الزواج تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة في اليمن
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
انتشرت ظاهرة زواج رجال يمنيين من يمنيات يحملن الجنسية الأميركية لدخول الولايات المتحدة خلال فترة الحرب. ظاهرة انطلقت من محافظة إب في تسعينات القرن الماضي، ثم توسّعت إلى مديريات أخرى
من دون أن تُستشار أو يجري إعلامها بخبر تزويجها، تلقت كوثر (26 سنة)، وهي يمنية تحمل الجنسية الأميركية، من والدها خبر عقد زواجها على قريب لها يُقيم في اليمن، وذلك مقابل مبلغ 70 ألف دولار.
ولأن الرجل تعامل مع الزواج باعتباره طريقاً للعبور إلى الولايات المتحدة والحصول على جنسيتها، لم تكن علاقته جيدة بزوجته، كما واجها مشاكل بسبب الاختلاف في الثقافات والعادات بين البيئتين المختلفتين اللتين تربيا فيهما. وظلت العلاقة تفتقد الانسجام والمودة، وبعدما حصل الزوج على الجنسية الأميركية انفصل عن زوجته التي أنجبت ولدين، وفشل الزواج.
اضطرت سحر (31 سنة) التي تحمل الجنسية الأميركية إلى رفع دعوى قضائية ضد والدها الذي حاول إرغامها على الزواج من أحد أبناء منطقتها بمديرية الشعر مقابل مبلغ 90 ألف دولار. ونجحت في منع الزواج. تقول لـ"العربي الجديد": "يجب أن ترفض المرأة معاملتها معاملة سلعة وتزويجها من شخص لا تعرفه، ولا تشعر معه بتوافق وحب، فقط لمجرد أن ولي أمرها طلب مبلغاً كبيراً من المال مهرا لها. ومع تزايد قصص المآسي الناتجة من هذا النوع من الزواج بدأت النساء في رفع أصواتهن لرفض هذا النوع من الزواج".
وتلخص الواقعتان حال مئات أو آلاف من اليمنيات اللواتي يحملن الجنسية الأميركية وجرى تزويجهن من رجال تعاملوا مع الزواج باعتباره فرصة لتحقيق الثراء والانتقال إلى بيئة يرون أنها أفضل من تلك التي يعيشون فيها، والحصول على الجنسية الأميركية التي تعد حلماً لغالبية اليمنيين.
وقد انتشرت بشكل كبير ظاهرة العنوسة لدى يمنيات يحملن الجنسية الأميركية، كما ظهرت حالات رفض فتيات كثيرات الزواج بما هو وسيلة لإدخال أزواجهن إلى الولايات المتحدة. لكن ذلك لم يلغِ أيضاً واقع تحوّل الزواج بيمنيات أميركيات إلى تجارة رائجة لدى كثير من الآباء الذين بالغوا بطلب مهور وصلت إلى 100 ألف دولار لإدخال الأزواج إلى الولايات المتحدة.
ويقدر عدد اليمنيين في الولايات المتحدة بنحو 300 ألف يتوزعون على العديد من الولايات. وتوجد جاليات يمنية كبيرة في بروكلين، وبوفالو، ونيويورك، ولاكاوانا، وديربورن، وميشيغين، وفيرجينيا، وشيكاغو، وأوكلاند، وكاليفورنيا، وفريسنو. ويسافر غالبية اليمنيين إلى الولايات المتحدة عبر تأشيرة زواج (فيزا كاي) المخصصة لغير الأميركيين الذين يرغبون في الزواج من مواطنات يحملن الجنسية الأميركية. ويشترط القانون الأميركي أن يحصل الزواج خلال 90 يوماً لمنح تأشيرة تسمح بأن يحصل حاملها على تصريح عمل داخل الولايات المتحدة.
يقول الصحافي أشرف الريفي لـ"العربي الجديد": "تزداد في اليمن ظاهرة الزواج من أجل الحصول على الجنسية، وتتركز بشكل رئيسي في مديرية الشعر وبعدها مديرية بعدان في محافظة إب ومناطق يمنية أخرى. وهي كانت بدأت في نهاية التسعينات في شكل خفيف قبل أن تنتشر، والآثار السلبية على المستوى الاجتماعي كبيرة جداً، ومن الإشكاليات الحالية امتناع فتيات يمنيات أميركيات عن الزواج من أشخاص يقيمون في اليمن، لأن الزواج يكون من أجل الحصول على فرصة لدخول الولايات المتحدة فقط من دون وجود توافق في العادات والتقاليد والثقافة. وفشلت حالات زواج كثيرة حصلت بهذه الطريقة، وظهرت آثار سلبية للطلاق على الأطفال والنساء أنفسهن".
ويشير إلى أن "الزواج بيمنيات أميركيات تحوّل إلى تجارة، إذ يتجاوز المهر 80 ألف دولار إلى جانب باقي تكاليف حفلة الزواج. ويطلب بعض الشبان أن يدفعوا مبلغ المهر بالتقسيط في حال كانوا من الأقارب، ويدفعون جزءاً من المبلغ ثم يدخلون الولايات المتحدة للعمل، وبعدها يستغرق تسديد المهر فترة طويلة باعتبار أن غالبية الأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة هم عمال غير مؤهلين، ولا يملكون مهارات ولا يجيدون اللغة الإنكليزية، فيعملون في مطاعم أو سوبر ماركات أو في شركات للنظافة. ويندر أن يدخل شخص ويكمل تعليمه".
ويؤكد الريفي أن كثيرا من الفتيات يرفضن هذا النوع من الزواج، لذا زادت العنوسة في صفوفهن خلال السنوات الخمس أو العشر الأخيرة، في وقت يعتقد الشبان بأنهم يدفعون مبالغ مهر كبيرة للحصول على هذه الفرصة.
ويقول المحامي خليل قاسم لـ"العربي الجديد": "يعتبر الزواج من أجل دخول الولايات المتحدة باطلاً قانونياً، ومن حق الفتاة إلغاء العقد ورفض الزواج، والقانون اليمني يقف في صفها، إذ يحدد أن غاية الزواج هي إنشاء أسرة قوامها حسن العشرة، لكن العادات والتقاليد تجعل معظم الفتيات يخضعن لرغبة آبائهن في إنجاز زواج غايته التجارة، ما يجعلهم يتعاملون مع البنات كأنهن سلعة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا تأشيرة زواج إلى الولایات المتحدة من الزواج الزواج من ألف دولار فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وضعف عوائد السندات الأميركية
صراحة نيوز -سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا، اليوم الأربعاء، مدفوعة بتراجع الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة، في ظل مراقبة الأسواق لوقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3328.18 دولارًا للأوقية، بحلول الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجّل أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين في جلسة الثلاثاء. كما صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.3% إلى 3342.30 دولارًا.
وجاء هذا الارتفاع مع تراجع مؤشر الدولار إلى قرب أدنى مستوياته في أسبوع، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. كذلك، بقيت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهر.
وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في “أواندا”، إن أسعار الذهب استفادت من “عمليات بيع فنية للدولار”، إلى جانب استمرار تراجع عوائد السندات الأميركية، مضيفًا أن التركيز المتجدد على العجز المالي الأميركي والسياسات الجمركية، مع انحسار التوتر الإيراني الإسرائيلي، يعزز أيضًا الطلب على الذهب.
وفي تطور إيجابي للأسواق، بدا أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يزال صامدًا حتى صباح اليوم، بعد إعلان الجانبين أن المواجهة الجوية بينهما قد انتهت “مؤقتًا على الأقل”.
في السياق الاقتصادي، انخفضت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو، وسط مخاوف بشأن الوظائف وتزايد حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يرفع معدلات التضخم هذا الصيف، وهو ما سيؤثر على قرار المجلس بشأن خفض أسعار الفائدة. ويتوقّع المتداولون حاليًا خفض الفائدة بـ60 نقطة أساس خلال عام 2025، مع ترجيح بدء الخفض في سبتمبر المقبل.
وفي المعادن النفيسة الأخرى:
ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 35.95 دولارًا للأوقية.
تراجع البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1314.75 دولارًا.
انخفض البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1062.24 دولارًا.