صلاح الباشا:

تمر الآن ذكري رحيله المر .. فقد غادرنا ودالعبيد وهو في قمة عطائه الأكاديمي بعد ان ترك لابناء شعبه هذه الجامعة الباهرة الفخيمة والتي كانت الاولي في إتباع نظام الفصول الدراسية في السودان او ما يقال لها ( نظام السمستر) وهى كان أحدث نظام في التعليم الجامعي.
كان بروف ودالعبيد مصمما علي ان يترك لشعب السودان معلما اكاديميا بارزا تفاخر به بلاده.

فكانت تلك المعجزة( جامعة الجزيرة ) .
فقد كان يتابع نشأتها ميدانيا مع المقاولين والعمال والمهندسين حتي إكتمل بنيانها وتفجرت ينابيع العلم فيها بجهود طواقم التدريس في كافة المجالات وبواسطة جهود الاداريين والموظفين والعمال من المدير وحتي الخفير .
ومن اعظم منجزات بروف عبيد انه ابتعث العشرات من الشباب المتعلم لنيل الدراسات العاليا في أعرق الجامعات البريطانية والأمريكية وقد عادوا للعطاء الأكاديمي للطلاب في كافة التخصصات.
وهى بذلك قد تركت تراثا اكاديميا تمدد حتي الي خارج البلاد وفي العديد من الجامعات والمؤسسات والمستشفيات بدول التعاون الخليجي .
كان البروف شعلة متقدة من النشاط الاجتماعي والرياضي ايضا.. فكان دائم التواصل مع أهل منطقته في ودمدني وبركات وشملت حتي مسقط رأس ابائه واجداده في الزيداب بنهر النيل.
ومن الجوانب المشرقة التي إشتهر بها هى خفة روحه وسخريته ووجه الضاحك دائمآ الذي لايعرف العبوس وتأليف النكات التي تثير الفرح والبهجة في نفوس مجتمعاته.
ونحن إذ نفتقده وقد رحل باكرا في عمر ٥٢ سنة فإن وفاته جاءت وقد كان يؤدي دوره العلمي من خلال حضوره لمؤتمر الجامعات الأفريقية الذي انعقد بالقاهرة حيث صعدت روحه الطاهرة في آخر جلسات ذلك المؤتمر بتاريخ الخميس الثاني من فبراير ١٩٨٩م وقد وصل جثمانه الي الخرطوم في ذات تاريخ حجز عودته صباح الجمعة وكان برفقته في الموتمر الفقيد بروفيسور صلاح الدين طه صالح عميد كلية الطب وقتها.
واذكر تماما ان صديقه البروفيسور ميرغني عبدالعال حمور مدير جامعة الجزيرة وقت ذاك قد إستلم خبر الوفاة هاتفيا واتي إلينا في بركات ليبلغنا الخبر فجر الجمعة حيث تمت إجراءات إرسال حافلة للمستقبلين وعربة بوكس لاستلام الجثمان من مطار الخرطوم وإلي بركات رأسا حيث تمت الصلاة عليه عقب صلاة الجمعة بجامع بركات العتيق وتم دفنه بمقابر ام سنط المعروفة وسط حضور كبير من زملائه الأساتذة ومن أصدقائه بالخرطوم ومن طلاب الجامعة والعاملين بها وبالطبع أهل بركات ومارنجان وماحولها ومن رموز ودمدني.
رحم الله ودالعبيد وهو اللقب الذي اشتهر به سواء بجامعة الخرطوم او في الوسط الأكاديمي بمؤسسات التعليم العالي.
ونسأل الله تعالي ان يبارك في ذريته حيث ترك ثلاثه بنات وولد واحد وكلهم قد اكملوا تعليمهم العالي في مختلف المجالات وتزوجوا وانجبوا وذلك برعاية زوجته وابنة عمه ورفيقة دربه السيدة آمنه عبدالقادر مبارك .. أطال الله في عمرها.
وستبقي ذكري ود العبيد خالدة في وجداننا جميعا.. رحمه الله واكرمه بالجنة.
***
صلاح الباشا
القاهرة

abulbasha009@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء تشارك في القافلة المشتركة إلى شمال سيناء

واصلت دار الإفتاء المصرية جهودها الدعوية والإفتائية في محافظة شمال سيناء، من خلال مشاركتها في القافلة الإفتائية الجديدة المتجهة إلى المحافظة بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وذلك في إطار سلسلة القوافل المشتركة التي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، ومواجهة مظاهر التطرف والانحراف الفكري والأخلاقي، بما يسهم في ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش داخل المجتمع.

مفتي الجمهورية يتفقد الإدارة العامة للفتوى الإلكترونية بدار الإفتاء دار الإفتاء تواصل عقد مجالسها الإفتائية بالمحافظات لمناقشة ظاهرة "التحرش"

وشارك في القافلة ثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، هم: الشيخ محمد كمال أحمد محمد، والشيخ إبراهيم محمد محمد أنور شلبي، والشيخ محمد سامي حامد حامد يوسف. وكان في استقبال القافلة المشتركة فضيلة الشيخ محمود مرزوق، مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، ظهر الخميس، استعدادًا لانطلاق فعالياتها صباح الجمعة إلى مساجد الشيخ زويد والجورة ورفح.

وفي إطار فعاليات القافلة، أجرى الشيخ محمد كمال أحمد محمد، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لقاءً إذاعيًا مع إذاعة شمال سيناء بالعريش يوم الخميس، دار الحديث فيه حول انتصارات السادس من أكتوبر، وأهمية استحضار معاني الصمود والعزيمة والتضحية التي جسدها أبطال القوات المسلحة المصرية في معركة العزة والكرامة، مؤكدًا أن النصر الحقيقي هو نصر القيم والإيمان والوعي، وهو ما يجب أن ينعكس على سلوك الأجيال الجديدة في خدمة الوطن.

وقد أدى أعضاء القافلة خطب الجمعة في عدد من مساجد شمال سيناء، حيث ألقى الشيخ محمد كمال أحمد محمد خطبته بمسجد عمرو بن العاص بوادي العمر في منطقة القسيمة، وألقى الشيخ إبراهيم محمد محمد أنور شلبي خطبة الجمعة بمسجد المؤمنين بالجهامات في القسيمة، فيما ألقى الشيخ محمد سامي حامد يوسف الخطبة بمسجد الرحمن بوادي العمر بالقسيمة.

وجاءت خطبة الجمعة تحت عنوان «صحح مفاهيمك»، تناول فيها الخطباء مبادرة وزارة الأوقاف التي تحمل الاسم نفسه، مؤكدين أنها تمثل رؤية علمية وتربوية تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة، وإعادة بناء الوعي المجتمعي على أسس صحيحة تجمع بين الإيمان والعلم والسلوك القويم.

وتطرقت الخطبة إلى عددٍ من المفاهيم التي تحتاج إلى تصحيح، من بينها الغش في الامتحانات وما يمثله من خيانةٍ دينيةٍ وأخلاقيةٍ، وتخريب الممتلكات العامة باعتباره انتهاكًا لقيم المواطنة والانتماء، فضلًا عن ضرورة إصلاح العلاقات الأسرية وتصحيح مفهوم القوامة في الإسلام باعتبارها تكليفًا يقوم على الرحمة والعدل لا التسلط أو القهر.

وأكد أعضاء القافلة أن مبادرة «صحح مفاهيمك» تأتي كخطوة مهمة في طريق تجديد الخطاب الديني، وترسيخ القيم الأصيلة للمجتمع المصري، وبناء إنسانٍ وطني مستنيرٍ بدينه، واعٍ بدوره تجاه وطنه ومجتمعه، مستشهدين بقول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).

وتأتي مشاركة دار الإفتاء المصرية في هذه القوافل استمرارًا لدورها في تعزيز الحضور الدعوي والتوعوي، ودعم جهود الدولة في ترسيخ قيم التسامح والاعتدال، وبناء وعي ديني رشيد يسهم في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي في ربوع الوطن، ولا سيما في سيناء العزيزة.

مقالات مشابهة

  • صلاح عبد الله: يجب تدريس قصة محمد صلاح في المدارس
  • صلاح عبد الله: محمد صلاح يستحق أن تُدرّس قصته في المدارس
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (في حديقة الشوك)
  • نبيلة عبيد: الرئيس السيسي كان لديه الحق فى رفض التهجير.. خاص
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
  • في ذكرى انتصارات أكتوبر.. جامعة القناة تنظم ندوة توعوية بمدرسة عاطف بركات
  • الهلال الأحمر القطري يعلن عن خطة لتنفيذ تدخلات صحية في الخرطوم
  • إثم عظيم ومعصية تجلب سخط الله ..عطية لاشين يحذر من هذا الأمر
  • ما الذي يقوي العلاقة بين الزوجين؟.. احرصا على هذا الأمر ولو مرة يوميا
  • دار الإفتاء تشارك في القافلة المشتركة إلى شمال سيناء