بوابة الوفد:
2025-12-13@19:20:03 GMT

جحيم غزة وحرائق لوس أنجلوس

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

فى الأشهر الأخيرة، تسببت كارثتان – تبدوان وكأنهما على طرفى نقيض – فى الخراب والتهجير وندوب نفسية عميقة لآلاف الأشخاص: الحرب المستمرة فى غزة والحرائق المدمرة التى تجتاح لوس أنجلوس. وعلى الرغم من اختلافهما الكبير فى الأسباب وعدد القتلى وحجم الدمار، فإن الصدمات التى تلحق بالضحايا تشترك فى تشابه مأساوى. إن السيناريوهين، سواء كان القصف الإسرائيلى الوحشى لغزة أو النيران التى لا ترحم فى لوس أنجلوس، يسببان خسائر فادحة ومعاناة نفسية ستستمر طويلاً بعد إخماد الحرائق أو توقف قنابل إسرائيل عن السقوط.


إن الدمار فى غزة وصل إلى الذروة، فقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير أحياء كاملة، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف. أصبحت المنطقة مرادفاً للدمار المستمر.. المنازل والمدارس والمستشفيات – كل شىء فى طريق العنف يتم تدميره، ليجبر المدنيون على الفرار من غزة.
وبطريقة مختلفة ولكنها مؤلمة بنفس القدر، تسببت الحرائق التى تجتاح لوس أنجلوس فى نفس الشعور باليأس. ففى غضون أيام، اجتاحت النيران بعض أجزاء المدينة، مدمرة المنازل والأعمال التجارية والأحياء- بما فى ذلك العديد من المناطق ذات القيمة العالية. وعلى الرغم من أن الحرائق تعتبر كارثة طبيعية، إلا أنها- مثل الحرب- تؤدى إلى فقدان الأرواح والممتلكات والمجتمعات بنفس الطريقة. تم إخلاء الآلاف من سكان المدينة، ليتركوا وراءهم منازلهم وأماكن عملهم ومدارسهم وكنائسهم. وعلى الرغم من أن الأسباب المباشرة تختلف، فإن كلتا الكارثتين تنشئ شعوراً مماثلاً بالعجز واليأس.
تقول الدكتورة Karestan Koenen كارستان كوينين، أستاذة الوبائيات النفسية فى كلية هارفارد للصحة العامة: «إن صدمة فقدان كل شىء فى لحظة – منزلك وأحبائك وإحساسك بالأمان – لا تختلف كثيراً عما يعانيه الناجون من مناطق الحروب». سواء تم تهجيرهم بسبب النيران أو القنابل، فإن الناجين من كلتا الكارثتين يواجهون صدمات نفسية عميقة. كما تشير الدكتورة كوينين، فإن الآثار النفسية لمثل هذه الكوارث تمتد بعيداً. ففى كل من غزة ولوس أنجلوس، يعانى الناجون من القلق، والأوجاع المفرطة، والحزن العميق بسبب فقدانهم ليس فقط لمنازلهم ولكن أيضاً للروابط الملموسة التى تعرف حياتهم بها: الصور العائلية، والحيوانات الأليفة، والذكريات الثمينة. وتوضح كوينين: «عندما يفقد الناس منازلهم، فإنهم لا يفقدون المأوى فحسب؛ بل يفقدون جزءاً من أنفسهم، من تاريخهم ومستقبلهم».
وفى حالة غزة، فإن تهديد الموت هو حالة دائمة، حيث يعيش المدنيون فى حالة من الخوف المستمر (لعله ينتهى هذا الأسبوع)، وهم يعلمون أن منازلهم قد تتحول إلى أنقاض فى أى لحظة. هذه الصدمة تتكرر أيضاً فى تجارب سكان لوس أنجلوس الذين شاهدوا منازلهم تحترق أمام أعينهم، عاجزين عن وقف الدمار. فى الحالتين يواجه كلا الجانبين العذاب النفسى الناتج عن ترك كل شىء مألوف، دون مسار واضح للتعافى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وقف الدمار الحملة العسكرية الإسرائيلية غزة لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: مئات الآلاف من النازحين في غزة معرضون للمخاطر بسبب الأمطار

الثورة نت/وكالات أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، اليوم السبت أن مئات الآلاف من النازحين في غزة لا يزالون معرضين لخطر الأمطار. وشدد حق في بيان صحفي، على أن مليون و300 ألف شخص في قطاع غزة لا يزالون في حاجة لمرافق أفضل. وأكد المتحدث الأممي أن الكيان الإسرائيلي يرفض إدخال الخيام والمنازل المتنقلة والعاملين الإنسانيين إلى قطاع غزة”. وأضاف أن العائلات في غزة تعاني في مجال التدفئة بسبب انعدام الغاز والكهرباء

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يُجبر عائلات فلسطينية على ترك منازلهم في نابلس
  • فيضانات «غير مسبوقة» تضرب واشنطن.. آلاف السكان يفرون من منازلهم
  • الأمم المتحدة: مئات الآلاف من النازحين في غزة معرضون للمخاطر بسبب الأمطار
  • ماتوا من البرد وانهيار منازلهم.. وفاة 14 فلسطينياً بمنخفض جوي في غزة
  • الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالأقصى وسط تشديد الاحتلال
  • رسالة اللاغفران.. جحيم المثقف العربي وتكسير أصنام الثقافة
  • ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟
  • اتهام بالخيانة وتحذير من «جحيم شيوعي».. إيلون ماسك يشن هجومًا على إلهان عمر وعمدة نيويورك
  • دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة
  • غزة.. غرق الآلاف من خيام النازحين جراء الأمطار الغزيرة