لبنان يطلق “الدخان الأبيض” ورسائل جوزيف مهمة للسودانيين
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
محمد المكي أحمد
نجح مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد، في 9 يناير 2025 ، وصنع حدثاً تاريخياً متميزاً، وبهذا أطلق اللبنانيون ” الدخان الأبيض” في ختام الجولة الثانية بالإنتخابات الرئاسية ، التي أسفرت عن فوز العماد جوزيف عون قائد الجيش بمنصب رئيس الجمهورية.
تفاعلات الحدث البرلماني شكلت تطورا لافتا، و عكست مضامين أول خطاب للرئيس اللبناني المنتخب في البرلمان فور انتخابه خارطة طريق، وبرنامج عمل طموح، يُعبر عن نبض لبناني تواق للاستقرار والابداع والاصلاح الشامل ، وقد اتسم الخطاب بالشفافية ووضوح المواقف، في سبيل بناء دولة مؤسسات عصرية و قوية .
خطاب الرئيس اللبناني الجديد تضمن رؤى وأفكارا وتعهدات مهمة تحتاج القيادات العسكرية والمدنية التي تخوض الحرب في السودان إلى تأملها والاستماع إلى نص الخطاب الرصين والوقوف على مرتكزاته، ومقارنته بخطاب العنف والكراهية والعنصرية السائد في السودان.
جوزيف عون أعلن أن لبنان بدأ مرحلة جديدة، وقال بلغة محترمة وموقف سياسي ناضج أنه” مهما اختلفنا ، عند الشدة نحضن بعضنا بعضا ، لأنه إذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعا”.
وشدد على تعهدات عدة وأطلق لاءات تخاطب الوجدان اللبناني والانساني، إذ قال لا حصانات للمافيات ، ولا للتدخل في استقلال القضاء، ولا للسلاح خارج إطار الدولة، ولا لسوء الادارة والفساد وتبييض الأموال، ولا لتجارة المخدرات، ولا للتهريب.
وتعهد بوضع قانون جديد يضمن استقلال القضاء، و” نحن جميعا تحت سقف القانون والقضاء” و تعهد حماية الحريات الفردية والجماعية، ومكافحة الفساد، واحترام الفصل بين السلطات، والمساواة بين المواطنين، وأن ” رئيس الحكومة سيكون شريكي وليس خصمي”مشددا على ان انتخابه “يفتح باب الاصلاح”وأكد ان لبنان يعيش أزمة حكم وحكام.
وشملت اللاءات لا للبؤر الأمنية ، ولا تدخل في استقلال القضاء ، ولا رهان على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض، وأكد – وهو قائد للمؤسسة العسكرية- أن من أدوار الجيش المؤسسة حفظ وحدة الأراضي اللبنانية .
رسائل الرئيس اللبناني الجديد الذي أكد التزامه بسياسة ” الحياد الايجابي” تناولت العلاقات مع دول الخليج والدول العربية فشدد على سعيه إلى ” شراكة مع دول الخليج” و”أفضل العلاقات مع الدول العربية” و”انفتاح على الشرق والغرب”، وهذا خطاب سيجد حتما ترحيبا وتقديرا واحتراما خليجيا وعربيا ودوليا.
مسارعة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتهنئة الرئيس بانتخابه تعكس ارتياح دولة تتمتع بثقل مهم ودور فاعل في اطار الدعم للبنان الذي يحتاج إلى دعم سياسي واقتصادي سعودي وخليجي ودولي، كما أكد الترحيب الدولي بهذه الخطوة بدء لبنان مرحلة تفاعل جديدة مع العالم.
من أهم رسائل جوزيف أنه أكد ” حق الدولة باحتكار السلاح”، وهذا الجانب مهم للبنان، ويهم السودانيين الذين يعانون من انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، حيث تلعب أطراف عدة أدوارا في انتشار و تفاقم هذا الظاهرة الخطيرة والمدمرة.
وبشأن الاحتلال الاسرائيلي لأراض لبنانية قال في رسالة ذات دلالات أن ” مهمة الدولة اللبنانية وحدها إزالة الاحتلال” ، كما أطلق موقفا ايجابيا بشأن العلاقة مع الدولة السورية تقوم على سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتركز على خل قضايا عالقة ، أما بشأن الفلسطينيين فشدد على الحرص على كرامتهم، مع رفض التوطين.
يُشار إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان أعلن بعد فرز الأصوات انتخاب جوزيف رئيسا للجمهورية اللبنانية بحصوله على 99 صوتا من 128 صوتا في جلسة انتخابية ثانية.
يُذكر أن جوزيف لم يحصل في جلسة التصويت الأولى للبرلمان على ثلثي أصوات النواب، اذ نال 71 صوتا وكان يحتاج إلى 86 صوتا على الأقل، وفي ضوء ذلك قرر رئيس البرلمان نبيه بري تعليق الجلسة الأولى واستئنافها بعد ساعتين، حيث تم اعلان الفوز .
وعكست نتيجة الاقتراع في الجلسة الأولى فشل القوى والتكتلات السياسية مجددا في تحقيق توافق بأكثرية على انتخاب الرئيس، وساد هذا الفشل في 12 جلسة برلمانية خلال عامين.
وترى أوساط لبنانية أن ” حزب الله” وحركة أمل ” وقوى أخرى لعبت دورا في افشال جلسات انتخاب الرئيس في الفترة الماضية ، ما أدى إلى استمرار الشغور الرئاسي ( فراغ موقع الرئيس ) لعامين ونصف العام.
ويرى محللون لبنانيون أن حالة الضعف التي يعاني منها ” حزب الله” في لبنان في هذه الفترة قد ساهمت في تيسييرانتخاب الرئيس، وأن التطورات السورية المتمثلة في اسقاط نظام بشار الأسد وضرب الوجود الايراني في دمشق قد انعكس ايجابا على اللبنانيين، وهيأ الأجواء لانجاح جلسة انتخاب الرئيس اللبناني.
وكان النظام السوري الذي اسقطته المعارضة يمارس تدخلات سافرة في الشأن اللبناني وخصوصا في اختيار الرئيس ، من خلال التدخل المباشر، والتحكم في مواقف أحزاب وتكتلات لبنانية .
ورغم أن التطورات الأخيرة في لبنان وسوريا ساهمت قبل انتخاب الرئيس في رفع سقف التوقعات بشأن امكان انتخاب رئيس جديد، فان الدعم العربي والدولي للبنان لعب دورا مؤثرا وحاسما في دفع وانجاح عملية انتخاب رئيس للبنان، وفي هذا الاطار لعبت فرنسا و الولايات المتحدة والسعودية دورا بارزا في هذا السياق.
وبمقارنة الأوضاع في لبنان والسودان حاليا، فان أبرز القواسم المشتركة تكمن في وجود سلاح خارج سيطرة الدولة وحالة التشظي وسط الأحزاب والتكتلات السياسية ، وانتشار الفساد ، والتدهور الاقتصادي الذي أحال حياة الناس إلى جحيم في البلدين، والانفلات الأمني .
ورغم التنديد الشديد في أوساط لبنانية بـ” إفلاس وفساد الطبقة السياسية”، والتذمر من فشل البرلمان مرات عدة في انتخاب رئيس، إلا أن قيادة الجيش ظلت محل احترام ، وهي لم تتورط في ظل أزمات شديدة بارتكاب جريمة الانقلاب العسكري، وفي مرات عدة تم انتخاب قائد الجيش رئيسا، لكن من أكبر أزمات السودانيين تدخل العسكر في ميادين العمل السياسي وترك مهمات الجيش المهمة المتمثلة في حماية الشعب والأرض والحدود والسيادة والنظام الديمقراطي .
المشهد الأروع في لبنان يكمن في وجود برلمان ينتخب الرئيس، ويتيح أوسع فرص التعبير عن الرأي والرأي الآخر، وهذا ما يفتقده السودانيون إذ يلجأ الانقلابيون إلى مصادرة الحريات السياسية والاعلامية وينتهكون كل الحقوق الانسانية.
واذا كانت هناك أوساط لبنانية عدة تنتقد ما تصفه بالتدخلات الأجنبية في شؤون البلد، فان واقع الحال يؤكد أن دولاً وخصوصا في الخليج والعالم العربي تدعم استقرار لبنان، وتعمل على إبعاد التأثير الخارجي السلبي في مجريات الأحداث في بيروت.
سودانيا، فان الأزمة الانسانية الحادة وخطرالجوع الذي يهدد حياة ملايين السودانيين وفقا للأمم المتحدة ودول كبرى قد شكل رأيا عاما دوليا يشدد على ضرورة وقف الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمشاركة أطراف أخرى.
هذا معناه أن القرار العربي والدولي الداعم لانتخاب رئيس لبناني جديد يرسل رسالة ساخنة للقابضين على بندقية الحرب والدمار في السودان، ومضمونها يقول إن دول الإقليم والعالم لن تقف متفرجة أو مكتوفة الأيدي وهي ترى شلال الدم ومشاهد الموت بالجوع والمرض والخوف في السودان.
التوقعات أن يشهد هذا الشهر الحالي أوالشهر المقبل اتفاقا بشأن وقف الحرب البشعة على الفلسطينيين في غزة وإطلاق الرهائن الاسرائليين.
تطورات الأحداث تؤشر إلى أن التفاعل الأميركي والأوروبي سيتواصل مع سوريا الجديدة ، و يبدو واضحا حتى الآن أن الإدارة المؤقتة بقيادة أحمد الشرع قد نجحت بخطابها السياسي المعتدل وأرسلت رسائل طمأنة مهمة وايجابية بشأن سياساتها ، ويشمل ذلك السعي لبناء نظام سياسي يوفر أجواء المشاركة والحرية والعدالة والأمن والطمأنينة للسوريين باختلاف رؤاهم وتعدديتهم السياسية والاجتماعية والدينية..
لكن رسائل قيادة سوريا الجديدة إلى المنطقة والعالم تحتاج إلى اقتران الأقوال بالأفعال كما تطالب بذلك دول مجاورة وفي الإقليم والعالم، لتعزيز التعاون والتنسيق في عالم تحكمه المنافع ويشكل الأمن أولوية في صدارة أولوياته ، لتحقيق المصالح المشتركة، أمنيا، واقتصاديا، وسياسيا.
كل هذه التفاعلات اللبنانية وفي المنطقة تعني أن أمام مشعلي الحرب في السودان وحاملي معاولها طريق واحد لفتح أوسع أبواب التعاون مع دول مؤثرة وفاعلة في المنطقة الخليجية والعربية والعالم ، وهو طريق السلام بايقاف الحرب، و احترام حقائق الواقع السوداني التعددي، وحقوق الانسان ، ومن دون ارتياد هذا الدرب فان قادة الحرب في السودان مقبلون على انتحار جماعي، وحصار دولي شديد، وأن شعب السودان سيواجه أوضاعا أكثر بؤسا وقسوة.
أي لا مستقبل في السودان لمن يسفك الدماء، ويدمر حياة الناس بالقتل والجوع والمرض والنزوح واللجوء، فالمستقبل لإرادة الشعب، ولمناخ يحترم ويصون حقوق الانسان السوداني، ويوفر أجواء الحرية، والعدالة، والعيش الكريم.
mohamedelmaki.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرب فی السودان انتخاب الرئیس انتخاب رئیس فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية الشيخة فاطمة.. الاتحاد النسائي العام يطلق خطة انطلاقة مبادرة “نزرع للاستدامة”
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، عقد الإتحاد النسائي العام، الاجتماع الرسمي الأول للشركاء الإستراتيجيين في مبادرة “نزرع للاستدامة”، بمشاركة ممثلي الجهات الاتحادية والمحلية، ومؤسسات القطاع الخاص، حيث تم الإعلان عن خطة الانطلاقة الرسمية للمبادرة التي تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع الزراعي المستدام.
وبهذه المناسبة قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”،: “يُعد تمكين المرأة في القطاع الزراعي المستدام توجهاً استراتيجياً في مسيرة التنمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من الإيمان العميق بدور المرأة كشريك فاعل في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز منظومة الأمن الغذائي، وباعتبارها ركناً أساسياً في بناء المجتمعات واستدامة استقرارها، وتأتي مبادرة “نزرع للاستدامة” امتداداً لرؤية وطنية راسخة تسعى إلى توسيع نطاق مشاركة المرأة في القطاعات المستقبلية، ولا سيما مجالات الزراعة الذكية والاقتصاد الأخضر، من خلال توفير الممكنات المعرفية والتقنية، وتهيئة بيئة محفزة تُمكنها من قيادة مشاريع زراعية مبتكرة تسهم في دعم التنوع الاقتصادي وتحقيق الاستدامة البيئية”.
وبدورها، أكدت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للإتحاد النسائي العام، أن مبادرة “نزرع للاستدامة” تمثل ترجمة لرؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، في تمكين المرأة وتعزيز دورها في القطاعات التنموية المستقبلية، وعلى رأسها الزراعة المستدامة.
وأضافت أن الإتحاد النسائي العام بالتعاون المتواصل مع شركائهم الإستراتيجيين أولى أهمية خاصة لهذا القطاع الحيوي، إنطلاقاً من قناعتهم أن المرأة قادرة على أن تكون شريكاً رئيسياً في تحقيق الأمن الغذائي ودفع عجلة الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وأشارت إلى أن من خلال هذه المبادرة يتم العمل على تزويد المرأة بالمهارات والمعرفة والتقنيات الحديثة التي تؤهلها لقيادة مشاريع زراعية ذكية ومبتكرة، تُسهم في تعزيز الإنتاج المحلي، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة مؤكدة أن الشراكات الوطنية التي يتم ترسيخها مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، تشكل دعامة أساسية للمبادرة وتحقيق أثر ملموس ينعكس إيجاباً على دعم وتمكين المرأة، وعلى مستقبل التنمية الزراعية في الدولة.
واستعرضت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة لجنة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الإتحاد النسائي العام،خلال الاجتماع، الخطة التنفيذية للمبادرة، التي تتضمن : “17 شريكاً استراتيجياً، 35 مشروعاً، وتستهدف أكثر من 11 ألف مستفيدة، إلى جانب أكثر من 440 ورشة تدريبية، 190 رخصة مدعومة”، وتنقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية: “التدريب والتطوير، الابتكار في الإنتاج الزراعي، التنمية الزراعية المستدامة”.
وتمثل “نزرع للاستدامة” إحدى المبادرات الوطنية الريادية الهادفة إلى تمكين المرأة في القطاع الزراعي، عبر برامج متكاملة للتدريب والتطوير، ودعم ريادة الأعمال الزراعية النسائية، وتحفيز الابتكار الزراعي القائم على التكنولوجيا، بما يعزز من مساهمة المرأة في تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي، والاستدامة البيئية، والتنمية الاقتصادية.
وتجسد مبادرة (نزرع للاستدامة) التزام الإتحاد النسائي العام بالتعاون مع الجهات الاستراتيجية، بتعزيز مكانة المرأة كشريك فاعل في تحقيق الأولويات الوطنية، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
وتنطلق الخطة التنفيذية من رؤية متكاملة تشمل محاور التدريب والتطوير، والابتكار في الإنتاج الزراعي، والتنمية الزراعية المستدامة، لتهيئة بيئة محفزة لإطلاق مشاريع زراعية تنافسية تسهم في تنمية المجتمع.
وقال سعادة الدكتور محمد سلمان الحمادي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي في وزارة التغير المناخي والبيئة، إن مبادرة “نزرع للاستدامة” تعكس رؤية دولة الإمارات في تمكين المرأة في القطاع الزراعي من خلال اكتساب المهارات والخبرات التي تجعل المرأة رائدة في مجال الابتكار الزراعي، وتدعم المبادرة مستهدفات البرنامج الوطني “ازرع الإمارات” الذي تم إطلاقه مؤخراً في أكتوبر 2024.
فيما قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي إن مبادرة “نزرع للاستدامة” تُعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز دور المرأة في القطاعات الزراعية والبيئية، ودعم مساهمتها الفاعلة في تحقيق الأمن الغذائي، وصون التنوع البيولوجي، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتجسد هذه المبادرة، رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، التي أولت تمكين المرأة اهتماماً خاصاً، وعززت دورها في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
وقال سعادة الدكتور طارق أحمد العامري، المدير العام لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بالإنابة، إن المبادرة تسهم في تحقيق رؤية أبوظبي الطموحة نحو تحقيق التنمية المستدامة، وتؤكد على دور المرأة كشريك أساسي وفاعل في تطوير القطاع الزراعي، مشيراً إلى أن تمكين المرأة لا يسهم فقط في تعزيز قدراتنا الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، بل يضمن أيضاً استدامة مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة.
وبالنسبة لدور دائرة البلديات والنقل كشريكٍ استراتيجي في مبادرة “نزرع للاستدامة”، أوضح سعادة الدكتور سالم خلفان الكعبي، مدير عام شؤون العمليات بدائرة البلديات والنقل، أن مبادرة “نزرع للاستدامة” من شأنها تعزيز مشاركة المرأة وحضورها في قطاعيّ الزراعة والأمن الغذائي الحيويّين، وأكد حرص الدائرة وجهاتها على تقديم كافة وسائل الدعم، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة من المبادرة، إلى جانب الاستمرار بتمكين المرأة وتشجيعها في شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة.
وأكد سعادة المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام بلدية دبي، أن مبادرة “نزرع للاستدامة” تنطلق من محاور إستراتيجية تضع المرأة في قلب التنمية الاقتصادية والزراعية المستدامة، وتمثل تجسيداً متكاملاً لرؤية قيادتنا الرشيدة وحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، على تمكين المرأة الإماراتية كشريك أساسي في تحقيق الاستدامة بالقطاع الزراعي والأمن الغذائي، وتعزيز دورها في قيادة مشاريع مبتكرة تساهم في دعم الاقتصاد الأخضر المستدام.
وقال سعادة الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية :تولي إمارة الشارقة خصوصاً ودولة الإمارات عموماً اهتماماً كبيراً بالقطاع الزراعي، لما يُمثّله من دور حيوي في تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتأتي مبادرة “نزرع للاستدامة” ضمن هذا الإطار المُكمل لمشروعات التنمية الزراعية، ودعم صاحبات المزارع اللاتي يُسهمن في تطوير هذا القطاع تماشياً مع مستهدفات البرنامج الوطني “ازرع الإمارات” الذي يعزز من معدلات الأمن الغذائي، ويشجع على تبني أفضل الممارسات الزراعية المستدامة.
وقال سعادة الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، إن مشاركة دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة تُعد ضمن المشروع الوطني “نزرع للاستدامة” خطوة استراتيجية تعكس التزامها بدعم المبادرات النوعية التي تسهم في تعزيز الوعي البيئي وترسيخ مفاهيم الاستدامة كثقافة مجتمعية وممارسة مؤسسية و يمثل هذا المشروع منصة فاعلة لتعزيز الشراكة المجتمعية وتمكين أفراد المجتمع، ولا سيما الأجيال الناشئة، من تبنّي سلوكيات مستدامة تواكب توجهات الدولة نحو بناء مستقبل بيئي واقتصادي متوازن.
وأوضح سعادة عبدالرحمن محمد النعيمي، مدير عام دائرة البلدية والتخطيط -عجمان، أن الدائرة تفخر بالمشاركة في مبادرة نزرع للاستدامة، تعكس الالتزام بدعم التوجهات الوطنية نحو تمكين المرأة وتعزيز مساهمتها في المجالات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الزراعي المستدام، وموائمة مع توجهات رؤية عجمان 2030 لبناء كوادر وطنية قادرة على تحقيق تطلعات الإمارة. وأوضح سعادته أن الدائرة تضم نخبة من المهندسات والكفاءات النسائية المبدعة في المجال الزراعي، ممن قدّمن إنجازات نوعية ومؤثرة، وأسهمن في تطوير ممارسات الزراعة المستدامة وفق أعلى المعايير البيئية والصحية.
وأكد سعادة المهندس محمد سيف الأفخم، مدير عام بلدية الفجيرة، التزام البلدية بدعم هذه المبادرات الوطنية التي تعزز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاستدامة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، بما يتوافق مع رؤية القيادة الرشيدة وخطط التنمية المستدامة، ويعزز جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية.
ومن جانبها، قالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، إن المشروع الوطني الرائد “نزرع للاستدامة”، يُجسّد رؤية استراتيجية عميقة في بناء مجتمع مستدام، يعلي من شأن البيئة ويحمي ثرواته الطبيعية للأجيال القادمة و إنّ مشاركتهم في هذا المشروع الحيوي تُعد امتدادًا لمسؤوليتهم الوطنية والمؤسسية تجاه البيئة والمجتمع .
ومن ناحيته، أعرب سعادة سيف أحمد السويدي، مدير دائرة التنمية الاقتصادية – عجمان عن فخرهم بمشاركتهم في مبادرة (نزرع للاستدامة)، والذي يجسد نموذجاً وطنياً رائداً في تمكين المرأة وتعزيز الاستدامة الزراعية.
وأكدت سعادة أصيلة المعلا، مدير هيئة الفجيرة للبيئة، أهمية مبادرة “نزرع للاستدامة” التي تمثل خطوة وطنية ملهمة نحو تمكين المرأة الإماراتية في مجال الزراعة كواحدة من أبرز الخطوات الملهمة التي تعكس رؤية قيادتنا الرشيدة في دعم العنصر النسائي لتحقيق الاستدامة البيئية التي تتماشى مع رؤية الإمارات 2031، ويُجسد روح المسؤولية المجتمعية في حماية بيئتنا الطبيعية.
وقالت سعادة موزه الناصري، الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع: يسعدهم أن يكونوا جزءاً من المشروع الوطني الرائد «نزرع للاستدامة»، مؤكدة أن هذا المشروع يكتسب أهميةً إستراتيجية إذ يركز على تمكين المرأة كونها شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية المستدامة، وتعزيز قدراتها وخبراتها وتوسيع مساهمتها في تطور القطاع الزراعي.
وأعربت سعادة الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، عن فخرهم بشراكتهم الإستراتيجية في مشروع “نزرع للاستدامة”، الذي يعكس رؤية استشرافية راسخة لتمكين المرأة الإماراتية وتعزيز مشاركتها الفاعلة في تطوير القطاع الزراعي.
وعبر حميد الرميثي، الرئيس التنفيذي للأمن الغذائي في شركة سلال، عن فخرهم في سلال بانضمامهم كشريك رئيسي في المبادرة الوطنية الرائدة “نزرع للاستدامة”، التي تعكس التزامهم العميق برؤية دولة الإمارات في تعزيز دور المرأة وتفعيل مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي وتنمية القطاع الزراعي .
وتسعى مبادرة “نزرع للاستدامة” إلى ترك أثر ملموس في تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية المستدامة، عبر دعم ريادة الأعمال الزراعية النسائية، وتوسيع مشاركتها في سلاسل القيمة، ورفع كفاءة الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الغذاء، كما تسهم في نشر الوعي بالممارسات الزراعية المستدامة، مثل: الزراعة العضوية والذكية بيئياً، وتوفر منصة لدعم الابتكار الزراعي والتدريب المهني للنساء، بما يمكنهن من المساهمة بفاعلية في بناء اقتصاد أخضر مستدام.
وتجسد هذه الانطلاقة لمبادرة “نزرع للاستدامة” الرؤية الوطنية المتكاملة لتمكين المرأة في دولة الإمارات، وترسخ مفاهيم الاستدامة والريادة والمسؤولية البيئية، بما يتكامل مع أهداف البرنامج الوطني “أزرع الإمارات”، والسياسة الوطنية لتمكين المرأة، ويسهم في تحقيق رؤية “الإمارات 2031”.وام