المسلة:
2025-07-04@08:35:58 GMT

أيَّامُ الزنابيرِ والسيطراتِ

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

3 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

نعمة عبد الرزاق

على سبيلِ التَّجربة، لو قُدِّرَ لي (والعياذُ بالله) أن أتعاقدَ مع جماعةٍ إرهابيَّةٍ لنقلِ عشرينَ شاحنةٍ مفخَّخةٍ يوميّاً من بغداد إلى البصرة، سأضمنُ لها إدخالَ هذا العددِ وربَّما أكثرَ أو أقلَّ تبعاً للظروف.

فعلى امتدادِ سبعمئةِ كيلومترٍ، توجدُ سيَّارةُ سونارٍ واحدةٌ فقط لكشفِ المتفجِّراتِ عند سيطرةِ السِّدرةِ في المدخلِ الشماليِّ للبصرة، وهي أشبَهُ بديكورِ المطابخِ القديمةِ، ولا تقلُّ شأناً عن جهازِ السونارِ سيِّئِ الصِّيتِ، الذي لعنَ اللهُ صانعَه ومصدِّرَه ومستوردَه.

بإمكانِ أيِّ سائقِ تريلةٍ شاطرٍ أن يتعرَّفَ على أفرادِ السيطرات و”يبيع ميانة” معهم، وفي غضونِ أسبوعٍ واحدٍ يتحوَّلُ إلى (سائق عِرِف). عندها، سيسمعُ كلمةَ مرورٍ واحدةً: “هله عيني هله، … أطلع … اللهُ وياك.”

ذهبتْ أيَّامُ الزنابيرِ والسيطراتِ التي لا يطيرُ فوقَها الطير، وأذكرُ إنني أثناءَ خدمتي العسكريَّة، اتَّفقتُ مع آمرِ السريَّةِ على النزولِ خميساً وجمعة من دون نموذج، وفي أوَّلِ سيطرةٍ، أشارَ إليَّ الانضباطُ بأصبعه: “إنتَ الگاعدُ بالأخير… لا تقرأ لي (فَأَغْشَيْنَاهُمْ) ولا (سَدًّا) ولا (مَدًّا)… انطيني إجازتَك.”

وبعد أقلَّ من أربعٍ وعشرينَ ساعة، وجدتُ نفسي جالساً القرفصاء في مديريَّةِ تسفيراتِ الشَّعب أُقلدُّ صوت العگروگ.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

صفقة مرتقبة بين بغداد والاقليم تتجاوز عقبات الشركات النفطية

2 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت مصادر مطلعة في بغداد عن قرب توصل الحكومة العراقية وإقليم كردستان إلى اتفاق مبدئي لاستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي بعد توقف دام أكثر من عامين، في خطوة تهدف إلى تسوية أحد أبرز الخلافات الاقتصادية بين الطرفين.

ويأتي هذا الاتفاق المرتقب بعد مفاوضات مكثفة امتدت لساعات طويلة، ركزت على إدارة الموارد النفطية وتقاسم الإيرادات، وسط ضغوط دولية، خصوصاً من الولايات المتحدة، لإعادة تدفق النفط الكردي إلى الأسواق العالمية.

ويسلم إقليم كردستان، بموجب الاتفاق، 280 ألف برميل يومياً إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، مع تخصيص 120 ألف برميل إضافي لتلبية الاستهلاك المحلي، فيما تظل مستحقات الشركات النفطية العاملة في الإقليم نقطة خلاف رئيسية.

وتحصل هذه الشركات مؤقتاً على 16 دولاراً للبرميل، بانتظار تقرير شركة استشارية تحدد تكاليف الإنتاج بدقة، لكن عدم موافقة بعض الشركات يعرقل تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.

وأكدت مصادر حكومية أن توقف تصدير النفط منذ مارس 2023، إثر قرار تحكيم دولي لصالح بغداد ضد أنقرة، كبد العراق خسائر تجاوزت 20 مليار دولار، مما زاد الضغط لإيجاد حلول عاجلة.

وتسعى الحكومة الاتحادية إلى دمج إنتاج الإقليم ضمن حصص أوبك، بما يعزز استقرار الموازنة العامة ويخفف العجز المالي. وأشارت تقارير إلى دور أمريكي بارز في تسريع المفاوضات، مع تهديدات بعقوبات إذا تأخر استئناف التصدير.

ويمهد هذا الاتفاق، رغم تحفظات الشركات النفطية، الطريق لتعزيز الثقة بين بغداد وأربيل، مع توقعات بحل جذري لأزمة الرواتب في الإقليم قريباً.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من قلب العالم الى الحمدانية: الحرائق تفتح ملف إجراءات السلامة والوقاية
  • رئيس مجلس محافظة بغداد: جلسة اختيار المحافظ اليوم تعدّ باطلة
  • ائتلاف دولة القانون: نعبر عن رفضنا المطلق لأي تحرك لتغيير محافظ بغداد
  • مجلس بغداد يصوت على إقالة المحافظ العلوي ويختار موحان بدله
  • كهرباء العراق رهينة السياسة: الطاقة بين قبضة إيران وطموح أمريكا
  • صفقة مرتقبة بين بغداد والاقليم تتجاوز عقبات الشركات النفطية
  • بغداد في قلب العاصفة: اقتصاد تحت الضغط وأجواء مستباحة
  • امانة بغداد توضح الملابسات الحقيقية بشأن مول العراق
  • النائبة نصيف: حملات التسقيط الانتخابي لن توقفني
  • الحكيم: الانتخابات محطة مهمة ومفصلية له في ترسيخ الديمقراطية