مثل الدينار الكويتي، أو الين الياباني الذي يستمد قوته من قوة الاقتصاد الياباني الذي يصنف كثالث أكبر اقتصاد في العالم، أما عن الجنيه المصرى فهو مثل المحارب الذى يحارب أصحاب أسلحة حديثة وهو لا يملك أكثر من بلد يعترف أعداؤها قبل عشاقها بأن الغد لها، الجنيه المصرى يحارب ظروفا جيوسياسية وهى ظروف لا اختيار له فيها، فالجغرافيا هى من وضعت مصر فى هذا المكان الذى يحسدها عليه الجميع، ولكن به كثير من الصراعات و عدم الاستقرار السياسي والأحداث غير المتوقعة وهذا مؤثر قوى، حيث يميل المستثمرون إلى نقل الثروة إلى عملات أكثر أمانا وأقل تقلباً في حالة عدم اليقين الجيوسياسي ويتجه المستثمرون إلى الملاذ الآمن مثل الدولار.
ولو تصورنا أنه فى أحد الشوارع الكبيرة قرر أحد التجار رفع سعر منتجاته "لقلتها" في السوق، ومع الكثير من الأعذار مثل ارتفاع سعر الدولار والبنزين يقبل المواطن الشراء بسعر مرتفع، والنتيجة الطبيعية أن يبدأ التاجر الآخر فى رفع أسعار منتجاته إلى أن يصل ارتفاع الأسعار من تاجر السيارات إلى بائع الفول والطعمية، والغريب ان أحدا لا يلاحظ ان الجميع خاسرون، لأن فرق المكسب سيكون ضائعاً فى المصروفات، ومع ارتفاع الأسعار تضطر الحكومة إلى زيادة المرتبات، فتزيد طباعة الجنيه المصرى وطبيعي أن تقل قيمته، لأن الزيادة لا يُقابلها إنتاج، ولكن السبب هو قرار التاجر الأول برفع الأسعار، وهنا الضحية الأولى هو الجنيه المصري وهو ما يشابه أنيميا الإنتاج، ولو علم اول تاجر رفع اسعار بضائعه انه هو الآخر خاسر ما كان رفع أسعاره.
وبالرغم من كل هذه الأسباب القادرة على انهيار أى اقتصاد إلا أنه من الممكن استغلال كل سبب فى الارتفاع بالجنيه المصرى، مثلاً استقرار مصر الأمني بالرغم مما يحيط بها من صراعات دليل على قوتها الأمنية. وضع الجنيه المصرى يمكن استغلاله مثل الصين، فالصين بلد صاحب اقتصاد قوى ولكن عملتها ليست بقوتها، فاعتمدت بشكل كبير ولسنوات طويلة على تصدير منتجاتها بأسعار أقل، وبذلك من مصلحتها أن تكون عملتها (اليوان) ضعيفة بعض الشيء أو بسعر تعود المستهلك.
وشهادتى إذا كانت مجروحة، لأنى أحمل جنسية هذا البلد العظيم، فهناك ايضاً شهادة بنك "جولدمان ساكس" الذى يتوقع انتعاش الجنيه المصري فى أوائل 2025، ويقول إن انخفاض الجنيه المصري يُعد علامة على مرونة أكبر لسعر صرف الجنيه، هذا بالإضافة إلى استطلاع للآراء حيال الأسواق الناشئة التى أُجريت مؤخراً أشارت إلى أن مصر هي السوق "الأكثر شعبية" في الشرق الأوسط بين المستثمرين "الإيجابيين" تجاه الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، حيث يرون أنها "تتمتع بنظرة مستقبلية أكثر إيجابية"، حسبما ذكر البنك في تقرير.
كل ذلك يعني أننا نستطيع، ولدينا كل الإمكانات التي تجعل مصر فى مكانها الحقيقي، الظروف والمشاكل فقط هى ما يظهر معدن الدول والبشر و الظروف الحالية تؤكد على قوة اعظم بلاد العالم مصر، كل ما نحتاجه فى الاقتصاد والاستثمار حركة صارخة متمردة على كل معوقات الاستثمار فى مصر، ولتكن أميركا صاحبة أقوى اقتصاد عالمي مثالاً قوياً لنا حين وعد ترامب خلال حملته الانتخابية برفع"القيود التنظيمية"وهي عملية تخفيض أو إلغاء القرارات والمراسيم الحكومية المقيدة والسماح للسوق بالعمل بحرية أكبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستقرار السياسي الاقتصاد الياباني الجنيه المصرى المزيد الجنیه المصرى الجنیه المصری
إقرأ أيضاً:
سعر الدولار الآن أمام الجنيه المصري الأربعاء 18 يونيو 2025 (آخر تحديث)
سعر الدولار الآن أمام الجنيه المصري يهم قطاعًا كبيرًا من المستثمرين في مجال الاستيراد والتصدير، لذا يحظى باهتمام واسع على منصات البحث، اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، إذ ارتفع سعر الدولار نحو 43 قرشا أمام الجنيه المصري، خلال تعاملات اليوم، وسجل سعر صرف الدولار بالجنيه المصري في البنك الأهلي نحو 50.53 جنيه للشراء و50.63 جنيه للبيع.
سعر الدولار في بنك مصرسجل سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم في بنك مصر 50.52 جنيه للشراء و50.62 جنيه للبيع.
اقرأ أيضًا:
وسجلت أسعار الدولار الأمريكي 50.58 جنيه للشراء و50.68 جنيه للبيع بمنتصف التعاملات في مقابل الجنيه المصري بمصرف أبو ظبي الإسلامي.
سعر الدولار في بنك الإسكندريةسعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في بنك الإسكندرية سجل نحو 50.53 جنيه للشراء و50.63 جنيه للبيع بمنتصف التعاملات.
سعر الدولار في بنك saibوعن سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم في بنك saib، فقد سجل نحو 50.58 جنيه للشراء و50.68 جنيه للبيع.
سجل سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في بنك نكست نحو 50.58 جنيه للشراء و50.68 جنيه للبيع.
سعر الدولار في بنك قناة السويسارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في بنك قناه السويس فسجل نحو 50.55 جنيه للشراء و50.65 جنيه للبيع.
تداعيات الحرب الإسرائيلية على إيرانيأتي ذلك في حين تدخل الحرب الاسرائيلية الإيرانية يومها السادس، في ما يبدو أنها حرب استنزاف طويلة الأمد، ستؤثر على اقتصادات دول الجوار الإسرائيراني، لكن البلدين لا يستطيعان تحمل حرب طويلة، إذ تراهن إسرائيل على نجاعة الضربات الخاطفة القاصمة، أو على تدخل أمريكي ولو محدود لإنهاء طموح إيران في تطوير برنامجها النووي، وهو مرتبط بقدرة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقناع الإدارة الأمريكية بالانخراط في الحسم النهائي، لكن يبدو الأمر صعب في هذه المرحلة من الحرب.
أما طهران فتراهن على صواريخ منتصف الليل، محلية الصنع، لإلحاق أكبر خسائر بشرية وتدميرية في المدن الإسرائيلية، والتأثير نفسيًّا في معنويات جيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، وهو خيار أيضا غير ناجع في الوقت الراهن، لأن الإسرائيليين جميعًا يظنون أن مشروعات إيران النووية تشكل تهديدًا وجوديًّا لهم على المديين المتوسط والبعيد، وأنه لا مناص من التضحية من أجل تدميره، ولو ظلوا في المخابئ والملاجئ مدة طويلة، بحسب تقارير عدة.
بهذه الوتيرة يتحمّل اقتصاد البلدين خسائر تقترب من 60 مليار دولار في الشهر، وفق تقديرات صحيفة "لي زيكو" الفرنسية الاقتصادية، وتتفوق إسرائيل اقتصاديًّا بناتج إجمالي بنحو 583 مليار دولار، لعشرة ملايين نسمة، في حين يبلغ ناتج إيران 418 مليار دولار وفق "ترادينج إيكونوميكس"، ولديها كثافة سكانية بـ87 مليون نسمة، ومساحة تصل إلى أضعاف عدة لجغرافيا إسرائيل المحدودة.