بوابة الوفد:
2025-05-17@19:41:31 GMT

جحيم غزة وحرائق لوس أنجلوس

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

فى الأشهر الأخيرة، تسببت كارثتان – تبدوان وكأنهما على طرفى نقيض – فى الخراب والتهجير وندوب نفسية عميقة لآلاف الأشخاص: الحرب المستمرة فى غزة والحرائق المدمرة التى تجتاح لوس أنجلوس. وعلى الرغم من اختلافهما الكبير فى الأسباب وعدد القتلى وحجم الدمار، فإن الصدمات التى تلحق بالضحايا تشترك فى تشابه مأساوى. إن السيناريوهين، سواء كان القصف الإسرائيلى الوحشى لغزة أو النيران التى لا ترحم فى لوس أنجلوس، يسببان خسائر فادحة ومعاناة نفسية ستستمر طويلاً بعد إخماد الحرائق أو توقف قنابل إسرائيل عن السقوط.


إن الدمار فى غزة وصل إلى الذروة، فقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير أحياء كاملة، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف. أصبحت المنطقة مرادفاً للدمار المستمر.. المنازل والمدارس والمستشفيات – كل شىء فى طريق العنف يتم تدميره، ليجبر المدنيون على الفرار من غزة.
وبطريقة مختلفة ولكنها مؤلمة بنفس القدر، تسببت الحرائق التى تجتاح لوس أنجلوس فى نفس الشعور باليأس. ففى غضون أيام، اجتاحت النيران بعض أجزاء المدينة، مدمرة المنازل والأعمال التجارية والأحياء- بما فى ذلك العديد من المناطق ذات القيمة العالية. وعلى الرغم من أن الحرائق تعتبر كارثة طبيعية، إلا أنها- مثل الحرب- تؤدى إلى فقدان الأرواح والممتلكات والمجتمعات بنفس الطريقة. تم إخلاء الآلاف من سكان المدينة، ليتركوا وراءهم منازلهم وأماكن عملهم ومدارسهم وكنائسهم. وعلى الرغم من أن الأسباب المباشرة تختلف، فإن كلتا الكارثتين تنشئ شعوراً مماثلاً بالعجز واليأس.
تقول الدكتورة Karestan Koenen كارستان كوينين، أستاذة الوبائيات النفسية فى كلية هارفارد للصحة العامة: «إن صدمة فقدان كل شىء فى لحظة – منزلك وأحبائك وإحساسك بالأمان – لا تختلف كثيراً عما يعانيه الناجون من مناطق الحروب». سواء تم تهجيرهم بسبب النيران أو القنابل، فإن الناجين من كلتا الكارثتين يواجهون صدمات نفسية عميقة. كما تشير الدكتورة كوينين، فإن الآثار النفسية لمثل هذه الكوارث تمتد بعيداً. ففى كل من غزة ولوس أنجلوس، يعانى الناجون من القلق، والأوجاع المفرطة، والحزن العميق بسبب فقدانهم ليس فقط لمنازلهم ولكن أيضاً للروابط الملموسة التى تعرف حياتهم بها: الصور العائلية، والحيوانات الأليفة، والذكريات الثمينة. وتوضح كوينين: «عندما يفقد الناس منازلهم، فإنهم لا يفقدون المأوى فحسب؛ بل يفقدون جزءاً من أنفسهم، من تاريخهم ومستقبلهم».
وفى حالة غزة، فإن تهديد الموت هو حالة دائمة، حيث يعيش المدنيون فى حالة من الخوف المستمر (لعله ينتهى هذا الأسبوع)، وهم يعلمون أن منازلهم قد تتحول إلى أنقاض فى أى لحظة. هذه الصدمة تتكرر أيضاً فى تجارب سكان لوس أنجلوس الذين شاهدوا منازلهم تحترق أمام أعينهم، عاجزين عن وقف الدمار. فى الحالتين يواجه كلا الجانبين العذاب النفسى الناتج عن ترك كل شىء مألوف، دون مسار واضح للتعافى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وقف الدمار الحملة العسكرية الإسرائيلية غزة لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

الأونروا : نحو 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم

أكدت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا" أن نحو 90% من سكان قطاع غزة أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الحرب

وقالت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في بيان لها : بعد 77 عاما من أحداث النكبة لا يزال الفلسطينيون يشردون قسرا.

وفي تصريحات سابقة؛ فقد أكد الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن إسرائيل أقدمت، على إغلاق ثلاث مدارس تابعة للأونروا في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، كما نَشرت قوات كبيرة في ثلاث مدارس أخرى في محيط المدينة، مما اضطر نحو 800 طالب إلى مغادرة المدارس في ظل استمرار فترة الامتحانات.


وقال في تصريحات له  :"  قبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة كان مشروطاً بتوقيعها على وثيقة تلتزم فيها باحترام منظمات الأمم المتحدة، والتعاون معها، وضمان الحصانة والتسهيلات اللازمة لعملها.

وأوضح  أن هذا الالتزام تم التأكيد عليه في الاتفاق الموقع بين الأونروا وإسرائيل في 14 يونيو 1967، بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، والذي نص على تسهيل عمليات الوكالة، بما يشمل مدارسها وعياداتها، وضمان الحصانة لمنشآتها وموظفيها.

وأشار أبو حسنة، إلى ان قوات الاحتلال اعتقلت أحد موظفي الأونروا، وقامت بطرد أحد الطلاب.

وفي تعليقه على هذه الإجراءات، أكد أبو حسنة أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ الإنسان الفلسطيني من حقوقه الأساسية، وفي مقدمتها الحق في التعليم، قائلاً: "نحن نُدرّس حقوق الإنسان في مدارسنا، لكن الطلاب يسألوننا: عن أي حقوق تتحدثون؟ هل هي حقوق تخص الغرب فقط أم تشملنا نحن أيضاً؟".

وأوضح أن هناك جهوداً دبلوماسية تبذل إقليمياً ودولياً للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، مشيراً إلى تحركات من دول مثل مصر، والسعودية، وقطر، إضافة إلى اجتماعات أوروبية مثل ذلك الذي عقد مؤخراً في بولندا بدعوة من هولندا، لبحث سبل رفع الحصار عن قطاع غزة، كما تشهد الأمم المتحدة تحركات مماثلة من خلال مؤسساتها المختلفة، وعلى رأسها الأونروا.

الأونروا: آلاف الشاحنات الإغاثية تنتظر السماح بدخول غزة وسط كارثة إنسانية متفاقمةالأونروا بع غلق مدارس القدس: لا يمكننا مواجهة قرارات الاحتلال بمفردناالأونروا: ما يحدث بالضفة غير مسبوق.. وفي غزة يفوق الخيالالجامعة العربية تترافع دفاعا عن الأونروا أمام محكمة العدل الدوليةحماس تدين الموقف الأمريكي تجاه الأونروا طباعة شارك الأونروا قطاع غزة سكان غزة مصر السعودية قطر

مقالات مشابهة

  • عدن : الآلاف يهتفون ضد تدهور المعيشة وانقطاع الخدمات
  • أصوات النكبة تتعالى في قلب لندن.. نصف مليون متظاهر يصرخون من أجل غزة
  • مظاهرة لندن: الآلاف يحيون ذكرى النكبة ويطالبون بوقف الحرب في غزة
  • مظاهرات النكبة تتحوّل إلى محاكمة سياسية لدور بريطانيا في حرب الإبادة بغزة
  • أخبار سوهاج| انهيار منزل وحرائق وحوادث متفرقة تصيب أبناء المحافظة
  • موعد مباراة لوس أنجلوس وكلوب أمريكا في تصفيات كأس العالم للأندية
  • بعد قصف غير مسبوق على القطاع.. مئات الفلسطينيين يفرّون من جحيم الغارات ولكن إلى أين؟
  • أطباء بلا حدود : غزة أصبح جحيمًا على الأرض للفلسطينيين
  • "الأونروا": 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم
  • الأونروا : نحو 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم