جمال شعبان يكشف لغز الموت المفاجئ.. لماذا تسارع إيقاع الرحيل في زمننا؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
مع كل يوم جديد، تزداد الأخبار المؤلمة عن شباب فقدوا حياتهم فجأة ودون سابق إنذار، ظاهرة الموت المفاجئ باتت حديث الجميع، وطرح الدكتور جمال شعبان، استشاري القلب، تساؤلات هامة عبر منشور على حسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “لماذا زادت السكتة القلبية والجلطات؟ لماذا ازداد الموت المفاجئ بين الشباب؟”.
يرى الدكتور جمال شعبان أن الأسباب وراء هذه الظاهرة ليست لغزًا مستعصيًا، بل نتيجة نمط حياة عصري متسارع يستهلك الإنسان جسديًا ونفسيًا.
العمل المرهق والإجهاد المزمن (burn out) يضعان القلب تحت ضغوط هائلة، يضاف إليهما التوتر، القلق، والزعل المستمر.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ بل يتفاقم بفعل عادات غذائية سيئة، مثل تناول الوجبات السريعة والمأكولات الغنية بالكوليسترول الضار والدهون المشبعة، والتدخين، والمخدرات، وتناول الهرمونات والمكملات لبناء العضلات تساهم بشكل مباشر في إنهاك القلب، إلى جانب الوزن الزائد وقلة الحركة.
عوامل الخطر الصامتةما يجعل الموت المفاجئ أكثر خطورة هو وجود عوامل صامتة تعمل في الخلفية دون أن تُلاحظ، مثل:
ارتفاع ضغط الدم غير المشخص: يعاني منه ما يقرب من ربع المصريين فوق سن 18.
السكري غير المشخص: وهو قنبلة موقوتة تؤثر على القلب والأوعية الدموية.
ارتفاع الكوليسترول: الذي يسد الشرايين ببطء لكنه يؤدي إلى نتائج كارثية.
تاريخ عائلي للسكتة القلبية: خاصة إذا حدثت في سن صغيرة.
خلل كهربي كامن أو تضخم في القلب.
التلوث البيئي: الذي يضيف عبئًا إضافيًا على صحة الجميع، خاصة في المدن الكبرى.
هل يمكن الوقاية من الموت القلبي المفاجئ؟
"العمر مكتوب"، كما يقول الدكتور شعبان، لكنه يشدد على أهمية الأخذ بالأسباب واتباع نهج وقائي شامل.
الوقاية ليست فقط لتجنب الموت المفاجئ بل لتحسين جودة الحياة ككل.
خطوات الوقاية الأساسية تشمل:
1. الفحص القلبي الشامل المبكر:
قياس ضغط الدم.
تحليل مستوى السكر والكوليسترول.
الكشف عن أي عوامل خطر صامتة.
2. التكيف مع ضغوط الحياة:
إدارة التوتر والقلق من خلال تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل وممارسة الهوايات.
التركيز على الجانب النفسي والاجتماعي للحفاظ على توازن صحي.
3. النشاط البدني:
المشي وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتعزيز صحة القلب.
4. تبني نظام غذائي صحي:
تقليل الدهون المشبعة والكوليسترول.
التركيز على الأطعمة الطبيعية والطازجة.
5. التوعية:
زيادة الوعي بين الشباب حول أهمية الفحوصات الوقائية، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع السكتة القلبية.
رسالة دكتور جمال شعبان: "اعقلها وتوكل"أنهى الدكتور جمال شعبان منشوره برسالة بليغة: “العمر مكتوب، صحيح، ولكن علينا الأخذ بالأسباب” إنها دعوة لليقظة والمسئولية تجاه صحتنا وصحة أحبائنا، فالحياة قد تكون مليئة بالضغوط، لكن تكيّفنا معها ورعايتنا لصحتنا هما مفتاح النجاة من دائرة الموت المفاجئ التي تضيق يومًا بعد يوم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوزن المخدرات التدخين جمال شعبان التلوث البيئي التوتر القلق الوزن الزائد الهرمونات الوجبات السريعة السكتة القلبية ارتفاع الكوليسترول الدكتور جمال شعبان الموت المفاجئ قلة الحركة الموت القلبي المفاجئ عادات غذائية سيئة المزيد الدکتور جمال شعبان الموت المفاجئ
إقرأ أيضاً:
تسارع الشيخوخة.. متى يبدأ وأي الأعضاء أكثر تأثرا؟
كشفت دراسة حديثة أن عملية الشيخوخة في الأعضاء والأنسجة تتسارع بشكل ملحوظ بعد بلوغ سن الخمسين، لكنها ليست متساوية في جميع أجزاء الجسم.
فقد بينت النتائج أن الأوعية الدموية، وبالأخص الشريان الأورطي، هي التي تظهر علامات الشيخوخة بشكل أسرع من غيرها.
نشرت الدراسة في مجلة Cell العلمية، واعتمدت على تحليل عينات أنسجة من 76 متبرعاً بالأعضاء تراوحت أعمارهم بين 14 و68 عاماً، تعرضوا لإصابات دماغية عرضية.
شملت العينات أعضاء مختلفة مثل القلب والرئتين والأمعاء والبنكرياس والجلد والعضلات والدم والغدد الكظرية.
وأظهرت الأنسجة الكظرية بداية علامات الشيخوخة مبكراً حول سن الثلاثين، مما يشير إلى أن الخلل في النظام الهرموني قد يكون دافعاً رئيسياً لبدء عملية الشيخوخة العامة في الجسم، بحسب البروفسور قوانغهوي ليو من أكاديمية العلوم الصينية.
بين سن 45 و55، لوحظت زيادة حادة في علامات الشيخوخة، حيث شهد الشريان الأورطي أكبر التغيرات، تلاه البنكرياس والطحال.
ووصف ليو هذه المرحلة بأنها "عاصفة جزيئية" تؤدي إلى تغيرات واسعة في بروتينات الأعضاء، مما يمثل نقطة تحول حاسمة نحو الشيخوخة الجهازية.
اعتمد الباحثون في الدراسة على ما يعرف بـ"ساعات الشيخوخة البروتينية"، وهي تقنية حديثة تقيس تقدم الشيخوخة من خلال تحليل البروتينات في الأنسجة، بدلاً من التغييرات الجينية.
وأوضح خبراء أن هذه الطريقة تفتح آفاقاً جديدة لفهم معدلات الشيخوخة المختلفة بين الأعضاء، مثل معرفة ما إذا كانت الرئتان أكبر سناً من الدماغ، أو القلب أكبر سناً من الغدد الصماء.
تشير دراسات أخرى إلى أن تسارع الشيخوخة قد يحدث في فترات زمنية مختلفة خلال منتصف العمر، مثل سن 44 و60، بالإضافة إلى أن التغيرات في الدماغ خلال هذه المرحلة قد تؤثر على الصحة الإدراكية المستقبلية.
يؤكد الخبراء أهمية متابعة العمر البيولوجي بانتظام، لما لذلك من دور في الكشف المبكر عن نقاط التسارع في الشيخوخة، والتي يمكن مواجهتها بتحسين نمط الحياة عبر التغذية الصحية، والتمارين الرياضية، والنوم الكافي، وتقليل التوتر، وربما الأدوية.
ويشدد الباحثون على أن منتصف العمر هو فترة حرجة لصحة الشيخوخة، وأن تبني العادات الصحية مبكراً يعود بفوائد كبيرة. فعلى الرغم من عدم قدرة الإنسان على تغيير جيناته، إلا أن نمط حياته يمكن أن يؤثر إيجابياً على مقاومة الأمراض المزمنة ودعم الجهاز المناعي، ما يساهم في العيش بصحة أفضل لفترة أطول.