مظاهرات النكبة تتحوّل إلى محاكمة سياسية لدور بريطانيا في حرب الإبادة بغزة
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
شهدت العاصمة البريطانية لندن، اليوم السبت، مظاهرة جماهيرية حاشدة في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، تحوّلت إلى منصة سياسية وشعبية لمحاكمة الدور البريطاني التاريخي والمستمر في معاناة الشعب الفلسطيني، بدءًا من وعد بلفور سنة 1917، ووصولًا إلى دعم إسرائيل في حربها المستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023، والتي يصفها المتظاهرون بـ"حرب الإبادة الجماعية".
التحرك، الذي دعا له التحالف المؤيد لفلسطين في بريطانيا والذي يضم حملة التضامن البريطانية مع فلسطين و المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة أوقفوا الحرب، ومنظمة أصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وحملة نزع السلاح النووي، في لندن ليس حدثًا معزولًا، بل هو جزء من سلسلة مظاهرات ستشمل مدنًا بريطانية كبرى مثل مانشستر، غلاسكو، برمنغهام، وبريستول، على امتداد الأيام المقبلة.
وتتقاطع هذه التظاهرات في مضمونها بين استذكار النكبة التاريخية التي هجّرت نحو 800 ألف فلسطيني من أراضيهم سنة 1948، وبين الوقوف ضد المذبحة المستمرة التي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في قطاع غزة.
النكبة مستمرة.. والجاني لم يتغيّر
رفع المتظاهرون وسط لندن ثم في مسيرتهم نحو مقر الحكومة، شعارات تندد بالدور البريطاني في زرع المشروع الصهيوني بفلسطين، معتبرين أن "النكبة ليست مجرد ذكرى، بل مأساة مستمرة"، وأن "الاحتلال نتيجة مباشرة لوعد بلفور ودعم لندن التاريخي لإسرائيل".
السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط يتحدث عن النكبة
وقال فارس عامر المتحدث باسم "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا " في كلمته أمام الحشود: "بريطانيا لم تكتف بإصدار وعد بلفور، بل تواصل دعم الاحتلال سياسيًا وعسكريًا. الأسلحة البريطانية تُستخدم في قصف غزة، وصمت الحكومة اليوم يعني التواطؤ في جرائم الحرب، وانتقد عامر دفع الأموال الطائلة لترامب دون قدرة على إدخال طعام لغزة المحاصرة".
شعارات الغضب.. من الذاكرة إلى المحاسبة
المتظاهرون، الذين قدّر عددهم بعشرات الآلاف، حملوا لافتات كتب عليها: "من بلفور إلى غزة.. بريطانيا شريكة في الجريمة"، "أوقفوا تصدير السلاح لإسرائيل"، "النكبة لم تنتهِ.. عار على من يصمت"، "تذكروا دير ياسين.. تذكروا جنين.. تذكروا غزة".
كما شوهد عدد من المشاركين وهم يرتدون الأكفان الرمزية، ويجرّون نعوشًا تمثيلية للأطفال، في إشارة رمزية إلى ضحايا المجازر في غزة، والتي قُتل فيها الآلاف من المدنيين منذ أكتوبر 2023، أغلبهم من النساء والأطفال.
الغضب يتّسع.. نحو تعبئة وطنية شاملة
وفق منظمي التحرك، فإن المظاهرة المركزية في لندن ستكون بداية لسلسلة فعاليات ووقفات احتجاجية وتحركات طلابية في مختلف المدن البريطانية، تهدف إلى الضغط على الحكومة لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل، وفرض عقوبات عليها، كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقًا.
وقال المتحدث باسم "الائتلاف المناهض للحرب" في تصريحات له اليوم: "الغضب الشعبي يتنامى، ليس فقط بسبب حجم المجازر في غزة، بل لأن البريطانيين بدأوا يكتشفون أن ضرائبهم تموّل هذه الجرائم، وأن صمت حكومتهم تواطؤ. سنستمر في الضغط حتى تتغير السياسات، ليس فقط عبر التظاهر، بل عبر المقاطعة، والعمل النقابي، والجامعات."
مطالب المحتجين.. من الشعارات إلى السياسات
لم يكتف المحتجون بالشعارات، بل قدموا مطالب واضحة للحكومة البريطانية، أبرزها:
الاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود 1967.
وقف جميع مبيعات الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لإسرائيل.
فتح تحقيق برلماني في استخدام الأسلحة البريطانية في جرائم غزة.
دعم المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال.
إدراج حقوق الفلسطينيين في أجندة الانتخابات المقبلة.
???? London now. Tens of thousands marching for Palestine to demand our government #StopArmingIsrael and take action to end all complicity in Israel’s genocide against the Palestinian people ????????#Nakba77 pic.twitter.com/wiOkhKEYpN — Palestine Solidarity Campaign (@PSCupdates) May 17, 2025
ردود فعل سياسية خجولة
وأعرب عدد من نواب المعارضة والبرلمانيين المستقلين عن تضامنهم مع المتظاهرين. وكتبت النائبة زارة سلطانة على "إكس": "العدالة لفلسطين ليست خيارًا سياسيًا، بل مسؤولية أخلاقية على بريطانيا أن تتحملها."
This week, as the government defends in court its sale of F-35 parts used in Gaza — and as famine threatens a starving population — it blocked my bill to suspend arms sales to Israel.
The reckoning will come. Ministers will be held accountable for their complicity in genocide. pic.twitter.com/9PzBDPlOgs — Zarah Sultana MP (@zarahsultana) May 16, 2025
من جهته قال عضو البرلمان البريطاني جيرمي كوربين في تغريدة له نشرها على صفحته على منصة "إكس": لقد أدرك الكثيرون في وسائل إعلامنا أخيرًا حجم الأهوال المروعة التي يكابدها الفلسطينيون في غزة".
وأضاف: "لقد فات الأوان. لقد ارتكبت إسرائيل هذه الأهوال بتشجيع من طبقة إعلامية فشلت في التعامل مع جميع الأرواح البشرية بنفس القدر من الأهمية".
Gaza has been a test for our mainstream media. They have failed. pic.twitter.com/cXx9BQniks — Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) May 16, 2025
بين مشهد الآلاف المحتشدين في لندن، وغضب طلاب الجامعات الذين بدأوا في نصب مخيمات تضامن مع غزة، يزداد الضغط على المؤسسات السياسية البريطانية لاتخاذ موقف واضح من جرائم الاحتلال. فالنقاش لم يعد فقط حول تاريخ النكبة، بل حول استمرارها بدعم من حلفاء إسرائيل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفلسطينية بريطانيا مظاهرات النكبة بريطانيا مظاهرات فلسطين نكبة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
مظاهرات حاشدة في اليمن والمغرب دعما لغزة
تظاهر الآلاف في اليمن والمغرب اليوم الجمعة تنديدا بحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي يواصل شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
وتظاهر عشرات آلاف اليمنيين، في العاصمة صنعاء، تحت شعار "مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع"، حيث رفع المتظاهرون الأعلام اليمنية والفلسطينية ولافتات تندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
بدورها، ذكرت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين أن عدة محافظات أخرى شهدت مظاهرات حاشدة تحت نفس الشعار، من بينها الحديدة (غرب) وحجة وصعدة (شمال غرب) وتعز وإب (جنوب غرب).
وأكد بيان صادر عن الجهة المنظمة للمظاهرات "الثبات على الموقف المحق والمشرف، ومواصلة الخروج الأسبوعي في مسيرات مليونية، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المظلوم"، وفق تعبيرها.
أما في المغرب فقد شارك الآلاف أيضا اليوم الجمعة، في وقفات تضامنية مع غزة للأسبوع الـ76 على التوالي للمطالبة بمواصلة "دعم القضية الفلسطينية" وإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بالقطاع لأكثر من 19 شهرا.
ونظمت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) هذه الوقفات التي حملت شعار "لا نكبة بعد الطوفان ولا تطبيع مع العدوان"، في عدة مدن منها سيدي بنور وأبي الجعد وقصبة تادلة المضيق وفاس ومكناس (شمال)، والقنيطرة (غرب)، وبركان ووجدة (شرق)، وأغادير (وسط).
وطالب المتظاهرون، وفق الأناضول، بالاستمرار في دعم الفلسطينيين والعمل على إرسال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يواجه حصارا إسرائيليا مشددا منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تسبب في حدوث مجاعة بين السكان.
كما ردد المشاركون في الوقفات هتافات طالب بعضها بإنهاء حرب الإبادة الجماعية بغزة، والبعض الآخر أكد على دعم المقاومة الفلسطينية. ومن بين تلك الهتافات "المغرب وفلسطين، شعب واحد ومش شعبين"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين".
إعلانوكثّفت إسرائيل خلال الأيام الأربعة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وهو ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.
وجاء هذا التصعيد الدموي عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على توسيع عمليات الإبادة في القطاع.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.