العقوبات على النفط الروسي ترفع تكاليف الشحن
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أدت العقوبات الأميركية الأخيرة على قطاع الطاقة الروسي إلى ارتفاع تكاليف شحن النفط الروسي بنسبة 25%، في حين يسعى المشترون -ولا سيما في الهند والصين- إلى مصادر بديلة للنفط، وفقا لمصادر تجارية وتحليلات السوق.
وذكرت 3 مصادر تجارية لوكالة رويترز أن أسعار شحن النفط الروسي من الموانئ الواقعة في غرب روسيا إلى الهند ارتفعت 25% بعد فرض واشنطن عقوبات على 183 سفينة تحمل صادرات الطاقة الروسية الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أن تكلفة رحلة ناقلات أفراماكس من موانئ روسيا على بحر البلطيق إلى الهند زادت إلى ما بين 6 و6.3 ملايين دولار للرحلة الواحدة مقارنة بما يتراوح بين 4.7 و4.9 ملايين دولار قبل أسبوع.
كما ارتفعت تكلفة الشحن من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود إلى الهند عبر ناقلات سويز ماكس إلى 5.5 ملايين دولار للرحلة الواحدة.
ورغم تراجع أسعار النفط عند التسوية أمس الجمعة فإن العقوبات الأميركية الجديدة ساهمت في تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، فقد هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 50 سنتا (0.6%) لتصل إلى 80.79 دولارا للبرميل، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 1.3%.
إعلانكما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 80 سنتا (1%) إلى 77.88 دولارا للبرميل رغم ارتفاعه بنسبة 1.7% خلال الأسبوع.
وقال فيل فلين كبير المحللين لدى "برايس فيوتشرز غروب" إن "العقوبات المفروضة على روسيا تتسبب في تقليص الإمدادات بأوروبا والهند والصين".
من جانبه، صرح سكوت بيسنت المرشح لمنصب وزير الخزانة في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لوكالة بلومبيرغ بأن العقوبات على قطاع النفط الروسي قد يتم تشديدها في المستقبل، مما قد يساهم في مزيد من الاضطرابات بالإمدادات.
تراجع الناقلات وتحول المشترينوبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، فإن العقوبات التي فرضت في 10 يناير/كانون الثاني من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (أو إف إيه سي) شملت 161 ناقلة نفط يقدّر أنها نقلت نحو 1.4 مليون برميل يوميا من النفط الروسي، وهو ما يعادل تقريبا 50% من صادرات روسيا البحرية.
واستهدفت العقوبات الأميركية الأخيرة شركتي النفط الروسيتين "غازبروم نفط" و"سورغوت للنفط والغاز"، بالإضافة إلى ناقلات النفط الروسي.
وتأتي هذه العقوبات في إطار الجهود الرامية إلى تقليص الإيرادات التي تستخدمها موسكو في تمويل الحرب مع أوكرانيا.
ووفقا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ، فقد توقفت بعض السفن عن التحرك، في حين غيرت أخرى مسارها بعيدا عن الموانئ الروسية، مما يعكس التأثير الفوري للعقوبات.
وقال إدوارد فيشمان الباحث في جامعة كولومبيا للوكالة "من المرجح أن يكون هناك اضطراب مستدام في السوق، وقد نشهد انخفاضا كبيرا في صادرات النفط الروسية".
وقالت بلومبيرغ إنه مع تفاقم العقوبات توجهت كل من الهند والصين إلى دول الشرق الأوسط، مثل السعودية والعراق والإمارات والكويت للبحث عن إمدادات بديلة، لكن هذه الدول مرتبطة باتفاقيات أوبك بلس التي تفرض قيودا على الإنتاج، مما يجعل العثور على كميات إضافية أمرا صعبا.
إعلانوأشارت مصادر تجارية إلى أن المصافي المملوكة للدولة في الهند والصين باتت تطلب شحنات فورية لتغطية احتياجاتها، خاصة بعد قرار نيودلهي حظر استقبال أي ناقلة مدرجة ضمن العقوبات الأميركية بعد 12 مارس/آذار الماضي.
تأثير محتمل على الأسواقووفقا لمجموعة ماكواري المالية، فإن العقوبات قد تؤدي إلى خسارة تصل إلى 2.15 مليون برميل يوميا من صادرات النفط الروسية، وهو رقم يتجاوز 3 أضعاف فائض العرض العالمي المتوقع لعام 2025، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وفي ظل هذه المستجدات، يراقب المستثمرون التطورات عن كثب، خاصة في ظل تكهنات بأن إدارة ترامب قد تعيد النظر في بعض العقوبات، لكن بيسنت أكد أمام مجلس الشيوخ الأميركي أنه سيدعم تشديد العقوبات على شركات النفط الروسية إذا تم تعيينه وزيرا للخزانة.
وفي ظل العقوبات المشددة وتأثر صادرات النفط الروسي تستعد الأسواق العالمية لمزيد من التقلبات، ومع بحث المشترين عن بدائل واستمرار فرض العقوبات تبقى التداعيات على الإمدادات والأسعار مفتوحة على سيناريوهات متعددة في الأشهر المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العقوبات الأمیرکیة النفط الروسی الهند والصین العقوبات على
إقرأ أيضاً:
غرق سفينة حاويات عملاقة قرب الهند يثير مخاوف من كارثة بيئية (شاهد)
غرقت سفينة الحاويات العملاقة "MSC ELSA 3" التي ترفع علم ليبيريا قبالة سواحل كوتشي بولاية كيرالا الهندية، مما أثار مخاوف من كارثة بيئية كبرى بسبب تسرب النفط والمواد الكيميائية الخطرة.
وانقلبت السفينة "MSC ELSA 3" على بعد حوالي 38 ميلاً بحريًا (70 كيلومترًا) جنوب غرب ميناء كوتشي، حيث كانت السفينة في طريقها من ميناء فيزينجام إلى كوتشي، وتحمل على متنها 640 حاوية، من بينها 13 حاوية تحتوي على مواد خطرة و12 حاوية تحتوي على كربيد الكالسيوم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الديزل وزيت الوقود الثقيل.
وبدأت السفينة في الميلان بزاوية 26 درجة أثناء رحلتها من ميناء فيزينجام إلى كوتشي، مما أدى إلى تسرب المياه إلى أحد عنابرها.
أفاد قبطان السفينة، إيفانوف ألكسندر، أن الحادث نجم عن مشكلات فنية داخلية أدت إلى ميلان السفينة، دون وقوع أي تصادم مع سفن أخرى، ورغم محاولات الطاقم للسيطرة على الوضع، إلا أن السفينة غرقت بالكامل، تم إنقاذ جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 24 شخصًا بسلام، بفضل جهود خفر السواحل والبحرية الهندية.
التداعيات البيئية
وتسبب غرق السفينة في تسرب النفط والمواد الكيميائية إلى البحر، مما يشكل تهديدا خطيرا للنظام البيئي البحري في المنطقة، حيث أطلقت السلطات الهندية، بما في ذلك خفر السواحل والبحرية، عمليات استجابة سريعة لاحتواء التسرب، باستخدام سفن وطائرات مزودة بتقنيات متقدمة لرصد وتفريق بقع النفط، كما أصدرت السلطات تحذيرات للسكان المحليين والصيادين بعدم الاقتراب من الحطام أو الحاويات التي قد تطفو على الشاطئ، نظرًا لخطورتها.
أعلنت حكومة ولاية كيرالا حالة الطوارئ البيئية، وسط مخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على الحياة البحرية وصناعة الصيد والسياحة في المنطقة، تجري حاليًا تحقيقات لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، مع التركيز على الظروف الجوية السيئة والمشاكل الفنية المحتملة في السفينة.
وتعد "MSC ELSA 3" سفينة حاويات كبيرة تابعة لشركة "Mediterranean Shipping Company" (MSC) السويسرية، وهي واحدة من أكبر شركات الشحن البحري في العالم، وقد واجهت الشركة انتقادات في السابق بسبب ممارسات تفكيك السفن في جنوب آسيا، والتي أثارت مخاوف بيئية وإنسانية.