الثورة نت:
2025-07-04@08:37:16 GMT

مؤمنون بلا حدود

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

مؤمنون بلا حدود

الثورة

عن مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» للدراسات والأبحاث والنشر في بيروت، صدر حديثا كتاب جديد في الفلسفة الوجودية، للباحث العراقي أوس حسن. يتكون الكتاب من مئتي صفحة من القطع المتوسط، امتدت على تسعة فصول مع مقدمة وخاتمة، وقد أفرد الباحث فصلا لكل فيلسوف من أعلام الفلسفة الوجودية، مع تأكيده مفهوم المعنى عند هؤلاء الفلاسفة، إضافة لفصل يتضمن مفاهيم عن السيكولوجية الوجودية وكيفية العلاج الوجودي بالمعنى من خلال أهم مقولات الوجود.


يقول أوس حسن في مقدمة الكتاب: «إن العديد من الأفراد يعيشون حياتهم وفقاً لمبدأ التوازن مع العالم، ويحاولون قدر الإمكان تجنب الألم والحصول على اللذة قدر المستطاع. أما الوجودية، فلا ترى أن هناك هدفا للإنسان يتمثل في السعادة، بل ترى أن الإنسان موجود ليعطي معنى لهذا العالم، من خلال وجوده في قلب التوتر؛ فالإنسان هو القيمة العليا للوجود، وهو محكوم بالاختيار والقرار حتى في أقسى الظروف وأشدها تحطيما. لذا، فالوجودية هي فلسفة الإنسان الشجاع؛ لأنها تحتم عليه أن يدخل في دوامة الألم والرعب، وأن يكون واعياً بانفعالاته الأصيلة، وبإرادته المتحفزة من قلب الخطر. ويرى الكاتب أنه قد ترسخ لسنوات طويلة انطباع خاطئ في أذهان الناس عن الوجودية، بوصفها فلسفة الإحباط والتشاؤم، التي قد تقود إلى الانتحار أو الجنون أو الانحراف الأخلاقي. لكن علينا أن نفرق بين الوجودية كمنهج يساعد الإنسان في الولوج إلى مسارات غير مكتشفة في الحياة ، وأدواتها أو آلياتها التي اتجهت إلى تحليل معاناة الكائن الإنساني وتفسير ما يعتريه من مشاعر جوانية كالاغتراب، والألم، واليأس، والقلق، وهذا هو الخلط الذي لم ينتبه إليه الكثير من النقاد والقراء.
كذلك فالطب النفسي ينظر إلى حالات الاكتئاب والعزلة والقلق، بوصفها أمراضا نفسية ينبغي التعاطي معها علاجيا بالأدوية، أو إزالة واقعها من منظور الفرد.
لكن السيكولوجية الوجودية ترى في تلك الانفعالات مشاعر استثنائية تسم الوجود الإنساني بالأصالة، أو حالات روحية باطنية في بعض الأحيان، إذا ما تنبه لها الفرد وكان واعيا بذاته، لذلك فالإنسان يستطيع أن يجد معنى في المعاناة، وأن يتحمل مسؤولية آلامه بروح شجاعة.
يقول دوستويفسكي: «يوجد شيء واحد فقط يروعني، وهو ألا أكون جديرا بآلامي».
يتطرق حسن أيضا إلى مفهومي العدم والغياب ودور كل منهما في تشكيل كينونتنا، بل والوجود برمته، وكيف يمكن لهذين المفهومين أن يضيفا معاني مبهمة وساحرة في حياتنا اليومية، وأن يحفزا المخيلة على الإبداع والخلق.
وحول مشكلة المعنى في عصرنا الحديث يذهب الباحث إلى أن عصرنا الراهن يتسم باللايقين وانعدام المعنى، فالعالم يتلاشى من حولنا والوجود يختفي ما إن نمسك به،
وعليه فإن أزمة الفلسفة الحقيقية هي أزمة الوجود الإنساني على هذه الأرض، فغياب الإنسان يعني غياب العالم، ومن هنا يمكننا القول إنَ الفلسفة الوجودية هي فطرة الوعي البشري، منذ أن وجد إنسان الحضارات الأولى، ومنذ أن اخترع البشر الكتابة، فالألم والحزن والاغتراب والغياب والفقدان، ليست مجرد مفاهيم مجردة، وإنما حالات وجودية ثابتة في النفس البشرية لها فاعليتها وتأثيرها في العالم الموضوعي وفي الحدث الزماني، وقد رافقت الإنسان في الماضي، وما زالت ترافقه في الحاضر، وستبقى مستمرة معه في المستقبل. فمهما تخلخلت وتغيرت المعاني والحقائق تبقى هذه الحالات الوجودية التي ذكرناها هي الأكثر قدرة على الثبات والرسوخ في الكينونة، وعلاقتها مع الزمان من حيث هي صراع وبحث دؤوب عن المعنى. وهذا المعنى لا ينبثق إلا من فجوة يتركها العدم في فراغ الوجود، أو من أثر يخلّفه الغياب إلى الأبد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

القتل بلا حدود في غزة.. إلى متى نصمت؟

على بعد أمتار من البحر.. مئات المواطنين الأبرياء كانوا يسعون لالتقاط أنفاسهم بعيدا عن الخيم وما بقي من مساكن، تحت أسقف خفيفة تقيهم حرّ الشمس، فإذا بالصواريخ الصهيونية، الأمريكية تضربهم بكل وحشية تاركة عشرات القتلى أشلاء متناثرة ومئات الجرحى والمصدومين لا يعرفون كيف يجمعون أشلاء أبنائهم وإخوانهم وأقاربهم، يجرون في كل اتجاه… والإخوة الجيران، والأشقاء المزعومون الأبعد، فالأبعد من طنجة إلى جاكارتا، مازال بعضهم يحتضن سفارات الكيان، وآخرون يمدّونه بالمؤونة والأموال، وصنف ثالث يمنّي النّفس فاتحا ذراعيه لهؤلاء المجرمين معترفا بوجودهم وبسيطرتهم بل وبقوامتهم عليه…

جميع هؤلاء، ممّن يسمّون أنفسهم “الواقعيين” لا يتردّدون في نقد المقاومة وتحميلها المسؤولية والتنديد بقادتها ومن يدعّمهم والفرح باستشهادهم! بل لا يجدون حرجا في الحديث عن “حزم أمريكا” و قوة إسرائيل” وإمكانية السلام معها، عن “ديمقراطيتها” التي ينبغي أن تكون قدوة… ومنهم من يصف مجرمي الكيان بـ”السيّد” فلان، ويصدّق أنه بالإمكان التعايش معهم، بل منهم من يعتقد أنهم سيقبلون بقيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة سنة 1967.

ألا يدرك هؤلاء أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة وفي الضفة الغربية ودرجة همجيته وإصراره على قتل الأبرياء دليل قاطع على أنه لن يقبل أبدا بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أي جزء من فلسطين ولو كان شبرا، بل ولن يقبل في المستقبل القريب حتى بالسلطة الفلسطينية منقوصة السيادة الموالية له في الضفة الغربية؟

جميعا سيدفعون ثمن سكوتهم عما يحدث في غزة من تجويع وقتل جماعي وحرق للأرض ومن عليها… وسيندمون يوم لا ينفع الندم بأنّهم تركوا إخوانهم عرضة للتقتيل والإبادة من دون رادع بحجة أنهم “حماس” أو “جهاد” أو “جبهة شعبية” أو “جبهة ديمقراطية” أو غيرها من الفصائل… والحقيقة أن ذلك حدث ويحدث لأنهم مقاومة رافضة للاحتلال وعاملة على استعادة الأرض والعرض والشرف…

ما أسهل أن تعترف للصهيوني بالسّيادة والرّيادة ليوهمك بأنك أصبحت جزءا من الأمم المتحضّرة ويأمر شركاته لتصنع لك تقدّما مزيّفا، ولكنه في قرارة نفسه لا يحترمك ولا يقدّر ولاءك بل ويستصغرك ويزيد من إهانته لك، كما هو شأن بعض القيادات التي قدّمت فروض الطاعة وقبلت باتفاقيات الاستسلام من دون أن تفوز دولها بشرف السيادة الكاملة.

تقولون لي: وما العمل والواقع اليوم هكذا و”الواقعية” هي هذه؟ وأقول: نعم هو الواقع اليوم هكذا، للأسف، وليس علينا بالضرورة أن نعلنها حربا عليه ونحن لسنا في مستواها، ولا حتى أن نعلنه صراعا لا يصل إلى درجة الحرب، بل فقط علينا أن لا نقف إلى جانب الظالم نعينه ونعزّز صفوفه، ونترك المظلوم بلا غذاء ولا دواء ولا ماء ليبقى على قيد الحياة. إننا مطالبون اليوم بالحدّ الأدنى من دعم المقاومة وهي قادرة على أن تصمد وتنتصر بنفسها. وإذا عجزنا عن تقديم هذا الحد الأدنى، يكفي ألا ندعّم العدوّ وألا نفرح لانتصاراته وألا نصدّق وعوده.. ألسنا قادرين حتى على هذا؟

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • مطالب للفيفا بالضغط على ترامب لتعديل سياسات الهجرة قبل كأس العالم 2026
  • وفاة الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي.. مسيرة أكاديمية وفكرية حافلة
  • عشرات المنظمات تدعو الفيفا لدفع إدارة ترامب لتغيير سياسات الهجرة
  • مفتي عُمان: صمت العالم عن جرائم غزة خزيٌ يلاحق المتحضّرين
  • مفتي عُمان يُهيب بجميع المسلمين للوقوف بحزم تجاه الجرائم الصهيونية في غزة
  • مفتي عُمان يُهيب بالوقوف بحزم تجاه الجرائم الصهيونية في غزة
  • القتل بلا حدود في غزة.. إلى متى نصمت؟
  • فرنسا تسلم قاعدة روفيسك للسنغال ضمن خطة الانسحاب الكامل
  • 6000 شخص حول العالم يجيبون: من هو الإنسان “الرائع”؟
  • حزن الوجود الساحر