تصدر في الآونة الأخيرة حادث الاعتداء الذي وقع في إحدى المدارس الدولية، حيث قامت ثلاث طالبات بالاعتداء على زميلتهن، مما أسفر عن إصابتها بكسر في أنفها، وهي الحادثة التي أثارت جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما حول كيفية التعامل مع السلوك العنيف لدى الأطفال.

استراتيجيات فعّالة لردع سلوك العنف لدى الأطفال وتعزيز تربية سليمة بعد حادث مدرسة التجمع 

استراتيجيات فعّالة لردع سلوك العنف لدى الأطفال

 في ظل هذا الحادث المأساوي، يجب على الأسر والمجتمع أن يتوجهوا نحو اتخاذ خطوات فعالة في تربية الأطفال وتوجيههم نحو السلوك الإيجابي، مع العمل على ردع أي تصرفات عنيفة قد تكون ناتجة عن غياب التوجيه السليم.

وفقًا لما ذكره موقع "healthychildren"، يقدم الخبراء عدة استراتيجيات تساهم في تحسين سلوك الطفل ورفع وعيه بأهمية التحكم في مشاعره وتجنب العنف.

1. وضع قواعد واضحة وتعليم الطفل السلوكيات الصحيحة

من أهم الأسس التي ينبغي أن يتبعها الآباء في تربية أطفالهم هي تحديد قواعد واضحة ومحددة، وتوضيح السلوكيات المقبولة والمرفوضة. لا يمكن للأطفال أن يتوقعوا كيف يجب أن يتصرفوا إذا لم يتم تعليمهم ذلك بشكل واضح من قبل الأهل. يجب على الوالدين التأكيد على أن السلوك العنيف مرفوض تمامًا، وأنه لا مجال لاستخدام القوة البدنية كوسيلة لحل النزاعات. بتعليم الطفل هذه القواعد منذ سن مبكرة، يمكن بناء أساس سلوكي سليم يمتنع عن التصرفات العدوانية.

2. تعليم الأطفال كيفية التحكم في مشاعرهم وتوجيهها بشكل صحيح

يواجه الأطفال صعوبة في أحيان كثيرة في التعامل مع مشاعرهم خاصة في لحظات الغضب أو الإحباط. وبسبب عدم نضوج مهاراتهم العاطفية، قد يلجؤون إلى التصرفات العنيفة كطريقة للتعبير عن مشاعرهم. لذلك، يجب على الآباء أن يعوّدوا أطفالهم على التعبير عن مشاعرهم بالكلمات بدلاً من العنف الجسدي. تعليم الطفل كيفية التحدث عن مشاعره أو التعبير عنها بطريقة هادئة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير في تحسين سلوكه على المدى البعيد.

3. الابتعاد عن أسلوب التهديد والتوجيه نحو البدائل المناسبة

بدلاً من استخدام أسلوب التهديد مثل "إذا فعلت هذا، سيكون هناك عواقب كبيرة"، يُفضّل أن يتم توجيه الطفل إلى سلوك بديل يتسم بالإيجابية. من خلال تجنب التهديدات، يمكن للوالدين تعليم الطفل كيفية التفاعل مع المواقف بشكل عقلاني، وتوجيهه إلى السلوك الصحيح. على سبيل المثال، إذا ارتكب الطفل خطأ ما، يجب على الأهل إرشاده إلى السلوك الأفضل وتجاهل السلوك السيء بشكل مؤقت، ثم شرح ما يجب أن يفعله الطفل بشكل إيجابي.

4. تعزيز السلوك الجيد من خلال المكافآت والتحفيز الإيجابي

من الضروري أن يعزز الآباء السلوك الجيد عند الأطفال من خلال المكافآت والتشجيع المستمر. عندما يظهر الطفل سلوكًا إيجابيًا أو يتعامل مع المواقف بهدوء، يجب أن يلاحظ الأهل هذا التصرف ويكافئوه، سواء كان ذلك من خلال كلمات تشجيعية أو مكافآت ملموسة. المكافأة ليست مجرد تشجيع، بل هي أداة فعالة لترسيخ السلوك الإيجابي في ذهن الطفل، مما يعزز من قدرته على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

5. مراقبة التفاعلات الاجتماعية والتدخل في حال وجود تصرفات عنيفةاستراتيجيات فعّالة لردع سلوك العنف لدى الأطفال

في بعض الأحيان، تتطور الخلافات بين الأطفال إلى سلوك عدواني، ويجب على الآباء مراقبة هذه المواقف بعناية. بينما ينبغي إعطاء الطفل الفرصة للتعامل مع الخلافات بشكل مستقل في مواقف معينة، يجب التدخل فورًا إذا حدث تصرف عنيف. عندما يتورط الطفل في مشاجرة أو نزاع عنيف، يجب على الأهل الفصل بين الأطراف المتنازعة وإرشاد الطفل إلى كيفية حل المواقف الاجتماعية عن طريق الحوار بدلاً من العنف. من الضروري أن يتعلم الطفل أن الحلول السلمية هي السبيل الأفضل لتجاوز النزاعات.

الباراسيتامول الأكثر مبيعًا في العالم.. حبة علاج أم تأثير خفي على العقل والسلوك؟6. استخدام العقاب باعتدال وفي الحالات الضرورية فقط

قد يكون العقاب جزءًا من عملية التربية، ولكن يجب أن يُستخدم بحذر وفي الحالات الضرورية فقط. عندما يرتكب الطفل تصرفًا عنيفًا أو غير لائق، ينبغي أن يكون العقاب منطقيًا ومتناسبًا مع حجم الخطأ. العقاب يجب أن يكون في إطار تعزيز التعليم وليس انتقامًا، لذلك يجب تجنب العقوبات القاسية أو المبالغ فيها التي قد تترك تأثيرًا سلبيًا على نفسية الطفل. العقاب المعتدل والمناسب يساعد الطفل على فهم العواقب الطبيعية لأفعاله دون أن يشعر بالظلم.

7. الثبات في القرارات وعدم الشعور بالذنب عند تأديب الطفلاستراتيجيات فعّالة لردع سلوك العنف لدى الأطفال

من المهم أن يتمتع الآباء بالثبات في اتخاذ القرارات التأديبية، وألا يشعروا بالذنب حيال تأديب أطفالهم. الشعور بالذنب قد يجعل الطفل يعتقد أنه على صواب رغم سلوكه السيئ. من خلال الحفاظ على الثبات وعدم التردد في اتخاذ القرارات الصحيحة، يتعلم الطفل أن تصرفاته العنيفة أو غير اللائقة لها عواقب يجب تحملها. يجب أن يكون العقاب جزءًا من عملية تعليمية تساهم في نمو الطفل بشكل سليم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحادث منصات التواصل الاجتماعي مدرسة التجمع إحدى المدارس الدولية المزيد یجب على أن یکون من خلال یجب أن

إقرأ أيضاً:

أحمد فايق يستعرض تجربتين نفسيتين تكشفان سلوك الإنسان.. الغوريلا والمارشميلو

استعرض الإعلامي أحمد فايق في برنامجه مصر تستطيع تجربتين نفسيتين مهمتين تكشفان جوانب من سلوك الإنسان وتفسران كيفية تأثير الإدراك والتحكم في الذات على القرارات المستقبلية.


تجربة "اختبار الغوريلا" وعمق "العمى غير المقصود"
التجربة الأولى هي "اختبار الغوريلا"، التي تفسر نظرية "العمى غير المقصود" وكيف يؤثر التركيز الشديد على الإدراك. تتضمن التجربة قيام مجموعة من الأشخاص بتحدي تمرير الكرة لعدة مرات. بشكل مفاجئ، تدخل "غوريلا" بينهم، ولكن بسبب التركيز المفرط على مهمة تمرير الكرة، لم يدرك وجودها أحد. يوضح فايق أن هذه الظاهرة تُعرف في التجارب النفسية باسم "العمى غير المقصود"، حيث يفشل الدماغ في معالجة المعلومات المرئية غير المتوقعة بسبب الانشغال بمهام أخرى.
تجربة "اختبار المارشميلو" وأهميتها في تربية الأبناء
أما التجربة الثانية التي عرضها فايق فهي "اختبار المارشميلو"، التي تعد من الاختبارات المهمة في تربية الأبناء. في هذه التجربة، يُخيّر الطفل بين الحصول على قطعة مارشميلو بشكل فوري، أو الحصول على قطعتين بعد الانتظار لمدة ساعة. تبرز هذه التجربة أهميتها كتجربة نفسية توضح تأثير الإشباع المؤجل على التعلم والنجاح المهني للأطفال في المستقبل.
وأوضح أحمد فايق أن الطفل الذي يختار الحصول على قطعة المارشميلو بسرعة دون تفكير، قد يواجه مشكلات في التربية مستقبلًا، بينما الأطفال الذين يختارون الحصول على قطعتين بعد مرور ساعة يكونون قد تربوا على نمط سلوكي جيد يعكس قدرتهم على التحكم في الذات وتأجيل الإشباع. واختتم فايق بأن تجربة المارشميلو تعيد تصنيف الأطفال إلى نوعين: "متفوقين" قادرين على تأجيل المكافآت لتحقيق مكاسب أكبر، و"مستهلكين" يفضلون الإشباع الفوري.

طباعة شارك أحمد فايق مصر تستطيع المارشميلو

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يجبر قوافل المساعدات على سلوك طرق تواجد عصابات السطو بغزة
  • الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال يجبر قوافل المساعدات على سلوك طرق تسهل السطو
  • «كيلار ستيا» من سوهاج تفوز بالمركز الثاني بمسابقة "الطفل المبدع" باختراع يخدم الإنسانية
  • الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية
  • إب.. مساعٍ حوثية لتمييع قضية "بائع الزلابيا المسن"
  • السفير الروسي: لندن توهم زيلينسكي بإفلاته من العقاب عبر دعمها غير المحدود له
  • أحمد نبوي: هذا ما يسببه الإيذاء اللفظى والنفسي بين الزوجين فى حياة الأطفال
  • مستغانم.. سنة سجنا نافذا للمعتدي على الطفل نذير  
  • أحمد فايق يستعرض تجربتين نفسيتين تكشفان سلوك الإنسان.. الغوريلا والمارشميلو
  • حادث السفارة وعاصفة هواية قتل الأطفال يشعلان الجدل في إسرائيل