رئيسة الاستخبارات الأمريكية القادمة عارضت اغتيال سليماني وإسقاط الأسد وتنصيب الشرع ..!
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
ما إن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ترشيح تولسي جابرد لمنصب رئيسة الاستخبارات الوطنية الأمريكية حتى اصطخبت قاعات الكونغرس الأمريكي، وضجت المؤسسات الاستخبارية والإعلامية بالأسئلة التي تبحث عن اجوبة ومبررات لهذا القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بدون أية مقدمات.. فهذه المرأة الهندوسية الحسناء تختلف عن ترامب بعشرات الاختلافات السياسية والثقافية والشخصية والعقلية، فضلاً عن التناقض الكبير بينهما في العقيدة والقيم .
أما السبب الثاني في دهشة واستغراب الكثير من المعنيين فيعود إلى انها كانت تنتقد ترامب كثيراً، مثل انتقادها له بعد موافقته على شن الغارة الجوية على مطار بغداد الدولي عام 2020 (والتي قتلت الجنرال قاسم سليماني) حيث اعتبرته عملاً حربياً عدوانياً من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانتهاكًا للدستور الأمريكي بسبب عدم حصوله على تفويض من الكونغرس لهذا العمل.. وهناك مواقف عديدة لهذه السيدة أثارت فيها الكثير من الجدل داخل الأوساط السياسية والنيابية الأمريكية، من بينها المقابلتان العلنيتان اللتان أجرتهما جابرد مع الرئيس بشار الأسد خلال رحلتها إلى سوريا في 2017، واجتماعها معه لساعة ونصف، ثم التقت به مرة ثانية بعد يومين واستغرق اللقاء نصف ساعة.. وقد ردت وقتها على منتقديها بقولها : ” إن بشار الأسد ليس عدواً لنا، وعلينا النظر إلى من يشكل تهديداً فعلياً للولايات المتحدة، وكيفية مقارنة مصالح الدول الأخرى بمصالح الولايات المتحدة”.
كما قارنت جابرد لقاءها مع الأسد بلقاء ترامب مع كيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية..!
علماً بأن الحملة ضد لقاء جابرد بالأسد لم تتوقف حتى هذه اللحظة، فمثلاً نقلت صحيفة الواشنطن بوست عن تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط قوله: ” إن الرحلة كانت فضيحة في ذلك الوقت، ولا تزال كذلك إلى اليوم”.
وقال ليستر ايضا:” إن رفضها الاعتراف بجرائم نظام الأسد، وإعلان شكوكها بشأن مزاعم استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في خان شيخون، وقولها إن محاكمة الأسد في المحكمة الجنائية الدولية ستتطلب جمع الأدلة من مكان الحادث، فهل لدينا الأدلة؟ أشك في ذلك.. !! هو كلام لايمكن أن يصدر من مسؤول أمريكي .
في حين أن النائبة أبيغيل سبانبرغر – وهي ضابطة سابقة في المخابرات الأمريكية- أعلنت على منصة إكس قائلة إنها “تشعر بالرعب” من قرار ترامب. وأضافت: “إن جابرد ليست فقط غير مؤهلة أو مستعدة بل وتتداول في نظريات المؤامرة وتتقرب من الديكتاتوريين مثل بشار الأسد وفلاديمير بوتين” و “بصفتي عضوا في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، أشعر بقلق بشأن ما يمثله هذا الترشيح على أمننا القومي.”
ومن ضمن الحملة ضد جابرد ومحاولة منعها من الحصول على المنصب، يأتي اتهامها بلقاء مسؤول كبير في حزب الله اللبناني، حيث ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن جابرد التقت بمسؤول كبير في “حزب الله” اللبناني عام 2017 ، أي بعد لقائها بالأسد مباشرة، وتحديداً حين كانت عضوا في مجلس النواب الأمريكي.. ووفقا لمسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخبارية كما تقول الصحيفة، فإنه بعد وقت قصير من زيارتها لسوريا ولبنان، اعترضت وكالات التجسس الأمريكية مكالمة هاتفية بين اثنين من أعضاء “حزب الله” بخصوص جابرد.. وكان التسجيل متعلقا بأحد أعضاء “حزب الله”، الذي أفاد بأن جابرد التقت بشخص وصفه “الرئيس” أو “الرجل الكبير”. ولم يذكر اسم ذلك الشخص في الاتصال، مما أثار بعض التكهنات بين مسؤولي المخابرات الأمريكية حول احتمال ان يكون الشخص المشار إليه زعيم الحزب نفسه، أو ربما نائبه “.
انتهى تصريح الصحيفة الأمريكية، لكن شكوكاً قوية تضرب هذا الاتهام وتضعف من مصداقيته في الأوساط الأمريكية .. ورغم هذه الحملة القاسية ضد جابرد فإن ثمة من يسجل لها وقوفها القوي ضد ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، خاصة خلال فترة وجودها بالكونجرس حيث اتخذت موقفاً قوياً ضد تنظيم القاعدة وفروعه مثل جماعة الجولاني .. حتى أنها انتقدت في ظهوراتها على قناة فوكس نيوز بين عامي 2013 و2017، الرئيس أوباما بسبب رفضه الإشارة لمعتقدات تنظيم القاعدة وداعش والإرهاب على أنها ” تطرف إسلامي ” !!
وفي مقابلة لها عام 2015 مع وولف بليتزر من شبكة سي إن إن ، انتقدت جابرد إدارة أوباما “لرفضها” القول إن العدو الحقيقي للولايات المتحدة هم المتطرفون الإسلاميون ورعاتهم الوهابيون المتشددون”.
ولعل المفاجأة الكبيرة التي فجرتها جابرد في الأسبوع الماضي كانت عندما استجوبها مجلس الشيوخ الامريكي قبل المصادقة على تعيينها . حيث سألها السيناتور كيلي قائلاً: ” لقد قلت في مقابلة عام201: “الولايات المتحدة تقدم دعمًا مباشرًا وغير مباشر للجماعات الإرهابية من أجل الإطاحة بالحكومة السورية” وفي عام 2019، خلال مناظرة المرشحين الديمقراطيين للرئاسة، قلت عن الرئيس ترامب: “هذا الرئيس يواصل خيانتنا.. فهو لا يلاحق تنظيم القاعدة بل يدعمه، لذلك، أود أن أعرف ما كان هدفك من قول هذه الأمور؟ وهل فكرت قبل قولها في دوافع إيران وروسيا، وما قد تكون قبل الإدلاء بهذه الادعاءات؟
فأجابت جابرد : ايها السيناتور، كوني شخصاً التحق بالخدمة العسكرية خصيصاً بسبب هجوم القاعدة الإرهابي في 11 سبتمبر، فقد كرّست حياتي لفعل كل ما بوسعي لهزيمة هؤلاء الإرهابيين. لذا كان من الصادم والخيانة لي ولكل من قتل في 11 سبتمبر، ولإخوتي وأخواتي في الجيش، عندما علمتُ، بصفتي عضوًا بالكونغرس، عن البرامج السرية التي بدأها الرئيس أوباما للإطاحة بالنظام في سوريا حيث كانت الولايات المتحدة تعمل مع تنظيم القاعدة وتسلحه وتدعمه من أجل الإطاحة بذلك النظام، ما أدى إلى إشعال حرب تغيير أنظمة أخرى في الشرق الأوسط.
أما برنامج وزارة الدفاع (DOD) الذي بدأ أيضاً في عهد الرئيس أوباما، فقد تمت دراسته على نطاق واسع، وأثبت أنه أدى في النهاية إلى إنفاق أكثر من نصف مليار دولار لتدريب من وصفوا ب”المتمردين المعتدلين”، لكنهم في الواقع كانوا مقاتلين يعملون مع القاعدة أو تابعين لها على الأرض في سوريا، وكان من الواضح وقد ثبتت صحته للأسف-أن حرب تغيير النظام في سوريا، ستؤدي إلى صعود المتطرفين الإسلاميين، مثل القاعدة، إلى السلطة. أنا طبعاً لا أذرف الدموع على سقوط نظام الأسد، ولكن اليوم، لدينا متطرف إسلامي يحكم سوريا، هذا الشخص نفسه قد احتفل في الشوارع بهجمات 11 سبتمبر، وكان قد حكم إدلب بنظام متشدد، وبدأ اليوم بالفعل في اضطهاد وقتل واعتقال الأقليات الدينية، مثل المسيحيين وغيرهم في سوريا ..!
فالح حسون الدراجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة تنظیم القاعدة حزب الله
إقرأ أيضاً:
فوسفات سوريا: إعادة إحياء الاقتصاد عبر التصدير في عصر ما بعد الأسد
بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، تسعى سوريا إلى إعادة بناء اقتصادها المنهك من خلال استثمار مواردها الطبيعية، وفي مقدمتها الفوسفات الذي يُعد أحد أهم الثروات الوطنية، باحتياطي يُقدر بنحو 1.8 إلى 2.1 مليار طن، مما يضعها ضمن أكبر 5 دول عالميًا في هذا المجال. وتبرز مرافئ اللاذقية وطرطوس محورا رئيسيا لتصدير هذه الثروة، بما يعزز دورها في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط التجارة الخارجية.
وتهدف الخطة الحكومية إلى تعظيم العائدات الاقتصادية من خلال تصدير كميات أكبر من الفوسفات بأسعار تنافسية، وإنهاء السيطرة الأجنبية -خصوصًا الروسية والإيرانية- على المناجم، وتطوير إدارة محلية شفافة. كما تشمل الخطة تخصيص جزء من الإنتاج لتغذية الصناعات المحلية، ولا سيما الأسمدة والمنتجات الفوسفاتية، إلى جانب تحسين البنية التحتية لتسهيل عمليات التصدير والامتثال للمعايير الدولية لتجاوز العقوبات الاقتصادية.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية القطاعات اللوجستية في دعم جهود إعادة الإعمار في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها سوريا. ويتولى مازن علوش (مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية) مسؤولية الإشراف على التواصل حول عمليات التصدير عبر مرفأي اللاذقية وطرطوس، حيث يعدان الشريان الرئيسي لتجارة الفوسفات.
تصاعد وتيرة التصدير وفتح أسواق جديدةوفي تصريح خاص لموقع الجزيرة نت، قدم علوش رؤية تفصيلية حول التقدم في تصدير الفوسفات، موضحًا كيف تساهم هذه العمليات في تعزيز الاقتصاد الوطني، مع التركيز على الخطط الحكومية لتوسيع الأسواق الدولية ورفع كفاءة العمليات اللوجستية.
وأكد أن صادرات الفوسفات تشهد نشاطًا متزايدًا ضمن خطة حكومية تهدف إلى توسيع التبادل التجاري وتحفيز الناتج المحلي. وأوضح أن هناك 5 شحنات تم تصديرها منذ استعادة السيطرة على المناجم، مع تحميل الشحنتين السادسة والسابعة حاليًا في مرفأ طرطوس، بإجمالي يبلغ نحو 40 ألف طن متجهة إلى رومانيا.
إعلانوأشار علوش إلى أن التحميل يتم بشكل متزامن من أجل رفع وتيرة التصدير، وتسريع العمليات التجارية، ضمن جهود دعم الاقتصاد الوطني.
وكشف أن الشحنات تم توجيهها إلى دول مثل رومانيا وتركيا وكازاخستان والهند، بموجب اتفاقيات رسمية، مع سعي حكومي حثيث لفتح أسواق جديدة.
كما أفاد أن الصادرات تجاوزت 140 ألف طن منذ بداية عام 2025، وذلك وفقًا للجاهزية اللوجستية لمرافئ التصدير وسلاسل النقل.
طموحات اقتصادية وخطط لزيادة الإنتاجوفي سياق جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، تبرز أهمية استثمار الموارد الطبيعية كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي هذا الإطار، يقدم الدكتور أسامة قاضي (رئيس مركز "قاضي للاستشارات" الاقتصادية ومستشار بوزارة الاقتصاد السورية وأحد المسؤولين المشاركين في وضع السياسات الاقتصادية) رؤية إستراتيجية حول كيفية الاستفادة من ثروة الفوسفات لدعم الخزينة العامة.
وفي حديث خاص لموقع الجزيرة نت، استعرض قاضي التحديات التي واجهت القطاع خلال العقد الماضي، مع التركيز على الخطط الطموحة لزيادة الإنتاج وجذب الاستثمارات الإقليمية والدولية، وتعزيز الصناعات المحلية المرتبطة بالفوسفات. وأكد أن الفوسفات يمثل مصدر دخل حيوي إذا استُثمر بشكل جيد، موضحًا أن احتياطي سوريا من هذه المادة، والمقدر بنحو 1.8 مليار طن، قد عانى من توقف شبه كامل للتصدير خلال السنوات الـ14 الماضية نتيجة الحرب وتدخلات خارجية.
وأضاف أن الإدارة الجديدة تعمل على طرح مناقصات دائمة لتسويق الفوسفات بشكل شفاف، مع بدء الشحن مجددًا من مرفأ طرطوس. وأوضح أن الإنتاج السنوي السابق بلغ حوالي 3.2 ملايين طن، لكن الحكومة تستهدف زيادته إلى 7 ملايين بحلول عام 2026، وربما يصل إلى 10 ملايين بحلول 2027، من خلال استخدام تكنولوجيا حديثة. وأشار إلى أن هذه الثروة ستكون عامل جذب مهمًا للمستثمرين الإقليميين والدوليين لتطوير صناعة الأسمدة وتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي مع تصدير الفائض، شريطة ضمان الشفافية في إدارة العائدات والعقود الحكومية.
التحول نحو التصنيع المحلي والتنمية المستدامةفي خضم هذا السعي لتحويل الفوسفات من مجرد مورد طبيعي إلى عنصر فعّال في إستراتيجية التنمية المستدامة، تبرز الحاجة إلى رؤى اقتصادية متقدمة تتجاوز البُعد التقليدي للتصدير الخام، وتعتمد على مقاربات شمولية تدمج بين اعتبارات الإنتاج والتصنيع المحلي، والتحولات البيئية، والتمويل المستدام. فعلى الرغم من ضخامة الاحتياطي السوري من الفوسفات، والذي يُعد من الأكبر عالميًا، إلا أن العائدات الفعلية منه ظلت محدودة لعقود بسبب سوء الإدارة والفساد والتدخلات الخارجية في قطاع الثروات الطبيعية، خاصة من قبل شركاء غير سوريين استغلوا ظروف الحرب لبسط نفوذهم على مناجم تدمر وخنيفيس.
وتناول الخبير الاقتصادي أسامة العبد الله، في تصريح خاص لموقع الجزيرة نت، الجوانب اللوجستية والمالية والاستثمارية للقطاع، مقدمًا اقتراحات مبتكرة لتطويره، من ضمنها دمج التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتطوير نماذج تمويل جديدة لجذب المستثمرين.
إعلانوأكد العبد الله أن الفوسفات يشكل ركيزة إستراتيجية لإنعاش الاقتصاد السوري في مرحلة إعادة الإعمار، لكنه شدد على ضرورة تبني نهج شامل يتجاوز مجرد التصدير الخام. وأوضح أن تحسين البنية التحتية للمناجم والموانئ، إلى جانب تطوير سلاسل التوريد المتكاملة، يُعد أولوية أساسية لضمان استدامة الإنتاج وتقليل التكاليف اللوجستية.
وأشار إلى أهمية الشراكات الدولية التي تركز على نقل التكنولوجيا المتقدمة لتطوير الصناعات التحويلية المحلية، مثل إنتاج الأسمدة عالية الجودة والمنتجات الكيميائية المشتقة من الفوسفات، مما يعزز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ويقلل الاعتماد على تصدير المادة الخام. كما أكد أن الشفافية في إدارة العقود وتوزيع العائدات ستكون حاسمة لجذب استثمارات أجنبية طويلة الأجل، مقترحًا إنشاء هيئة مستقلة لمراقبة الإيرادات وضمان دخولها الكامل إلى الخزينة العامة.
وأضاف العبد الله أن اعتماد ممارسات استخراج مستدامة بيئيًا، مثل تقليل النفايات وإعادة تدوير المخلفات، سيُسهم في تحسين صورة سوريا في الأسواق العالمية، ويُظهر التزامها بالمعايير الدولية، مما يزيد من فرص الاندماج في الاقتصاد العالمي. وختم بالتأكيد على ضرورة إصلاح السياسات المالية والمصرفية، بما في ذلك إنشاء آليات تمويل مبتكرة، مثل صناديق استثمار مخصصة لقطاع الفوسفات، لتسهيل تدفق رؤوس الأموال، وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع في الأسواق الدولية.