ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
نظم جناح المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية المشارك في فعاليات النسخة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، حفل توقيع لكتاب "عصر ترامب.. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة"، وذلك بحضور المدير العام للمركز الدكتور خالد عكاشة، عدد من الباحثين المختصين.
ويُقدّم الكتاب نظرة شاملة على "الترامبية الاقتصادية" أو ما يُعرف بـ"ترامبونوميكس"، التي تمثل النهج القومي والانعزالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب القائم على إعطاء قُبلة الحياة لشعار "أمريكا أولًا" من خلال إعلاء المصالح الأمريكية على مبادئ التعاون الاقتصادي العالمي، وتقليص الاعتماد على التجارة الدولية لصالح تعزيز الاقتصاد الأمريكي، ودعم الصناعة وسوق العمل المحلي.
ويشير الكتاب إلى أن ظهور الفكر الترامبي تزامن من جديد مع التحولات والتطورات العميقة التي شهدتها بنية النظام الدولي على مدار العقد الماضي، والتي كانت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أبرز ملامحها، فلم تقتصر تداعيات تلك التحولات على اضطرابات سلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتشديد السياسة النقدية فحسب؛ بل امتدت لتضرب الجذور الثابتة منذ عقود للنظام الاقتصادي العالمي، وتكشف حالة الهشاشة التي تعتري مقوماته؛ إذ حفزت تلك الأزمات مختلف الدول وصناع القرار حول العالم على الارتداد عن طريق العولمة، والاتجاه نحو القومية والانكفاء على الذات.
ويبرز الكتاب أن انعكاسات "الترامبية الاقتصادية" لا تقف عند بوابة الاقتصاد الأمريكي نظرًا لكونه الاقتصاد الأكبر في العالم، ولكونه متشابكًا بخيوط متداخلة مع باقي اقتصادات العالم، وعليه، فإن الفكر الترامبي من شأنه أن يُعيد تشكيل الأسواق العالمية، ويرسم من جديد خريطة الطاقة والتجارة العالمية في ظل السياسات الحمائية والعقوبات الاقتصادية المُقرر اتباعها ضد الدول الأخرى والتي نادرًا ما تُحقق الهدف المرجو منها، والاستجابات المُحتملة من الشركاء التجاريين على التعريفات الجمركية، وفي ظل الرجوع إلى الوراء فيما يتعلق بدعم صناعات النفط والفحم والغاز الطبيعي، وتثبيط عملية تحول الطاقة والتخاذل عن سياسات العمل المناخي بما يفاقم من التحديات الاقتصادية العالمية التي تتزايد يومًا تلو الآخر.
وقال الباحث الدكتور أحمد بيومي، في تصريح على هامش حفل التوقيع، إن العالم شهد خلال العقد الماضي، سلسلة من التحديات الاقتصادية والأحداث العالمية التي شكلت مسار تطور الاقتصادات والنظم الاجتماعية في مختلف البلدان، حيث بدأت الأزمة الاقتصادية الكبرى في العديد من الدول الناشئة، وتأثرت أسواق العمل العالمية بالتغيرات التكنولوجية السريعة وأزمة فيروس كورونا في 2020 التي تسببت في ركود عالمي غير مسبوق.
وأضاف البحث الذي شارك في الكتاب: "كما عانت العديد من البلدان من تضخم الأسعار، والبطالة المرتفعة، وتأثيرات سياسية غير مستقرة، علاوة على ذلك، كانت الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، وروسيا واوكرانيا إضافة إلى الحروب الإقليمية والتغيرات المناخية، من العوامل التي أثرت على الاقتصاد العالمي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب عصر ترامب المزيد
إقرأ أيضاً:
تجاوز 37 تريليون دولار.. ماسك يحذر: الدين الأمريكي سبق قدرات الميزانية
حذر الملياردير ورجل الأعمال إيلون ماسك من أن الولايات المتحدة تواجه أزمة مالية غير مسبوقة، مشددًا على أن الديون الأمريكية المتضخمة والفوائد الضخمة المرتبطة بها تتجاوز الميزانية العسكرية بأكملها، وأن الحل يكمن في تعزيز الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وفي مقابلة مع رائد الأعمال الهندي نيخيل كاماث، أوضح ماسك أن التفاوت الحالي بين إنتاج السلع والخدمات والمعروض النقدي قد يؤدي إلى انكماش اقتصادي حاد، محذرًا من أن الاقتصاد الأمريكي يواجه خطرًا حقيقيًا ما لم يتم رفع الإنتاجية بشكل جذري.
وقال: “مع استمرار تقدم الحضارة، سيكون الذكاء الاصطناعي والروبوتات على نطاق واسع، وهذا هو الحل الوحيد تقريبًا لأزمة الديون الأمريكية”.
وتوقع ماسك أن إنتاج السلع والخدمات سيتجاوز معدل التضخم خلال 3 سنوات أو أقل، معربًا عن اعتقاده أن التطورات في الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستقود البشر إلى مرحلة يصبح فيها العمل اختيارياً خلال العقدين المقبلين، وهو ما يمثل تحولًا جذريًا في طبيعة العمل والحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ويقود ماسك شركة xAI المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي تقف وراء روبوت الدردشة “غروك”، الذي تم إطلاقه في نوفمبر 2023، لتكون من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على دعم الإنتاجية بشكل غير مسبوق.
وتأتي تصريحات ماسك في ظل تفاقم الدين القومي الأمريكي، الذي تجاوز 37 تريليون دولار في أغسطس 2025، مع استمرار البلاد في مواجهة عجز ميزاني يمتد لأكثر من 20 عامًا، واستمرار رفع سقف الدين أكثر من 100 مرة منذ الحرب العالمية الثانية، في محاولة للحفاظ على استقرار الاقتصاد الأمريكي وسط إعادة هيكلة عالمية في التجارة والسياسات المالية.
وأشار ماسك إلى أن الحل يكمن في التكنولوجيا والابتكار، وأن على الولايات المتحدة الاستثمار بقوة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأنظمة غير المأهولة، لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستقرار المالي، مؤكدًا أن “التقدم التكنولوجي لن يحل أزمة الديون فحسب، بل سيغير طبيعة العمل والاقتصاد بالكامل”.
وتأتي تصريحات ماسك في وقت حساس، إذ يواجه الاقتصاد الأمريكي ديونًا قياسية وضغوطًا مالية متزايدة، بينما يسعى إلى تحفيز النمو الاقتصادي دون زيادة مفرطة في الإنفاق العام. ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات على أنها أدوات استراتيجية لتعويض نقص الإنتاجية البشرية، وقد تشكل نقلة نوعية في أسواق العمل ومستوى المعيشة.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، ارتفع الدين الأمريكي تدريجيًا ليصبح اليوم أعلى من أي وقت مضى في التاريخ الحديث للولايات المتحدة، ما دفع الحكومات المتعاقبة إلى البحث عن حلول مبتكرة لإدارة الاقتصاد. في العقدين الأخيرين، أصبح الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة محورًا رئيسيًا للنقاش حول مستقبل العمل والإنتاجية.