لجريدة عمان:
2025-06-06@02:30:51 GMT

ترامب وحملة قمع المهاجرين

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

وعد دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، وهو الوعد الذي يؤيده العديد من الأمريكيين، ولكن حتى الآن، كانت إدارته أكثر تركيزا على معاقبة المهاجرين الشرعيين، من خلال التهديد بزيادة الضرائب المفروضة عليهم، ونقل أبنائهم إلى الخارج، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة تماما.

ولكن هل هذا صحيح؟ إن الرئيس وأنصاره يدحضون الاتهامات الموجهة إليهم بأنهم يكرهون الأجانب، ويقولون: إنهم لا يحملون أي شيء ضد المهاجرين في حد ذاتهم. إنهم يريدون فقط أن ينتظر المهاجرون دورهم ويأتون إلى أمريكا بالطريقة «الصحيحة». وكما قال ترامب لزميلي في واشنطن بوست (مارك أ. ثيسن) في الخريف: «سوف يأتي الناس إلى البلاد، ولكنهم سوف يأتون بشكل قانوني، نحن بحاجة إلى هؤلاء الناس».

ولكن هذا الخطاب يتناقض مع تاريخ ترامب. ففي ولايته الأولى، لم يكن لقراراته أي تأثير يذكر على مستويات الهجرة غير الشرعية، ولكنه نجح في خفض مستويات الهجرة القانونية. وفي مرحلة ما، نجح في خفض الهجرة القانونية بأسرع وتيرة سنوية في تاريخ الولايات المتحدة.

على سبيل المثال، هدد ترامب هذا الأسبوع بمضاعفة الضرائب على الرعايا الأجانب الذين يعملون بشكل قانوني في البلاد. هذه الخطوة مرّت دون أن تحدث أي ضجة لأنها كانت جزءًا من أمر تنفيذي أوسع نطاقًا بشأن التجارة. ما لم يكن لديك فهم عميق لقانون الضرائب، فربما فاتتك إشارته إلى قانون نادرًا ما يُذكَر صدر عام 1934، الذي لم يطبق من قبل. يسمح هذا القانون للرئيس بمضاعفة الضرائب من جانب واحد على جميع المواطنين والشركات من أي دولة يُعتقد أنها فرضت ضرائب «تمييزية» ضد الأمريكيين، دون الحاجة إلى موافقة إضافية من الكونجرس.

في هذا السياق، يبدو أن ترامب على استعداد لتطبيق هذا القانون كجزء من حروبه التجارية (ضد المواطنين الصينيين في الولايات المتحدة، على سبيل المثال). وتكهن البعض بأنه سيستخدمها ضد الأشخاص من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى وافقت على فرض ضريبة دنيا عالمية على الشركات المتعددة الجنسيات. ولكي نكون واضحين، تم التوصل إلى هذه الاتفاقية بوساطة الولايات المتحدة، على الأقل حتى انسحب ترامب منها قبل بضعة أيام. وإذا كان ترامب متهورًا بما فيه الكفاية، فإن أمره التنفيذي سيمكنه من مضاعفة الضرائب على كل مواطن بريطاني أو ياباني أو كندي بشكل عشوائي يعملون بشكل قانوني في أمريكا، أو في هذا الصدد، من الأمريكيين الذين يحملون جنسية مزدوجة من هذه البلدان، ويعملون بشكل شرعي هنا.

وهناك أيضا الأمر التنفيذي الذي يحاول إلغاء ضمانات التعديل الرابع عشر للجنسية لأي شخص يولد في الولايات المتحدة (وهو الأمر الذي أوقفه قاضٍ فيدرالي مؤقتا يوم الخميس). وقد أشارت بعض التغطيات الإعلامية (واستطلاعات الرأي) إلى أن الأمر التنفيذي يتعلق بإنكار حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين لمهاجرين غير شرعيين. وهذا التفسير صحيح، لكنه يقلل أيضا من مدى تطرف هذا الإجراء. كما أنه من شأنه أن يحرم الأطفال المولودين لمعظم فئات المهاجرين الشرعيين، مثل أولئك الذين يحملون تأشيرات القوى العاملة الماهرة أو الطلاب من الحصول على الجنسية.

وبالتالي، فإن الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لوالدين هنديين الذين علقوا في طابور انتظار البطاقة الخضراء لمدة عشر سنوات سوف يُحرمون من الحصول على الجنسية بالولادة، حتى لو عاش هؤلاء الأطفال حياتهم كلها هنا وكان والداهم على طريق الحصول على الإقامة الدائمة.

وأخيرا، يعمل ترامب على إلغاء العديد من الطرق التي تتيح للمهاجرين القدوم إلى هنا بشكل قانوني.

على سبيل المثال، يتعين على اللاجئين الانتظار لسنوات قبل الموافقة على قبولهم في الولايات المتحدة. ويخضعون لجولات متعددة من المقابلات حول تاريخهم من الاضطهاد، ثم يخضعون لمستويات إضافية من الفحوصات الأمنية والصحية. وينبغي أن تكون هذه العملية نموذجا للنوع من «التدقيق الشديد» الذي ينادي به ترامب.

ولكن ما إن تولى ترامب السلطة حتى أمر بتعليق نظام اللاجئين بالكامل، وألغى رحلات اللاجئين الذين تم بالفعل الموافقة عليهم، وكان من المقرر أن يصلوا إلى هنا. ومن بين العالقين حوالي 1700 أفغاني، منهم من ساعدوا في الجهود العسكرية الأمريكية أو هم من عائلات أفراد عسكريين أمريكيين في الخدمة الفعلية.

وفي الوقت نفسه، ألغى ترامب المقابلات الخاصة بطالبي اللجوء الذين كانوا ينتظرون في المكسيك لشهور للدخول إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني عبر نقاط الدخول الحدودية، كما أنهى برنامجًا في عهد بايدن يسمح، بإذن مسبق، لمواطني دول معينة بالتقدم بطلبات للقدوم إلى أمريكا، بعد الخضوع للفحص وتأمين راعٍ ماليٍّ أمريكي. أدى هذا البرنامج إلى انخفاض كبير في عبور الحدود بشكل غير قانوني من قبل أشخاص من دول مؤهلة.

إن إغلاق هذه الطرق القانونية المنظمة للهجرة إلى أمريكا لا يشكل خيانة للأشخاص الذين انتظروا بصبر واتبعوا قوانيننا فحسب، بل إنه يشجع أيضا المزيد من الهجرة غير الشرعية، لأن الأشخاص اليائسين الفارين من الحرب والاضطهاد سوف يجدون سبلا أخرى للهجرة.

لا أشك كثيرا في أن أياما سوداء لا يمكن تصور ظلامها تنتظر المهاجرين غير الشرعيين، الذين صورهم ترامب زورا على أنهم أعضاء في عصابات إجرامية وآكلي حيوانات أليفة. وسوف تتكرر مثل هذه التشويهات المعادية للأجانب، مرارا وتكرارا، بينما يدافع أنصار ترامب عن عدم إنسانيته، ويتجنبون اتهامات التعصب. وسوف يقولون: إن ترامب لا يفعل أكثر من تنفيذ تفويضه لتحقيق القانون والنظام. ولكن في المرة القادمة التي تسمع فيها هذا الكلام، تذكر كيف يعامل الأجانب الذين يلتزمون بالقانون.

كاثرين رامبيل كاتبة رأي في صحيفة واشنطن بوست. وهي تغطي بشكل متكرر الاقتصاد والسياسة العامة والهجرة والسياسة، مع التركيز بشكل خاص على الصحافة القائمة على البيانات. قبل انضمامها إلى صحيفة واشنطن بوست، كتبت عن الاقتصاد والمسرح لصحيفة نيويورك تايمز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة بشکل قانونی

إقرأ أيضاً:

ترامب يشير إلى واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ الولايات المتحدة

واشنطن – يرى الرئيس دونالد ترامب أن فضيحة استخدام موظفي البيت الأبيض لما يسمى بـ الأوتوبن (القلم الآلي – جهاز لنسخ توقيع سلفه جو بايدن)، باتت واحدة من أكثر القضايا ضجة في السياسة الأمريكية.

 وكتب الرئيس الأمريكي على موقع “تروث سوشيال”: “إلى جانب تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020، تعتبر آلة الأوتوبن، أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا!”.

في وقت سابق قال ترامب، إن أوامر بايدن بالعفو عن نحو 2500 شخص، بمن فيهم أقاربه، تفتقد للقوة القانونية لأنها وقعت بواسطة الأوتوبن دون علم الرئيس السابق بها فعلا.

واتهم ترامب مسؤولي إدارة بايدن بخيانة الدولة، مدعيا أن الوثائق التي وقعتها آلة الأوتوبن، سهلت دخول المهاجرين بشكل جماعي إلى الولايات المتحدة.

من جانبها قالت مصادر في الكونغرس، إنه تم تحديد هوية أربعة موظفين في البيت الأبيض يزعم بأنهم استخدموا الجهاز المذكور لتوقيع وثائق نيابة عن بايدن.

في 3 يونيو الجاري، تلقت وزارة العدل الأمريكية أمرا بالتحقيق في قرار بايدن في أيامه الأخيرة في منصبه بالعفو عن أفراد عائلته و37 سجينا تم تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحقهم إلى السجن مدى الحياة.

وسيقوم المحققون بالتحقق من مدى كفاءة الرئيس السابق عند توقيع هذه الوثائق، وسيحددون ما إذا كان أشخاص آخرون قد وقعوا سرا على قرارات العفو باستخدام الأوتوبن.

في يناير الماضي أصدر بايدن عفوا استباقيا عن شقيقيه فرانسيس وجيمس، وزوجته سارة، وشقيقته فاليري وزوجها جون. وفي ديسمبر الماضي، وقع بايدن أمرا تنفيذيا بالعفو عن ابنه هانتر، رغم وعده المتكرر سابقا بعدم القيام بذلك. ويتعلق العفو بالتهرب الضريبي وانتهاكات قانون الأسلحة في ولايتي ديلاوير وكاليفورنيا.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • ترامب يمنع رعايا 12 دولة من الدخول إلى الولايات المتحدة منها أربع عربية 
  • ترامب يكشف السر وراء استبعاد مصر من قائمة دول شملها حظر السفر إلى الولايات المتحدة
  • ترامب: سأزور الصين مستقبلا وآمل أن يزور الرئيس الصيني الولايات المتحدة
  • ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • ترامب يوقع قرارًا بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة بينها 4 دول عربية
  • ترامب يمنع مواطني 12 دولة من دخول الولايات المتحدة
  • ترامب يستثني سوريا من قائمة حظر السفر إلى الولايات المتحدة
  • 5 أسئلة تشرح حظر دخول رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • مصدران لـCNN: ترامب يحظر السفر إلى الولايات المتحدة من دول عربية وإفريقية بسبب مخاطر أمنية
  • ترامب يشير إلى واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ الولايات المتحدة