«الأونروا»: الوضع في مخيم جنين «كارثي»
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
رام الله (الاتحاد)
أخبار ذات صلةحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، من تدهور الوضع في مخيم جنين بالضفة الغربية قائلة إنه «يسير نحو كارثة حقيقية»، وذلك بعد سلسلة الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية على المخيم، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه.
وقالت مديرة الاتصال في «الأونروا»، جولييت توما، خلال إحاطة إعلامية للصحفيين في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من العاصمة الأردنية عمّان: إن «قوات الاحتلال دمرت ما يقارب 100 منزل في المخيم، ما أجبر جميع سكانه على المغادرة إلى مناطق مجاورة».
وأضافت أن «سكان مخيم جنين المقدر عددهم بنحو 30 ألف نسمة يعيشون أوضاعاً إنسانية تتدهور بشكل متسارع»، مشيرة إلى أن 13 مدرسة في المخيم والمناطق المحيطة به لا تزال مغلقة ما أثر على تعليم أكثر من 5 آلاف طالب، وأن خدمات «الأونروا» داخل المخيم متوقفة تماماً منذ أوائل ديسمبر الماضي.
وفي حديثها حول الأوضاع في الضفة الغربية بشكل عام، أكدت توما أن فرق «الأونروا» تواصل تقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية والتعليم، مشيرةً إلى أن المدارس والعيادات لا تزال مفتوحة، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة.
وقالت إن مدارس الضفة أعادت فتح أبوابها الأحد بعد العطلة الدراسية، مسجلة نسبة حضور تتراوح بين 80 و85 في المئة.
وفيما يخص قطاع غزة، أوضحت توما أن 4200 شاحنة محملة بالمساعدات دخلت إلى القطاع في إطار اتفاق إيقاف النار، لكن المئات من الشاحنات لا تزال عالقة خارج القطاع في مصر والأردن، حيث لم يتم إدخال أي إمدادات جديدة منذ الخميس الماضي.
وأكدت أن فرق «الأونروا» تواصل توزيع الإمدادات رغم التحديات الأمنية واللوجستية، إذ لا يزال 1100 عامل صحي تابعين للوكالة يواصلون تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء القطاع، بما يعادل 17 ألف استشارة طبية يومياً.
من جهة أخرى، حذرت توما من تفاقم الأزمة المالية التي تواجه «الأونروا» بعد قرار بعض الدول مثل السويد إيقاف تمويل الوكالة، ما يجعل التخطيط المستقبلي وصرف رواتب العاملين، خاصة في الخطوط الأمامية أمراً صعباً للغاية.
وفي سياق متصل، فجّر الجيش الإسرائيلي، أمس، عدداً من المنازل بمخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين، ضمن العدوان المتواصل منذ أسبوعين على شمال الضفة الغربية.
وقال رئيس اللجنة الشعبية للمخيم، فيصل سلامة، إن «الجيش الإسرائيلي دفع بوحدة الهندسة إلى مخيم طولكرم، وفجّر عدداً من المنازل»، مشيراً إلى أن «الدخان يتصاعد من مواقع عديدة في المخيم، مع سماع أصوات الانفجارات بين الحين والآخر». وبيّن أن «الوضع الإنساني في المخيم صعب للغاية، وحركة النزوح مستمرة جرّاء العملية العسكرية المتواصلة لليوم التاسع في طولكرم». وذكر أن 75 بالمئة من لاجئي المخيم نزحوا قسراً جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة.
وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، من جهة باب المغاربة، وتجولوا في باحاته بحماية من القوات الإسرائيلية، التي شددت إجراءاتها العسكرية وقيودها على دخول الزوار والمصلين.
إلى ذلك، اعتقلت إسرائيل 380 فلسطينياً في الضفة الغربية، منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة يوم 19 يناير الماضي.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، أمس، إن «السلطات الإسرائيلية تواصل تصعيدها من عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني تحديداً في محافظتي جنين ومخيمها وطوباس، وطولكرم». وأضاف: «حصيلة حالات الاعتقالات في الضفة بلغت منذ سريان بدء الهدنة في غزة، ما لا يقل عن 380 حالة اعتقال، وهذا المعطى يشمل من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقاً، وشملت كل الفئات، وتحديداً الشبان».
وفي سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي، وإصابة 8 عسكريين، بينهم 2 بجروح خطيرة، بعملية إطلاق النار التي وقعت أمس، قرب حاجز «تياسير» بمنطقة الأغوار شمال الضفة الغربية المحتلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جنين مخيم جنين فلسطين إسرائيل الأونروا الأمم المتحدة القوات الإسرائيلية الانتهاكات الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية الضفة الغربية المحتلة الضفة الغربیة فی المخیم
إقرأ أيضاً:
السلطة الفلسطينية تدين مخطط الاحتلال لمصادقة استيطانية جديدة في الضفة الغربية
قالت ولاء السلامين، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من رام الله، إن السلطة الفلسطينية والسكان يعارضون بشدة المخطط الاستيطاني الإسرائيلي الجديد في الضفة الغربية، المقرر مصادقته الأسبوع المقبل، مؤكدة وزارة الخارجية الفلسطينية أن هذه الخطوة تقوّض حل الدولتين وتسعى إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المنطقة.
وأضافت المراسلة، خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد أبو زيد، أن المستوطنين، بدعم من قوات الاحتلال، يواصلون السيطرة على التلال الفلسطينية وشق الطرق الاستيطانية، بما يهدد وجود دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا، ويؤثر بشكل مباشر على القدس الشرقية والقرى المحيطة بها، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت أخطار هدم لأكثر من 13 منشأة في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، ضمن هذه المخططات.
وأوضحت السلامين أن هذا المخطط، الذي يعود إلى عام 1990 في عهد وزير الإسكان الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، ظل مجمّدًا نتيجة الضغوط الدولية، لكنه عاد الآن إلى الواجهة بعد أعوام من التأجيل، ما يعكس عزم إسرائيل على المضي قدمًا في سياسة التوسع الاستيطاني وفرض السيادة على الضفة الغربية، وفق ما صرح به مسؤولون إسرائيليون.
وأكدت المراسلة أن هذه الإجراءات تأتي في وقت حساس بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، وسط تحذيرات فلسطينية من أن استمرار تنفيذ المخطط سيقضي على أي أمل في إقامة دولة فلسطينية متصلة الأطراف.
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إنّ مصر وغزة وإسرائيل مشتركين في معبر كرم أبو سالم، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه الطرف المحتل يفتش جميع المشاحنات في أثناء دخولها غزة، ولا يوجد أي قوة في الأرض تمنعه من التفتيش، وبالتالي، فإنه يستبعد من هذه الشاحنات ما يريد.
وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبو سالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".
وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبو سالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة".
وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات.. نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبو سالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".
وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبو سالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبو سالم حتى الشمال في جباليا.. وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟".
وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبو سالم".
وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي –فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".