«النور مكانه في القلوب».. أحمد فقد نعمة البصر واكتسب الطموح: أسعى للدكتوراه
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
ابتلاه الله منذ ولادته بفقد نعمة البصر التي لما تكن مانعا أو حاجزا في تحقيق أحلامه والعيش والاندماج في المجتمع مثل الآخرين، الكثير من الصعوبات والتحديات نجح في التغلب عليها طوال حياته بمساعدة أسرته التي وفرت له كل احتياجاته على مدار السنوات الماضية، ليحول الابتلاء إلى سبيل وحافز لإثبات نفسه إلى العالم ويؤكد المقولة الشهيرة «النور مكانه في القلوب».
يروي الدكتور أحمد مهدي، 37 عاما، المقيم بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، أنه التحق بالأزهر الشريف منذ طفولته وتفوق طوال مراحل دراسته حتى استطاع الحصول على ليسانس كلية أصول الدين في شبين الكوم قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم، بتقدير امتياز وكان من الأوائل في الكلية، وبعد الانتهاء من الكلية في عام 2011 تقدم في المسابقة التكميلية التابعة لوزارة الأوقاف ونجح في اجتياز الاختبارات وتم تعيينه إماما وخطيبا في أحد المساجد بقويسنا.
ويكمل أن الوظيفة لم تكن نهاية المطاف بالنسبة لطموحاته الكبيرة فقرر تحضير ماجستير، ونجح في الحصول على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم عام 2019، وبعدها بعام فقط سجل على الدرجة العالمية للدكتوراه منذ عام 2020 وحتى الآن يكمل بها، ويأمل في الحصول على درجة الدكتوراه خلال الفترة المقبلة وتتويج مجهوداته طوال حياته في التعيين معيد بإحدى كليات أصول الدين.
ويحكي «مهدي» عن سبب النجاح: «بفضل الله أولا ثم بفضل أسرتي التي ساعدتني في التغلب على جميع الصعوبات التي واجهتني فوالدي رحمه الله كان موجها عاما في الأزهر الشريف كان يعلمني حفظ القرآن الكريم ووالدتي كانت تهتم في توفير كل متطلبات حياتي وأشقائي الاثنين كان لهم دور بارز في رحلة التعليم حتى وصلت بفضلهم إلى تلك المكانة وما زلت أطمح في المزيد».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنوفية الدكتور أحمد مهدي الأزهر الشريف محافظة المنوفية قصة نجاح اخبار المنوفية
إقرأ أيضاً:
نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت
في السياسة، كما في التاريخ، هناك لحظات تَشبه النبوءات. لا لأنها تُسجل ما سيحدث حرفياً، بل لأنها ترسم بعمقٍ نادرٍ صورة المستقبل إذا ما اختلَّ ميزانه. ومن بين هذه اللحظات، تظل كلمات الكاتب والمفكر الكبير أحمد بهاء الدين في يناير 1970، ثم بعد وفاة عبد الناصر في أكتوبر من نفس العام، بمثابة النبوءة التي تحققت.
لم يكن أحمد بهاء الدين مديحياً ولا محابياً، لكنه كان قارئاً مدهشاً لخريطة العالم العربي، وقارئاً لوجه التاريخ قبل أن يُكتب. فقد كتب، في ذروة الحصار والحرب النفسية، عن معنى وجود جمال عبد الناصر في المنطقة: الزعيم الذي لم يكن قائداً سياسياً فحسب، بل كان حائط الصد الأخير أمام لعبة الأمم.
فقد كان يدرك أن الشرق الأوسط ليس مجرد جغرافيا، بل ساحة تنافس، كل قوة كبرى تُريد رسمه على هواها. وعبد الناصر كان "الحجرة الكؤود" أمام هذا الرسم. لم يسمح للاعبين الدوليين أن يتحكموا بالمنطقة كأنها رقعة شطرنج، ولم يُسلم مفاتيح القرار لمن هم خارج الجغرافيا والتاريخ العربي.
وها نحن بعد نصف قرن، نرى الخرائط الجديدة تُرسم على مهل، بخيوط أمريكية، وأقلام إسرائيلية، وتوقيعات عربية للأسف. نشهد قادةً يلهثون خلف تطبيعٍ مهين، وآخرين يرفعون شعارات وطنية زائفة وهم يفتحون الأبواب خلف الستار للمشاريع الانقسامية. منهم من رقص مع الذئاب، ومنهم من صار ذئبًا على أهله.
نبوءة بهاء الدين كانت واضحة: إذا غابت زعامة تحمل روح الأمة، انفرط العقد، وتحول الوطن إلى قطيعٍ يبحث كل فردٍ منه عن مظلة تحميه، وعن خلاص فردي في مواجهة طوفان التمزق. وهذا ما نراه اليوم، قُطُر بلا تنسيق، صراعات دموية، تطاحن على الحدود، وتحالفات ضد الذات.
في غياب "المركز" غابت الهيبة، وفي غياب "الرمز" تجرأ الضعفاء، وتكاثر المتآمرون.
وما زال السؤال المرير يطرق رؤوسنا كل يوم: ماذا كنا؟ وماذا صرنا؟
عبد الناصر لم يكن معصوماً، ولم يكن فوق النقد.لكنه كان عنواناً للكرامة، وامتداداً لحلم التحرر، وصدى لصوت الشعوب في زمنٍ كان فيه الصمت سيد الموقف. وعندما رحل، رحل معه كثير من الأمل. ما تبقى من أثره لم يكن نظاماً، بل فكرة. الفكرة التي قاومت الانهيار زمناً، قبل أن يغدر بها الأقربون قبل الغرباء.
ولعل في نبوءة أحمد بهاء الدين اليوم، دعوة للعودة إلى الجذر، إلى الفكرة، لا إلى الأصنام.
أما الذين كلما كتب كاتب عن عبد الناصر أو دافع عن المشروع الوطني، وسموه فوراً "ناصرياً"، فهم لم يقرأوا كتاب أستاذنا الشهيد العالم جمال حمدان، الذي أدرك أن الكلمة لا تُختزل في التصنيف، وأن "الناصرية" إن وُجدت، فهي مشروع سياسي - حضاري له ما له وعليه ما عليه، لا حكمٌ مطلق ولا هتاف أجوف. مشروع يُقيمه المؤرخون لا هواة القطيع ولا تجار الرجعية.
الكاتب لا ينقّب في قبور الأموات، ولا يُصدر صكوك غفران، ولا يحكم على بشر من أهل الجنة أو الجحيم. الكاتب لا يكتب للـ"لايكات"، ولا يرتدي عباءة الوعظ الزائف. بل يكتب لأنه وجد موقفاً أخلاقياً لا يُمكن السكوت عنه.
يكفي جمال عبد الناصر شرفاً أنه مات في القمة العربية في أيلول الأسود، وهو يحاول حقن الدم العربي في عمّان.
فيا من تنتقد عبد الناصر اليوم، ما الذي فعلته لأطفال غزة؟ ما الذي فعلته حين ذُبح الحلم؟ هل تجرأت على ذئب، أم صرخت على جثة؟!
ليتك كنت ناقداً حقيقياً، لا متفرجاً على مأساة.. .، ، ، !!
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية.. ، !!
[email protected]