ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
واشنطن - الوكالات
وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحليفه الملياردير إيلون ماسك، انتقادات حادة، للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي جمدت الإدارة الأميركية الجديدة معظم تمويلها مؤخرا.
واعتبر ترامب أن المؤسسة الأميركية الكبرى، تُدار من طرف "مجانين متطرفين"، مؤكداً عزمه على التخلص منهم قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل أنشطتها.
وأدلى ماسك، الذي كلفه ترامب خفض الإنفاق الفدرالي الأميركي، بسلسلة تعليقات لاذعة عبر منصته "إكس"، على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، واصفا إياها بأنها "منظمة إجرامية".
وقال رئيس شركة "تسلا" و"سبيس إكس" في منشوره: "هل تعلمون أنه بأموال دافعي الضرائب، موّلت الوكالة.. أبحاثا حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك كوفيد-19 الذي قتل ملايين الأشخاص؟".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب لتعليق جميع برامج المساعدات الخارجية الأميركية مؤقتا لمدة 90 يوما، بينما يحتدم النقاش بشأن جدوى هذه والمساعدات ومدى تأثيرها على المصالح الأميركية في الساحة الدولية.
وتصدرت الوكالة التي تتولى منذ عقود مسؤولية تنفيذ برامج المساعدات الخارجية حول العالم، قائمة المؤسسات المستهدفة في حملة إدارة ترامب لإعادة تشكيل الحكومة الفدرالية.
وتقدم USAID المساعدات الإنسانية والتنموية لدول، وذلك بشكل رئيسي من خلال تمويل المنظمات غير الحكومية والحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية أو الوكالات الأخرى، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس.
وتدير الوكالة ميزانية ضخمة تجاوزت 40 مليار دولار في السنة المالية 2023، أي ما يمثل من 1 بالمئة من الميزانية الفدرالية الأميركية.
وتصل مساعداتها إلى نحو 130 دولة حول العالم، مع تركيز خاص على الدول التي تواجه أزمات إنسانية أو تنموية.
وتتصدر أوكرانيا وإثيوبيا والأردن وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال قائمة أكبر الدول المتلقية للإعانات التي تقدمها.
ويعمل في الوكالة فريق كبير يضم أكثر من 10 آلاف موظف، يتوزع ثلثاهم في أكثر من 60 بعثة قطرية وإقليمية حول العالم.
وتنفذ الوكالة مشاريعها من خلال شبكة واسعة من الشراكات، تشمل المنظمات غير الحكومية والمتعاقدين والجامعات والمنظمات الدولية والحكومات الأجنبية.
ووضعت الوكالة في مارس 2023، ثلاث أولويات رئيسية، هي: مواجهة التحديات العالمية الكبرى كحالات الطوارئ المعقدة والاستبداد والأمن الصحي، وتطوير شراكات جديدة تدعم التنمية المحلية والقطاع الخاص، وتعزيز فعالية الوكالة من خلال تطوير قدرات موظفيها وتبني البرامج القائمة على الأدلة.
وتمتد مشاريع الوكالة عبر مجالات متنوعة، من تقديم المساعدات للمناطق المتضررة من المجاعة في السودان، إلى توفير الكتب المدرسية للأطفال النازحين في أوكرانيا، وتدريب العاملين في مجال الصحة في رواندا.
وتأسست USAID عام 1961، في عهد الرئيس جون إف كينيدي، في ذروة الحرب الباردة لمواجهة النفوذ السوفيتي، خلال تلك الفترة.
وتم ترسيخ وضعها القانوني عبر قانون المساعدات الخارجية، الذي جمع عدة برامج قائمة تحت الوكالة الجديدة، والذي أقره الكونغرس، قبل أن يصدر أمر تنفيذي وقعه كينيدي لتأسيسها كوكالة مستقلة.
لماذا تواجه انتقادات؟
وضعت إدارة ترامب الوكالة في مرمى انتقاداتها ضمن حملة أوسع تستهدف تقليص حجم الإنفاق الحكومي، ومحاربة ما تصفه بالتضخم البيروقراطي في المؤسسات الفدرالية.
وتعززت هذه الحملة بتعهد ماسك بخفض الإنفاق الفدرالي بمقدار تريليوني دولار.
وأصدر ترامب، بعد تنصيبه، أمرا تنفيذياً بتجميد المساعدات التنموية الخارجية الأميركية لمدة 90 يوماً.
وطالما انتقد ترامب المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة. وجاء في نص الأمر التنفيذي المتعلق بتعليقها، أنها "لاتتماشى مع المصالح الأميركية، وفي كثير من الأحيان يتعارض مع القيم الأميركية".
كما أشار إلى أن هذه المساعدات "تسهم في زعزعة السلام العالمي، من خلال الترويج لأفكار في الدول الأجنبية تتعارض بشكل مباشر مع العلاقات الداخلية والخارجية المتناغمة والمستقرة بين الدول".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن من المتوقع أن يصدر ترامب، في وقت مبكر من هذا الأسبوع، أمراً تنفيذيا رسميا لدمج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع وزارة الخارجية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في أول تعليق علني له حول الموضوع، الخميس، إن برامج الوكالة تخضع للمراجعة لإلغاء أي برنامج "لا يخدم المصلحة الوطنية"، لكنه لم يتطرق إلى مسألة إلغاء الوكالة كمؤسسة.
وأضاف روبيو أن توقف البرامج الممولة أميركيا خلال فترة المراجعة التي تستمر 90 يوماً، أدى إلى "تعاون أكبر بكثير" من متلقي المساعدات الإنسانية والتنموية والأمنية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المساعدات الخارجیة للتنمیة الدولیة من خلال
إقرأ أيضاً:
بعد استخدامها لضرب إيران.. ماذا نعرف عن قاذفات "B-2 Spirit" الشبحية؟
نفذت الولايات المتحدة الأمريكية، فجر اليوم الأحد الموافق 22 يونيو 2025، ضربة جوية ثقيلة استهدفت 3 مواقع لمنشآت نووية في العمق الإيراني، شملت مناطق: فوردو، نطنز، أصفهان، مستخدمة قاذفات "B-2 Spirit" الشبحية، في محاولة أمريكية لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
مواصفات قاذفات "B-2 Spirit" الشبحيةكشفت مصادر في القوات الجوية الأمريكية، وأكدتها شبكة "سي إن إن"، أن الولايات المتحدة استخدمت قاذفاتها الشبحية من طراز B-2 Spirit في تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت داخل إيران فجر الأحد، 22 يونيو 2025، في عملية نوعية تعكس قدرات الردع والضرب الاستباقي لدى الجيش الأمريكي.
تُعد طائرة B-2 Spirit واحدة من أكثر القاذفات تطورًا في العالم، وقد صُممت لتكون قاذفة شبحية ثقيلة بعيدة المدى، قادرة على حمل الأسلحة التقليدية والنووية على حد سواء، وتنفذ مهامها في العمق الاستراتيجي بأقل قدر من الرصد.
وتتميز بمقطع راداري منخفض جدًا بفضل تصميمها على هيئة "الجناح الطائر"، والمواد المركبة والطلاءات الماصة للموجات، ما يُصعّب اكتشافها حتى من قبل أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.
قاذفات "B-2 Spirit" الشبحيةتعمل قاذفات "B-2 Spirit" الشبحية بمحركات من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100، بقوة دفع تبلغ 17،300 رطل لكل محرك، وتبلغ سرعتها دون سرعة الصوت العالية، فيما يصل مداها العملياتي إلى 6000 ميل بحري (9600 كم) دون التزود بالوقود، مع حمولة قصوى للأسلحة تصل إلى 40 ألف رطل.
ويضم طاقمها طيارين اثنين فقط، مما يعكس مستوى الأتمتة والتكنولوجيا المتقدمة داخلها. وقد دخلت B-2 الخدمة لأول مرة عام 1993، وظهرت لأول مرة في العمليات القتالية خلال حرب كوسوفو عام 1999، ثم شاركت في حرب العراق ضمن عملية "حرية العراق".
وتأتي هذه الضربة الجوية في سياق تصعيد إقليمي متزايد، وسط مخاوف دولية من تطور الأحداث، في حين لم تُعلن حتى الآن تفاصيل دقيقة عن الأهداف التي تم ضربها داخل الأراضي الإيرانية.