قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إن إسرائيل اعترفت ضمنيا بارتكاب جنودها جرائم حرب في غزة، عبر نصحهم بتجنب نشر صور ومشاهد تشكل أدلة تدينهم في ملاحقات خارجية.

ووصفت ألبانيز -في حديث لوكالة الأناضول- موقف الجيش الإسرائيلي بخصوص حث أفراده على تجنب نشر صور ومشاهد بأنه صادم، وأضافت "بدلا من أن تنصح إسرائيل جنودها بعدم ارتكاب جرائم، تقول لهم غطوا وجوهكم، أو اطمسوها عند مشاركة مقاطع الفيديو".

وأكدت ألبانيز أن هذا يعد اعترافا من إسرائيل بأنه من الممكن أن يرتكب جنود إسرائيليون جرائم، وهذا أمر غير مقبول.

وأشارت المقررة الأممية إلى أن استمرار هجمات إسرائيل على غزة أمر غير مقبول.

وفي التاسع من يناير/كانون الثاني الجاري، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش الإسرائيلي حث منذ مدة طويلة الأفراد الذين خدموا في غزة على تجنب نشر صور أو مقاطع فيديو من الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يمكن استخدامها دليلا في تحقيقات جرائم الحرب.

وأضافت الصحيفة أنه رغم التحذيرات، فإن العديد من الجنود انتهكوا الأوامر العسكرية، مما ساعد المنظمات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا وأماكن أخرى على إنشاء قوائم سوداء تضم هؤلاء العسكريين.

إعلان

ملاحقة خارجية

ولفتت ألبانيز إلى أهمية سلطة القضاء العالمي، لدى تعليقها على هروب جندي إسرائيلي مؤخرا إلى الأرجنتين بعد أن كان على وشك الاعتقال في البرازيل.

وفي الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري، أمرت محكمة في البرازيل الشرطة بالتحقيق مع جندي إسرائيلي يزور البلاد، للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة، ولكن الجندي تمكن من الفرار إلى الأرجنتين، ثم عاد إلى إسرائيل.

وذكرت ألبانيز بأن قضايا مماثلة ضد جنود إسرائيليين أثيرت أيضا في ألمانيا ودول أوروبية أخرى، وقالت إن سلطة القضاء العالمي هي أداة قوية لتحقيق العدالة حين تخفق كل الوسائل الأخرى.

ويسمح القضاء العالمي للدول أو المنظمات الدولية بمقاضاة شخص متهم بجرائم ضد الإنسانية بصرف النظر عن مكان ارتكاب هذه الجرائم.

مشروع إسرائيل الكبرى

وأكدت المقررة الأممية أن إسرائيل انتهكت المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل حظر كل من العدوان والضم القسري للأراضي والتمييز العنصري والتعذيب والإبادة الجماعية.

وحذرت من أن مشروع "إسرائيل الكبرى" شديد الخطورة، مشيرة إلى أن الدول العربية وغيرها من الدول في المنطقة لا بد أن تشعر بالقلق الشديد، لأن قادة إسرائيل وشرائح من المجتمع الإسرائيلي يتحدثون عن "إسرائيل الكبرى".

ولفتت إلى أن إسرائيل تجاوزت القانون بتجاوزها للحدود المشروعة للقانون الدولي، وأردفت أن إسرائيل اختبرت حدود النظام الدولي، ورأت أن هذه الحدود أصبحت أكثر تراخيا، وأن أعضاء المجتمع الدولي سمحوا بذلك.

الإبادة الجماعية

وشددت ألبانيز على أن الخسائر بين صفوف المدنيين الفلسطينيين في غزة مستمرة في الارتفاع، وأن المجتمع الدولي أخفق في اتخاذ موقف حاسم ضد هذه الإبادة الجماعية.

وقالت إنه لا يوجد منطق فيما يحدث في غزة، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لقصف المدنيين أو استهداف مخيمات اللاجئين، مؤكدة أن الفلسطينيين المدنيين يمزقهم القصف العنيف من الجيش الإسرائيلي، وتستهدفهم القناصة والمسيرات الإسرائيلية.

إعلان

وبشأن مقتل المصور الصحفي في غزة سائد أبو نبهان، قالت ألبانيز إن الصحفيين الفلسطينيين مستهدفون بمستوى غير مسبوق، مؤكدة وجود روح انتقامية واضحة في الهجمات ضد الصحفيين في غزة.

وفي العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، استشهد أبو نبهان برصاص قناص إسرائيلي أثناء القيام بعمله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقتلت إسرائيل 205 صحفيين في غزة منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق مكتب الإعلام الحكومي بغزة.

موقف غربي منحاز لإسرائيل

وانتقدت ألبانيز موقف قادة الغرب المؤيد لإسرائيل في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة.

وقالت إن ما ينقصنا هو التعاطف والإنسانية، لا سيما من قادة الغرب الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان والقيم العالمية كل يوم.

وأضافت أن هؤلاء القادة لا يرون الفلسطينيين أناسا، وأن تصريحات السياسيين الأميركيين والألمان تبدو وكأنها لا تنتمي إلى القرن الـ21، كما أنها تتعارض مع كل ما بني على مدى 80 عاما بعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست التي تركت أثرا عميقا في وعي الشعوب الغربية.

ووصفت موقف الولايات المتحدة ضد المحكمة الجنائية الدولية وتهديداتها بفرض عقوبات بأنه "خطير ومخز".

وشددت على أن هذا يعكس غطرسة القيادة السياسية الأميركية، وأنهم لا يرون بقية العالم على قدم المساواة معهم بما في ذلك أقرب حلفائهم الغربيين، على قدم المساواة.

وفي العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت بوقت سابق مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين.

مذكرة اعتقال الجنائية الدولية

وأدانت ألبانيز تصريحات دول أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية بأنها لن تنفذ مذكرة الاعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

إعلان

وقالت ألبانيز أن دولا مثل بولندا والمجر وفرنسا أدلت بتصريحات مماثلة.

وأضافت أن ذلك لا يضر بالفلسطينيين فقط، بل يخلق أيضا شعورا دائما بالامتياز للإسرائيليين، وهو ما سيؤذي الإسرائيليين على المدى الطويل، فالعديد منهم يشاركون في إبادة جماعية بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المحکمة الجنائیة الدولیة الإبادة الجماعیة جرائم حرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعترف بعجز دفاعاتها أمام الصواريخ الإيرانية.. وتحذر سكان طهران بالفارسية: غادروا فوراً

أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات مباشرة باللغة الفارسية لسكان طهران والمناطق القريبة من المنشآت العسكرية والصناعية، داعياً إلى إخلائها فوراً، في ظل التصعيد العسكري المتواصل مع إيران والذي خلّف عشرات القتلى والجرحى في الطرفين.

التحذيرات التي جاءت بناءً على تعليمات وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وُصفت بأنها إنذارات واضحة لاستهداف منشآت تصنيع الأسلحة، إذ جاء فيها: “الوجود في هذه المنشآت يعرّض حياتكم للخطر المباشر”. كاتس وصف طهران بـ”الديكتاتورية التي تحتجز سكانها رهائن”، معتبراً أنها أصبحت “بيروت جديدة” على حد تعبيره.

من جانبها، ردّت إيران بموجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة، استهدفت منشآت إسرائيلية حيوية، وأوقعت 13 قتيلاً، بينهم 6 في مدينة بيت يام، إضافة إلى 180 جريحاً و35 مفقوداً، كما أُصيب العشرات في مدينة رحفوت، وسط دمار واسع في مناطق من تل أبيب.

وأكدت وكالة “فارس” أن بعض الصواريخ الإيرانية كانت مزودة برؤوس تفجيرية تزن 1.5 طن، ما يفسر حجم الدمار الكبير في المناطق المستهدفة.

في المقابل، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن عملية أمنية سرية نفذها جهاز الموساد داخل إيران، شملت تهريب طائرات مسيّرة مفخخة عبر شاحنات وناقلات نفط على مدى أشهر، ليجري استخدامها لاحقاً في ضرب مواقع الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ الإيرانية، وهو ما ساهم في تقليص قدرة طهران على الرد الفوري.

وبحسب التقرير، تم تدريب فرق ميدانية على استخدام هذه المسيّرات في “دولة ثالثة”، في تكتيك مشابه لما استخدمته أوكرانيا ضد روسيا مؤخراً.

بالتزامن، اندلع حريق كبير في مستودعات نفط بمنطقة شهران جنوب طهران. وذكرت وكالة “مهر” أن الخطر بات محدوداً، وأن المواد المخزنة لا تشمل بنزيناً بل مشتقات أقل خطورة.

وفي الداخل الإسرائيلي، كشف تقرير للجبهة الداخلية أن نحو 40% من المنازل تفتقر لملاجئ مؤهلة، ما اضطر آلاف السكان للاحتماء بمواقف السيارات تحت الأرض خلال الهجمات الأخيرة، وأظهرت مقاطع مصوّرة عائلات تفترش الأرض في كراجات سكنية.

وأقرّ سكرتير الحكومة الإسرائيلية بعجز منظومة الدفاع الجوي عن اعتراض جميع الصواريخ الباليستية الإيرانية، قائلاً: “الهجوم هو الدفاع.. لا نملك صاروخاً مقابل كل صاروخ، والتكلفة الاقتصادية للاعتراض باهظة”.

التصعيد بين إيران وإسرائيل المستمر منذ فجر الجمعة، دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتحذير من توسع الصراع، متوعداً برد حاسم إذا استُهدفت مصالح أميركية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعترف.. الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مدنية وعسكرية
  • مقال في هآرتس: أي حرب مع إيران لن تمحو جرائم إسرائيل بغزة
  • الحكم ضد 4 مشجعين بعد إدانتهم بارتكاب جرائم كراهية ضد فينيسيوس
  • ألمانيا: المؤبد لطبيب سوري متهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا
  • حركات الأزواد تطلب عدالة الجنائية الدولية في حرب الشمال المالي
  • رايتس ووتش: انسحاب المجر من الجنائية الدولية إهانة لضحايا أسوأ الجرائم في العالم
  • مركز الملك عبدالله الثاني يؤجل مسابقة المحارب الدولية إلى تشرين الأول
  • لأول مرة .. ايران تعترف باستخدام صواريخ جديدة لتدمير عمق إسرائيل
  • عاجل| مركز إسرائيلي: المحكمة الجنائية الدولية تتجاوز صلاحياتها وتخضع لأجندات سياسية
  • إسرائيل تعترف بعجز دفاعاتها أمام الصواريخ الإيرانية.. وتحذر سكان طهران بالفارسية: غادروا فوراً