كيف تؤثر العائلة على علاقتك بالمال؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
ذكرت مجلة فوربس أن العائلة تلعب دورا محوريا في تشكيل علاقة الأفراد بالمال، حيث تتأثر هذه العلاقة بأنماط السلوك المالي المتوارثة عبر الأجيال.
التقرير الذي يستند إلى أبحاث الأستاذ الجامعي شاين إنيت حول الرفاه المالي يوضح أن لكل شخص "شخصية مالية" تتحدد وفقا لطريقة تفاعله مع المال، والتي تتأثر بشكل مباشر بتربية الأسرة وتجارب الطفولة.
بحسب الدراسة، هناك ثلاثة أبعاد رئيسية تشكّل علاقتنا بالمال:
الاكتساب (A): يميل الأفراد الذين ينتمون لهذا البعد إلى اعتبار المال سلعة قابلة للجمع، حيث يرون في تحقيق الثروة هدفا بحد ذاته. والجانب السلبي لهذا النمط هو إمكانية التحول إلى هوس بالثروة أو العكس، أي رفض تام لاكتساب المال باعتباره مصدرا للفساد.يشير التقرير إلى أن التجارب الأسرية تلعب دورا رئيسيا في تحديد "الشخصية المالية" لكل فرد، على سبيل المثال، إذا كان أحد الوالدين يعتمد على المال كمكافأة للسلوك الجيد، فقد يتبنى الطفل لاحقا النمط نفسه في حياته البالغة.
لتحليل هذه التأثيرات بشكل دقيق، طورت رابطة العلاج المالي (Financial Therapy Association) أداة تسمى مخطط الجينوم المالي (Money Genogram)، وهو نموذج يُستخدم لتحديد الأنماط المالية داخل العائلة.
تتضمن هذه الأداة:
رسم شجرة عائلية. تصنيف أفراد العائلة وفقا للأبعاد الثلاثة للعلاقة بالمال (A ،U ،M). تحديد ما إذا كان السلوك المالي لكل فرد صحيا (+) أو غير صحي (-).على سبيل المثال، إذا نشأ شخص في عائلة اعتادت على الإنفاق المفرط، فقد يكون لديه ميل قوي إلى اتباع النمط نفسه، أو العكس تماما، حيث يصبح مقتصدا بشكل مبالغ فيه كرد فعل نفسي.
دروس مستفادة من تحليل العلاقة بالماليؤكد التقرير على أهمية فهم أبعاد العلاقة بالمال، حيث يمكن أن يساعد ذلك الأفراد في تحسين إدارتهم المالية وتعزيز استقرارهم الاقتصادي، كما يوصي بضرورة استخدام أدوات تحليلية مثل مخطط الجينوم المالي لفهم الأنماط الأسرية، وتحديد السلوكيات التي تحتاج إلى تعديل.
في الختام، يشير شاين إنيت إلى أن "العلاقة بالمال ليست مجرد مسألة اقتصادية، بل هي جزء من هويتنا النفسية والاجتماعية التي تتشكل عبر الأجيال"، داعيا إلى مراجعة تأثير العائلة على القرارات المالية الشخصية لضمان تحقيق رفاه مالي متوازنٍ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر الحرب بين إسرائيل وإيران على اقتصاد الشرق الأوسط؟.. روان أبو العينين توضح
أكدت الإعلامية روان أبو العينين أن تداعيات الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران بدأت في رسم ملامح أزمة اقتصادية جديدة، لا على أطراف النزاع وحدهم، بل على المنطقة بأكملها، وعلى رأسها الاقتصاد المصري، الذي بات مهددًا بموجة تضخم جديدة، واضطرابات في السياحة، والطاقة، وسلاسل الإمداد.
وأوضحت أبو العينين أن قطاع السياحة المصري يُعد أول الخاسرين من اشتعال التوتر في الشرق الأوسط، موضحة أن العديد من شركات السفر الدولية بدأت بالفعل في إعادة تقييم برامجها، ما يهدد بتراجع السياحة الوافدة إلى مصر بنسبة قد تصل إلى 25%، وفقًا لتقديرات مبدئية.
وأضافت أن ارتفاع أسعار النفط عالميًا بنسبة تفوق 10% منذ بداية التصعيد، وفقًا لتقارير “بلومبرج” و”Business Insider”، يمثل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد المصري كمستورد صافي للطاقة، مما يعني ارتفاع كلفة الدعم وزيادة الأعباء على المواطن في شكل تضخم جديد بأسعار السلع والخدمات.
كما أشارت إلى أن التأثير لن يقتصر على السياحة والطاقة فقط، بل يمتد إلى اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد والتصدير، نتيجة ارتفاع أسعار التأمين وتباطؤ الشحن وقيود الطيران، وهو ما سيؤدي إلى تأخير عمليات الاستيراد وزيادة كلفتها، مما يضغط على القطاع الصناعي والمنتج المحلي.
واختتمت روان أبو العينين تحليلها بالتأكيد على أن الحل لا يكمن في انتظار انتهاء الحرب، بل في الاستعداد الاقتصادي المسبق، عبر تأمين احتياجات الطاقة، وتحسين سلاسل الإمداد، وتعزيز الشراكات التجارية مع إفريقيا وآسيا، من أجل تجاوز تداعيات هذه الحرب الإقليمية.