يمانيون ـ بقلم ـ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
كشفت الانتخابات الأمريكية الأخيرة والتي فاز بها ترمب عن الوجه القبيح للدكتاتورية الأمريكية، والتي تتمثل في شخص الرئيس، فبرغم من أن أمريكا معروف عنها أن مؤسّسات دستورية قوية تديرها مثل مجلس النواب ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا، إلى جانب مؤسّسات الدولة العميقة، والتي من أهمها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المختلفة، إلَّا أن تلك المؤسّسات تتيح مساحة واسعة للرئيس لفرض رغباته من خلال الأوامر التنفيذية التي يحق للرئيس إصدارها والتي تمكّنه من تغيير توجّـه وثقافة الشعب الأمريكي، وتمنحه الحق في طرد ملايين البشر من أمريكا بجرة قلم دون مراعاة لأي ظرف، وتمكّنه من الانسحاب من أية منظمة دولية لا تتوافق مع توجّـه، وأن يجرّم أية أُمَّـة أَو دولة ويوصمها بتهمة الإرهاب دون أسباب واقعية أَو يرفعَ ذلك التجريم إن رأى هو ذلك، كما تمنح صلاحيةَ إصدار القرارات التنفيذية للرئيس حق تحريك الجيوش ضد أية أُمَّـة أَو شعب لا تتوافق سياسته مع المصالح الأمريكية، وفي الجانب الاقتصادي يحق للرئيس الأمريكي من خلال الأوامر التي يصدرها أن يرفعَ الرسوم الجمركية أَو يخفّضها على منتجات أية دولة لا تخضعُ للرغبات الأمريكية ودون مراعاة لتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، ويحق له أن يصادر أموال الدول أَو الجماعات التي يعتبرها مارقةً دون أي مبرّر منطقي أَو قبول أي احتجاج من الدول المستهدفة.
وكما تابعنا في الأيّام الماضية أن الرئيسَ الأمريكي ترمب كرّس دكتاتوريته من خلال إصدار تصريحات نارية وذات طابع تهديدي قد تقضي على النظام العالمي المعمول به حَـاليًّا إذَا تم تنفيذُها، مثل مطالبته بضم كندا واعتبارها الولايةَ الأمريكية الـ 52، وأبدى رغبته بالسيطرة على جزيرة جرين لاند الدنماركية وادَّعى أن ذلك حمايةٌ للأمن القومي الأمريكي، وأعلن أنه سوف يسعى لاستعادة قناة بنما إذَا لم يتم تخفيضُ رسوم المرور على السفن الأمريكية، وغير ذلك من التصريحات المستفزة التي يصدرها الرئيسُ الأمريكي ترمب من وقت إلى آخر، ومما يؤكّـدُ دكتاتورية الرئيس الأمريكي أننا لم نجد أي رفض أَو معارضة أَو شجب لقراراته التنفيذية أَو تصريحاته المستفزة من أية مؤسّسة دستورية أَو من أية شخصية اعتبارية.
ويأتي تصنيفُ أنصار الله كمنظمة إرهابية في إطار تكريسِ دكتاتورية الرئيس الأمريكي ودعمًا للكيان الصهيوني، ولكن سوف يقفُ الشعب اليمني في وجه الدكتاتورية الأمريكية بالاستعانة بالله وباستخدامِ كافة الوسائل المتاحة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“ترامب سوبرمان”.. البيت الابيض ينشر صورة جدلية للرئيس تثير تفاعلاً واسعًا
أثارت صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا وتفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض على صفحته الرسمية على فيسبوك وحسابه موقع X صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتديًا زيّ شخصية "سوبرمان"، أرفقها بتعليق مثير للجدل: "رمز الأمل، الحقيقة، والعدالة على الطريقة الأمريكية.. سوبرمان ترامب".
جاء المنشور بالتزامن مع عرض فيلم "سوبرمان" الجديد للمخرج جيمس جن، في إطار واضح للاستفادة من الزخم الإعلامي للفيلم لربط صورة ترامب بقيم البطولة الأمريكية الكلاسيكية.
ترامب يلوح بإعلان مهم بشأن روسيا وسط تصاعد التوتر حول الحرب في أوكرانيا
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 35% على الواردات الكندية
لكن بدلاً من أن يحصد الإعجاب بالإجماع، تسبّبت الصورة في حالة من الاستقطاب والانقسام داخل الرأي العام الأمريكي وعلى مستوى عالمي.
فمن جهة، اعتبر أنصار ترامب الصورة تمثيلًا رمزيًا لقوة الرئيس وقدرته على مواجهة التحديات، مشبهين إياه بالبطل الخارق الذي يسعى لإعادة بناء أمريكا على أسس وطنية وقيم محافظة.
بينما رآها آخرون محاولة فجة لتضليل الرأي العام، والتهرّب من قضايا أكثر إلحاحًا، وعلى رأسها قضية "جيفري إبستين" التي لا تزال ملفاتها طيّ الكتمان. وقد علّق أحد المغردين ساخرًا: "إذا كان فعلاً يؤمن بالحقيقة والعدالة، فأين قائمة إبستين؟".
الصورة، التي يبدو أنها صُممت عبر برنامج فوتوشوب باحترافية عالية، أظهرت ترامب بعضلات مفتولة ورداء أحمر يرفرف، في محاكاة كاملة لأيقونة "سوبرمان" التقليدية، مع لمسة سياسية واضحة أرادت تأكيد دور ترامب كمخلّص قومي في عيون مؤيديه.
المزج بين الرمزية السينمائية والرسالة السياسية ليس جديدًا على الحملات الأمريكية، لكن استخدام رموز الأبطال الخارقين بهذا الشكل الرسمي من حساب البيت الأبيض يثير تساؤلات حول طبيعة الرسائل التي تبثها المؤسسة الرئاسية، وحدود المقبول في الترويج السياسي البصري.