إدارة أمن مديرية صنعاء الجديدة تقيم فعالية خطابية بذكرى الشهيد الرئيس الصماد
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
الثورة نت|
نظمت إدارة أمن مديرية صنعاء الجديدة، اليوم، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد، تحت شعار ” يدتبني ويد تحمي”.
وفي الفعالية، بحضور مدير المديرية عبد الله المروني، ومدير الأمن العقيد حميد حاتم، أشار الناشط الثقافي محمد الحسني، إلى أن سنوية الشهيد الصماد محطة للتذكير بجرائم العدوان بحق الشعب اليمني ، ومحاولات حرمانه من بناء دولته الحرة المستقلة بعيدا عن الوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية.
واستعرض مناقب الشهيد الصماد وثقافته القرآنية وحكمته وأدواره الوطنية وشجاعته وحنكته في إدارة البلاد في أصعب الظروف، وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة تحالف العدوان ومرتزقته .
وأشار إلى أهمية إحياء هذه الذكرى لاستلهام العِبر والدروس من تضحيات الشهيد الصماد ورفاقه في المسيرة القرآنية، وجهادهم في سبيل الأمة ونصرة المستضعفين، والدفاع عن الوطن.
حضر الفعالية عدد من القيادات الأمنية ومديري أقسام الشرطة بالمديرية
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح الصماد
إقرأ أيضاً:
من التبعية إلى الاستقلال .. المسيرة القرآنية وإعادة إنتاج الوعي السياسي اليمني
في خضمّ المتغيرات السياسية الحادة التي عصفت باليمن خلال العقود الماضية، برزت “المسيرة القرآنية المباركة” كمشروع فكري وسياسي أحدث تحوّلًا جذريًا في بنية الوعي السياسي للشعب اليمني، فقد انتقل الخطاب العام من مفاهيم التبعية السياسية والنزاعات الحزبية الضيقة إلى رؤية شاملة تقوم على الاستقلال والسيادة والمرجعية القرآنية.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
هذا التحوّل لم يكن سطحيًا أو عابرًا، بل جاء كنتيجة لمسار طويل من الصراع مع الأنظمة السياسية المرتهنة للخارج، والتبعية لدوائر النفوذ الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، اللتين كان لهما تأثير مباشر على شكل القرار اليمني لعقود.
هذا التقرير يهدف إلى تقديم قراءة تحليلية معمّقة حول كيفية إعادة المسيرة القرآنية تشكيل الوعي السياسي اليمني، وتتجلى أهمية هذا التقرير في أنه يوثق ويحلل مرحلة انتقالية فاصلة في تاريخ اليمن، تُعيد فيها الجماهير تعريف علاقتها بالسياسة، ليس فقط كأداة لإدارة شؤون الدولة، بل كجزء من هويتها الدينية والثقافية والتحررية.
ففي ظل احتدام الصراع مع قوى الاستكبار، يتضح أن معركة اليمن لم تعد مجرد مواجهة مسلحة، بل أصبحت معركة وعي وبناء مشروع مستقل، يُعيد تعريف مفاهيم السيادة، والوطنية، والاستقلال
الوعي السياسي في اليمن بين التبعية ومشاريع الاستكبار
لم يكن المشهد السياسي اليمني في العقود الماضية نابعًا من إرادة شعبية حقيقية أو رؤية وطنية مستقلة، بل ظل مرتهنًا لتوازنات إقليمية ودولية رسمت معالمه وفق مصالح خارجية لا تمتّ لمصلحة الشعب اليمني بصلة.
منذ ستينيات القرن الماضي، تغلغلت قوى النفوذ الإقليمي والدولي في صلب القرار اليمني، حيث لعبت السعودية على وجه الخصوص دور الضامن لأنظمة الحكم، سياسيًا واقتصاديًا وحتى دينيًا، في حين مارست الولايات المتحدة نفوذها غير المباشر عبر المساعدات، والسفارات، والبرامج الاستخباراتية.
على مدى أكثر من أربعة عقود، أُعيد تشكيل الوعي السياسي اليمني ليخدم مشاريع الهيمنة لا مشاريع التحرر، فتحوّلت النخبة السياسية إلى أدوات تنفيذ، وارتبطت مصالح الأحزاب والقيادات بشكل مباشر بالرضا الخليجي أو الأمريكي. وغابت الشعارات الوطنية والاستقلالية تحت عباءة الشرعية الدولية والتحالفات الإقليمية.
ورغم هذا الواقع، جاء مشروع المسيرة القرآنية المباركة ليعلن القطيعة مع هذه التبعية، ويفتح الباب أمام وعي سياسي جديد يتكئ على الهوية الإيمانية والاستقلال الحقيقي.
تحولات في الوعي السياسي اليمني
مع توسع نفوذ المسيرة القرآنية، خاصة بعد ثورة 21 سبتمبر 2014، بدأ يتغير شكل الوعي السياسي اليمني في عدة مستويات ، أهمها تحوّل المفهوم السياسي من سلطة إلى مسؤولية إيمانية، فلم تعد السياسة مجرد صراع على الحكم، بل أصبحت وسيلة لإقامة العدل والدفاع عن المستضعفين وفق نظرة قرآنية جامعة، وبفضل الله تعالى إستطاعت المسيرة القرآنية أن تحقق أثراً ملموساً في إحداث تغيراً ملموساً في واقع الوعي السياسي الذي أدى إلى تراجع الثقة في النخب السياسية التقليدية، وتغيرت نظرة الجمهور عامة وأنصار المسيرة القرآنية إلى الأحزاب التي فشلت في تحقيق تطلعات الشعب، وكانت تابعة في قراراتها للخارج، ليتحقق التحول من التبعية إلى الاستقلال السياسي، أحد أبرز التحولات وهو تعزيز ثقافة السيادة الوطنية ورفض التدخلات الأجنبية، لا سيما من السعودية وأمريكا، وهو ما انعكس في الخطاب العام والقرار السياسي على حد سواء.
السياسة كمقاومة .. أداة لتحرير القرار اليمني
منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على بلادنا كرست المسيرة القرآنية المباركة عناصر الوعي السياسي من خلال المواجهة القوية للعدوان وارتباطه بمرتزقة الداخل باعتباره جزء من معركة كبرى للتحرير والاستقلال من النفوذ الأجنبي الخارجي، ومن هذا المنطلق، فإن العمل السياسي سواء عبر المفاوضات أو عبر المجلس السياسي الأعلى هو امتداد للجهاد والمواجهة العسكرية.
الوعي السياسي الذي يتبناه المنهج القرآني لم يعد يرى في التسوية أو السلام هدفًا في ذاته، بل وسيلة مشروطة برفع الحصار ووقف العدوان وخروج المحتل، وهذا ما يجعل السياسة أداة نضالية، لا مجرد إدارة شكلية للصراع مع العدو .
المنبر القرآني والإعلام .. أدوات التغيير الفكري
لعب الإعلام الثوري خصوصًا قناة المسيرة، والمنابر الثقافية، والخطاب القرآني بكل أبعاده الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، دورًا محوريًا في بناء خطاب سياسي جديد، يجمع بين الدين والسياسة، ويجعل من المسؤولية الوطنية جزءًا من الواجب الديني.
وتم تقديم السياسة في خطاب المسيرة بوصفها واجبًا دينيًا لا ينفصل عن قيم الجهاد، والكرامة، والعدالة، وهو ما أعاد تشكيل نظرة اليمنيين للانتماء السياسي ودورهم في مواجهة العدوان.
مستقبل الوعي السياسي في ظل المسيرة القرآنية المباركة
مع ترسّخ حضور المسيرة القرآنية المباركة كمشروع فكري وسياسي يقود دفة المشهد اليمني، فأن البلاد تتجه نحو تبلور نمط جديد من الوعي السياسي، يختلف جذريًا عن المرحلة السابقة، هذا النمط لا يقوم على تقليد النماذج الغربية أو الارتهان للأنظمة الإقليمية، بل على مرجعية قرآنية مستقلة، تربط العمل السياسي بالقيم الإيمانية، وتدمج بين المسؤولية الدينية والسيادة الوطنية، لتصبح اليمن منفتحة على تحولات استراتيجية باتجاه ترسيخ مفاهيم الاستقلال والصمود والعداء للاستكبار كجزء من الهوية السياسية العامة، وتراجع الولاء الحزبي التقليدي أمام الانتماء للمشروع القرآني الوطني، وتوسيع المشاركة الشعبية في الشأن العام، وربطها بالواجب الإيماني، لا بالمصالح الضيقة، كانت التحديات أمام هذا التحول الاستراتيجي التاريخي في مشهد الوعي السياسي ومحاولات التشويه الإعلامي الخارجي من قبل دول العدوان ومرتزقته.
ختاماً
تتجه اليمن في ظل المسيرة القرآنية المباركة نحو إعادة إنتاج وعي سياسي جديد، يعيد الاعتبار لقيم السيادة، والكرامة، والموقف الأخلاقي، ويمنح الشعب اليمني أداة فكرية لبناء دولته بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
ولا يزال هذا المشروع مستمراً في ترسيخ هذه المفاهيم، ولن تتراجع عن هذا الاستحقاق ، لأن اليمن لا يستعيد فقط قراره، بل يقدم نموذجًا فريدًا للتحرر في وجه الهيمنة، ويؤسس لمدرسة سياسية قرآنية مستقلة.