إدغار آلان بو.. سيد الغموض أسرار وفاته حيرت العالم ما القصة؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
إدغار آلان بو، الكاتب والشاعر الأمريكي، يُعتبر واحدًا من أبرز أعمدة الأدب الغربي، ومؤسس أدب الرعب والقصص البوليسية. ولد في 19 يناير 1809، وكان لإبداعاته الأدبية تأثيرٌ عميق على الأدب العالمي. ومع ذلك، فإن وفاته في السابع من أكتوبر 1849 تظل لغزًا غامضًا أثار العديد من التكهنات على مر العقود.
عاش بو حياة مليئة بالتحديات؛ فقد نشأ يتيمًا بعدما فقد والديه في طفولته، وعانى من الفقر والخسائر العائلية والاضطرابات النفسية.
في أواخر سبتمبر 1849، اختفى إدغار آلان بو لعدة أيام قبل أن يُعثر عليه في حالة مزرية في مدينة بالتيمور. كان يرتدي ملابس لا تخصه، ويعاني من هذيان شديد. تم نقله إلى المستشفى، حيث توفي بعد أربعة أيام دون أن يستعيد وعيه الكامل.
لم تُسجل أسباب وفاته رسميًا، وغياب السجلات الطبية الدقيقة أدى إلى ظهور العديد من النظريات حول ما حدث له. وتشمل الاحتمالات:
• التسمم بالكحول أو المخدرات: بو كان معروفًا بمعاناته مع إدمان الكحول، ويُعتقد أن ذلك ربما لعب دورًا في حالته الصحية.
• جريمة اختطاف سياسي (Cooping): هناك نظرية تشير إلى أنه قد تم اختطافه وإجباره على التصويت لصالح مرشحين سياسيين تحت تأثير المخدرات، وهي ممارسة شائعة آنذاك.
• مرض عضوي: اقترحت دراسات حديثة أنه ربما توفي بسبب داء الكلب أو مضاعفات مرض مزمن.
• جريمة قتل: يعتقد البعض أنه تعرض لاعتداء أدى إلى إصابته بصدمة دماغية أودت بحياته.
الغموض يستمررغم مرور أكثر من 170 عامًا على وفاته، لم يتمكن المؤرخون أو العلماء من تحديد السبب الحقيقي لوفاته. لكن غموض نهاية إدغار آلان بو يبدو متماشيًا مع حياته وأعماله الأدبية، التي امتازت بتركيزها على الرعب النفسي والغموض
ترك بو إرثًا أدبيًا أثرى الأدب العالمي وألهم أجيالًا من الكتاب والشعراء. تحولت أعماله إلى مصدر إلهام في الأدب، والمسرح، والسينما، ولا تزال تُقرأ وتُدرس حتى اليوم. أما وفاته، فهي تظل أحد أكثر الألغاز إثارة في تاريخ الأدب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشاعر القصص البوليسية إدغار آلان بو المزيد
إقرأ أيضاً:
لودفيغ تيك والموروث الشعبي.. من الحكايات إلى الأدب
في قلب التحولات الأدبية التي شهدتها ألمانيا في مطلع القرن التاسع عشر، يبرز اسم لودفيغ تيك كأحد أبرز الوجوه التي مزجت بين الخيال الأدبي والتراث الشعبي، ليؤسس بذلك أسلوبًا فريدًا ضمن تيار الرومانسية الألمانية.
ولد تيك في برلين عام 1773، وبدأ حياته الأدبية في سن مبكرة، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت حين بدأ يشتغل على الحكايات الشعبية ويعيد تقديمها بأسلوب أدبي يحمل لمسات من الخيال، الحلم، والرمزية الفلسفية.
الأدب الشعبي بوابة إلى الروحلم تكن نظرة تيك إلى القصص الشعبية نظرة سطحية أو ترفيهية، بل رأى فيها جوهرًا ثقافيًا يعبّر عن روح الأمة الألمانية.
في زمن كانت فيه أوروبا تميل إلى العقلانية والتنوير، اختار تيك أن يغوص في اللاوعي الجمعي، حيث السحر، والغرابة، والرموز التي تعبر عن القلق الوجودي والبحث عن المعنى.
إحدى أشهر قصصه في هذا السياق هي “البرج الأزرق” (Der blaue Salon)، التي تمزج بين العالم الواقعي والخيالي، وتطرح تساؤلات عن الهوية، والمصير، والحقيقة من خلال قصة ذات طابع شعبي غامض.
التعاون مع الأخوين غريمرغم أن الأخوين غريم يُعدان المرجع الأساسي للقصص الشعبية الألمانية، فإن تيك سبقهم في إحياء القصص الشعبية بأسلوب أدبي. ومع أن العلاقة بينه وبين الأخوين لم تكن دائمًا وثيقة، إلا أن مشاريعه المتقاربة معهم تعكس تيارًا فكريًا وثقافيًا مشتركًا سعى للحفاظ على التراث الألماني من الاندثار.
كتب تيك عدة نصوص متأثرة بالحكايات المتناقلة شفهيًا، لكنه لم يكتف بالسرد، بل أضفى عليها عمقًا نفسيًا وفلسفيًا، ما جعله مختلفًا عن جمع وتوثيق القصص فقط، بل حولها إلى أعمال أدبية قائمة بذاتها.
من الحكاية إلى العمل الفنيميزة تيك الكبرى تكمن في قدرته على تحويل القصص البسيطة إلى لوحات أدبية مفعمة بالخيال والرمز.
سواء من خلال قصص قصيرة أو مسرحيات، كان يربط بين السرد الشعبي والأسلوب الفني، ما جعله من الأسماء المؤسسة لما يُعرف لاحقًا بـ”الرومانسية السوداء”