الصور والقصص القادمة من مناطق النزاع في الشرق الأوسط تتعرض للحذف والتقييد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم الخوارزميات تلقائياً بحظر المحتوى باعتباره "حساساً" أو "ينتهك السياسات"، مما يمنع الصحفيين من إيصال حقيقة ما يحدث على الأرض. والنتيجة؟ غياب هذه القصص عن العالم، وتبقى الحقائق مخفية قبل أن تصل إلى الجمهور.

وحرصاً منها على حرية الإعلام والصحافة، تقوم جريدة الجمهورية بدعم مبادرة الصحافة من دون رقابة والمشاركة بهذه الحملة عبر دعوة المواطنين في التوقيع على عريضة عبر موقعuncensored-press.com  للمطالبة بوقف استخدام الخوارزميات كأداة لإخفاء الحقيقة. وكان للفنانة كيرا راثبون الدور الأساسي لإعادة إنتاج صور النزاعات باستخدام الآلة الكاتبة، بحيث تتحول المشاهد المحظورة إلى لوحات مكونة من الأحرف والرموز. هذه الصور تحافظ على تأثيرها العاطفي والرسالة الصحفية التي تحملها، لكنها تتمكن من تجاوز الحواجز الرقمية التي تحجب المحتوى تلقائياً. هذه المبادرة لم تساهم فقط في كشف صور كانت خاضعة للرقابة، بل أثارت أيضاً نقاشات أوسع حول الآثار الأخلاقية لسياسات المنصات الرقمية. فمن خلال تحويل القضية إلى موضوع رأي عام، سلّطت الصحيفة الضوء على ضرورة إعادة النظر في أنظمة المراقبة على وسائل التواصل. الرقابة يمكن تخطيها، والصحافة الحرة ستجد طريقها دائماً. انضموا إلينا في المطالبة بحماية حرية التعبير عبر التوقيع على العريضة، لأن الحقيقة تستحق أن تُروى، وأن تُسمع.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إعادة تدوير الماضى

لم تعد الأزمة فى الإعلام العربى، والمصرى تحديدًا، أزمة أدوات أو منصات؛ بل أزمة خيال مهنى فقد القدرة على اختراق الغد، وبات يعيش على فتات الأمس. اليوم، حين تفتح صحيفة أو موقع أو شاشة فضائية، ستجد إما صدى قديمًا لحدث انتهى، أو إعادة تدوير لعناوين شاخت حتى قبل أن تُكتب، أما أن تبحث عن المختلف، العميق، القادر على أن يشدّك، فذلك يشبه البحث عن واحة فى صحراء ممتدة.

الصحافة الحقيقية ليست تلك التى تتنفس على رئة «التريند»، ولا تلك التى تجرى خلف «بوست» أو «هاشتاج»؛ الصحافة الحقيقية هى التى تقرأ المستقبل، تفكّ شفراته، وتقدّم للقارئ ما لا يعرفه، لا ما يعرفه الجميع. فحين تصطدم بمادة صحفية محترمة، ستجد نفسك — رغمًا عنك — تروّج لها، حتى لو لم تكن جزءًا من هذا الكيان، فالمحتوى الجيد يفرض نفسه، دون إعلان، ودون دعاية، ودون ضجيج.

إن ما يرهق الناس اليوم ليس كثرة الأخبار، بل رخص التجارة المبنية على عناوين صفراء تُباع منذ أكثر من ربع قرن، تلك التى تُسمّى — مجازًا — «صحافة بير السلم».

عناوين مستهلكة، قضايا هزيلة، طرق عرض مكررة، وتناول لم يعد يصلح لزمن تغيّر فيه كل شيء… إلا بعض الصحف!

القارئ المصرى لم يعد هو قارئ التسعينيات؛ هو الآن قارئ فطن، مسلح بكمّ هائل من المعرفة، يستطيع فى ثوانٍ أن يصل إلى المعلومة، وتفكيكها، ومقارنتها، وربما كشف خطأ الصحفى نفسه. لم يعد ينتظر الصحيفة كى تخبره بـ«ماذا حدث؟»؛ هو يريد الصحفى الذى يخبره: «لماذا حدث؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟».

نحن اليوم فى سباق مع:

الصحافة المحلية والصحافة العربية والإقليمية، والصحافة العالمية، والقارئ نفسه الذى بات شريكًا فى صناعة المعرفة.

الأزمة إذن ليست «سقفًا» نعليه أو نخفضه؛ الأزمة فى المحتوى ذاته: ضعيف، مكرر، مستهلك، ومصدره الأساسى ويا للعجب السوشيال ميديا، التى يفترض أنها جزء من المادة الخام، وليست مصدرًا وحيدًا للكتابة.

إن بقاء الصحافة رهن «خبر عاجل» لم يعد ممكنًا.

وأن تبقى أسيرة «قالت المصادر» دون تحليل، ونبض، ورؤية، فهذا انتحار مهنى بطيء.

ما بعد الخبر أصبح اليوم أهم من الخبر ذاته.

الإعلام الذى يريد البقاء لا بد أن يقدّم أشكالاً صحفية جديدة: تحقيقات معمقة، تقارير استشرافية، ملفات كبرى، وثائق، ومحتوى يسبق الحدث لا يلهث وراءه.

الإعلام الذى يريد أن يكون مؤثرًا لا بد أن يتخلّى عن «النسخ واللصق»، ويعود إلى غرفة التفكير، لا غرفة العناوين.

فالإعلام الذى يقرأ المستقبل… هو وحده الذى يصنعه.

مقالات مشابهة

  • التوقيع على مذكرتي تعاون في التكنولوجيا الفضائية بين الجزائر والصين
  • ميريام فارس تتألق بفستان أنيق بتفاصيل جريئة
  • عروض جريئة وورش متخصصة في ثاني أيام مهرجان المنيا الدولي للمسرح
  • شاعر الحب والألم والصحافة الذكية.. ذكرى ميلاد كامل الشناوي| فيديو
  • المشي يحسن المزاج ويبطئ التراجع الذهني: ما عدد الخطوات التي توصي بها الأبحاث؟
  • لأول مرة.. فيفا يعتمد تعديلات تحكيمية جريئة في كأس العرب
  • امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي
  • نيويورك تايمز ترفع دعوى قضائية ضد البنتاغون بسبب تقييد حرية التعبير والصحافة
  • إعادة تدوير الماضى
  • عمرو رضوان: الحزمة الضريبية الجديدة خطوة جريئة لإنعاش الاقتصاد