بيريه صوف أخضر.. مجموعة قصصية جديدة للصحفية والقاصة هايدي فاروق
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
صدرت حديثًا عن دار سما للنشر والتوزيع المجموعة القصصية "بيريه صوف أخضر" للقاصة والصحفية هايدي فاروق، والتي تشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تُعد "بيريه صوف أخضر" العمل القصصي الثاني لهايدي فاروق، حيث أصدرت في العام الماضي أولى مجموعاتها القصصية "امرأة البدايات" عن مؤسسة روز اليوسف.
وفي تعليقها على الإصدار، أعربت هايدي فاروق عن سعادتها بصدور مجموعتها الثانية عن دار سما للنشر والتوزيع، موجهة شكرها لصاحب الدار محمد عبد المنعم.
وأوضحت أن المجموعة تتناول فكرة الرسائل التي تصل إلينا من أوجه الحياة المختلفة، سواء من الأحياء أو من الأحباء الذين فارقونا، حيث يمكن لتلك الرسائل أن تهبنا حضورًا خاصًا رغم الغياب.
تنوع موضوعات المجموعةتشير الكاتبة إلى أن الرسائل في هذه القصص قد تأتي كتحذير، أو اعتذار، أو حتى كرسائل من القدر. تتنوع مصادر هذه الرسائل لتشمل الأماكن والمنازل والأشياء، التي تهمس بأسرارها، سواء كانت تلك الأسرار قصصًا نرفض تصديقها أو أحداثًا ننتظرها بشغف.
تضم المجموعة شخصيات تعيش على حافة النهاية، عالقة بين الخوف والأمل، ولكل شخصية رسالتها الخاصة. في بعض القصص، يواجه القارئ أبعادًا غامضة حيث تتشابك خيوط المصير بإشارات ومراوغات لا مفر منها.
العلاقات الإنسانية محور آخرفي جانب آخر، تتناول المجموعة القصصية العلاقات المعقدة بين الرجل والمرأة، مسلطة الضوء على اللحظات الحاسمة التي تفصل بين الخيانة والوفاء، وعلى ذلك الخيط الرفيع الذي يربط بينهما.
الغلاف الفنيغلاف المجموعة لوحة للفنان شنودة عصمت بعنوان "إنسانية"، تُجسد عالمنا المضطرب، حيث يجد البعض نفسه في شخوص اللوحة بوجوههم غير المرئية وسط غربة وفراغ ممتد، ومع ذلك تظل فكرة وجود الرفيق دائمًا حاضرة.
"بيريه صوف أخضر" تحمل القارئ إلى عوالم متعددة، تمزج بين الواقع والخيال بتوازن ساحر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب هايدي فاروق
إقرأ أيضاً:
حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
عبد العزيز السليماني
أرسل ما تشاء من رسائلك القصيرة أو الطويلة، فلا صوت يصدح، ولا جواب يأتي، ولا أبواب تُفتح لقراءة ما تودّ قوله! هذا هو حال الكثير من الناس الذين يضعون تصنيفًا شخصيًّا للبشر؛ كلما بَعُدت درجة الأهمية بالنسبة لهم، كلما كنت بعيدًا عن مرمى التواصل معهم.
أصبحت خدمة الرسائل «الوتسابية» من أكثر وسائل التواصل استخدامًا بين ملايين البشر، سواء كان هذا التواصل صوتيًّا أو كتابيًّا أو مرئيًّا.
في أماكن مختلفة، تجد الناس يشغلون أوقاتهم في مراسلة الآخرين والتواصل معهم، لكن بعض الناس، حتى وإن كان التواصل معهم من أجل العمل، لا يردون على المكالمات الهاتفية، وتبقى الرسائل «الوتسابية» معلقة دون أن تحصل على إذن أو إيضاح لما بها من كلمات.
هذه الأفعال تصدر من فئة معينة من الناس، سرّ ذلك هو أنهم يرون أنك لست مهمًّا بالنسبة لهم، حتى وإن كنت شخصًا بسيطًا «على باب الله». اهتمامات هذه الفئة هي قطع كل حبال التواصل مع الآخرين، حتى وإن لم يكن الأمر يتعلق بطلب شخصي.
عندما تسأل نفسك: لماذا لا يرد على الاتصال؟ ترى من الواجب ألا تزعجه، وتكتفي بإرسال رسالة يتيمة، لتفاجأ بأنها هي الأخرى تظل «عالقة في مكانها»، وتعلم أنك في قائمة الانتظار، وتتمنى الحصول على الرد. والواقع الذي تتنبه له فيما بعد أن كل رسائلك القديمة والحديثة محبوسة في خانة الأرشيف أو تابوت المهملات ــ كما يسميه البعض.
أصبحت «المصلحة» هي التي تحرّك الكثير من الناس نحو اتجاهات الحياة، والارتباط بالأشياء، والتواصل مع الآخرين. وغياب «المصلحة» هو ما يُخرج البعض من نطاق الإنسانية إلى التعامل مع الغير بطريقة غير آدمية. فطالما أنك لست من المُرحّب بتواصلهم معهم -حتى وإن كنت نقيًّا، غير مؤذٍ أو متسلق- تبقى بعيدًا عن «العين والقلب».
عندما تلتقي بشخص لا تريد منه شيئًا سوى أنك تظن به خيرًا، وتخبره بأنك دوما تحاول الاتصال به صوتيًّا وكتابيًّا، وتطالبه بمعرفة الجواب الذي يُقنعك ويفك عنك شر التساؤلات والتخمينات وسوء الظن أحيانًا! تجده يُسرع لفتح كتاب «المبررات»، يذكر لك بأنه مشغول جدًّا في أعماله اليومية، أو لم ينتبه لكثرة الرسائل التي تصل إليه، أو ليس لديه الوقت الكافي للرد حتى وإن قرأ ما كتبت. لذا، فهو «عذر أقبح من ذنب». لكن، لو كانت هناك مصلحة تُرجى منك، فستجده متصلًا طوال الوقت، ولربما منحك اهتمامًا خاصًّا ووقتًا أطول من أي شيء آخر يعترض طريقه.
بعض الناس يتبنى فكرة الرد فقط على الأرقام المسجلة في هاتفه، أما الأرقام الأخرى فلا يرد عليها، حتى وإن كانت لا تطالبه بشيء أو تلزمه بأمر. يرى بأن حياته يجب أن يُسخّرها لنفسه، دون أن يعي أن عليه حقوقًا يجب أن يؤديها للآخرين.
من خلال المواقف والأحداث نكتشف أن أرشفة الرسائل في الهواتف النقالة قد حرمت البعض من فرصة الحصول على الردود، وأصبحت عبارة عن «صندوق مظلم» يرمي فيه بعض الناس مطالب الآخرين، أو يحجب البت في بعض الأمور المهم الرد عليها.
باختصار شديد، الحياة لم تُخلق من أجل الهروب من الآخرين أو تصنيفهم على حسب «المصلحة»، وإنما البشر سواسية في الحصول على الحقوق وأداء الواجبات. فلو لم يكن لدى الآخر شيء عندك، لما طرق بابك. تأكد بأن كف اليد عن مساعدة الغير سلوك سوف يحاسبك الله عليه يومًا، وربما تقع في شر أعمالك إذا اعتقدت بأن حوائج الناس لا تُقضى إلا من خلالك.
بعض المواقف والتصرفات تكشف الكثير من السواد الذي يُخفيه البعض عن الآخرين، فمثلًا عندما تتصل بشخص ما وتجد حسن استقباله لمكالمتك، ثم يدر وجهه عنك، لتجد نفسك غير مرغوب في الرد عليه، فأفضل الأشياء أن تحفظ كرامتك، وأن تنأى بنفسك جانبًا عن هذه النوعية من البشر الذين لا يهمهم إلا أنفسهم، ويُغلّبون مصلحتهم فوق أي شيء.