أجبر «نتنياهو» على الصفقة.. من هو «العدواني» ستيف ويتكوف ودوره في اتفاق غزة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
مع بداية الأسبوع الجاري، وصل ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إسرائيل في محاولة لتحريك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، وبعدها مباشرة، رضخت إسرائيل وأُعلن عن الاتفاق الجديد، فما دور ذلك الرجل «العدواني»؟
تقارير صحفية نشرتها وسائل إعلام عالمية، قالت إن المكالمة التي أجراها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي كانت تفتقر إلى الدبلوماسية.
وحث «ويتكوف» رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال الاجتماع على قبول التنازلات الأساسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق، كما مارس ضغوطًا كبرى عليه، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلًا عن دبلوماسي إسرائيلي بارز، قوله إن «ويتكوف» ليس دبلوماسيًا، فهو لا يتحدث كدبلوماسي، ولا يهتم بالآداب الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية.
وليس هذا فحسب، فعندما تلقى مساعدو «نتنياهو» مكالمة من «ويتكوف» وأخبرهم أنه قادم إلى إسرائيل يوم السبت الماضي، تجاهل اقتراح المساعدين بلقاء «نتنياهو» بمجرد انتهاء يوم الراحة اليهودي، وهو السبت، وأصر على أن يلتقيا في صباح ذلك اليوم.
من هو ستيف ويتكون؟استطاع ستيف ويتكون مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، من إنهاء الحرب على غزة، فمن هو، وما هي قصته؟
- ستيف ويتكوف يبلغ من العمر 67 عامًا، وهو محامي ورجل أعمال متخصص في مجال العقارات.
- مؤسس مجموعة ويتكوف، بثروة شخصية تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، وكان جزءًا من حملة ترامب منذ يوليو 2024.
- يفتقر لأي خبرة دبلوماسية، فهو رجل تجاري يبرم صفقات فقط.
- يعرف بـ«العدواني»، و«وحش الصفقات».
- نشأت العلاقة بين ترامب وويتكوف خلال القرن الماضي، من العمل الذي قام به «ويتكوف» كمحامي عقارات شاب لشركة عائلة «ترامب» قبل عقود من الزمن، قبل أن يبدأ شركته الخاصة في عام 1997.
- في السنوات التي تلت ذلك، استثمرت شركته، التي تسمى الآن مجموعة «ويتكوف» أو مولت أو ساعدت في بناء أكثر من 70 عقارًا، معظمها في نيويورك ولوس أنجلوس وجنوب فلوريدا.
- وكان «ويتكوف» الذي تبرع بما يقرب من مليوني دولار لقضايا ترامب السياسية على مدى العقد الماضي، يلعب الجولف مع ترامب في سبتمبر في أثناء محاولة اغتيال ثانية ضد «ترامب».
- كان أول شاهد يستدعيه محامو ترامب في قضية الاحتيال التي رفعها المدعي العام في نيويورك ضد الرئيس السابق بمانهاتن في نوفمبر الماضي، والتي بلغت قيمتها 250 مليون دولار.
- أصبح صديقًا لترامب في أحد مطاعم نيويورك عام 1986 بعد أن عملًا معا على صفقة لم يُذكر تفاصيلها، وقال في إحدى مقابلاته التليفزيونية: «لم يكن مع ترامب نقودا حينها، لذا طلبت له لحم خنزير وجبن سويسري».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي “لا ترضي أحدا”؟
#سواليف
نشرت شبكة “CNN”، مساء السبت، تحليلا سلط الضوء على #خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين #نتنياهو بشأن قطاع #غزة والتي “لا ترضي أحدا”.
وذكرت القناة أنه وبعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة، صوّت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على توسع عسكري جديد للسيطرة على مدينة غزة.
وهذه الخطة التي بادر بها ودفع بها نتنياهو نفسه، تكشف بلا شك عن مناوراته السياسية الداخلية أكثر مما تكشف عن أي استراتيجية عسكرية مدروسة جيدا.
مقالات ذات صلةوأفادت الشبكة بأنه تم اعتماد الخطة رغم الاعتراض الشديد من القيادة العسكرية الإسرائيلية والتحذيرات الخطيرة من أنها قد تفاقم #الأزمة_الإنسانية وتعرض الخمسين رهينة المتبقين في غزة للخطر.
ويأتي هذا التوسع الكبير في الحرب أيضا على خلفية تراجع كبير في الدعم العالمي لإسرائيل، وتراجع في التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب.
ومع ذلك، دفع نتنياهو بخطته قدما لما لها من فائدة واحدة على الأقل غير معلنة: إنها تمنحه وقتا للكفاح من أجل بقائه السياسي.
ومع شركائه الحاليين في الائتلاف اليميني المتطرف، فإن هذا يعني إطالة أمد الحرب، علما أن حلفاء نتنياهو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أحبطا مرارا وتكرارا التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وأجهضوه مهددين بانهيار حكومته إذا انتهت الحرب.
وفي الواقع، لا ترقى خطة نتنياهو لمحاصرة مدينة غزة إلى مستوى مطالب شركائه في الائتلاف، إذ يدفع بن غفير وسموتريتش باتجاه احتلال كامل للقطاع المحاصر كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وفي نهاية المطاف ضمها، كما أنها أقل مما روج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع.
وفي مقابلة الخميس، صرح نتنياهو لقناة “فوكس نيوز” بأن إسرائيل تنوي السيطرة على غزة بأكملها، كما لو أنه حسم أمره باحتلالها بالكامل.
وبدلا من ذلك، اختار نتنياهو الترويج لخطة تدريجية تركز فقط على مدينة غزة في الوقت الحالي دون السيطرة على مخيمات أخرى قريبة، حيث يعتقد أن العديد من الرهائن الإسرائيليين العشرين المتبقين محتجزون.
كما تعمد نتنياهو تحديد موعد نهائي فضفاض نسبيا لبدء العملية (بعد شهرين) تاركا الباب مواربا أمام دفعة دبلوماسية أخرى لإعادة إطلاق صفقة تبادل الرهائن لوقف إطلاق النار وإلغاء العملية برمتها.
والآن، يبدي شركاؤه اليمينيون غضبهم من القرار، مدعين أن الخطة غير كافية وأن تصعيد الحرب وحده يكفي.
وقال مصدر مقرب من سموتريتش: “قد يبدو الاقتراح الذي قاده نتنياهو ووافق عليه مجلس الوزراء جيدا، لكنه في الواقع مجرد تكرار لما حدث.. هذا القرار دون معنى وليس أخلاقيا ولا صهيونيا”.
ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن خطة نتنياهو الأخيرة لم ترض شركاءه في الائتلاف ولا القيادة العسكرية الإسرائيلية.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء الماراثوني الذي استمر 10 ساعات، قدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، معارضة الجيش القاطعة لخطط الحكومة لإعادة احتلال القطاع.
وحذر كبير جنرالات الجيش الإسرائيلي من أن أي عملية عسكرية جديدة ستعرض كلا من الرهائن المتبقين والجنود الإسرائيليين للخطر، محذرا من أن غزة ستصبح فخا من شأنه أن يفاقم استنزاف قوات الجيش الإسرائيلي المنهكة أصلا جراء ما يقرب من عامين من القتال المتواصل، وأنه يعمق الأزمة الإنسانية الفلسطينية.
وتعكس المخاوف العسكرية مشاعر الرأي العام الإسرائيلي على نطاق واسع: فوفقا لاستطلاعات رأي متكررة، يؤيد غالبية الإسرائيليين اتفاق وقف إطلاق نار من شأنه إعادة الرهائن وإنهاء الحرب، لكن عملية صنع القرار الحالية لنتنياهو منفصلة عن كل من المشورة العسكرية والإرادة الشعبية، بل مدفوعة كما يقول المحللون والمعارضون السياسيون، بضرورة البقاء السياسي الضيقة.
كما تضع خطة الاستيلاء على غزة نتنياهو وإسرائيل في عزلة دولية غير مسبوقة، فعلى الرغم من الحرية المطلقة التي منحها له البيت الأبيض بقيادة الرئيس ترامب في حرب غزة، إلا أن المجاعة وأزمة الجوع المتزايدة قد قللت بالفعل من الشرعية العالمية لحرب إسرائيل، وكانت التداعيات الإضافية لقرار الحكومة الأخير سريعة وواضحة حيث أعلنت ألمانيا ثاني أهم حليف استراتيجي لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، أنها ستعلق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل مما مهد الطريق أمام دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لمزيد من تخفيض مستوى العلاقات.
ووفق “CNN” يمضي نتنياهو قدما بـ”خطة لا ترضي أحدا” فحلفاء إسرائيل في الخارج، وقيادتها العسكرية، وجمهور يريد إنهاء الحرب من جهة، ومن جهة أخرى شركاؤه المتشددون المستاؤون الذين يرون أنها لا تكفي.
والجمهور الذي تخدمه هذه الخطة هو نتنياهو نفسه بالأساس فهي تمنحه مزيدا من الوقت لتجنب الخيار الحتمي بين وقف إطلاق نار حقيقي قد ينقذ الرهائن أو تصعيد عسكري شامل يرضي ائتلافه، إنها أكثر من مجرد خطوة استراتيجية بل مناورة كلاسيكية أخرى من نتنياهو لإطالة أمد الحرب مع إدامة الأذى والمعاناة لسكان غزة والرهائن الإسرائيليين على حد سواء وكل ذلك من أجل بقائه السياسي.