أكبر شجرة في العالم تذهل العلماء بمساحة تعادل 4 ملاعب كرة قدم
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
الحياة النباتية البرية تعج بالعديد من الأسرار والألغاز التي لا حصر لها، ففي قرية كاديري النائية بمنطقة أنانتابور بولاية أندرا براديش جنوب الهند، توجد شجرة تتحدى الفهم المنطقي للعلماء، فهي عبارة عن أكبر شجرة بانيان في العالم (شجرة تين)، ويعتبرها العلماء أكثر من مجرد أعجوبة نباتية، بل هي بمثابة ظاهرة ثقافية وروحية وبيئية.
تُعرف أكبر شجرة بانيان (تين) في العالم بـ ثيماما ماريمانو التي يعود عمرها لنحو 550 عاما، حيث تم تسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكبر مظلة شجرة في العالم في عام 1989، حيث تعتبر هذه الشجرة دليلًا واضحًا على مدى قوة الحياة غير العادية لأشجار البانيان، القادرة على التوسع عبر مساحات شاسعة من الأراضي من خلال عادات نموها الفريدة، بحسب مجلة «فوربس» العالمية.
وحتى يمكن استيعاب حجم شجرة ثيماما ماريمانو، تخيل أنك تسير تحت مظلتها الممتدة التي تغطي ما يقرب من 5 أفدنة، حيث تمتد هذه المظلة على مساحة مذهلة تبلغ نحو 19107 أمتار مربعة، وتوفر ظلًا واسعًا يعادل مساحة أربعة ملاعب كرة قدم مجتمعة جنبًا إلى جنب.
سر اسم الشجرةتمت تسمية هذه الشجرة على اسم ثيماما، وهي امرأة هندية كانت تحظى بالاحترام بسبب تفانيها وإخلاصها في العمل ووفقًا للأساطير المحلية.
تقول الأسطورة إن هذه السيدة الهندية أحرقت نفسها على محرقة جثة زوجها في القرن الخامس عشر، ومن ثم خرجت الشجرة من أحد الأعمدة التي دعمت هذه المحرقة، لذا يتم اعتبارها بمثابة تابوت حي.
وبشكل سنوي تجذب هذه الشجرة آلاف الزوار الذين يقصدونها لأهميتها البيئية والروحية وفق الأساطير الهندية، حيث يعتقد بعض السكان المحليين أنها تبارك الأزواج الذين ليس لديهم أطفال بالإنجاب وتلعن كل من يزيل أوراقها.
كما تعتبر أشجار البانيان بشكل عام، مقدسة في الأساطير الهندوسية والثقافة الهندية لكن بالنسبة للجانب البيئي، فتعتبر أشجار البانيان من الأنواع الأساسية في بيئاتها، فهي توفر الموائل والغذاء للعديد من الكائنات الحية، بما في ذلك الخفافيش والطيور والحشرات، كما تمنع أنظمتها الجذرية الواسعة تآكل التربة، مما يجعلها حيوية لاستقرار النظم البيئية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أکبر شجرة فی العالم
إقرأ أيضاً:
البيت الذي بنيناه عندما كنا صغارًا
سميرة أمبوسعيدية
في قريتنا الصغيرة، مناظر طبيعية خلابة، تنساب تحت ظلالها مياه الأفلاج التي تمر بين ضفاف النخيل والأشجار المتنوعة، وعلى ضفاف الفلج، حيث تتراقص أشعة الشمس على صفحة الماء، نلعب أنا ورفيقات الطفولة. نركض معًا، نضحك ونمرح، نلتقط زهور البرية ونصنع منها أكاليل جميلة. نغني أغاني الطفولة، ونروي القصص عن أحلامنا الكبيرة.
تتسابق قلوبنا مع خفقات الفرح، ونشعر بأن العالم ملك لنا. نغمر أقدامنا في الماء البارد، ونشعر بالانتعاش. كل لحظة هنا تحمل عبق الذكريات، وتعيد لنا شريط الأيام الجميلة التي لا تُنسى.
يا لها من أيام، حيث كانت البساطة هي كل ما نحتاجه، وحيث كانت الصداقة هي أغلى ما نملك، لكن كانت هناك شجرة محبوبة لي ولرفيقات الطفولة، كنا نتجمع تحت أغصانها للاستمتاع بظلها ونلعب ونلهو. إنها شجرة الليمون المتفرعة بأغصان كبيرة وثمار وفيرة. حيث قررنا ذات مرة، بناء بيت صغير تحت هذه الشجرة ليكون ملاذنا ومملكتنا الخاصة.
كانت فكرة لا أعرف من اقترحها، ولكنني شعرت أننا نستطيع فعلها وحدنا بإمكاناتنا البسيطة وبعقولنا الطفولية المتوقدة، لذلك أول ما فعلناه هو جمع الأغصان والأوراق الجافة من حولنا. واستخدمنا الأغصان القوية الجافة من بقايا النخيل ما نسميه بالعامية (الزور) لبناء الهيكل، بينما استخدمنا الأوراق (من خصف النخيل) لتغطية السقف.
وبعد ساعات من العمل الجاد، أصبح لدينا بيت صغير جميل تحت شجرة الليمون. قررنا الجلوس تحت ظله نتبادل القصص ونتشارك في الأحلام في بيتنا الذي بنيناه بأيدينا، فكم هو جميل أن تحلم ببناء شيء بيدك أو حلم يراودك وسعيت لتحقيقه، وبعد برهة تحقق بناء حلمك أو بيتك وأنت في أنفة الفخر والاعتزاز، فهذا وذاك يتشابهان رغم بساطة الحلم إلا أن طفولتنا تراه شيئًا كبيرًا.
لكنا لم نكتفِ بذلك، بل قررنا أيضًا صنع دُمى جميلة (من سعف وكرب النخيل). جمعنا السعف والكرب من حولنا وبدأنا في تشكيل الدمى. كانت الدمى تمثل شخصيات مختلفة، مثل الفلاحين والطيور والحيوانات. استخدمنا الألوان الطبيعية لتلوين الدمى، مما جعلها تبدو أكثر حيوية.
مع مرور الوقت، أصبح البيت تحت شجرة الليمون مكانًا مميزًا لنا، حيث كنا نجتمع فيه كل يوم بعد المدرسة. نلعب بالدمى، ونقطف الليمون الطازج من الشجرة ونرش عليه حبيبات من الملح والفلفل ونأكله، رغم صعوبة مضغه نظرًا للذَاعة طعمه؛ حيث كنا نفعل حركات بهلوانية لا يفعلها سوى المجنون فقط لنستطيع مضغه، ونستمتع بأوقاتنا معًا.
وهكذا، أصبح البيت الصغير تحت شجرة الليمون رمزًا للصداقة والمرح واللعب، وذكريات الطفولة الجميلة التي ستظل محفورة في قلوبنا إلى الأبد.