لجريدة عمان:
2025-11-09@02:49:05 GMT

ترامب وحملة قمع المهاجرين

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

وعد دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، وهو الوعد الذي يؤيده العديد من الأمريكيين، ولكن حتى الآن، كانت إدارته أكثر تركيزا على معاقبة المهاجرين الشرعيين، من خلال التهديد بزيادة الضرائب المفروضة عليهم، ونقل أبنائهم إلى الخارج، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة تماما.

ولكن هل هذا صحيح؟ إن الرئيس وأنصاره يدحضون الاتهامات الموجهة إليهم بأنهم يكرهون الأجانب، ويقولون: إنهم لا يحملون أي شيء ضد المهاجرين في حد ذاتهم. إنهم يريدون فقط أن ينتظر المهاجرون دورهم ويأتون إلى أمريكا بالطريقة «الصحيحة». وكما قال ترامب لزميلي في واشنطن بوست (مارك أ. ثيسن) في الخريف: «سوف يأتي الناس إلى البلاد، ولكنهم سوف يأتون بشكل قانوني، نحن بحاجة إلى هؤلاء الناس».

ولكن هذا الخطاب يتناقض مع تاريخ ترامب. ففي ولايته الأولى، لم يكن لقراراته أي تأثير يذكر على مستويات الهجرة غير الشرعية، ولكنه نجح في خفض مستويات الهجرة القانونية. وفي مرحلة ما، نجح في خفض الهجرة القانونية بأسرع وتيرة سنوية في تاريخ الولايات المتحدة.

على سبيل المثال، هدد ترامب هذا الأسبوع بمضاعفة الضرائب على الرعايا الأجانب الذين يعملون بشكل قانوني في البلاد. هذه الخطوة مرّت دون أن تحدث أي ضجة لأنها كانت جزءًا من أمر تنفيذي أوسع نطاقًا بشأن التجارة. ما لم يكن لديك فهم عميق لقانون الضرائب، فربما فاتتك إشارته إلى قانون نادرًا ما يُذكَر صدر عام 1934، الذي لم يطبق من قبل. يسمح هذا القانون للرئيس بمضاعفة الضرائب من جانب واحد على جميع المواطنين والشركات من أي دولة يُعتقد أنها فرضت ضرائب «تمييزية» ضد الأمريكيين، دون الحاجة إلى موافقة إضافية من الكونجرس.

في هذا السياق، يبدو أن ترامب على استعداد لتطبيق هذا القانون كجزء من حروبه التجارية (ضد المواطنين الصينيين في الولايات المتحدة، على سبيل المثال). وتكهن البعض بأنه سيستخدمها ضد الأشخاص من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى وافقت على فرض ضريبة دنيا عالمية على الشركات المتعددة الجنسيات. ولكي نكون واضحين، تم التوصل إلى هذه الاتفاقية بوساطة الولايات المتحدة، على الأقل حتى انسحب ترامب منها قبل بضعة أيام. وإذا كان ترامب متهورًا بما فيه الكفاية، فإن أمره التنفيذي سيمكنه من مضاعفة الضرائب على كل مواطن بريطاني أو ياباني أو كندي بشكل عشوائي يعملون بشكل قانوني في أمريكا، أو في هذا الصدد، من الأمريكيين الذين يحملون جنسية مزدوجة من هذه البلدان، ويعملون بشكل شرعي هنا.

وهناك أيضا الأمر التنفيذي الذي يحاول إلغاء ضمانات التعديل الرابع عشر للجنسية لأي شخص يولد في الولايات المتحدة (وهو الأمر الذي أوقفه قاضٍ فيدرالي مؤقتا يوم الخميس). وقد أشارت بعض التغطيات الإعلامية (واستطلاعات الرأي) إلى أن الأمر التنفيذي يتعلق بإنكار حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين لمهاجرين غير شرعيين. وهذا التفسير صحيح، لكنه يقلل أيضا من مدى تطرف هذا الإجراء. كما أنه من شأنه أن يحرم الأطفال المولودين لمعظم فئات المهاجرين الشرعيين، مثل أولئك الذين يحملون تأشيرات القوى العاملة الماهرة أو الطلاب من الحصول على الجنسية.

وبالتالي، فإن الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لوالدين هنديين الذين علقوا في طابور انتظار البطاقة الخضراء لمدة عشر سنوات سوف يُحرمون من الحصول على الجنسية بالولادة، حتى لو عاش هؤلاء الأطفال حياتهم كلها هنا وكان والداهم على طريق الحصول على الإقامة الدائمة.

وأخيرا، يعمل ترامب على إلغاء العديد من الطرق التي تتيح للمهاجرين القدوم إلى هنا بشكل قانوني.

على سبيل المثال، يتعين على اللاجئين الانتظار لسنوات قبل الموافقة على قبولهم في الولايات المتحدة. ويخضعون لجولات متعددة من المقابلات حول تاريخهم من الاضطهاد، ثم يخضعون لمستويات إضافية من الفحوصات الأمنية والصحية. وينبغي أن تكون هذه العملية نموذجا للنوع من «التدقيق الشديد» الذي ينادي به ترامب.

ولكن ما إن تولى ترامب السلطة حتى أمر بتعليق نظام اللاجئين بالكامل، وألغى رحلات اللاجئين الذين تم بالفعل الموافقة عليهم، وكان من المقرر أن يصلوا إلى هنا. ومن بين العالقين حوالي 1700 أفغاني، منهم من ساعدوا في الجهود العسكرية الأمريكية أو هم من عائلات أفراد عسكريين أمريكيين في الخدمة الفعلية.

وفي الوقت نفسه، ألغى ترامب المقابلات الخاصة بطالبي اللجوء الذين كانوا ينتظرون في المكسيك لشهور للدخول إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني عبر نقاط الدخول الحدودية، كما أنهى برنامجًا في عهد بايدن يسمح، بإذن مسبق، لمواطني دول معينة بالتقدم بطلبات للقدوم إلى أمريكا، بعد الخضوع للفحص وتأمين راعٍ ماليٍّ أمريكي. أدى هذا البرنامج إلى انخفاض كبير في عبور الحدود بشكل غير قانوني من قبل أشخاص من دول مؤهلة.

إن إغلاق هذه الطرق القانونية المنظمة للهجرة إلى أمريكا لا يشكل خيانة للأشخاص الذين انتظروا بصبر واتبعوا قوانيننا فحسب، بل إنه يشجع أيضا المزيد من الهجرة غير الشرعية، لأن الأشخاص اليائسين الفارين من الحرب والاضطهاد سوف يجدون سبلا أخرى للهجرة.

لا أشك كثيرا في أن أياما سوداء لا يمكن تصور ظلامها تنتظر المهاجرين غير الشرعيين، الذين صورهم ترامب زورا على أنهم أعضاء في عصابات إجرامية وآكلي حيوانات أليفة. وسوف تتكرر مثل هذه التشويهات المعادية للأجانب، مرارا وتكرارا، بينما يدافع أنصار ترامب عن عدم إنسانيته، ويتجنبون اتهامات التعصب. وسوف يقولون: إن ترامب لا يفعل أكثر من تنفيذ تفويضه لتحقيق القانون والنظام. ولكن في المرة القادمة التي تسمع فيها هذا الكلام، تذكر كيف يعامل الأجانب الذين يلتزمون بالقانون.

كاثرين رامبيل كاتبة رأي في صحيفة واشنطن بوست. وهي تغطي بشكل متكرر الاقتصاد والسياسة العامة والهجرة والسياسة، مع التركيز بشكل خاص على الصحافة القائمة على البيانات. قبل انضمامها إلى صحيفة واشنطن بوست، كتبت عن الاقتصاد والمسرح لصحيفة نيويورك تايمز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة بشکل قانونی

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تعتزم إنهاء الحماية المؤقتة لمواطني جنوب السودان في الولايات المتحدة

يُقدَّر عدد المستفيدين من البرنامج بنحو خمسة آلاف شخص يعيشون حالياً في الولايات المتحدة؛ البرنامج أتاح لهم منذ أكثر من 14 عاماً الحماية من الترحيل وإمكانية العمل بشكل قانوني، في ظل ظروف الحرب الأهلية وعدم الاستقرار في بلادهم.

نيروبي: التغيير

تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء برنامج الحماية المؤقتة  الممنوح لمواطني جنوب السودان المقيمين في الولايات المتحدة، في خطوة قد تنهي سنوات من الإقامة القانونية التي استفاد منها آلاف النازحين من الدولة الإفريقية، وفق ما نقلته شبكة (سي بي إس نيوز).

وقالت الشبكة الأربعاء، إن وزارة الأمن الداخلي الأميركية قررت إنهاء البرنامج بناءً على توصية الوزيرة كريستي نويم، بعد مشاورات مع وزارة الخارجية وعدد من الوكالات الفيدرالية المعنية.

وبرّرت الوزارة القرار بالإشارة إلى ما وصفته بـ«انتهاء الصراع المسلح وتحسن العلاقات الدبلوماسية مع جوبا»، إضافةً إلى «تعهد حكومة جنوب السودان بإعادة دمج العائدين»، معتبرةً أن تمديد البرنامج لم يعد متسقاً مع المصالح الأميركية.

ومن المقرر أن تنتهي صلاحية البرنامج في 3 نوفمبر 2025، على أن يُنشر الإشعار الرسمي بالإنهاء في السجل الفيدرالي خلال الأسبوع الجاري. ووفقاً لمسؤول في الوزارة، ستُمنح فترة سماح مدتها 60 يوماً لمواطني جنوب السودان لمغادرة البلاد طوعاً قبل بدء تنفيذ قرارات الترحيل في يناير المقبل.

ويُقدَّر عدد المستفيدين من البرنامج بنحو خمسة آلاف شخص يعيشون حالياً في الولايات المتحدة. وكان البرنامج قد أتاح لهم منذ أكثر من 14 عاماً الحماية من الترحيل وإمكانية العمل بشكل قانوني، في ظل ظروف الحرب الأهلية وعدم الاستقرار في بلادهم.

ويعود إطلاق هذا البرنامج إلى فترة ما بعد استقلال جنوب السودان في عام 2011، حينما واجهت الدولة الوليدة صراعات مسلحة وأزمات إنسانية دفعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى تمديد العمل به بصورة منتظمة.

وكان آخر تجديد رسمي للبرنامج قد تم في نوفمبر 2023 بواسطة وزير الأمن الداخلي آنذاك أليخاندرو مايوركاس، لمدة 18 شهراً، حتى 3 مايو 2025، بسبب استمرار الصراع والظروف الاستثنائية التي تحول دون عودة اللاجئين بأمان.

غير أن الوزارة مددت العمل به تلقائياً لستة أشهر إضافية إلى 3 نوفمبر الجاري، بعد تأخر مراجعة أوضاع جنوب السودان ضمن المهلة القانونية.

ويُمثل هذا القرار، بحسب مراقبين، تحولاً كبيراً في السياسة الأميركية تجاه جنوب السودان، البلد الذي لا يزال يعاني من تداعيات الحرب الأهلية وضعف البنية الاقتصادية والإنسانية، وسط تحذيرات أممية من خطر انزلاقه مجدداً إلى دائرة الصراع المسلح.

الوسومالرئيس الأميركي دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية جنوب السودان

مقالات مشابهة

  • بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.. أردوغان يتخذ قرار بشأن الشرع ووزير داخليته
  • ترامب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لـ«قمة العشرين» في جنوب أفريقيا
  • الولايات المتحدة تتخذ قرارا بخصوص الشرع قبيل لقائه بترامب
  • الولايات المتحدة تتخذ إجراء بخصص الشرع قبيل لقائه بترامب
  • الولايات المتحدة تضغط لاعتماد خطة ترامب بشأن غزة كمرجع في القانون الدولي
  • أوربان: الولايات المتحدة وهنغاريا فقط من يدعم السلام في أوكرانيا
  • غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن كوب 30: اختبار حقيقي لقدرة العالم على مواجهة تغيّر المناخ
  • من معيتيقة إلى أربيل.. إعادة 25 مهاجراً عراقياً دخلوا ليبيا بشكل غير قانوني
  • ترامب غاضبا ساخطا: الولايات المتحدة فقدت “شيئا من السيادة” بعد فوز ممداني في نيويورك
  • إدارة ترامب تعتزم إنهاء الحماية المؤقتة لمواطني جنوب السودان في الولايات المتحدة