نيكولا دوروفيتش مدرب السيب لـ «عُمان»:

ليس هناك سبب لعدم استمراري في السيب، وتعلمت أن مسابقة الكأس هنا أهم من الدوري، ولا يمكن أن أتحدث الآن عن استمراري من عدمه، فهذا قرار مجلس إدارة النادي. وجاءتني عروض من دول المنطقة في يناير الماضي بإضعاف عقدي مع نادي السيب، لكنني رفضتها لأن المقابل المادي ليس كل شيء، وأنا مرتاح هنا، وكانت لدي أهداف في النادي، واحترمت عقدي مع النادي، والراحة النفسية أهم من المال، وسبل النجاح أراها أمامي.

وفي صربيا يتحدثون عن فوز السيب بالدوري العماني، وهذا أمر إيجابي بالنسبة لي، لهذا ليس هناك سبب لترك السيب طالما سبل النجاح متوفرة. بهذه الكلمات بدأ الصربي نيكولا دوروفيتش، مدرب الفريق الكروي بنادي السيب، والذي تعاقد معه النادي في شهر يوليو من العام الماضي، حديثه لـ«عُمان».

استهل نيكولا دوروفيتش حديثه قائلاً: في البداية لابد أن أقدم شكري الجزيل لمجلس إدارة نادي السيب والجهاز الإداري واللاعبين على التعاون المثمر منذ وصولي إلى سلطنة عمان واستلامي مهمة تدريب الفريق الكروي بنادي السيب، الأمر الذي سهل من مهمتي في تنفيذ الأهداف التي وضعتها منذ البداية.

وكلمة حق يجب أن تقال في العناصر التي تواجدت معي طوال الموسم والتي استفدت منهم كثيرًا، وكنت محظوظًا بتدريب هذه المجموعة من اللاعبين الذين يملكون الخبرة الميدانية، ومعهم العناصر الشابة الأخرى. وارتحت كثيرًا مع هذه المجموعة المتناسقة التي سهلت الكثير من الأمور، ولم تكن هناك أي مشكلة في التعامل مع هذه المجموعة التي كانت تتميز بخليط من لاعبي الشباب والخبرة. وأضاف: الجانب الأهم في نجاحنا كان وقوف إدارة النادي، وكانت الأمور الإدارية والمالية منظمة للغاية، والإمكانيات متوفرة، وهما أمران لا أخفي عليك كنت متخوفًا منهما.

تجربة ناجحة

وعن تجربته بنادي السيب قال دوروفيتش: تجربتي الأولى مع السيب كانت ناجحة، ومن حق الجماهير أن تطالب بكل البطولات، وهذا أمر بديهي، وفي كرة القدم الحديثة لا يمكن لفريق واحد أن يستحوذ على كل البطولات، وفوزنا بلقب دوري عمانتل كان الأهم، وهذا على مستوى العالم لأن الفوز بالدوري يعني أنك الفريق الأفضل.

وأردف قائلاً: فوزنا بالدوري منحنا فرصة المشاركة في بطولة النخبة الآسيوية، وهذا أعتبره إنجازًا كبيرًا، مبينًا أن الفريق كان بطلاً العام الماضي ولعب في كأس التحدي الآسيوي، وتصدر مجموعتنا بالعلامة الكاملة. وهذه النتائج التي حققها السيب منحت أندية سلطنة عمان مقعدًا في كأس النخبة الآسيوية، وهذا أمر يجب أن ننظر إليه بعين الاعتبار، ولو كانت نتائج السيب سلبية لما حقق الدوري العماني هذا التصنيف الآسيوي.

وأضاف: كان هدفنا تحقيق مسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم وكأس التحدي الآسيوي، لكن لم نحقق المراد، وهنا أريد أن أوضح بعض الجوانب المهمة في مسابقة الكأس، حيث لم يصعد السيب للنهائي خلال الموسمين السابقين. ولا أريد أن أبرر ما حدث في المباراة النهائية، ولا أريد الحديث عن أخطاء الحكام، لكن أطالب بأن تكون هناك وقفة جادة فيما يخص التحكيم، وأن تكون تقنية الفار متاحة في جميع المباريات وليست المباراة النهائية لوحدها.

أما بالنسبة لكأس التحدي الآسيوي فقد كنا الأفضل أمام العربي الكويتي، وأضعنا الفرصة من بين أيدينا في المباراتين، وكان من المفروض أن نتجاوز العربي، لكن الحظ لم يحالفنا. وإذا حللنا مباراة السوبر والمسببات فإنني لم أستوعب حتى الآن ما حدث في تلك المباراة.

وتابع: الحظ والنحس مؤمن به في حياتي وليس في كرة القدم، ولو كان الحظ معنا، كمثال، لكنا متأهلين أمام العربي. وأنا لا أدافع عن خسارة البطولات الثلاث التي خسرناها، وأنا أتحملها.

وعن الأخطاء التي حدثت في المباريات الثلاث قال: اللاعب بشر ويمكن أن يخطئ، لكن للأمانة هناك تناغم كبير بين عناصر الخبرة والشباب، وهم يوجهون اللاعبين الصغار ويحاولون تطبيق المطلوب منهم.

وأكد أنه ليس من الصواب أن نشارك باللاعبين الشباب في كل وقت، ولابد من اختيار الوقت المناسب، وعلينا ألا نفكر بالعاطفة، والعناصر الشابة منحت الفرصة في مباريات كأس الاتحاد وشاركوا في بعض مباريات الدوري، وهدفنا كان التوازن في الاختيارات وتفكيري في المستقبل، وهذه العناصر ستكون جاهزة في الموسم القادم. وأوضح أن اللاعبون يعرفونني تمامًا بأنني لا أجامل أحدًا، ولست عسكريًا حتى أكون صارمًا، وليس هناك ما يستدعي لذلك، كما أنه ليست لدي علاقة شخصية باللاعبين، وعلاقتي بهم في الملعب فقط.

الموسم المقبل

وعن الموسم القادم في حالة استمراريته قال دوروفيتش: نحتاج لدعم الفريق بلاعبين على مستوى عالٍ إذا أردنا المنافسة آسيويًا، لكن قبل ذلك يجب أن تكون الأمور واضحة حول روزنامة المسابقات المحلية حتى نبني عليها مسارنا للموسم القادم.

وعن عدم ثبات مستوى الفريق بعد البداية الجيدة في الدور الأول قال: لم يتغير شيء، فقد واصلنا نفس العمل ونفس الأسلوب ونفس التدريب، وقد يكون الإرهاق سببًا من الأسباب بسبب تواجدهم في المنتخب الوطني، وقد يكون التوقف الطويل للدوري، لكن هذا ليس مبررًا، وهناك جوانب أخرى قد تحدث غريبة وعجيبة، ولهذا فإنه لابد من الاهتمام بالمراحل السنية وتقوية مسابقاتها والتكوين بالنسبة للاعب مهم جدًا، ولا يمكن أن تعلم اللاعبين الكرة وهم في سن متأخرة لأنه لن يعطيك كثيرًا، ولابد لفرق المراحل السنية أن تستمر في تدريباتها ولا تتوقف مع انتهاء المسابقات المحلية.

مسيرة متنوعة

يملك دوروفيتش مسيرة غنية ومتنوعة، إذ بدأ مسيرته كلاعب في صفوف بارتيزان بلجراد، أحد أعرق الأندية في صربيا، حيث تألق في مركز الوسط المهاجم وساهم في فوز الفريق بالعديد من الألقاب المحلية، وبعد اعتزاله اللعب أواخر التسعينيات، اتجه دوروفيتش نحو عالم التدريب؛ حيث بدأ مسيرته التدريبية في الفئات العمرية لنادي بارتيزان، وأظهر موهبة فريدة في تطوير المواهب الشابة وإعدادها للفريق الأول، ما لفت أنظار العديد من الأندية الأوروبية.

وفي عام 2005، انتقل دوروفيتش للعمل كمساعد مدرب في زينيت سانت بطرسبرج الروسي، حيث عمل تحت قيادة مدربين بارزين مثل ديك أدفوكات وأندري أرشافين. وخلال فترته مع زينيت، ساهم في فوز الفريق بالدوري الروسي، وكأس الاتحاد الأوروبي "الدوري الأوروبي حاليًا" في موسم 2007-2008.

وبعد نجاحه في روسيا، عاد دوروفيتش إلى صربيا ليتولى منصب المدير الفني لنادي فوجفودينا نوفي ساد عام 2010، وخلال فترة قيادته للفريق نجح في تحقيق نتائج لافتة بالدوري الصربي، وقاد الفريق للمشاركة في التصفيات المؤهلة للدوري الأوروبي. وفي عام 2013، انتقل دوروفيتش لليونان ليتولى تدريب أتروميتوس أثينا، ونجح في تحقيق المركز الرابع بالدوري اليوناني الممتاز لموسمين متتاليين، ما منح الفريق فرصة المشاركة في الدوري الأوروبي.

وشهد عام 2016 انتقال دوروفيتش للدوري البلغاري، حيث تولى تدريب لودوجوريتس رازجراد، وقاده للفوز بلقب الدوري البلغاري وكأس السوبر البلغاري، كما قاد الفريق للمشاركة في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. وفي 2019، قرر دوروفيتش خوض تجربة جديدة في الشرق الأوسط، حيث انضم للجهاز الفني لنادي الهلال السعودي كمساعد للمدرب الروماني رازفان لوتشيسكو.

وخلال فترته مع الهلال ساهم في فوز الفريق بلقب دوري أبطال آسيا عام 2021، إضافة للفوز بالدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين. كما عمل دوروفيتش في الموسم قبل المنقضي كمساعد مدرب للبرتغالي خورخي جيسوس في الهلال، ونجحا معًا في تحقيق لقبي الدوري وكأس الملك، بالإضافة إلى بطولة السوبر. ويتميز أسلوب دوروفيتش التدريبي بالتركيز على اللعب الهجومي المنظم والاعتماد على الشباب، مع التركيز على تطوير المهارات الفردية للاعبين، كما يُعرف عنه قدرته على التكيف مع مختلف الثقافات الكروية، وهو ما ظهر جليًا في تنقلاته بين أوروبا وآسيا.

المصدر: لجريدة عمان